الكتابة عنك مهما كثرت أحرفها وتراكمت صفحاتها فلن تصل إلى ما أريده..
فهد.. أبكيت البعيد قبل القريب لقربك من القلوب..
وفاتك نزلت علينا كالصاعقة في نهار الصيف..!
أدميت القلوب.. وفتحت جرحا لا أظنه يندمل..!
بكيتك.. وكيف لا أبكى عليك ؟
أتسائل ما لذي أحزن تلك الجموع ؟
أفقد الفقيد..!! أم بكاء الحبيب..!!
يا لهفي..كيف العزاء فنعزيك ؟
ولكن البكاء عليك هو أقصى ما أستطيع.!!
من لا يُبكى عليهم أولئك الذين يزرعون الأشواك في طريق الناس !
من لا يُبكى عليهم أولئك الذين يأكلون لحوم الناس أحياءً وأمواتا !
أما أنت فقد زرعت الورد في طريق أمك وزوجتك ومعارفك وشاهد ذلك الرجل الذي مابرح على مفارقة قبرك وهو يبكيك ويقول:
( هو صاحبنا في العمل ولم أرى قط أفضل منه ).
فهد لتبقى شفيعاً لوالديك واهلك فأنت شهيد بإذن الله.. وأي خاتمةٍ أفضل من هذه الخاتمة.
لا نعلم الغيب.. ولكن شهادة من حولك في برك بأمك جعل الله سبحانه وتعالى يحسن خاتمتك ويقبض روحك في ريعان شبابك لترتاح
من نصب هذه الحياة التي أقبلت علينا بفتن كقطع الليل لا نعلم فقد تجرفنا بفتنها. فمن يموت في هذا الزمن خير ممن يموت في آخره..
[u]أما أنت يا حرمة المصون الغالية عندي[/u].. فعزائي أنك فقدت أحب وأغلى إنسانة على قلبك.
كيف لا وقد عشت لأكثر من سنة وأنت سعيدة لم ينغص عليك فالله دره من زوج حفظ حقوق زوجته٠
وهل يذهب إلا الطيب !!فعظّم الله أجرك وألهمك الصبر على مصيبتك وأخلفك خيراُ منها.
لتصبري على ما أصابك فما أعطي أحد شيء خير من الصبر فهو صفة المتقين. ولتعلمي أن كل شي يدبره الله فهو خير لعباده..
فما قضى الله لعبده قضاءً إلا كان خيراً له.( وهذه الخيرة تخفى علينا فعلمها عند الله سبحانه وتعالى وثمارها في المستقبل ).
وأمر المؤمن كله خير فإن أصابته سراء شكرا فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك إلا للمؤمن.
وأنتِ أيتها الأم الحنون فما أعظمها من مصيبة وقد فقدتِ فلذت كبدك فعزائي لك بأن يعوضك الله خيراً منه.
أعلم أن قلبك يتفطر ودموعكِ تنهمر حزناً على فراقه.. ولكن الأمر كله بتصريف العزيز الحكيم وليس لنا إلا أن نسلّم بذلك.
وابشري بالخير
فقد قال تعالى في الحديث القدسي:
(ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) رواه البخاري.
جعلك الله من الصابرين الذين يشكرون في السراء ويصبرون في الضراء.
فهد.. ستظل حياً في قلوبنا فلن تستطيع صروف الزمان أن تمحوا اسمك أو سيرتك من ذاكرتنا..
سوف يبقى يوم الجمعة 25/8/1431هـ في عقولنا الباطنة فلن يُنسى..
كيف يُنسى وهو يوم فراق الأحبة فمثل هذه الأيام ستبقى خالدةُ في تاريخنا.
ستبقى معنا أينما نرتحل.. ستبقى معنا ما تعاقب الليل والنهار و إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولقائنا في الدارة الآخرة بإذن الله مع والدينا وأزواجنا وذرياتنا والمسلمين أجمعين في جنات النعيم..
دمـتم بــود،،،
فهــد
الثلاثاء 28/9/1431هــ