أخي العزيز من الشمال
لا أدري لماذا وأنا أقرأ كلماتك يراودني شعور وكأنك تتحدث عن أخت إنتهك عرضها .. أشعر بثقل يجثم على صدري كل مرة أسمع فيها كلمات كـ ( سقوط بغداد .. غزو العراق .. إحتلال العراق .. ) أنسى ماأعيشه من ألم وأنسى ذاتي تلك اللحظة لأشعر بأني خلية في جسد يجلد بالسياط ولا مغيث له ..
وسوم السياط بعيدة عني إلا أن ألمها يكويني بحرارته وصرخات الخلايا الأخرى تصم أذناي لتجعلني لا أشعر إلا بذلك العذاب ..
أحاول دائما الهروب بنفسي من ذلك الجسد .. وأحاول الأستقلال بذاتي عن جسد لايملك من أمر نفسه شيئا ..
إلا أن مجرد تذكر أن الأحبة خلايا في ذلك الجسد يجعلني أعود أدراجي لأتحمل الألم معهم وأمارس هواية التلذذ بالعذاب !!
وتستمر الحياة ليلا طويلا ولكنه ليس هادئا ككل الليالي .. فصوت الزفرات والآهات والأنفاس المقهورة تجعلك تسهر ذلك الليل بطوله لتحلم بصبح تملأه أصوات الطيور والنسمات .. وليته يكون كذلك !
ولك تحياتي وتقديري ,,,