في ذلك الليل المظلم .. وسكونه المخيف كانت السماء مليئة بغيوم الرب التي غاب فيها نور الفضاء وعادت الملائكة إلى السماء العليا ، خرجت أحمل معي شقاء
السنين . الدروب خالية في تلك القرية المنسية التي مات أهلها عطشى من الرحمة
بكت السماء بالمطر ... عاد البوم إلى الخرائب وتعلقت الخفافيش بأسقف
المباني المهجورة .... بحثت عن مأوى فلم أجد سوى ماتبقى من جدران
الألم التي تصرخ من حقارة البشر . زادت أمطار السماء وصوت بكاء وبكاء
حاولت الهرب .. قال إنتظر .. قلت من أنت ؟
قال أنا غريب في قبر حزين . أرجوك إسمعني انت من أهل الدنياء ، وما زال
عملك يقبله الرب في السماء ، أما أنا فرهين عملي في قبري ضاق بي لحدي
ارجوك إقراء على قبري سورة الملك وإستغفرلي لعل الرب يخفف عني
العذاب والأهوال التي تحتويني ، فقد كنت ممن غرته دنياء الزوال .
قلت له كيف تستجير بي وأنا أحمل توابيت الذنوب والخطايا .
سوف أرحل وأبحث عن تسبيحة البقاء والخلود حتى لاأصبح مثلك
وداعا ... وداعا ... فخرجت يد وأمسكت بي قال لن ترحل لن ترحل ...
صرخة وصرخة ... وفجأة إستيقظت من نومي .
أخوكم / عواد العواد