العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > واحة الحرف

الملاحظات

واحة الحرف إبداعاتكم من نزف أقلامكم

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 13-11-03, 12:19 am   رقم المشاركة : 1
الشجيّ
عضو نشيط






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الشجيّ غير متواجد حالياً
إلى محبِّي الأدب .. حوار هاديء ( 1 )


[c]إلى محبِّي الأدب .. حوار هاديء ( 1 )

بسم الله الرحمن الرحيم ..

في البداية سأوضح (( مسألة هامة ))
تضمن لنا هدوء النقاش .. و الإستفادة منه ..

لأنه لن تكون هناك استفادة من نقاش غير هاديء .. و غير قائم على دلائل و براهين و إنما ( تخرصات ) أو آراء فردية !!

سؤال :: لماذا لا نعترف بالآراء الفردية و لا نلقي لها بالاً ؟؟

الجواب .. لأن العالم ( الإنترنتي ) فرض علينا ذلك ..

أضرب مثلاً ..

لو دخل الشاعر الراحل ( عمر أبو ريشة ) بإسم مستعار إلى هذا المنتدى ..
و ناقش الأعضاء في قضية أدبية .. هل سُيلقى له بال ؟؟ لا بالطبع ..

و ذلك لأنه نكرة في هذا العالم ( الإنترنتي ) .. يتخفّى خلف اسم مستعار ( لحاجة في نفس يعقوب ) .. حتى و إن كان في الحياة العامة ( علمٌ في رأسه نار ) .. ( فتأمل أيها القاريء )

و من هذا المنطلق ..

و لأننا نريد أن نستفيد ( حقيقةً ) و لا نجعل حديثنا ( هذاء ) لا يسمن و لا يغني من جوع ..

لن نقبل دعوى أو " رأي " أي شخص .. عضو كان أو زائر أو حتى مشرف .. أديب أو متفلسف أو حاذق ..

إلا إن كانت لديه بينة .. و حجج تظهر صدق إدعائه ..

و إلا ... فليعذرنا إن ( همشناه ) .. و جعلناه نقشاً في ( حواشي ) الموضوع ..

إن رضيت أيها القاريء بهذا المنهاج .. فأكمل القراءة .. و إلا !!!

-------------------------------

سيتضمن هذا الحوار .. ثلاث محاور ..

أولاً :: نظرة إنصاف إلى المتنبي ( ماليء الدنيا و شاغل الناس ) .. من الجانب الأدبي و الديني كذلك .. ( شمولية الدراسة : دراسة وافية )

ثانياً :: تطور الشعر الأندلسي .. دراسة و نماذج .. و خاصة لشعر " ابن زيدون " .. دراسة من الناحية الأدبية فقط .... ( شمولية الدراسة : دراسة مختصرة )

ثالثاً :: الشعر الحديث ... دراسة و نماذج .. لبعض الشعراء .. من الناحية الأدبية فقط ( شمولية الدراسة : لم تحدد بعد )

سيتم وضع كل محور في موضوع منفصل خاص به لضمان الإستفادة .. و ضمان عدم تشتت القاريء

و هذا يعني أننا سنبدأ بالمحور الأول ( نظرة الإنصاف ) ..

-------------------------------

هذه هي المحاور التي سيتم تناولها بإختصار ..

و لا بأس من إثرائنا ببعض الدراسات لكن ... بشرط ذكر المصدر

و للحديث بقية

تحياتي

الشجيّ

[/c]







التوقيع

[c]أحزم الناس عاقلٌ ,,, لمس الجرح و ابتسم[/c]

قديم 13-11-03, 01:19 am   رقم المشاركة : 2
فريـــد
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فريـــد






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فريـــد غير متواجد حالياً

جيد جداً ..







قديم 13-11-03, 04:54 am   رقم المشاركة : 3
بنت الشرقيه
عضو قدير






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : بنت الشرقيه غير متواجد حالياً

[c]



اعتقد ان معلوماتي
لن تشفع لي
في محاورت من هم اكثر مني معلومات
ولكن سوف احاول ان اتدخل في النقاش
اذا سألتني
لماذا؟؟ فأنا من متذوقي
شعر المتنبي لانه جري ولكن هذا
لا يعني اني اعرف عنه الكثير ولكن
بالنسبه لي اعتقد ان لدي دلائل وبراهين تكفي للمناقشه معكم
تحياتي
[/c]







قديم 13-11-03, 09:30 pm   رقم المشاركة : 4
الشجيّ
عضو نشيط






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الشجيّ غير متواجد حالياً

[c]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أخانا الفاضل :: تقهو ..

مروركم و ترنيمكم الصامت شنّف الأسماع و أطربها ..
فكيف لو شاركتمونا ؟!

( لا أخفيكم أننا في هذه الأيام عانينا من تقافز علامات الإستفهام ..
مالمقصود ؟ لمَ ؟ ما السبب ؟؟؟ ... )

مقعدكم ينتظركم لتشاركونا النقاش .. خاصةً و أنكم ممن تحتل اللغة العربية في حياته - و الشعر خاصة - مكانة كبيرة كما علمنا

بانتظاركم ..

--------------

أختنا الكريمة :: بنت الشرقية ..

حيا هلا بك و بمشاركتك معنا ...
لكِ مشاركات تكاد ( تخطف الأبصار ) إيناعاً و نُضرة

بانتظارك ..

الشجيّ..
[/c]







التوقيع

[c]أحزم الناس عاقلٌ ,,, لمس الجرح و ابتسم[/c]

قديم 13-11-03, 09:33 pm   رقم المشاركة : 5
الشجيّ
عضو نشيط






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الشجيّ غير متواجد حالياً

[c]


بسم الله الرحمن الرحيم

سيتم التطرق إلى ما يلي ( بإذنه تعالى )

1- المتنبي .. الشاعر المبدع
2- المتنبي .. و رقة الدين ( هل ادعى النبوة - و قفات مع بعض أبياته )
3- النظرة السوية للمتنبي



( المتنبي .. .. الشاعر المبدع )


المتنبي ....

( كفل الثناء له برد حياته ,, لما انطوى فكأنه منشورُ )

بم يوصف ؟؟ بل بم يعرّف ؟؟
إن هو إلا كما قال عنه الشاعر عبد الله البردوني ..

من تلظّي لموعه كاد يعمى ,, كاد من شهرة اسمه لا يُسمّى
جاء من نفسه إليها وحيداً ,, رامياً أصلهُ غباراً و رسما
حاملاً عمره بكفيه رمحاً ,, ناقشاً نهجه على القلب وشما
خالعاً ذاته لريح الفيافي ,, ملحقاً بالملوك و الدهر وصما
----------
ما اسم هذا الغلام يابن معاذٍ ؟ ,, اسمه ( لا ): من أين هذا المسمى ؟
إنه أخطر الصعاليك طراً ,, إنه يعشق الخطورات جمّا
----------
يبتدي يبتدي ، يُداني وصولاً ,, ينتهي ينتهي ، و يدنو ولمّا
هل يرى غير ماترى مقلتاهُ ؟ ,, ( هل يسمي تورم الجوف شحما ؟ )
----------
التعاريف تجتليه و تغضي ,, التناكير عنه ، ترتدّ كلمى
كلهم يأكلونه و هو طاوٍ ,, كلهم يشربونه و هو أظما
كلهم لا يرونه و هو لفحٌ ,, تحت أجفانهم من الجمر أحمى
حاولوا حصرهُ فأذكوا حصاراً ,, في حناياهمو يُدمِّي و يَدمى
جرَّب الموت محوه ذات يومٍ ,, و إلى اليوم يقتل الموت فهما
----------



هو الشاعر المُجيد .. الفصيح البليغ ..
هو الذي أرَّق الشعر و الشعراء .. و هزّ ببيانه عروش البلغاء .. فدانت له أقلامهم و أطراسهم بالولاء ..

