عندما تتخيل الحب
أَسْعَدَ اللهُ صَبَاحَكِ سَيْدَتي ..
الجميعُ في انتظاركِ ..
على مائدةِ الإفطارِ ..
قالتْ ..
حسناً .. اخرجي و أَغْلِقي البابَ ورائَكِ..
وهي جالسةٌ على سَرِيرِهَا الصغيرِ في حَجْمِهِ ..
الكبيرُ بهُمُومِهِ .. و أَوجَاعِهِ ..
و راحتْ في صمتٍ رهيبٍ ..
تُقلِّبُ أوراقَ الماضيُّ ..
ورقةً .. ورقةً ..
ما بينَ أخزانٍ و وآلام ..
مَابينَ غَدْرٍ و حُبٍّ قدْ فارقَ الحياةَ ..
مابينَ خيانةٍ ..
لَوْ قُسِّمَتْ على العالِمينَ ..
مِنْ جنٍ و إنس ٍ ..
لأخذَ كلَّ واحدٍ جزءً منهُ ..
تُقلِّبُ .. و تُقلِّبُ .. تَبْحَثُ عَنْ أَيَّ شيءٍ ..
قَدْ يُعيدُلها الأَمَلَ ..
في حُبِّهَا الوَحِيدِ ..
لاَ حَيَاةَ لاَ وُجُودَ .. لاَ أَمَلَ ..
فَرَفَعَت عَيْنَاهَا السَّودَاويينِ ..
إلى سَقْفِ الغُرْفَةِ ..
و قالتْ ..
بصوتٍ مَبْحُوحٍ .. مخنوقٍ ..
و دُمُوعُهَا مُنْهَمِرَةٌ ..
على وجَنَاتِهَا ..
و آهاتٌ تُقَطِعُ ذاكَ القَلْبَ الحنُونَ ..
أنا لمْ أَحْسِنْ الاختيارَ ..
أحببتُ كأني مجنونةً أو معتوهةً ..
جَعَلْتُ منهُ ملكُ البشرِ كُـلِّهِم ..
جعلتُ منهُ أَسْطورةً يتحدثُ عنهُ العاشقونَ ..
وهو ليسَ كذلكَ..
أنا منْ صَنَعتُ هذا الحبَّ ..
ولمْ أحسنْ صُنْعُهُ ..
أنا من خططتُ و رسمتُ و حددتُ الأهدافَ ..
كلُّ شيءٍ كانَ خيالاً ..
ذهبَ كسرابٍ تخيلتهُ لنفسي ..
لم يقلْ لي أُحِبُّكَ ..
رَغْمَ ذلكَ ..
كانتْ تترددُ بينَ طَبْلاتِ أُذُنيَّ ..
لم يقلْ أَعْشَقُكَ ..
رغم ذلك ..
كانت هي الكلمةُ التي أَرْسُمُ عليها مُسْتَـقْبَلي ..
آهـٍ و آهـٍ و آهـ ..
كيفَ انْعَتُهُ بالخائنِ و الغدارِ و الكاذبِ ..
وهو لمْ يكنْ موجوداً أصـــلاً ..
آهاتٌ .. أَنْثُـرُهَا ألمًا و حسرةً ..
على حبٍّ صنعتُهُ لنفسي ولمْ أَحْسِنْ صُنْعَهُ ..
وفي لحظاتِ السُّكونِ الهائجِ ..
بالأفكارِ و الألمِ و الجراحِ و الهمومِ و الإحزانِ ..
تَطْرُقُ البابَ أُميَ ..
بِصَوْتِهَا الدافئِ الحنونِ تُنَادِيني ..
ما بكِ يا ابنتي ؟؟
لقدْ راودني شعورٌ ..
بأنَّكِ تتألمي و تتوجعي ..
فأتيتُكِ مسرعةً ..
ما بِكِ يا ابنتي ؟؟
فلم أنطقْ بكلمةٍ ..
فقد سبقتني دموعي ..
و أطرقتُ رأسي على خَصْرِها ..
و أَجْهَشْتُ بالبكاءِ ..