بسم الله الرحمن الرحيم
عادت منيفه وهذا اسم الفتاة صاحبة القصة الى زميلاتها اللائي سبقتهن بالتخرج والعمل ,, عادت اليهن وكان اللقاء في اطهر مكان في الجامعة ( جامعة الملك سعود ) كان اللقاء في المصلى بعد الصلاة .. وبدأن يتسابقن في القاء الاسئلة على منيفه لمعرفة تفاصيل الحياة الوظيفية الجديدة التي تنتظرهن بعد التخرج الذي لم يتبقى عليه سوى اشهر قليله ..
تكلمت منيفه عن حكايتها وقصتها والالم يعتصرها على تلك السنوات التي امضتها في الجامعه حيث ان وقع الصدمة كان كبيرا ولم تتحمله تلك الفتاة التي كانت تمني النفس بخدمة مجتمعها في جو مليء بالحشمه والكرامه والعفه بعيدا عن الاختلاط بالرجال .. ولقد جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن وكان القبول في اكبر مستشفى ( التخصصي ) عرف عنه اهدافه الغير نبيله والغير شريفه للاسف حيث ان الرسالة التي يحملها هذا الصرح لاتقتصر على الجانب الانساني المتعلق بعلاج المرضى والابحاث العلمية فقط بل يتعدى الامر الى اكبر من ذلك فالسفور والتبرج والاختلاط والقضاء على الفضيله ونشر الرذيله تأتي في سلم الاولويات والدلائل والقرائن التي تشير الى ذلك كثيرة ومعلومه للجميع بعد ان وضع الهالك الدكتور / فهد العبدالجبار الخطوط العريضه للمبادئ والاهداف ..
بدأت منيفه حكايتها قائله : لا انسى ذلك اليوم الذي جاء فيه ذلك الاتصال الذي زف الى احلى خبر سمعته في حياتي عندما قال منيفه مبروك تم قبولك في مستشفى الملك فيصل التخصصي على وظيفة اخصائية مختبر براتب وقدره 7000 سبعة الاف ريال وفرح الاهل جميعا بما فيهم اخواني الذين مضى على تخرجهم من الجامعه سنين ولم يجدوا وظيفه بنصف هذا الراتب ,, وقاموا بالتناوب على ايصالي كل يوم لمقر عملي الذي احببته في البداية وانقلب هذا الحب الى تعاسه وشقاء في النهاية ,,
لم تكن بيئة العمل ممثلة في رئيس قسم المختبر نظيفه فلقد كان يتعمد في البداية اغلاق باب المكتب عندما اكون موجوده لديه ,, ولمح اكثر من مره فيما بعد بأن الحجاب عائق من العوائق التي تعيق الفتاة على اداء عملها من ناحية السلامة ومن ناحية الراحة النفسية لها ولمن يعمل معها .. وفي كل مره ينتهز الفرصه ويشير الى هذا الموضوع وكنت اتجاهله اما بالسكوت وعدم الرد عليه او ببيان الحكم الشرعي في الحجاب الشرعي ولكن يبدو ان الرجل ذو عزيمة واصرار في انفاذ مايدور في ذهنه طال الزمان او قصر .. وبدأت اكره الذهاب للعمل ولكن حاجتي وحاجة اهلي وتشجيع اخوتي واصرارهم هي التي كانت تدفعني للذهاب ..
عندما باءت جميع محاولاته بأقناعي بالتخلي عن حجابي وكشف وجهي بالفشل بدأ بمضايقتي اداريا ومحاسبتي على كل صغيرة وكبيرة تحدث في العمل بمناسبة وبدون مناسبة وصبرت على ذلك كله .. وفي يوم من الايام وعند محاولتي الدخول الى المختبر في بداية ذلك اليوم اذا بالباب مغلق على غير العاده في ذلك الوقت فطرقت الباب واذا به يشير لي من الداخل من خلال الزجاج الى حجابي ولسان حاله يقول اكشفي عن وجهك او ابحثي عن قسم اخر .!!
وهنا توجهت الى المسئولين وشرحت معاناتي وكل مسئول يحاول ان يردني الى ذلك الرئيس وبعدما وجدت ان لاخيار لي سواء الرحيل بحجابي وعزتي وكرامتي وعفتي قمت بتقديم استقالتي بعد خدمة لم تتجاوز الشهرين والنصف مؤثرة الاخره على الدنيا .. واختتمت كلامها قائله ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه )
--------------------------------------------------------------------------------
العرض العادي