لم يتكلف الشعر و لم يبحث عن اللفظ .. إنما كان اللفظ ينساب رقيقاً سلسالاً .. عذباً .. فهيّج الأشجان و أثار الأحزان .. و نكأ القروح .. و سلب العقول .. بجمال لفظه و حُسن صياغته ..

من لم يعترف به .. فالشعر منه بريء ..

كيف لا .. و هو هو .. من يعجّ شعره بالحكمة مع حسن الصياغة و جودة السبك و قوة المعاني .. فابتعدَ بذلك عن رداءة النظم ..

له قصائد رائقة .. بهية .. قوية .. مطربة ..
لو استعرضتَ ( مطالعها فقط ) .. لطربت .. فكيف بالقصيدة ؟؟



و هاكم بعض هذه المطالع :

حاشى الرقيب فخانته ضمائرهُ ,, و غيّض الدمع فانهلت بوادرهُ
و كاتم الحب يوم البين منتهكٌ ,, و صاحب الدمع لا تخفى سرائرهُ

.. و قوله ..

ما الشوق مقتنعاً مني بذي الكمدِ ,, حتى أكون بلا قلبٍ و لا كبدِ
و لا الديار التي كان الحبيب بها ,, تشكو إليّ و لا أشكو إلى أحدِ
ما زالَ كل هزيم الودق ينخلها ,, و السقم يُنحلني حتى حكت جسدي

.. و قوله ..

أرقٌ على أرقٍ و مثلي يأرق ,, و جوىً يزيد و عبرة تترقرقُ
جهد الصبابة أن تكون كما أرى ,, عينٌ مسهدةٌ و قلبٌ يخفقُ
ما لاح برقٌ أو ترنّم طائرٌ ,, إلا انثنيتُ و لي فؤادٌ شيّقُ
أبني أبينا نحن أهل منازلٍ ,, أبداً غُرابِ البين فيها ينعقُ
نبكي على الدنيا و ما من معشرٍ ,, جمعتهمُ الدنيا فلم يتفرقوا

.. و قوله ..

أتراها لكثرة العُشاقِ ,,, تحسب الدمع خلقةً في المآقي ؟!
( وهو ابتداء ما سُمع بمثله ومعنى تفرد بابتداعه كما يقول الثعالبي )

.. و قوله ..

أحلماً نرى أم زماناً جديداً ,, أم الخلق في شخصِ حيّ أُعيدا

( أظن أن هذا يكفي !! )
و ما كتبناه إنما هو غيض من فيض .. و لو شئنا أن نستخرج الجوانب الجمالية .. و الأبيات الماتعة الرائقة من ديوان المتنبي .. لما خلصنا إلى ذلك .. إلا بدراسةٍ مستفيضةٍ واسعةٍ لا تُكتب في منتدى .. و لا يحتويها كتاب .. و إنما مجلدات بالكاد تكفيها

و قد قال في صباه مجموعة من الأبيات منها ..

بأبي من وددته فافترقنا ,,, وقضى الله بعد ذاك اجتماعا
فافترقنا حولا فلما التـقينا ,,, كان تـسليمه عليّ وداعــا

................



و لعلنا بعد هذه الرحلة الماتعة مع مطالع المتنبي .. نأخذ شيئاً مما قيل فيه ..
و نود أن نورد ملاحظة هنا .. و هي ..

أننا استخلصنا الأقوال من بعض أمهات الكتب .. و البعض الآخر ( و هو الأغلبية ) من دراسات أدبية حديثة .. لكي نطَّلع على ما قيل حديثاً فيه ..
و أظن أن في هذا فائدة أكبر مما لو جعلنا جميع ما ننقله من الكتب المأثورة .. مثل شرح البرقوقي و طه حسين و محمود شاكر و غيره .. و ذلك لأن هذه الكتب يسهل الإطلاع عليها . بعكس الدراسات الأخرى .. مع ملاحظة أننا قمنا بإلحاق اسم الأديب و موضوع بحثه مع كل دراسة ..




من هو المتنبي ؟
يعطيك الشيخ عائض القرني لمحة عن هذا الشاعر الفذّ .. فيقول
( هو الشاعر الذي ذهب إلى الغزل أشجى ، و إذا ذكر الديار أبكى ، و إذا مدح كفى ، و إذا وصف شفى ، و إذا هجا كوى ، و كل هذا دليل على تمكنه ، و قوة ذاكرته ، و خصوبة خياله ، و جودة خاطرة ، و سيولة ذهنه ، و صفاء قريحته )
ثم يتحدث الشيخ عن نرجسية المتنبي ( الطاغية ) التي عُرف بها .. إلا أنه ختم حديثه ذاك بقوله
( و كلما أردنا أن نغضب منه لهذا الجموح الطاغي ، و التعالي المرفوض ، أرضانا بهذا القول الخلاب ، و السحر الجذاب ، و المنطق السالب للعقول فكتنا عاتبين ) إمبراطور الشعراء \ عائض القرني




( و للمتنبي ديوان شعر مشهور ، فيه أشعار رائقة و معانٍ ليست بمسبوقة ، بل مبتكرة شائقة ، و هو في الشعراء المحدثين كامريء القيس في المتقدمين )
ثم يقول
( و قد ذكر أبو الفرج ابن الجوزي في منتمه قطعاً رائقة استحسنها من شعره ، و كذلك الحافظ ابن عساكر شيخ إقليمه ، فمما استحسنه ابن الجوزي قوله :

عزيزاً سبى من داؤه الحدق النجلُ ,, عياً به مات المحبّون من قبلُ
فمن شاء فلينظر إليّ فمنظري ,, نذيرٌ إلى من ظن أن الهوى سهلُ
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي ,, فأصبح لي عن كل شغل بها شغلُ
كأن رقيباً منك سد مسامعي ,, عن العذل حتى ليس يدخلها العذلُ
كأن سهادَ الليل يعشق مقلتي ,, فبينهما في كل هجرٍ لنا وصلُ

و من ذلك قوله :

كشفت ثلاث ذوائب من شعرها ,, في ليلةٍ فأرت ليالي أربعا
و استقبلت قمر السماء بوجهها ,, فأرتني القمرين في وقتٍ معا

) البداية و النهاية لابن كثير 11\274



( لقد كان المتنبي شعلة من ذكاء وعظمة من فطنة وآية من عقل، وكانت نفسه ثائرة لا ترى لأحد فضلاً ولا تعترف بعظمة غير عظمتها.

إن أكن معجبا فعجب عجيب ’’’ ما رأى فوق نفسه من مزيد

وعندما يمدح شاعرنا ملكا أو أميرا فإنه لا ينشده الشعر واقفا كما يفعل الشعراء في ذلك العصر، وإنما بجانب الممدوح، أو ربما وقف الممدوح أمام المتنبي إجلالا واحتراما له كما فعل العلوي.
) دراسة (استهزاء المتنبي بسيف الدولة \بقلم محمدالصالح آل إبراهيم )



( و هو صاحب الأمثال السائرة ، و خاتم الثلاثة الشعراء ( أبو تمام و البحتري و المتنبي ) ، و آخر من بلغ شعره غاية الإرتقاء ، وقد أولع بتعلم الشعر من صباه ..
و بالنظر إلى شعره ..
فلا خلاف عند أهل الأدب في أنه لم يبلغ بعد المتنبي في الشعر من بلغ شأوه أو داناه ، و المعري على بعد غوره ، و فرط ذكائه ، و توقد خاطره ، و شدة تعمقه في المعاني و التصورات الفلسفية يعترف بأبي الطيب و يقدمه على نفسه و غيره ..

