لأسـم :- ع . س
العمـر:- 28 عـامـاً
مدة ألأدمان:- 15عـامـاً
كما ترون فأن سنوات ألأدمان تفوق سنوات عمري . فقدبدأت ألأدمان في سن مبكره جداً وأنا في أشد الحاجه لبناء جسمي . وفي مرحله من أهم مراحل العمر حيث كان عمري أنذاك 13 سنه عندما بدأت بشم الغراء والبنزين .. وهذه المواد التي كنت أسمع عنها من بعض أصدقائي ممن جرفهم تيار الخروج عن عاداتنا وتقاليدنا للوقوع في بأر ألأنحراف والتقليد ألأعمى لأشياء لا يرضى عنها ديننا ومجتمعنا . أشياءأقول عنها ألأن انها لا تجلب السعادة كما كان أعتقادي , بل هي مصيبه وكارثه أذا حلت بأنسان فلا فائدة من ورائه ترجى
نعم كانت المرحله مبكره جداً عندما جربت تلك السوائل الطياره . وبعدها جاءت الحبوب لتدخل هي ألأخرى تحت المسميات المغريه . ولكنها ثعبان جديد ينفث سمومه في جسدي الغض الذي تتشكل خلاياه كي انمو لأصبح رجلاً . ولسوء حظي وقعت في المحظور . ولم يمنحني رفاق السوء فرصة للتراجع فكلما جلست مع نفسي في حساب عسير أحاول الخروج من هذا الخندق المظلم أجد باباً أخر في كهف ألدمان يتهيأ لي .
لاتسألني عن وضع ألأسره. وأين ألأهل أو الرقابه أو أي سيء أخر يخطر في بالك من تلك الأسئله لأنني كنت أجد في كل مره العذر المناسب . فقد تعلمت الى جانب التعاطي . الكذب النصب والتحيل .
نعم قد تكون قصتي مشابهه مع قصص كثير من المدمنين غير أن في قصتي شيء مألم جداً لأي شاب طموح ولأنني بدأت التعاطي في سن مبكره كان تأثير ذلك بالغاً على كل أجهزة المناعه الطبيعيه عندي فالحالات المرضيه التي كنت أتعرض لها كانت تطول فترة علاجها ولا اشفى منها بسهوله . ويأتني الموت في كل لحظه خاصةً بعد أن تعلمت تعاطي الهيروين . فلم تعد الجرعه تكفي ولا ألأموال تكفي . وكان جسدي الضئيل المريض يزداد حاجه يوماً بعد يوم لتلك الجرعات السامه . ودون أي فائده . فكرت في العلاج لمرات عديده وقلت في نفسي لعلها تكون استراحة محارب ( كما يقولون ) وأقوم بتناول بعض الأدويه البديله ولكن كل مره اعود للأدمان .
والنتيجة بطبيعة الحال فقدي لما يعتز به كل شاب وهي قدرته ورجولته لأنه رجل . وبمعنى واضح فقدت القدره الجنسيه وهذه عله جديده تضاف الى العلل السابقه لو قلت أن شعوري بالضعف العام ربما قالوا أنه يحتاج الى غذاء أي انه من الممكن أن أعود طبيعياُ بعد التغذية الجيدة وتناول الفيتامينات . لكن التعاطي أفقدني كل رغبة في الغذا . بل وكل رغبه في الحياة بعد أن علمت بتلك الحاله التي وصلت اليها ماالسبيل الى العلاج ومالفائدة من الحياة.
كان من المفترض أتخاذتلك الخطوه . وهي الذهاب الى مستشفى ألأمل . ولكن لم يحصل ذلك في تلك الفتره وفي يوم من الأيام فكرت في ذلك مع أحد أصدقاء السوء( وهو الذي كان يقوم بتزود بأي نوع من أنواع المخدرات ) في تدبير عملية سطو على والدي وهو نائم ومن ثم قتله وأخذ مانريد من المال لأجل جلب المخدر. وكانت هذه الفكره من صديقي وسرعان ما وافقته عليها وعند البدايه في التخطيط أستعداداً للتنفيذ شائت قدرة الله أن يستيقظ والدي ليجدنا وأدوات الجريمة أمامه وبسؤالنا ماذا نريد تلعثم لساني . بينما تمكن صديقي من الفرار فاعترفت لوالدي بكل صغيرة وكبيره عن هذا المخطط . فما كان منه أن سلمني للسلطات ألأمنيه التي بدورها قبضت على صديقي وخلف القضبان قضينا مالله به عليم من الوقت وبعدها كان من المفروض أن نسلك طريق الصلاح ونعوض مافات ولكن الشيطان وزبانيته من بني الأنسان كانو أقوى من أرادتي فعدت مرة أخرى الى غياهب عالم الأدمان .
وهذه المرة بشراهه حتى وصل الأمر الى عدم التفكير بأي شيْ سوى الحصول على المخدر وبأي ثمن ولو كان ذلك سوف يكلفني شرفي أو عرض أهلي . وقد حصلت لي موافقه من هذا النوع ولكن لا أتحمل ( وأنا أكتب هذه السطور ) مجرد التفكير بها فكيف بسردها لكم . ثم ليعلم الجميع انني لا أذكر هذا والمواقف المخزيه من باب المجاهره بالمعصية أو الحصول على الشهرة أو ماشابه ذلك . ولكن يعلم الله انها من باب التحذير كي لايقع فيها أحد أو يقترب مجرد الأقتراب مما مررت به من ضيق وهم .
]} مرحلت الأمـــــل {[
كانت المسافه بيني وبين العلاج بعيده لأصراري على التعاطي ثم كانت المسافة ايضاً بعيدة بيني وبين التعافي فأصدقاء السوء بالمرصاد وكانت المسافه بعيده بيني وبين الخطوة الأولى فالمستشفى على بعد 1600 كيلومن مكان اقامتي ولكن كانت قريبه جداً بيني وبين الأمل في الشفاء . عندما توفرت الرغبة الصادقه ودعوت الله أن يأخذ بيدي للخروج من تلك الظلمات التى ليست بعيده عن وحشت القبر .
وأستقبلوني بالمستشفى وأنا في حاله يستحيل تقرير علاجها . لكن الله تعالى أعطاهم من الخبرة والصبر والشيء الكثير فقاموا بتنظيم برنامج علاجي من أجل التعافي . مرة بالأدويه وتارةً بالنصح والتوعيه ووجدت فيهم القلوب العطوفه والأيدي التي أخذت بيدي وأنا الأن أتماثل للتعافي من داء التعاطي ليخرج السم من دمي واحاول من جديد تعويض هذا الجسد المنهك الضعيف من أجل بعث روح الحياة فيه مرة أخرى .
فيما أخواني قديماً قالوا : ( الصحة تاج فوق رأس الأصحاء لايراه الا المرضى ) وهذا ما تأكدت منه بنفسي واقول أن الحياة النظيفة الباسمه داخل مجتمع الحب والتآخي وروح الفريق نعمة من الله لا يراها الا الغريق في مستنقع الأدمان .*
العرض العادي
