.
.
أيّها الرّبيع..
مَرحباً بكَ أيها الربيع الغض..
حينما أتيتَ مزهُوا تشْهدك الطّبيعة النجْلاء فيعلوهَا الوقار,
مرحباً بك أيها الربيع المنبثق من رحم الجَمال,
حينما ترف جوانحَك الفيحَاء بأهزوجة عذبَة من حُروف الأبجَدية الغنّاء ,
يرددها الكبار قبل الصّغار.
مرحباً بك على لسَان سيّد البيَان * حينما قَال:" يقف الشاعر بإزاء جَمال الطبيعة,
فلا يملك إلا أن يتدفق ويهتز ويطرب , لأن السّر الذي انبثق هنا في الأرض,
يُريد أن ينبثق هنَاك في النفس".*
وبعد أيّها الرّبيع فإني رأيتكَ في صَفاء النّفس , وسُمو الرّوح , ورسَائل الوجدان
على صفحَات الحَياة.
أيّها الربيع ما أنتَ إلا فترة استجمَام بين فصُول العَام..!
فمرحباً بكَ.
ـــــــــــــــــــ
*سيد الكَلم هو رسول الهدى صلى الله عليه وسلم دون شك أو مراء
إذ هو من أتاه الله جوامع الكلم ( القرآن العظيم ومثله معه ) وهي السنة
الغراء.
.. أما سيد البيان فهو لفظ.. أطلقته على الأديب "الرافعي" بالنسبة لأهل
زمانه ولفظة "سيد أو سيدة" دارجة في أوساط الأدباء ومن نحا نحوهم
وتستعمل كثيرا ..
..أيضا كان يطلق على الرافعي رحمه الله "أمير البيان" لتفرده في صور
بلاغية قشيبة صاغها بحس مرهف, وهاجس فطري دون تكلف لم يتسنى
لأحد الإتيان بمثلها.
* وما أجمل أن يكون جمال الطبيعة؛ ملهما للمشاعر بالتسبيح والتحميد
خالق الجمال بحروف تهتز طربا, ويرف لها الخافق حمدا وثناء لمن بيده
ملكوت كل شيء وسبحان من علم بالقلم. ( بنت الرافعي).