و من جميل شعره ..
ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى ,, أن الكواكب في التراب تمورُ
خرجوا به و الكل باكٍ حوله ,, صعقات موسى يوم دُكَّ الطورُ
حتى أتوا جدثاً كأن ضريحه ,, في كل قلبٍ مُوجَدٍ محفورُ
كفل الثناء له برد حياته ,, لما انطوى فكأنه منشورُ
)
جواهر الأدب 2\177 ( بتصرف )



( كان المتنبي ذا طموح بعيد ، فسما بنفسه عن اللهو ، و المجون ، و كان عبقرياً تتفجر الحكمة منه في شعره ، فتسير كالمثل السائر بين الناس ، و كان فارساً يخوض المعارك ، و رحالة يجتاز المفاوز في لياليها الحالكات ، و عالماً أديباً و هو القائل :

الخيل و الليل و البيداء تعرفني ,, و السيف و الرمح و القرطاس و القلمُ

و افتخر المتنبي بالعرب ، و غالى في ذلك حتى لقب بشاعر العربية ، ومن فخره :

و إني لمن قوم كأن نفوسنا ,, بها أنفٌ أن تسكن اللحم و العظما ) عبد الرحمن البرقوقي - شرح ديوان المتنبي ( بتصرف ) و من روائع الشعر العربي .. عواض العتيبي



( عني العالم العربي بذكرى المتنبي لانقضاء ألف عام على وفاته واستنفد كتاب الضاد صيغ المدح لذلك الشاعر العظيم وأبدوا في سيرته وأخلاقه آراء لم يختلف بعضها عن بعض كبير اختلاف دلت بجملتها على عبقريته كما نبهت على مواطن القوة والضعف في آدابه وطباعه.
) دراسة (أبُو الطيّب المتنبّي \كان عبقريّا، ولكن... \ بقلم الأستاذ: خليل مطران )


( لَقَدْ أَصَابَ اِبن رَشِيق اَلْقَيْرَوَان كُلّ اَلإِصابةِ حِينَ قَالَ في المتنبي: "ملأ الدنيا وشغل الناس". ولقد ذاع اسمه في البلاد وسار شعره سيرورة لم تعرف لشاعر غيره، واهتم العلماء بديوانه فشرحوه فكان من ذلك شروح تجاوزت الأربعين بعضها شملت شعره كله وبعضها انعقدت على المشكل من شعره. قال أبو عبد الله ياقوت الرومي: ولم يسمع بديوان شعر في الجاهلية، ولا في الإسلام شرح هذه الشروح الكثيرة سوى هذا الديوان، ولا تداول شعر في أمثال أو طرف أو غرائب على ألسنة الأدباء في نظم أو نثر أكثر من شعر المتنبي. قال: وكان أبوالعلاء المعري -رحمه الله- إذا ذكر الشعراء يقول: قال أبونواس كذا قال البحتري،كذا قال أبوتمام كذا، فإذا ذكر المتنبي قال:الشاعر )
مِن قِراءة فِي شعر أَبِي اَلطَّيِّب \بقلم اَلدُّكْتُور إإبراهيم السامرائي \ كلِّيَّة اَلآدَاب - جامعة بغداد



( روى محمد بن يحيى العلوي ( ت 390 هـ) وكان ترب المتنبي وجاره بالكوفة ( قال: أخبرني ورَّاق كان المتنبي يجلس إليه قال: ما رأيت أحفظ من هذا الفتى ابن عيدان قط! فقلت له: كيف ذلك؟
فقال: كان اليوم عندي وقد أحضر رجل كتابا، من كتب الأصمعي، نحو ثلاثين ورقة ليبيعه، فأخذ ينظر فيه طويلا فقال له الرجل: يا هذا، أريد بيعه، وقد قطعتني عن ذلك، فإن كنت تريد حفظه فهذا يكون- إن شاء الله- بعد شهر. فقال: فإن كنت حفظته في هذه المدة فما لي عليك؟
قال: أهب لك الكتاب. قال: فأخذت الدفتر من يده فأقبل يتلوه حتى انتهى إلى آخره، ثم استلمه فجعله في كمُّه ... " )







هذا و إلى هنا ننتهي من ( المتنبي الشاعر المبدع )
و نبدأ بنقطة جديدة ألا و هي ..
( المتنبي .. و رقة الدين )


[/c]







التوقيع

[c]أحزم الناس عاقلٌ ,,, لمس الجرح و ابتسم[/c]

قديم 14-11-03, 01:52 am   رقم المشاركة : 6
بنت الشرقيه
عضو قدير






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : بنت الشرقيه غير متواجد حالياً

[c]



اخي الشجي
الحقيقه تتحدث عن شاعر لااستطيع وصف شعره بكلمات
ولكن يكفيني
ان اتحدث عن المتنبي من قرآتي المتواضعه لنقاده
((شعر المتنبي في العيون ))
وسأترك الحديث لغيري عن
((المتنبي .. و رقة الدين))
------------------
أن الدموع تفرز بغزارة عند البكاء، وعندما يكون الإنسان في حالة نفسية معينة، مثل الحزن أو الغضب أو السرور,.
قال أبو الطيب المتنبي في قصيدة يمدح بها شجاع بن محمد الأزدي:



1 حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
حَتَّى لكِدتُ بماءِ جَفني أشرَقُ


يقول العكبري في شرح هذا البيت: المعنى: يقول: لكثرة بكائي وجريان دموعي (كان يبكي على فقد شبابه الذي ذكره في البيت السابق لهذا البيت)، كاد يشرق بها جفني، أي يضيق عنها، وشرق بالماء وغص بالطعام، وإذا شرق جفنه شرق هو، ويجوز أن يغلبه، فلا يبلع ريقه.
وقال المتنبي في قصيدة يمدح بها محمد بن سيار التميمي:



2 تَلَجُّ دُمُوعي بالجُفُونِ كأنما
جُفُوني لِعَيني كُلّ باكِيةٍ خَدُّ


يقول العكبري عن هذا البيت: المعنى: يقول: كلما بكت باكية كأن دموعها تمر بجفني كما تمر بخدها، فلست أخلو من بكاء ودموع، كما لا تخلو الدنيا من باكية تجري دموعها.
وقال الشاعر في قصيدة يمدح بها المغيث بن علي العجلي:



3 سَقَيتُهُ عَبَراتٍ ظَنَّها مَطَراً
سَوَائِلا مِن جُفُونٍ ظنَّها سُحُبا


يقول العكبري عن هذا البيت المعنى: يقول: سقيت هذا الربع (ذكر أبو الطيب الربع في البيتين السابقين لهذا البيت) دموعاً ظنها مطراً سائلاً من جفون ظنها سحبا, وقال أبو الطيب في قصيدة يرثى بها أخت سيف الدولة:



4 يَظُنُّ أنَّ فُؤَادِي غَيرُ مُلتهبٍ
وأنَّ دَمعَ جُفُوني غَيرُ مُنسَكِبِ


يقول العكبري في شرح هذا البيت: المعنى: يريد: أتظن أني غير حزين! وليس هذا مليحاً في حق امرأة أجنبية أن يخاطبها بمثل هذا, وقال المتنبي في قصيدة يمدح بها عبيد الله بن يحيى البحتري:



