بابا محسن !! .. أبو نايف .. افتقدناك ..!!
أشد ما يعانيه الفرد افتقاده لوالده حتى وأن تجاوز من العمر عمراً !!
وأقسى ما يأتيه هي ساعات تذكره .. تتخيله في ذات المكان وذات الجلسة وذات الرائحة . كل شيء يذكر بكل شيء !
حتى تتخيله أمامك لولا يقينك أن مكانه في مقبرة الموطأ ..
اسأل الله أن يجعل قبره روضه من رياض الجنة
أتذكره قبل اقل من 48 ساعة من وفاته
عند الساعة 2 فجراً أصر على أداء صلاة الفجر رغم تعبه وألمه ، قلت له : ( تو الصلاة باقي 3 ساعات ! )
قال : طيب أصلي السنة !
بعد أن أدى السنة . وعند الساعة 4 فجراً دخل في حالة إغماء نقلته بسيارتي للإسعاف .. دقائق قاسية ، لم اشأ فيهم إلا أن أردد وهو نائم على مرتبة السيارة " لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله "
ليتحرك أبو نايف ويجلس وينطق بالشهادتين ثم يعود لمكانه ويدخل في غيبوبة من فجر الخميس
إلى أن أنتقل إلى رحمة الله الساعة 12.30 بعد منتصف الليل ليوم السبت 4/12/1430 هـ ..
يوووه يا أبو نايف !!
أتذكر صوتك عندما تقول لي : وشلونكم يا أهل الجنوب ؟!
( بيتي يقع جنوب بيته رحمه الله !! )|
أو أتذكر نبراته صوته : سلطان تعال اقرأ على من القران !
يوووه يا والدي الغالي ..
كل تفاصيل الحياة معك من ملازمة لك في مرضك للسنتين الأخيرتين أعرف تفاصيلها !
أستنشق من عطر حديثك ورائحة المكان الذي يروق لك الجلوس فيه كل الذكريات الجميلة .
سألتني ابنتك ( أبنتي ) وين بابا محسن ؟؟؟
يوووووه يا ابوي !!
لم أتكلم .. لم أتحرك من مكاني .. لم أنظر لعينيها أبدا !!
لكنها فاجأتني بقولها : صح بابا محسن راح للجنة !!!
لن أعلق أكثر اقسم بخالقي يا والدي .. لازالت يداك الطاهرتان ماسكة على يدي ! ومازالت رائحة الزكية تلامس أنفي ، وما زلت اسمع صوتك هنا وهناك ..
إن شئت أبو نايف
وإن شئت بابا محسن !
وإن شئت أبي
اسأل الله لك واسع فضله وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة . وأن يدخلك الجنة ..
اسأله بكل شيء هو له أن يرحمه ويتجاوز عنا وعنه !
========
كتبت هذا الشعور بعد وفاة والدي الذي أنتقل إلى رحمة الله قبل عيد الأضحى بأيام .