5 وَكُلمَّا فاضَ دَمعِي غَاضَ مُصطبرِي
كأنَّ ما سال مِن جفنيَّ مِن جَلَدِي


يقول العكبري عن هذا البيت: غاض: نقص والمصطبر: الاصطبار, والمعنى: يقول: كأن دمعي جار من جَلَدي، لأني كلما بكيت نقص صبري، فكأن دمعي من صبري.
وقال الشاعر في قصيدة يمدح بها كافوراً:



6 رَعَى اللهُ عِيساً فارقَتنا وَفَوقها
مَها كُلُّها يُولَى بِجِفنَيهِ خَدُّهُ


يقول العكبري عن هذا البيت: العيس: الإبل البيض والمها: بقر الوحش، ويولَى: يُمطر، وهو من الوَليِّ: اي المطر الثاني، والأول الوسمي, والمعنى: يدعو لهذه الإبل التي حملت فوقها النسوة اللاتي دموعهن جرين على خدودهن لأجل الفراق جرياً بعد جري، فجعل بكاءهن كالمطر على خدودهن جرياً من أجل فرقتنا, وهذا كلام حسن.
وقال أبو الطيب في قصيدة يمدح بها أبا العشائر:



7 أتَراها بِكَثرةِ العُشَّاقِ
تَحسِبُ الدَّمعَ خِلقَةً في المآقِي
8 كَيفَ تَرثي التي تَرَى كُل جَفنٍ
رَاءها غَيرَ جَفنِها غَيرَ راقي


يقول العكبري في شرح البيت السابع: المآقي: جمع مؤق، وهو مؤخر العين, والمعنى: يخاطب صاحبه يقول: أتراها لكثرة ما ترى الدمع في مآقي عشاقها، تحسبه خلقة،و فلا ترحم من يبكى؟ ولهذا قال: كيف ترثي؟, ويقول العكبري عن البيت الثامن: رقأ الدمع أو الدم: إذا قطع, والمعنى: يقول: هذه المحبوبة لا ترحم باكياً، وكيف ترحمه وهي ترى كل جفن من الناس إلا جفنها؟ غير راق بالبكاء؟ يريد: غير منقطع الدمع من البكاء، فهي لا ترحم أحداً، لأنها تحسب الدمع في أجفان العشاق خلقة.
وقال المتنبي في قصيدة يمدح بها بدر بن عمار:



9 فَكانَ مَسِيرُ عيسِهِمُ ذَمِيلاً
وَسَيرُ الدَّمع إثرَهُمُ انهمالا
10 كأن العِيس كانت فوقَ جَفني
مُناخاتٍ فَلَمَّا ثُرنَ سَالا


يقول العكبري عن البيت التاسع: الذميل: سير وسط, والعيس: الإبل, والانهمال: الانسكاب, والمعنى: قال ابن جني: سبقت دموعي عيسهم, ويقول العكبري عن البيت العاشر: المعنى: يقول: كنت لا أبكى قبل فراقهم (يقصد أحبته)، فكأن إبلهم ببروكها كانت تمسك بكائي ودمعي عن السيل، فلما أثاروها للرحيل سالت دموعي، فكأنها كانت مناخة فوق جفني.
لقد أشار أبو الطيب في بيته الأول من أبياته العشرة السابقة إلى كثرة بكائه وجريان دموعه حزناً على ذهاب شبابه, وفي بيته الثاني ذكر الشاعر كثرة دمعه في عينيه من الحزن حتى ان كل باكية كأن دموعها تمر بجفني عيني كما تمر على خديها وشبه شاعرنا المتنبي في بيته الثالث كثرة دموعه بالمطر, وبين في بيته الرابع أن دموع عينيه قد انهمرت من شدة حزنه وألمه لوفاة أخت سيف الدولة.
أما في البيت الخامس فقد ربط الشاعر بين الدمع والصبر، وهذا يعني ان الحزين كلما قل صبره وجلده ازداد انسكاب دمعه, وشبه أبو الطيب في بيته السادس جريان دموع النسوة الظاعنات على خدودهن من ألم فراق أحبتهن بالمطر, وفي بيتيه السابع والثامن يتساءل عن تلك المرأة الجميلة التي كانت تظن أن الدموع في عيون محبيها من الرجال خلقة لا محبة لها,, أما في البيتين التاسع والعاشر فقد بين أبو الطيب أن دموعه لسرعة جريانها سبقت إبل أحبته في سيرها حزناً على رحيلهم، فكأن العيس لما كانت باركة كانت تمنع انسكاب دمعه، فلما ثرن للمسير سالت دموعه.
نعود مرة أخرى إلى أبيات الشاعر العشرة السابقة نجده قد ربط فيها بين الدموع والجفون، وقد سبق لنا ان ذكرنا أن العيون تحمى بالجفون، وأن الغدة الدمعية تقع خلف الجفن الأعلى فوق العين، وأن الدموع تفرز إلى العين عبر المجاري الدمعية الموجودة خلف الجفن الأعلى,,!
قال أبو الطيب في قصيدة يمدح سيف الدولة وقد أمره بإجازة أبيات:



1 القَلبُ أعلَمُ يا عَذُولُ بِدَائِهِ
وأحَقُّ مِنكَ بِجفنِهِ وبِمائِه


يقول العكبري في شرح هذا البيت المعنى: يقول للعذول: القلب أعلم منك بما فيه من بَرَح الهوى، فهو يطلب شفاءه وهو أحق بالبكاء، وأنت تنهاه عنه، ،القلب يأمر الجفن بالبكاء، طالباً بذلك شفاء ما فيه، فهو أولى بذلك منك، والبكاء فيه شفاء للقلب واستراحة, وقال الشاعر المتنبي في القصيدة التي منها البيت السابق:



2 وَهَب المَلَامةَ في اللَّذاذةِ كالكَرَى
مَطرُودَة بِسُهادِهِ وبكائِهِ
3 لا تَعذر المُشتَاقَ في أشواقِهِ
حتى يَكُونَ حَشَاكَ في أَحشائِهِ
4 إنَّ القَتِيل مُضَرَّجاً بِدُمُوعِهِ
مِثلُ القَتيل مُضَرَّجاً بِدِمائِهِ


يقول العكبري في شرح البيت الثاني: السهاد: الأرق, والسُّهُد (بَضَم السين والهاء): قليل النوم, والمعنى: قال أبو الفتح: اجعل ملامتك إياه في التذاذكها كالنوم في لذته، فاطردها عنه وبما عنده من السهاد والبكاء، أي لا تجمع عليه السهاد والبكاء، أي فكما أن السهاد والبكاء قد أزالا الإكراه، فلتزل ملامتك إياه,ورد عليه الواحدي وقال: هذا كلام من لم يفهم المعنى، فظن زوال الكرى من العاشق، وليس كما ظن، ولكنه يقول للعاذل: هب أنك تستلذ الملامة كاستلذاذك النوم، وهو مطرود عنك بسهاد العاشق وبكائه، فكذلك دع الملام، فإنه ليس بألذ من النوم، فإن جاز أن لا تنام جاز أن لا تعذل, ويقول العكبري عن البيت الثالث: المعنى: يقول: لاتكن عاذرا للمشتاق في شوقه حتى تجد ما يجده، فهذا معنى قوله: في أحشائه , يريد يكون قلبك في قلبه، أي تحب مثل ما يحب, ويقول العكبري عن البيت الرابع: المضرج: الملطخ بالدم، من ضرجت الثوب: إذا صبغته كالقتيل تعظيماً للأمر.
وقال المتنبي في قصيدة يعزي بها سيف الدولة عن عبده يماك:



5 وَمَن سَر"َأ هلَ الأرض ثُمَّ بكى أسّىً
بَكَى بِعُيونٍ سَرَّها وَقُلُوب


يقول العكبري عن هذا البيت: المعنى: يريد: الذي سر جميع الناس، من السرور ثم بكى لحزن اصابه، ساء بكاؤه الذين سرهم، فكأنه بكى بعيونهم وحزن بقلوبهم، لما يصيبهم من الأسى والحزن, والمعنى: إنك إذا بكيت بكى الناس لبكائك وحزنوا لحزنك، فهم يساعدونك على البكاء جزاء لسرورهم.
وقال الشاعر في قصيدة يمدح بها المغيث بن علي العجلي:



6 دَمعٌ جَرَى فَقَضى في الرَّبع ما وَجَبَا
لأهلِهِ وَشَفَى أنَّى وَلا كَرَبا


يقول العكبري عن هذا البيت المعنى: يريد أنه بكى في منازل الاحباب بدمع قضى لهم ما وجب وشفاه من وجده، ثم رجع عن ذلك وقال: كيف قضى ذلك ولا قارب ذلك ولا داناه، كلا، ولا قضى الحق ولا شفى, وذلك لكثرة بكائه، وغلبة الوجد عليه، ظن أنه بلغ بذلك قضاء حقهم، ثم رجع إلى نفسه فعاد عن ذلك ونفى أن يكون قضى حقهم أو قاربه.
وقال أبوالطيب في قصيدة يمدح بها كافوراً:



7 لا تجزِني بِضَنىً بي بَعدها بَقَر
تَجزِي دُمُوعِيَ مَسكُوباً بِمَسكُوب


يقول العكبري عن هذا البيت: المعنى: يريد أنهن (محبوباته) لا ينالهن بعدي ضنى، يورثهن الفراق بعدي الضنى، فهو يدعو لهن ويقول: لا ضنيت هذه البقر وهن النساء، كما ضنيت، ولا جرت دموعهن كما جرت دموعي لأنه بكى عند الفراق فبكين فجزين دمعه بدمع، فدعا لهن أن لا يجزين ضناه بضنى كما جزينه بالدمع دمعاً.
وقال الشاعر في صورة جارية:



8 سَأَشربُ الكأسَ عَن إشارَتها
وَدَمعُ عَيني في الخَدّ مَسفُوحُ


يقول العكبري عن هذا البيت المعنى: يريد أنه يشرب الكأس كرهاً، ودمعه يسيل على خده، لا يقدر على مخالفتها، ولا يمكنه إلا امتثال الإشارة.
وقال أبو الطيب في قصيدة قالها وقد شى به قوم إلى السلطان فحبسه:



9 أَيَا خَدَّدَ اللهُ وَردَ الخُدُودِ
وقدَّ َقَدُود الحِسانِ القُدُودِ
10 فًهُنَّ أسَلنَ دَماً مُقلتي
وَعَذَّبنَ قَلبي بِطُولِ الصُّدُودِ


يقول العكبري في شرح البيت التاسع: خدد: شقق, والتخديد: التشقيق، وأصله الشق في الأرض والحفرة, وقوله: قدّ: قطع، وجانس بين الألفاظ, والمعنى: أنه دعا على ورد الخدود أن يشققه الله، ويزيل حسنه، وأن يقطع القدود الحسان, وقال أبو الفتح: هو دعاء على التعجب والاستحسان, ويقول العكبري عن البيت العاشر: المعنى: يقول: الحسان القدود: هن اسلن مقلتي دماً: وهن عذبنني بنار الصدود، وهو أشد العذاب.
لقد تطرق شاعرنا أبو الطيب المتنبي في أبياته العشرة السابقة إلى انهمار الدمع والحالة النفسية للإنسان، ففي أبياته من البيت الأول وحتى البيت الرابع برر بكاءه وخروج دمعه وسهره بأنه كان يحب ويعشق، فدموع العاشق الوله مثل دم القتيل ولهذا فهو لا يسمع لعاذل أو زاجر، بل هو يشعر بلذة مما هو فيه, وقد شبه شاعرنا الفذ في بيته الأول دموع جفنيه بالماء، وقد سبق لنا أن قلنا إن الدمع سائل مائي القوام, وأشار الشاعر في بيته الخامس أن سيف الدولة مع عظمه وعزته بكى حزناً على فقد خادمه يماك، وهذا يبين لنا أن البكاء حالة نفسية معينة لا يحس بها إلا صاحبها، فسيف الدولة بكى من اجل عبده وخادمه، وفي المقابل فقد يُفني نفوسا عديدة في حومة الوغى الحرب واشار في بيته السادس انه بكى في منازل أحبابه الدارسة، وهنا يتضح لنا أن بعض الاشياء والأمور المعينة قد تثير العاطفة في نفس المرء فيجهش بالبكاء لتوارد ذكريات محببة إلى عقله, وتمنى الشاعر في بيته السابع أن لا يحدث لمحبوباته الظاعنات ما حل به من بكاء وألم وأسى, وأشار في بيته الثامن إلى سيلان الدمع على الخد، أما في بيتيه التاسع والعاشر فقد دعا على النساء الجميلات ذوات الخدود الحمر والقدود الممشوقة لأنهن هن سبب عذاب قلبه وأسلن دموع مقلته دماً.
وقال أبو الطيب المتنبي في قصيدة يمدح بها سيف الدولة:



1 وَلَو زُلتمُ ثُمَّ لَم أبكِكُم
بَكَيتُ على حُبِّي الزَّائلِ
2 أينكِرُ خَدّى دَمُوعي وَقد
جَرَت مِنهُ في مَسلكٍ سابِلِ
3 أ أوَّلُ دَمع جَرَىَ فَوقَهُ
وأوَّلُ حَزنٍ على راحِلٍ


يقول العكبري في شرح البيت الأول: المعنى: يقول: أحبكم وأحب حبكم، حتى لو ذهب الحب عني، لبكيت على فراقكم، فلو فارقتموني، ولم أبك على فراقكم سُلُواً عنكم، بكيت على ما فات وزال من حبي لكم، استغباطاً لذلك فيكم، واستعذاباً لما القاه بكم, وقوله ولو زلتم وتعقيبه في آخر البيت بالزائل، من أبواب البديع في الشعر، يعرف بالضدَّين, ويقول العكبري عن البيت الثاني: المسلك السابل: الطريق الجادة, والمعنى: يقول: أينكر خدي ما اسيل عليه من الدمع، وهو يسكن من ذلك إلى حال قد عرفها، وعادة قد ألفها، ويجري منه في طريق مسلوك، وسبيل معمور؟ لا ينكر خدي دموعي, ويقول العكبري عن البيت الثالث: المعنى: يقول: ليس دمعي بأول دمع جرى على فقد الأحبة، وليس حزني أول حزن على مفارق، بل هذا الذي لا أعرف غيره، ولا أود فقده.
وقال المتنبي في قصيدة يرثى بها ابا الهيجاء عبدالله بن سيف الدولة:



4 وَمِثلُكَ لا يُبكى عَلى قَدرِ سِنِّهِ
وَلَكِن على قَدرِ المَخِيلَةِ والأصلِ


يقول العكبري عن هذا البيت: المخيلة: السحابة التي يتأكد الرجاء في مطرها، والدلالة بالشيء الصادق مخيلة، واراد بالمخيلة هاهنا: الفراسة, والمعنى: يقول: مثلك لا يبكي عليه بقدر سنه، لأنك لم تبلغ مبلغ الرجال، فيوجب فرط البكاء عليك، ولكنك يُبكى عليك على قدر اصلك، لأنك من أصل كبير، ويبكى عليك على قدر الفراسة فيك، لأنا نتفرس فيك الملك، فلهذا يكثر البكاء عليك، لأنك جدير بالبكاء عليك، لشرف أصلك.
وقال الشاعر أيضا وفي نفس القصيدة التي منها البيت الرابع:



5 وَلَم أَرَ أعصَى مِنكَ لِلحُزنِ عَبرةً
وأثبتَ عَقَلاً والقُلوبُ بلا عَقلِ


يقول العكبري عن هذا البيت: أصل العبرة: تردد البكاء في الصدر، وتردد الدموع في العين, وامرأة عابر بغير هاء: إذا تهيأت للبكاء, والمعنى يقول: لم أر أحداً لا يطيع دمعه الحزن سواه، وإنه أثبت الناس عقلاً إذا أذهب الخوف عقول الرجال عند الحرب, يشير بذلك إلى استمهاله لأمرها واستقلاله بحملها, والمعنى: أنه صابر عند الشدائد، ثبت في الحروب,وقال أبو الطيب في قصيدة يمدح بها سيف الدولة ويعتذر إليه:



6 أشكُو النَّوَى وَلَهُم مِن عبرَتي عَجبٌ
كَذاكَ كانت وما أشكو سِوى الكِلَلِ


يقول العكبري في شرح هذا البيت: المعنى: يقول: أشكو الفراق، وهم يتعجبون من بكائي، كذلك كانت الدموع تجري، بحيث لم يكن بيني وبينهم بعد إلا الحجاب، حيث لا اشكو سوى الستر الذي بيني وبينهم، في حال دنو المسافة، حين كانت تحجب بيننا الكلل، وهي جمع كلة، وهي الستر, والمعنى: أنه يقول لاصحابه: لا تعجبوا من بكائي على فراقها، فقد كنت أبكي في هجرها، وما أشكو مانعاً دون الكلل التي تضمها، والستور التي تحجبها، والدار واحدة، والمنازل متجاورة، فكيف ظنكم بي؟ وأنا اشكو النوى التي تمنع منها، والبعد الذي يؤيس عنها.
وقال المتنبي في قصيدة يعزي بها سيف الدولة بأخته الصغرى، ويسليه بالكبرى:



7 إنَّ خَيرَ الدُّمُوع عَيناً لدَمعٌ
بَعَثَتهُ رعايَةٌ فاستَهَلَّا


يقول العكبري عن هذا البيت: الرعاية: حسن المحافظة, والاستهلال: الانسكاب, والمعنى: يقول: إن خير الدموع لدمع سببه رعاية العهد، وهو عون على الحزن، وذلك أن الدمع يخفف برح الوجد.
وقال الشاعر في نفس القصيدة التي منها البيت السابع:



8 كُلُّ دَمعٍ يَسيلُ مِنها عَلَيها
وبِفَكّ اليَدَينِ عَنها تُخلَّى


يقول العكبري عن هذا البيت: كل دمع تسيله، فإنما هو أسف على مفارقتها (الدنيا)، وكل حزن تبعثه، فإنما ذلك اشفاق على مباعدتها، ويحل اليدين المتمسكتين تترك وتزايل، وبفكها عنها تخلى وتباين، وهذا إشارة إلى الموت الذي يغلب أهل الدنيا على قربها، ويخرجهم عنها مع كلفهم بحبها.
وقال أبو الطيب في قصيدة يمدح بها سيف الدولة:



9 وفاؤكُما كالرَّبع أشجاه طاسِمه
بأن تُسعدَا والدَّمع أشفاه ساجِمُه


يقول العكبري في شرح هذا البيت: الشجو: الهم والحزن، والطاسم: الدارس، والطامس ايضا، والساجم: السائل, والمعنى: يريد: أنه يخاطب اللذين عاهداه على أن يسعداه عند ربع الأحبة بالبكاء، فقال لهما: وفاؤكما لي بإسعادي على البكاء كهذا الربع، ثم بين وجه الشبه، فقال: أشجى الربع دارسه، كلما تقادم عهده كان أحزن لزائره، وأشد لحزنه، وأشفى الدمع للحزن سائله المنهل الجاري, يريد ابكيا معي بدمع ساجم، فإنه اشفى للغليل، كما أن الربع أشجى للمحب إذا درس.
وقال المتنبي في قصيدة قالها في صباه:



10 قَبَّلتُها وَدُمُوعي مَزجُ أدمُعها
وَقَبَّلَتني على خَوفٍ فَماً لِفَم


يقول العكبري عن هذا البيت: المعنى: يقول: لما بكينا جميعاً امتزجت دموعها بدموعي، في حالة التقبيل,, يقول: دموعي مازجت أدمعها (محبوبته)، أي امتزجت بها، والمعنى:أنهما تقاربا حتى اختلطت دموعهما حال التقبيل,لقد تطرق ابوالطيب في أبياته العشرة السابقة إلى ضروب من الحالات النفسية التي يصاحبها جريان الدمع، ففي أبياته الثلاثة الأولى بين أبو الطيب أنه بكى بسبب فراق محبوبته له، وأنه لو لم يبك على فراقها لبكى على ما فات وزال من حبه لها، استغباطاً لذلك فيها، واستعذاباً لما يلقاه بها, وفي بيته الرابع وضح أن سبب البكاء على موت ابن سيف الدولة رغم صغر سنه كان بسبب وضعه وأصله وأنه ابن لسيف الدولة.
ويتوقع أن يكون له شأنه لو بقي حياً,, ! وأشار في بيته الخامس إلى أن بعض الناس بسبب موقعه ومكانته عند الآخرين لديه القدرة على حجب انسكاب دموعه رغم ما يحس به من ألم ومن مظاهر بادية على محياه من الحزن.
ووضح شاعرنا المتنبي في بيته السادس انه كان يبكي وهو قريب من محبوبته لعدم تمكنه من الوصول إليها فما بالك به وهي قد رحلت وفارقت ونأت، أما في بيته السابع فقد بين أن خير الدموع هي الدموع التي تنهمر رعاية للعهد والمودة,, وبين ابو الطيب في بيته الثامن أن الناس تحب الحياة والدنيا ويبكون عليها مع علمهم أن نهايتها الموت والفناء, أما في بيته التاسع فقد أشار إلى أن آثار الأحبة قد تثير أشجان المحب فتنهمر دموعه على الأيام الخالية وربط في بيته العاشر بين الخوف والدموع، فهو لما قابل محبوبته وقبلته وهي في حالة من الخوف فماً لفم امتزج دمعه بدمعها خوفاً من الفراق,,,وقال الشاعر في قصيدة يمدح بها سيف الدولة ويذكر بناء مَرعَشَ:



1 فيا شَوقُ ما أبقى ويالي من النّوَى
ويا دَمعُ ما أجرَى وياقلبُ ما أصبَى


يقول العكبري في شرح هذا البيت: المعنى: يريد: ياشوقي، ما ابقاك فلا تنفد ويالي من النوى: استغاثة، كأنه يقول: يامن لي يمنعنى من ظلم الفراق, ويا دمعي ما أجراك! ويا قلبي ما اصباك!,, وهذا كله تعجب,وقال أبو الطيب في قصيدة قالها في صباه يمدح بها شجاع بن محمد الأزدي:



2 وَلَقد بَكَيتُ على الشَّبابِ وَلِمَّتى
مُسوَدَّةٌ ولِمَاءِ وَجهي رَونَقُ


يقول العكبري عن هذا البيت: اللمَّة من الشعر: ما ألم بالمنكب, والرونق: الحسن والنضارة, والمعنى: يقول: بكيت على الشباب ولمتي مسودة, يريد: أيام كانت فيها لمتي سوداء، ولوجهي حُسن، والغواني يطلبنني.
وقال المتنبي في قصيدة يمدح بها علي بن إبراهيم التنوخي:



3 أحَقُّ عافٍ بِدَمّعِكَ الهِمَمُ
أحدَثُ شيءٍ عَهداً بها القِدمُ


يقوم العكبري عن هذا البيت: العافي: الدارس الذاهب, عفا: درس, والهمم: جمع همة, والقدم: خلاف الحدوث, والمعنى: قال أبو الفتح: سألته عن معناه؟ فقال: أحق ما صرفت إليه بكاءك همم الناس، لأنها قد عفت ودرست، فصار أحدثها عهداً قديماً, وقال الخطيب: احق عاف بأن يبكى عليه همم الكرام، لأنها قد عفت كما تعفو الربوع فهي أحق بدمعك من كل الدارسات، وجعل القدم أحدث الأشياء بالهمم، أي دروسها قديم، فلا همم في الارض, وقال الواحدي: أولى ذاهب دارس ببكائك الهمم التي قد درست وذهبت، أي أنها أولى بالبكاء من الدمن والأطلال، ثم ذكر قِدَمَ وجودها بالمصراع الثاني, فقال: لا عهد لأحد بالهمم، لأن المحدثات تتأخر عن القدم، وإذا كان القدم أحدث الأشياء عهداً بها، فلا عهد بها لأحد, وهذا كما تقول: أحدث الناس عهداً بها آدم، دل هذا على أنه لا عهد بها لأحد من الناس,ربط أبو الطيب في بيته الأول من أبياته الثلاثة السابقة بين شوقه لمحبوبته التي فارقته وابتعدت عنه، وبين جريان دمعه، فبعدها عنه وشوقه لرؤيتها هما سبب بكائه وجريان دمعه.
وبين في بيته الثاني أنه كان يبكي خوفاً على ذهاب شبابه، ولمته كانت مسودة ولماء وجهه حسن ونضارة، فكيف به الآن بعد ما ابيض شعر رأسه وذهب رونق وجهه, أما في البيت الثالث فقد بكى شاعرنا على همم الرجال التي ذهبت وعفت ودرست, ونلاحظ من أبيات شاعرنا هذه أنه ربط بين جريان الدموع، وعوامل نفسية متنوعة.
ولهذا يكفيني من المتنبي ماقاله عن العيون
فهو شاعر لايوصف بكلمات
تحياتي
[/c]







قديم 15-11-03, 09:32 pm   رقم المشاركة : 7
الشجيّ
عضو نشيط






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الشجيّ غير متواجد حالياً

[c]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الله .. الله يا بنت الشرقية ..

مداخلة رائعة ..

لا عدمناك ..

ننتظر منك مداخلة أخرى ..

و لكِ أرق التحايا ..

الشجيّ
[/c]







التوقيع

[c]أحزم الناس عاقلٌ ,,, لمس الجرح و ابتسم[/c]

قديم 15-11-03, 09:34 pm   رقم المشاركة : 8
الشجيّ
عضو نشيط






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الشجيّ غير متواجد حالياً

[c] بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كما وعدنا .. نحن اليوم نكمل ما بدأنا به من دراسة لشعر المتنبي ..

اليوم نبدأ بالعنصر الأول من النقطة الثانية ( المتنبي .. و رقة الدين )
و هي ...

هل ادعى المتنبي النبوة ؟؟؟؟؟؟؟



سؤال يُراودنا كثيراً .. و نناقشه كثيراً .. فلعلنا نقف معه وقفة حاسمة .. و نناقشه بهدوء ..

في البداية أعطيكم بعض ماوجدته في الكتب .. ثم يأتي دور الترجيح




يقول العالم أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي في كتابه البداية و النهاية :
( و قد ادعى حين كان مع بني كلب بأرض السماوة قريباً من حمص أنه علوي ، ثم ادعى أنه نبي يوحى إليه ، فاتبعه جماعة من جهلتهم و سفلتهم ، و زعم أنه أنزل عليه قرآن فمن ذلك قوله : " و النجم السيار ، و الفلك الدوار ، و الليل و النهار ، إن الكافر لفي خسار ، امض على سنتك واقف أثر من كان قبلك من المرسلين ، فإن الله قامع بك من ألحد في دينه ، و ضلَّ عن سبيله " .. و هذا ( و الكلام للمصنف ) من خذلانه و كثرة هذيانه و فشاره ( أي خيبته و فشله ) .. )
ثم يقول رحمه الله .. ( و لكن أراد بجهله و قلة عقله أن يقول ما يشبه كلام رب العالمين الذي لو اجتمعت الجن و الإنس و الخلائق أجمعون على أن يأتوا بسورة مثل سورة من أقصر سوره لما استطاعوا . و لما اشتهر خبره بأرض السماوة و أنه قد التف عليه جماعة من أهل الغباوة ، خرج إليه نائب حمص من جهة بني الاخشيد و هو الأمير لؤلؤ بيض الله وجهه ، فقاتله و شرد شمله ، و أسر مذموماً مدحوراً ، و سجن دهراً طويلاً ، فمرض في السجن و أشرف على التلف ، فاستحضره و استتابه و كتب عليه كتاباً اعترف فيه ببطلان ما ادعاه من النبوة ، و أنه قد تاب من ذلك و رجع إلى دين الإسلام ، فأطلق الأمير سراحه فكان بعد ذلك إذا ذكر له هذا يجحده إن أمكنه و إلا اعتذر منه و استحيا ، و قد اشتهر بلفظة تدل على كذبه فيما كان ادعاه من الإفك و البهتان ، و هي لفظة ( المتنبي ) ، الدالة على الكذب .. و لله الحمد و المنة و قد قال بعضهم يهجوه :
أي فضل لشاعرٍ يطلُ الـ ,, ـفضلَ من الناس بكرةً و عشياً
عاش حيناً يبيع في الكوفة الما ,, ءَ و حيناً يبيعُ ماءَ المحيّا )
ثم تحدث بعد ذلك المصنف عن المتنبي و كافور .. فقال :
( و كان المتنبي يركب في جماعة من مماليكه فتوهم منه كافور فجأة ، فخاف المتنبي فهرب ، فأرسل في طلبه فأعجزه ، فقيل لكافور : ما هذا حتى تخافه ؟ فقال : هذا رجل أراد أن يكون نبياً بعد محمد ( عليه الصلاة و السلام ) ، أفلا يروم أن يكون ملكاً بديار مصر ؟ و الملك أقل و أذل من النبوة ) البداية و النهاية لابن كثير 11\275،276



و هذا قول آخر يُناقض القول السابق :



( و لُقب بالمتنبي لبيت من الشعر قاله في أيام شبابه ، و هو قوله :
ما مقامي بأرض نخلة إلا ,, كمقام المسيح بين اليهود
و نخلة هي قرية لبني كلب قرب بعلبك ، و معنى البيت أن أهل نخلة أعداء له ، كما كانت اليهود أعداء للسيد المسيح عليه السلام .. )
ثم يقول ..
( و ليس صحيحاً ما يُقال من أنه ادعى النبوة في بادية السماوة ، و تبعه خلق كثير من بني كلب ، و غيرهم حتى خرج إليه لؤلؤة نائب الاخشيد فأسره ، و حبسه ، ثم استتابه و أطلقه .. انما كان خروجه ثورة سياسية ، لا دعوة دينية ، يؤكد هذا أننا لا نجد من علماء عصره من ردّ عليه النبوة المزعومة ، و لم ينسب الرجل إلى الكذب ، و الدجل ، بل الذي قيل عنه أنه صدوق لم يكذب ، شهد له بهذا أصدقاؤه ، و أعداؤه ) عبد الرحمن البرقوقي \ شرح ديوان المتنبي ( بتصرف ) ، من روائع الشعر العربي \عواض العتيبي


و سأكتفي بهذه المراجع لكيلا يتيه القاريء بين الأقوال المتناقضة ..
قد يقول قائل : أننا أتينا بقولين متناقضين .. إذن .. فنحن لم نثبت شيئاً ؟!




فأقول له - مستعيناً بالله ..

أنا أميل لقول ابن كثير ( من أن المتنبي ادعى النبوة )
و لي دليل على ذلك .. لكنه دليلٌ منطقي هذه المرة ..
وهو ..
أن المتنبي هو شاعر مصقاع كما علمنا .. و رجل ذو بيان ..
و نحن نعلم أن الشعراء يستطيعون ببلاغتهم قلب الحقائق .. فيغدو الكذب حقيقة و الحقيقة كذباً .. ( ألم يقل كعب ( و قد أوتيت جدلاً ) ؟؟! لا عجب فقد كان شاعراً )

و من هنا ..

ألم يستطع المتنبي بعد خروجه من سجنه أن يقول ولو بيتاً واحداً ينفي به عن نفسه التهمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لمَ ؟؟ أأعياه بيانه ؟ أم خانه الشعر ؟ أم أصابه العيّ ؟
إن كان يكره ذلك فلم لم يُنافح عن نفسه بشعره ؟؟ هذا و نحن نعلم سرعة تناقل الشعر في ذلك الزمن ؟
هذا لا يقودنا إلا إلى معنى واحد .. و هو أن المتنبي ادعى النبوة حقيقة ..

==============================




إلى هنا نكون قد انتهينا من النقطة الأولى من ( المتنبي و رقة الدين ) .. و هي (( هل ادعى النبوة ))

و نبدأ بنقطة جديدة و هي ( و قفات مع بعض أبياته ) و أقصد بها الأبيات التي يتضح فيها رقة دين المتنبي ..




لكن .. لعلنا نضعها بعد ( يوم الزينة )

لأننا نريد الإنسلاخ من دنيانا لفترة ..

فرمضان ها هو يودعنا و لم نملأ منه الأرواح .. و من لم يجدّ في هذه العشر .. فقد حُرم الأجر ..

هذا و للحديث بقية .......

و تقبلوا أرق التحايا

الشجيّ
[/c]







التوقيع

[c]أحزم الناس عاقلٌ ,,, لمس الجرح و ابتسم[/c]

قديم 17-11-03, 10:44 pm   رقم المشاركة : 9
عصي الدمع
عضو مميز
 
الصورة الرمزية عصي الدمع





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عصي الدمع غير متواجد حالياً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخي الشجي ــ عافاك الله وبارك فيك وأيدك .. وأشكرك كثيرا على هذه الجهود .. وتقبل وافر تقديرنا واحترامنا .







التوقيع

كن عطوفا .. فكل من تقابلهم في هذه الحياة يخوضون معركة صعبة ..

قديم 18-11-03, 01:14 am   رقم المشاركة : 10
الصقر
عضو محترف






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الصقر غير متواجد حالياً

موضوع ثري اخينا الشجي .. بارك الله فيك ، موضوع من العيار الثقيل ، الذي ربما يعيد لنا صورة المنتديات التي ننشدها دائما ..

اعذروني .. فانا مقل الزيارة اليكم .. لكنني في كل زيارة ، استمتع ايما استمتاع بموضوعاتكم الثرية ..

ولي صديق ، مكسرفٌ في حب أدب المتنبي ، لدرجة انه لا يستطيع محاورتك دون ان يستشهد بابيات لأبي الطيب .. هذا الصديق ، كتب قبل ايام موضوعا جميلا عن المتنبي وأمريكا ، ولئلا اشق عليكم ، فأعذروني ان نقلته لكم هنا ..
عنوان الموضوع:
حجة المتنبي على أمريكا
يقول صاحبي:
تذكرت موقف أمريكا (البوشويه) عندما ترنمت بيت أبي الطيب القائل:


قـفـي تـغـرم الأولى مـن الـلـحـظ مـهـجـتـي
000000000000000000000 بـثـانــيــةٍ و الـمـتـلـف الـشيء غـارمــه


و رغم أن المتنبي يخاطب حبيبة و همية أتلفت (مهجته) بنظرتها الأولى و يطالبها بنظرة ثانية تكون غرامة إصلاح لما سببته النظرة الأولى . و هو يحتج بذيل البيت بقانون كوني شريعته المنطق فمن يتلف الشيء يتكلف بغرامة إصلاحه أو (إعادة إعماره) باللغة الأمريبوشية .

هذه الحجة تلزم أمريكا ولا أحد غيرها بإعادة إعمار العراق فهي غزت رغم المعارضة الدولية و باختراق صريح للقانون الدولي و للوائح الأمم المتحدة و هي الآن تطالب العالم أن يدفعوا ثمن إعمار ما دمرته .!

و لم يغفل المتنبي تحالف السوء الذي بدأت تصدعاته بالظهور فقال :


و قـد يـتـحلـى بـالــهــوى غــيــر أهــلــه
00000000000000000000 و يــسـتــصــحـب الإنــسان من لا يلائـمـه


و شر ما كسب المرء هو حليف السوء ..

الفارق الذي يأبى التطبيق هنا هو المناسبة فأبي الطيب ألقى قصيدته على قائد مجاهد هزم ملوك الروم الشماليون (الروس) و لم يفوت المتنبي فرصة الاستهزاء بتيجانهم التي أذلها هذا القائد الذي تاجه العمامة فقال :


و فـي صـورة الروسي ذي الـتـاج ذلـةً
0000000000000000000 لأبــلــج لا تــيــجــان إلا عــــمـــا ئــمــه


و يظل المنطق مهما كان أزليا لا قيمة له إلا بمنطق القوة القادرة على فرضه ..

تحياتي اليكم جميعا ايها السادة .. وكل عام وانتم بخير ..

الصقر ..







التوقيع

خذ ما تراه ودع شـيئا سمـعت به
في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

قديم 03-12-03, 12:54 am   رقم المشاركة : 11
الشجيّ
عضو نشيط






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الشجيّ غير متواجد حالياً

[c]للرفع لإكمال المشوار ...

و إن كان طالب الموضوع (( اغتيل )) ؟!!!!!!!!!!!!!!!

أم أنه ترجّل ؟

المسألة مبهمة !!

لكن سنحاول إكمال ما وعدناكم به بإذن الله

تحياتي

الشجيّ[/c]







التوقيع

[c]أحزم الناس عاقلٌ ,,, لمس الجرح و ابتسم[/c]

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 04:59 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة