العودة   منتدى بريدة > منتدى التصوير > منتدى التصوير والرحلات السياحية

الملاحظات

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-03-09, 01:44 am   رقم المشاركة : 1
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً
Cool ●|النفـود الكبيـر ,, صتورٌ تتحـدث|● ~[جميع الأجزاء بدون ردود]~



.
.
.



,. بسم الله الرحمن الرحيم .,

●| أحبابي زوّار هذا القسم |●

بعـد أن عشنـا سويّـاً لـ عدة أسابيـع أحـداث الرحلـة الماتعـة إلى قريـة عذفــاء .,

عبـر هـذا الموضـوع :

●| http://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=170174 |●

وكــآآن ... ماكــآآن ... وانتهـــت !

لنستعرض هذا الشريط سويًا على سبيل الذكرى و الاختصار ..!

وبدون ردودٍ قد تقطع حبل الانسجام .!


محبكم دومًا
فنتآستكـ ~ أبو عــزام .,









التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 01:49 am   رقم المشاركة : 2
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

[align=center][/align]





السـلام عليكم ورحمة الله وبركآآته

كثيراً مايحلو لعشاق السفر أن يضربوا في الأرض ابتغاء الأنس والسعادة !!
ولكن هل فكر أحدهم أن يبتعد عن أهله لسنوات في قرى لا تجد فيها أبسط مقومات الحياة !!
السفر مئات الكيلو مترات أنصافها طرق غير مسفلته , وكثبان رملية وعرة ..
قصة شباب انطلقوا من بريدة إلى الشمال حيث القرى تتناثر في أرجاء (النفود الكبير) ..
قصة شباب فارقوا الأهل والأصحاب إلى مجاهل الصحراء من أجل التدريس وابتغاء الرزق !!
أيامٌ عاشوها بحلوها و مرّها .
أيامٌ كانت لياليها سوداء كالحة على نفوس هؤلاء بعد أن ينفض السامرُ يجلس كل واحد مع نفسه ليتذكر بريدة الحبيبة وليالي بريدة ..
فكانت أن التقت تلك القلوب في ذلك المكان الغارق في رمال الصحراء ....
عذفــاء !!
لن أستأثر بالحديث , فسأترككم بعد قليل مع أحد أولئك المعلمين ليحكي لكم شيئاً من تلك الأيام ..


* ملاحظة : بعض المعلومات عن قرية عذفاء وموقعها الجغرافي , ستأتي تبعاً ..

قبل أن ندع المجال لصاحبنا ليتحدث , أدعكم مع بعض الصور من تلك الأماكن ( عذفاء وما جاورها ) اخترتها لكم من بين ألبوم كبير , وأسأل الله أن تنال على استحسانكم ..

صور منوّعـــه ::/
هذه قرية عذفاء , ويلاحظ من بعيد منزل المعلمين بجوار (الحوض) , المنزل صاحب الباب الأحمر ..



قرية عذفاء













عدة صور لجلسات سمر - للمعلمين-











إحدى الخيام القريبة من عذفاء



جبل قرية ( العليم ) المشهور , وتبعد العليم عن عذفاء 120 كلم تقريباً






صورة احترافية الفراغ يسوي كل شي



















المعلمين في زيارات لمخيمات البدو القريبة من عذفاء ,,
قهوة وفلة حجاج وعلوم غانمة الكرم على أصوله ..









يا عيني



يالله من فضلك .. (طبعاً هالصورة للدعدعة , وإلا مايدري وشلون تحلب)



ماشاء الله تبارك الله
أحس إنه مليانه حليب



بالعافية



جامع عذفاء الكبير
كان فيه احتفال للمدرسة ..









ميدان سكاكا في مدينة سكاكا ,, مهوب بعذفاء بس الصورة جاية مع البيعة


وهذه إدارة التعليم بالجوف
علشان اللي يبي يعين هناك يعرف شكله لأنه لازم يسيّر عليه



تابعوا في الرد الآتي






التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 01:52 am   رقم المشاركة : 3
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

[align=center][/align]

[align=center]
.

وهنـــــــــا ..


( مدرسة عذفاء الإبتدائية والمتوسطة والثانوية,, بالصور ) !!





مدخل المدرسة




طـلاّب المدرسة




يبدو إن المادة خط

















فناء المدرسة ,
ويظهر أحد المعلمين وهو يسلّم أحد الطلاب جائزته .. يستاهل



زيارة أحد الأطباء للمدرسة








[align=center]
لاحظوا : العلم نور والجهل ظلام .. على الجدار
[/align]














[align=center]
قاعة المختبر
[/align]




[align=center]
أثناء الفسحة
[/align]












[/align]






التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 01:54 am   رقم المشاركة : 4
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

[align=center][/align]

.


.


.


و هنــا بعض الصور لعدة جرائم ما بين قتــلٍ وأسـر


ـ ـ




























ـ طبعاً الذيب قتل في قرية العليم, ويذكر صاحبي أنه قتل قبل سويعات من مجيئ إليه , والدم لازال حاراً ولم يجف , والصور توضح ذلك ..




من شكله واضح إنه مظلوم








يا تسبديه
وهذه الداب في عذفاء تم القضاء عليه من قبل هذا المعلم الشجاع
















إلى هذا الحد ., تكون الصور قد انتهت , ونترككم في الرد الآتي مع الرواية ,,






التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 01:56 am   رقم المشاركة : 5
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

[align=center][/align]

.
.


حتى يكون للحديث شجون , ويكون له وقعٌ أكبر أعطي المايكرفون إلى صاحبي ليبدأ بالقصة التي اختار لها هذا العنوان ( العقول المهاجرة ) :


-----------------------------

إخوتي الكرام , في هذا المنتدى المبارك ,,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
قبل البدء , أُذكّـر :
1/ هذه القصة ليست خيالية وإنما واقع عشناه وجربناه بجميع مخرجاته .
وأحببت أن أدون هذه القصة لسببين :
الأول: تخليدٌ لذكرى هؤلاء المعلمين وهو أبسط حقوقهم .
الثاني : لتعم الفائدة كاتبها بملاحظاتكم وتنقيحاتكم ، والمعلمين الذين سيعينون هناك أو في غيرها من الهجر الصعبة .
وأطلب من الله العون والبركة على كتابة هذه القصة .
2/ أسماء الشخصيات في القصة ليست حقيقية ..
فقد أشرت لزميلنا من مكة بالمكاوي و القصيم بالقصيمي و الجنوب بالجنوبي و الرياض بالعاصمة و المدينة بالمدني , وموظف الإدارة بالشمالي .
والآن مع تمنياتي لكم بالمتعة والفائدة ,,
وأتمنى أن يخدمني الأسلوب لرضا الله أولا ثم رضاكم
[align=center]
الجزء الأول من القصة
[/align]

::: 1 :::


العقول المهاجرة
قصة معلمين تم تعيينهم في وسط النفود الكبير
الجزء الأول
مدخل
في يوم السبت 25/08/2007 م - الموافق 11-8-1428 هـ الساعة 1:53 مساءً
تم إضافة هذا الخبر

" الرياض (سبق) متابعات :

اعتمد الدكتور سعيد بن محمد المليص نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين أسماء الخريجين من الجامعيين ومحضري الحاسب الآلي الذي تم ترشيحهم للتدريس في العام الدراسي القادم 1428/ 1429 من وزارة الخدمة المدنية وعددهم 3915 معلماً.
وأشار القرار إلى أن المباشرة المعتمدة هي مباشرتهم في مدارسهم التي سيوجهون إليها من قبل إدارات التربية والتعليم
على أن لا تسبق مباشرتهم تاريخ 19/8/1428هـ "
أ.هـ .
شكرا سبق على هذا السبق << خبر انتظرته طويلاً
وكان من بين الــ 3915 معلم
بضعة معلمين هجرت عقولهم لهجرة مهجورة في وسط النفود الكبير
نرويها لكم هنا
إدارة التربية والتعليم بمنطقة الجوف


بدأت قصتي مع عذفاء ( هجرة صغيرة وسط النفود الكبير )
بورقة صغيرة فيها توجيه عملي لهذه الهجرة الصغيرة
استلمتها من يد موظف في إدارة التربية والتعليم بمنطقة الجوف
وهو يبتسم ابتسامة غريبة بالنسبة لي
لم أعرف كنهها إلا بعد ما خلت الإدارة من جميع المعلمين الموجهين لمدارسهم
إلا بضعة معلمين تعلوهم الحيرة و يرتسم الحزن على وجوههم
والسؤال المحير لنا والمتوقع في نفس الوقت لموظفي الإدارة
أين تقع عذفاء ؟
ويضج بهو الإدارة بالضحكات ، لتأتينا الإجابة مفسرتا كل هذه الابتسامات والضحكات
عذفاء
في النفود الكبير
170 كلم من سكاكا

ما فيها إرسال ولا طرق معبدة
ولا تحتاجون للتوصيف ، لأننا سنوفر لكم جيب يقلكم لمدرستكم حتى تتعرفوا على الطريق وبعدها تدبرون أنفسكم ، لا تتأخروا عن المباشرة .
عندما سمعنا الإجابة ، ارتفعت أصواتنا بالأعذار والشجب والإستنكار ولكن دون جدوى
ولا حياة لمن تنادي
خرجنا وأغلبنا يفكر كيف يخرج من هذه الضائقة ؟
بعدما اتصلنا على الأقارب والزملاء نبشرهم بالتعيين ، كررنا الاتصال ولكن نطلب منهم العون والمساعدة على هذا التعيين
يا له من أمر مخجل ، ولكنه مصيري ويترتب عليه أشياء كثيرة تستوجب كسر هذا الخجل
ومن استلامنا للورقة الصغيرة الثقيلة بخبرها ونحن لم نهدأ
اتصالات من هنا وهناك
منهم من يعتذر ومنهم من يجبر بخاطرنا ومنهم من يضحك

زادت حيرتنا
لم يتركنا فضولنا بأن ننتظر إلى أن نشاهد عذفاء على الطبيعة بل لجأنا إلى الشبكة العنكبوتية لنشاهد ونقرأ كل ما يخص هذه الهجرة
لم نجد نتائج كثيرة
وليتنا لمن نجد أيت نتائج
لأن النتائج كانت مخيفة
كيف لا ؟
والهجرة ليس فيها اتصالات ولا طرق معبدة للمواصلات
وقصة ( أسرة العتيق ) المشهورة حدثت هناك
وغيره من القصص اللتي لم يسلط عليها الضوء
مثل المعلم الرويلي و مجموعة معلمات
كلهم كان مصيرهم
واحد
فهل سيكون لنا فصل يضاف لقصتهم ؟
الله يستر

ومع صباح اليوم التالي
ذهبنا للإدارة متحمسين لننهي هذه القصة وكررنا المطالبات وجربنا جميع الحيل إلا البكاء
ولو كنا نعلم أنه سيأتي بنتيجة لربما جربناه
وعندما وصلت ساعة الصفر
رضينا بقضاء الله وقدره
وايقنا إن هذا الأمر اللذي لا نريده
ربما فيه خير كبير لنا
ولكن الإنسان بطبيعته نظرته قاصرة
قال تعالى : ( وعسا أن تكرهو شيئا وهو خير لكم )
وقف الجيب عند الإدارة لنركب معه على استثقال
و الجيب الآخر لكي يحمل بقية المعلمين ...
ننتظر أحد ينادينا
أو يمنعنا من الركوب
تحرك الجيب وأعيننا على الإدارة حتى فارقناها
ثم خيم الهدوء داخل السيارة
كأننا نحمل معنا جنازة ومتجهين للمقبرة
لا ضحك لا كلام ولا حتى ابتسامة
وصلنا آخر محطة على الطريق
اشترينا قدر ما نستطيع من الماء والأكل
تحسبنا لهذه المغامرة
وعملاً بالتعليمات اللتي وصلتنا
وصلنا لنهاية الطريق المعبد
دخلنا في النفود الكبير
وتوقفنا برهة من الزمن
نودع فيها أهلنا قبل أن ينقطع الإرسال و ننسم من هواء الإطارات
ونشاهد الساعة اللتي تتحرك عقاربها ببطئ شديد على غير العادة
وهي تشير إلى الحادية عشر قبل الظهر
من يوم سبت حار وثقيل

ركبنا السيارة وابتعدنا عن جميع المعالم سوى الرمال المتحركة المتلاطمة كتلاطم الأمواج ، و شجيرات الغضى المتناثرة هنا وهناك
ومركبتنا تقطع عباب الرمل بثقل شديد
وكأن الرمال تشد الإطارات محاولة منعنا من الموصول
والشمس تسلط اشعتها الحارة على وجوهنا موحية لنا بالوقوف
ومازال الهدوء مخيم داخل السيارة
والأفكار والخيالات المتوقعة والغير متوقعة تدور في أذهاننا
رغم وعورة الطريق وصعوبة الأجواء .
كسر حاجز الصمت والأفكار ( مطب ) قوي على غير العادة ، أخرجنا من أجوائنا وخيالاتنا إلى الواقع الذي نهرب منه ، معلنا بداية التعارف ، والتعليقات الطريفة من الزملاء لعلها تجبر بالخاطر و تخفف الهموم .
واكتشفنا أننا من جميع المناطق ( مكة ، المدينة ، الرياض ، القصيم ، أبها ، جدة .. )
أتينا من هذه المدن الكبيرة لنستقر في هجرة صغيرة
فالحمد لله على قضائه وقدره
ولم تنتهي التعليقات إلا بنهاية تعيسة لمركبتنا ذات الدفع الرباعي في وسط النفود الكبير وتحت الشمس الحارقة ،
ليخبرنا قائد المركبة
عبد الله الشمالي [ وهو موظف في الإدارة] : الجيب تعلق يا أساتذة
وينظر إلينا لكي نقوم بالواجب ( الدف والحفر ) .
حسن المكاوي يكلم الزملاء بصوت خفيف : لا مجال للاعتذار
صالح القصيمي : و لا للهروب
سعيد الجنوبي ينظر نظرات تغني عن الكلام لـ سلمان العاصمة
الذي علق بدوره :
لابد بأن نقوم بهذا العمل الإضافي للمعلمين لكي ننجو من التهلكة

نزلنا مستعدين للحفر والدف وأعيننا تنظر على مد البصر لعلها تشاهد كائنات حية ولكن البصر يرتد خائبا وهو حسير
بعدما أنجزنا هذا العمل بنجاح وشكرنا الله
كانت الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا
وبقي ثلث المسافة
ركبنا السيارة بعدما استنزف الدف والحفر منا ما تبقى من طاقاتنا
والحر زاد غيضنا من الحالة اللتي نحن فيها
وأعيننا شاخصة للأمام تنتظر هذه القرية المندفنة في النفود
والأذهان لا تصدق أن بعد هذه الرمال والصعاب سيخرج كائن حي فكيف بهجرة كاملة
إلى أن رئينا البرج من بعيد ثم القرية وبيوتها المتناثرة حول برج الماء
فبدأنا نتسابق مع عقارب الساعة
نحن متجهون للقرية
وهي متجهة للساعة الثانية بعد الظهر

توته توته انتهت الحتوته
الباقي تعرفونه في الحلقة القادمة بإذن الله








التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 02:00 am   رقم المشاركة : 6
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نسلّم المايك من جديد , إلى أخينا الغالي العذفاوي / أبوعبدالعزيز //






وصلنا ( عذفاء )


الهجرة الصغيرة


في وسط النفود الكبير


عذفاء ما كانت تعرفنا


ولكنا نعرفها


ومع ذلك ترحب بنا


وبكل زائر لها




سلمان العاصمة يخاطب زملائه في السيارة :


تصدقون إن عذفاء كانت من موارد الماء اللتي كان يمر عليها العقيلات وهم متجهين إلى الشام


حسن المكاوي وهو ينظر لعذفاء :


أحلى يالشايب


كنت تقول لنا إنك ما تعرفها ولا عمرك سمعت عنها


وش لون الحين تذكرت


سلمان العاصمة يضحك بخجل :


قريت عنها بعد ما استلمت الورقة الثقيلة ( ورقة التوجيه لعذفاء )


ما سمعت اللي يقول :


يا بكرتي وان جفاك منيف


.............. تردين عذفاء على ليلة


سعيد الجنوبي بصوت عالي :


أحلى وحافظ قصيد بعد


حسن المكاوي :


تلقاها أغنية يارجال


ومحرف فيها


سلمان العاصمة وهو يمسح لحيته :


الله يسامحك


ياخي بكرة تكبر وتعرف القصيدة من مصدرها


من هنا


تلقى حتى بزرانهم حافظينها


محمد المدني بعد طول صمت :


صدق


لاحقين على هالسواليف


صالح القصيمي عليه علامات الإستغراب :


طيب وش لون حفظت القصيدة بهالسرعة ؟ !!!


سلمان العاصمة :


بصراحة أول مرة أسمع هذه الأبيات من والدي - الله يحفظه ويمتعه بالصحفة والعافية -


عندما اتصلت عليه وقلت له إنهم وجهوني لــ ( عذفاء )


وضحك وقال هذه الأبيات لي


استغربت لحظتها وقلت له أثرك تعرفها


قال لي إني اسمع هالأبيات من زمان


وطلبتها منه وحفظتها


صالح القصيمي :


بصراحة أنا بعد سمعت عنها على خفيف


حسن المكاوي :


كيف يا بن بطوطة !!


صالح يتبسم :


من الكشاته اللي عندنا


اسمعهم يذكرونها


سعيد الجنوبي :


عاد أنتم ما شاء الله عليكم


حتى الجنوب تعرفونه أحسن منا


ما خليتم ديرة


صالح يضحك :


قل ما شاء الله


سعيد الجنوبي :


قلنا ماشاء الله


محمد المدني :


شوفوا المدرسة ما شاء الله




سعيد الجنوبي :


ما شاء الله


مبنى حكومي


صالح القصيمي :


مبنى حكومي وسط النفود


ضحك عبد الله الشمالي وقال :


العام افتتحوها


،،،،


لحظة تأمل من المعلمين للمدرسة التي ستحظنهم في وسط النفود


،،،،،


عبد الله الشمالي يقطع لحظات التأمل :


الظاهر إن المدرسة مغلقة


حسن المكاوي وهو متفاجأ :


تفائل بالخير يا رجل


صالح القصيمي ينظر لساعة السيارة :


طبيعي أن تكون مغلقة الساعة ثنتين بعد الظهر


محمد المدني : المدن الكبيرة مغلقة الآن


كيف هجرة لا حولها لا وزارة ولا إدارة


سعيد الجنوبي وعليه علامات الحزن :


طيب وش الحل ؟


عبد الله الشمالي يلتفت يمينا وشمالاً :


أظن إني أعرف بيت المدير


المجموعة بصوت عالي :


طيب ياخي رح له


وش يجلسنا بهالحر ولا سكن ولا شي


-------------------


صوت ريح بسيط مع بعض الرمال والسوافي حول المدرسة والسيارة


والهجرة خالية من الحركة سوى بعض الإبل البعيدة


،


،


وقفت السيارة عند بيت من البلك المصفف فوق بعض


بدون واجهة حجر


ولا سيراميك


ولا حتى اسمنت ..


السقف من بلكاش ..


و الباب حديد صادء ...


ولا يوجد ارصفة ولا شوارع مزفلته


فقط الرمال اللتي تغطي جزء من الجدران


وبعض الجدران تغطيها بأكملها ...


عبد الله الشمالي يضغط على منبه السيارة :


أظن هذا بيته


سلمان العاصمة وهو يعدل شخصيته :


الخوف أن يكون نائم


حسن المكاوي يلبس نظارته :


والله لندق عليه حتى يفتح


صالح القصيمي :


لا يكون هذا مديرنا اللي طلع يا شباب !!!


الشباب كلهم توجهت أعينهم للباب ... :


فتح الباب


رجل متين


أسمر البشرة


عليه نظارة سوداء


ولا يلبس على رأسه شماغ


سلمان العاصمة :


بصراحة شكله يخوف


سعيد الجنوبي :


عز الله اللي رحنا فيها


حسن المكاوي :


لا ما اصدق .


يمكن هذا واحد من أهل الديرة


عبد الله الشمالي وهو يطفأ السيارة ويحاول النزول :


لا هذا هو المدير بشحمه ولحمه


أبو شهانة


يالله أنزلوا


المعلمين بصوت عالي :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أبو شهانة ( مدير المدرسة ) يضحك :


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


حي الله زملائنا المعلمين


المبتعثين لخارج التاريخ


حسن المكاوي يهمس في أذن سعيد :


عز الله إنه صدق


إنا خارج التاريخ والجغرافيا بعد


سعيد الجنوبي زعلان :


هذا وقت تنكيت


قولو له يوقع لنا على خطابات التوجيه


وخلصونا


نبي ناصل قبل الليل


أبوشهانة يرفع صوته :


تفضلوا تغدوا معنا


وتريحوا


المعلمين بصوت جماعي :


الله يكثر خيرك


نبي توقيعك وبنمشي نرتب أمورنا


أبو شهانة يضحك :


ما فيه مشية


والمدرسة مغلقة الحين ..


المعلمين يعمهم هدوء


ويتبادلون النظرات


وهم يبحثون عن حل


سعيد الجنوبي بكل حماس :


والله ودنا


بس ما جبنا أي شي


ولا لنا سكن ولا استعدينا


يعني الله لا يهينك دبرنا ..


أبو شهانة يتبسم ويرمي ويخرج مفتاحا من جيبه :


طيب طيب


الظاهر إنكم ملزمين


أجل الحقوني للمدرسة ..


ركب المدير سيارته من نوع جيب شاص وتوجه للمدرسة


دخل المعلمين المدرسة


حسن المكاوي متضجر :


شوف الرمال لاحقتنا جوا المدرسة بعد


سلمان العاصمة يبتسم :


طبيعي أنت وسط النفود يا حبيبي


،


،


أخذ كل معلم مكانة في غرفة المدير


وأنهى الأوراق


بهدوء تام


المعلمين يستلمون أوراقهم


أبو شهانة يضع القلم في جيبه :


طيب الحين وش خطتكم


المعلمين :


ودنا نمشي


وتعفينا إلى أول يوم من الدراسة


أبو شهانة يقلب في التقويم :


اليوم السبت الموافق 19/8/1428 هـ


والدراسة تبدأ السبت القادم 26/8 /1428 هـ


المعلمين بصوت فيه استعطاف :


صحيح


أبو شهانة :


اسمح لكم تذهبون


وتضبطون أموركم


بس بشرط


المعلمين وأعينهم متجهة للمدير


وش هو الشرط ؟


أبو شهانة يقوم من كرسيه وهو مبتسم :


ما تتاخرون عن يوم السبت


لأنه أول يوم من الدراسة .


المعلمين بصوت واحد :


أبشر


الجمعة وحنا هنا


لحظات بسيطة


والمعلمين راكبين في السيارة


راجعين لسكاكا ( الجوف )


مكان الإدارة


والخوف يسايرهم


بعد هذا التعب


والجوع


أن يتعرضوا لدف أو بنشر أو عطل آخر


محمد المدني :


شوفوا اللوحة يا شباب




سلمان العاصمة وهو يتأفف :


أفففف


الله يعين


حسن المكاوي :


120 عن خوعاء


155 عن سكاكا


صالح القصيمي :


يعني اقل شي 120 مع النفود


سعيد الجنوبي :


هونوها يا شباب وهي تهون


توكلوا على الله


حسن المكاوي :


فعلا


الله يسهل أمرنا وأمركم


ويكتب اللي فيه الخير


--------------------------


بعد فترة


بلغ التعب مبلغه


وزاد الجوع من المئاسي


اتخذ كلم معلم له حل مؤقت


فحسن المكاوي يتمايل رأسه مع كل هزة للسيارة


ويسمع منه شخير


يكاد لا يسمع من صوت الرياح


والمطاب


سعيد الجنوبي ينظر من النافذة المجاورة له


وعينه تكاد تكون مغلقة من النعاس


سلمان العاصمة يتصفح جواله


وصالح القصيمي متلثم ويضع عقاله في حظنه وهو يشعر بنعاس بسيط


محمد المدني يقلب بعض الأوراق في جيبه


--------------------


عبد الله الشمالي بعد ثلاث ساعات :


أبشركم


الطريق المزفلت أمامنا


صالح القصيمي يعدل جلسته ويلتفت لـ سلمان :


الساعة كم الآن


سلمان ينظر لساعته :


تقريبا ( 5.30 )


سعيد الجنوبي يتمغط :


طيب وش بتسوون قبل ما نتفرق ...


صالح القصيمي :


ما فهمتك ؟


وضح


حسن المكاوي يتمغط بشدة :


سعيد صادق ...


كيف السكن


والأثاث


والسيارة اللي بتودينا


لازم نشوف حل


قبل ما نتفرق


محمد المدني :


أنا بجلس في سكاكا إلى الجمعة


سلمان العاصمة ينظر للساعة :


أنا بصراحة بحاول ألحق على رحلة الليلة للرياض


صالح القصيمي يبتسم :


ونا ماشي اليوم للقصيم


بإذن الله


سعيد الجنوبي يبتسم وينظر إلى حسن :


ونت بتمشي لمكة بعد


حسن يمسح نظارته :


لا والله


ما عندي نية


سلمان متزوج


وما يصبر عن أم العيال


وصالح ديرته قريبة نوعا ما


سلمان يسأل حسن وهو يضحك :


ونت منت متزوج ؟ !!


لا تقولي منت مشتاق


لأم العيال


ولمنورة << اسم الدلع لمنار بنته الصغيرة


حسن المكاوي تغيرت ملامح وجهه من الضحك للحزن :


حسبي الله ونعم الوكيل


لا تذكرني بمنورة


والله يتقطع قلبي


وش ذنبها الصغيرة ما تعيش بالقرب من أبوها .


سعيد الجنوبي :


ليش ما تجيب أهلك


سلمان العاصمة :


مجنون أنت


عسانا نعيش حنا


كيف نسوانا وأطفالنا


لا مستشفيات


ولا خدمات


حظكم أنتم يا لعزوبية


حسن المكاوي :


صادق


والله عند أهلهم أفضلهم


عبد الله الشمالي ينظر للمرآة الوسطى في السيارة :


ها ه


ما قلتو لي


وين أنزلكم


صالح القصيمي :


عند الإدارة وحنا ندبر أنفسنا


سعيد الجنوبي يرجع ظهره للمرتبة :


يعني أفهم منكم


إني أنا و حسن نشتري الأغراض وندبر الأمور


وبعدين نجمع القطة


سلمان وصالح :


كذا أحسن


حسن المكاوي :


الوعد قبل صلاة الجمعة


ما ودنا نتأخر


تكفون


سلمان و صالح :


ابشر ابشر ..

*-*


نكمل في الجزء القادم









التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 02:06 am   رقم المشاركة : 7
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً





عندما أقبلوا على المزارع المحيطة بسكاكا
بدأت الرسائل تقبل على جوالاتهم
وخاصة خدمة موجود
وبدأت الاتصالات تنهال من قريب ومن بعيد
ولعل النصيب الأكبر كان للوالدين ..
موقف لا يتكرر عادة إلا في الأعياد
بعدها هدئت الجوالات
مع هدوء محرك السيارة
عندما توقفت عند الإدارة
لينزل المعلمين في مواقف سيارات إدارة التربية والتعليم
عبد الله الشمالي يفتح نافذة السيارة وهو يلف مقود السيارة ( الدركسيون ) :
توصون على حاجة يا شباب
حسن المكاوي يرفع صوته :
أبد سلامتك
بس مثل ما اتفقنا
عبد الله الشمالي يبتسم :
خير إن شاء الله
سلمان العاصمة يلتفت إلى حسن :
وش هالحركات والاتفاقيات
صدق من قال
الذيب ما يهرول عبث
حسن المكاوي :
وش ذيبه أنت الثاني
هذا جزائي يوم اشتغل لكم
سعيد الجنوبي وعليه علامات التعجب :
تشتغل لنا أيش ؟ !!!
حسن يخرج ورقة من جيبه فيها رقم جوال :
هذا رقم عبد الله الشمالي
محمد المدني :
وش فيه رقم عبد الله الشمالي
لا يكون بتسير عليه
ترى تعبانين ولا حنا رايحين معك
صالح القصيمي يضحك :
الظاهر عنده مشروع خطبة
من هو سعيد الحظ ؟

حسن المكاوي يضرب يده اليمنى باليسرى :
الله يخلف عليكم
بس معذورين
الهجولة اللي مريتوا فيها ما هي سهلة ..
ومن الفجر ما نمتم
و لاتغديتم بعد
ما عليكم شرهة بصراحة ...
أنا أخذت رقم عبد الله الشمالي
علشان إذا ما لقينا أحد يودينا
هو يودينا
سلمان العاصمة :
ما شاء الله عليك
محمد المدني :
يا صبر الآدمي هذا على النفود
بيروح مشوار ثاني بعد
والله إنه نشمي

حسن :
يا حبيبي ما هو رايح لسواد عيونكم
بمقابل أكيد
سعيد الجنوبي :
ونا اقول وش له بالبهذلة معانا
أثر الدعوى فيها فلوس
حسن المكاوي :
بصراحة الرجال ما قصر
قال مستعد أوديكم مجانا
بس أنا ما رضيتها
وخاصة إن حالته المادية ما هي بلحين
وبالنسبة للسعر
بصراحة ما اتفقنا على شي
إلى الآن

---------------
جوال سلمان العاصمة يدق
سلمان العاصمة :
عن اذنكم يا شباب عندي مكالمة
------------------

- سلمان العاصمة يبتعد قليلا عن زملائة
حسن المكاوي :
استانس يا عم
من قدك
المدام مهتمه فيك
----------
بعد دقائق بسيطة رجع سلمان العاصمة
سلمان العاصمة :
أي مدام الله يهديك
هذا أحد الزملاء يسأل عن اخباري
ويعلمني إنهم حطوه في ميقوع على طريق تبوك
بس ما عليه فيها اتصالات وسكن و طريق مزفلت
سعيد الجنوبي :
هذا بجنة بالنسبة لنا
عسى ما هو متضايق
سلمان العاصمة :
لا ما هو متضايق الحمد الله
يوم سمع اخبارنا رضى بــ ( ميقوع )
بس لزم علي إني أبات عنده الليلة
حسن المكاوي :
حلو
ليش مستعجل على السفر
خلنا بكرة الصبح نروح للإدارة يمكن نطلع بنتيجة معاهم
محمد المدني :
راي حلو
اجل موعدنا ياسلمان الصباح في إدارة التربية والتعليم
الله يكتب اللي فيه الخير
-------------
صالح القصيمي يودع المجموعة بعد ما أخذ أرقام جوالاتهم
ليخبرهم أنه سيذهب لزملاء له في سكاكا
وأنه سيذهب للقصيم في اليوم التالي برا ً
وبعدها
تفرقوا الشباب عند نفس المكان اللي تجمعوا فيه من قبل
إدارة التربية والتعليم بالجوف
حسن و سعيد و محمد اتفقوا إنهم يسكنون في شقة مفروشة في سكاكا
وخاصة إنهم حاليا ما يعرفون أحد في سكاكا
-----------------
الجميع ناموا نومه لمن يناموها من قبل
فلم يمهلهم النوم والتعب كثير من الوقت
ليجهزعليهم بعد العشاء مباشرة
حتى صباح اليوم التالي
ليجدوا أنفسهم عند إدارة التربية والتعليم مرة أخرى
وعلى نفس المنوال
مطالبات ومحاولات لعلها تجدي
ولكن النتيجة واحدة
لا مجال لتغيير التوجيه
رجع المعلمين إلى الشقة ليحكي كل واحد منهم قصته
ولعل سلمان العاصمة كان أشدهم غيضا
وهذا كان واضح على محياه
ليسأله حسن المكاوي :
ما بك يا أستاذ / سلمان
كلنا لم تلبى طلباتنا
لماذا أنت بهذا الشكل ؟
سلمان العاصمة ووجهة يميل للأحمرار من الغضب :
ما يلبون طلباتنا بكيفهم
أما يستهزؤون فينا
هذا اللي مغضبني
محمد المدني :
مين اللي مستهزي فينا
سلمان العاصمة يقص قصته :
كنت في مكتب في الإدارة
وعند أحد المسؤولين
اللي وضع في غير محله بصراحة
وقبل أن أطلب منه إنه يساعدني
كان قبلي بعض المعلمين يطلبون النقل من ميقوع إلى سكاكا أو دومة الجندل
وكانوا متذمرين من الحالة اللي هم فيها
حسن المكاوي :
طيب حلو
سلمان يكمل :
وحبيت أساعد هالمسؤول واشرح لهم حالتي
حتى يرضون بالواقع اللي أنا فيه
وبديت أحكي لهم جزء من معاناتي
إني متعب من مشوار أمس لعذفاء
ست ساعات في النفود
و أكثر من 100 كلم كلها نفود
وتغاريز
وبهذلة
ويوم هدؤو
ورضوا باللي هم فيه
زمجر هالمسؤول بصوت عالي :
ناعم يا شيخ
سعيد الجنوبي :
كذا بكل بجاحة
وش سويت أنت
سلمان العاصمة :
بصراحة دارت في راسي جميع الأفكار الشريرة
وأحس إن الشياطين حفتني لحظتها
مرة تقول لي رد عليه وقل له :
جالس على كرسي دوار ومريح وتحت المكيف ولا أنت ناعم
ومرة تقولي قله :
بنشوفك يا شاطر في عذفاء كل اسبوع مرة بس
ما نبيك تسكن
بس نبي منك زيارة كل اسبوع
حتى تثبت لنا إنك منت ناعم
محمد المدني :
عسى ما قلت له شي ...
سلمان :
لا والله
تعوذت من الشيطان
وقلت في نفسي ما هو أهل إني آخذ وعطي معاه
والشرهة على اللي حطه في إدارة شعارها ( التربية قبل التعليم )
حسن المكاوي :
أحسنت التصرف
طيب وش صار على رحلتك
سلمان العاصمة :
إن شاء الله قبل العصر بطلع لهم
----------------------
صالح ركب سيارته ومسك الخط السريع متوجه من سكاكا للقصيم مرورا بحائل
مع الخط السريع الجديد

يشق النفود الكبير بسيارته الصغيرة
صوت شجي يخرج من السماعات
وهواء بارد يبعثه مكيف السيارة
ليداعب صالح وهو يجلس على كرسي مريح
وخياله يسبح في التجربة التي مر بها
ويقارن بين النفود هناك
والنفود هنا
القرق واضح
فالطرق المعبدة نعمة تستحق الشكر
--------------------------

سلمان متوجه للمطار لعله يظفر برحلة قريبة
بعد ما بلغ الشوق مبلغه
خمسة أيام فقط
وكل هذا الشوق
كيف بسنة قادمة
دخل المطار

لم يكن مثل مطار الملك خالد الدولي
بل كان مطار إقليمي
مثل بقية المطارات الإقليمية في المملكة
وقف عند الكونتر ( الاستقبال )
وعيناه تسترق أسماء الموظفين
لعله يتعرف عليهم
فهذه لن تكون آخر رحلة بالتأكيد
وبعد محاولات
تيسرت الرحلة ولله الحمد
ليصل إلى أحبابه في الرياض
ويحكي لهم كل التفاصيل
وفي كل مجلس يحكي ويحكي
لدرجة إن بعض المجالس
وبدون أن يطلب منه
يجد نفسه يحكي ما مر به هناك
وخاصة أنه
لأول مرة يذهب للشمال
ولأول مرة يتعزب
-----------
الزملاء والأقارب يحاولون أن يحفظون اسم الهجرة
مرة يقولون حذفاء ومرة عزفاء ومرة عدفاء
ليضحك سلمان ويعلق بقوله :
هي عذافاء
ولكنها بالنسبة لنا منفا
---------------
الاتصالات لم تنقطع بين المعلمين
مرة يسألون عن المستجدات في الإدارة
لعلهم يضفرون بنبأ عظيم
يوقظهم من هذه الكوابيس
ومرة يسألون عن التجهيزات للسكن في عذفاء ونوعية السيارة اللتي ستقلهم
------------------
مر الأسبوع سريعا
لم يشعروا به
ليجد سلمان نفسه في المطار منتظرا رحلته المتوجهة لمنطقة الجوف
وهو يشاهد المسافرين ويحاول أن يتفرس ويعرف من سيركب معه
ليتوجهون لمنطقة الجوف
كل ما رأى شاب ومعه حقيبة ظن أنه معلم سيتوجه لمنطقة الجوف
لم يقطع تفكيره إلا إعلان الخطوط الجوية السعودية
للرحلة المتجهة للجوف
بعدها حمل حقيبته
وتوجه للطائرة وقبل أن يغلق الجوال شعر بصوت يخرج منه
رفع الجوال ليجد حسن المكاوي يتصل به
ويسأل عن موعد الإقلاع
لكي يتسنى لهم استقباله في المطار
انتهت المكالمة
وجلس سلمان على مقعدة المخصص في الطائرة
وجلس بجواره شاب أبيض البشرة
له لحية خفيفة
توسم فيه سلمان أنه معلم مستجد في منطقة الجوف
ولكن عندما انتهى الحديث
اكتشف أنه طالب جامعي يدرس في الرياض
ومن سكان الجوف
ليكون الحديث عن منطقة الجوف ومزارعها والزيتون اللتي اشتهرت فيه الفترة الأخيرة
وجزء بسيط عن عذفاء التي لا يعرف عنها إلا أنها في النفود
-------------------------
سلمان ينظر مع النافذة الصغيرة ليرى العالم من السماء
ويشاهد النفود كم هي كبيرة
يحاول أن يشاهد عذفاء بين جنبات النفود
لا يرى شيئا
وصلت الرحلة للجوف
فتح الجوال
ليستقبل اتصالات من زملائه المعلمين
فهم يريدون أن يصلوا لعذفاء قبل غروب الشمس
حسن المكاوي :
الحمد لله على السلامة يا سلمان
حنا جايينك في الطريق

سلمان العاصمة :
الله يسلمك أخوي
خلاص أنا في انتظاركم
تخبرون سيارات الأجرة قليلة في الجوف
حسن المكاوي :
ودنا نمشي الحين
سلمان العاصمة :
الحين
الساعة 8 صباحا
يعني بدري شوي
حسن المكاوي :
تخبر لا زم نعمل بالاحتياطات
السيارة لك عليها
سلمان مستغرب :
وش السيارة
متفقين على سيارتين
جيب شاص ينقل العفش وجيب صالون ينقلنا
وتكون موديلات جديدة
ترى الدعوى حياة وموت

حسن المكاوي :

لا تستعجل
بتشوف السيارة
وسيبك من الأحلام والخيالات حقتك << بلهجة حجازية جميلة

------------------
وطول هذه المدة وسلمان يفكر وش بتكون السيارة
وبعد مرور نصف ساعة مسافة الطريق من المطار للشقة
وصلوا للشقة
------------------
سلمان العاصمة :
وين السيارة يا حسن
حسن المكاوي :
ما تشوف اللي قدامك
سلمان :
ما فيه جيوب
فيه جمس قديم مرة يذكرني بجموس الحجاج قبل 20 سنة

حسن :
هذا اللي بنروح عليه
سلمان يضع يده على وجهه :
من جدك بتروحون بهذا
حسن :
الشكوى لله
أنزل بس أنزل ...



تابعوا في الجزء القادم

مع أخينا الفاضل / أبوعبدالعزيز ..







التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 02:09 am   رقم المشاركة : 8
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

[align=center][/align]





نزل سلمان وحسن من السيارة
حسن أخرج جواله ليبلغ المعلمين بوصولهم
ثم التفت إلى سلمان واخبره بوجود معلم جديد معهم
واخبره بأن صالح القصيمي سيدبر نفسه ولن يأتي معهم

سلمان العاصمة وهو يتكئ بيده على الجمس :
خله يدبر نفسه
أتوقع أفضل له من الظروف اللي حنا فيها
بعدين
تقول معلم جديد
من هو
،،،،،،،،،،
المعلمين خارجين من الفندق
،،،،،،
حسن المكاوي ينظر للمعلمين :
اسمه علي من جدة
شوفه
المتين صاحب البشرة السوداء

سلمان العاصمة :
الله يعينا وياه
الظاهر ماعمره دخل صحراء

حسن يبتسم ويهمس في أذن سلمان :
من بحر جدة للنفود
الله يعينا وياه
--------------
بعد السلام
قاموا بحمل الأمتعة وبعض العفش
مثل الثلاجة وبعض المكيفات
تم ترصيصها في الجمس
وكأنها أعواد ثقاب
لم يبقى أي مكان إلا واستغل في أحد الأمتعة
حتى المرتبة الخلفية
خمسة معلمين تم صفهم جيدا
أما المرتبة الأمامية
فكانت من نصيب السواق
عبد الله الشمالي
والمقعد المجاور له
كان من نصيب أحد أقربائه
الذي استعان به على هذه المهمة
سبعمائة ريال
قيمة الحجز على هذه الرحلة
بالرغم أنها لا تشتمل على تكييف ولا مقاعد نظيفة
ومن باب أولى الأكل والشرب
أقلعت السيارة صباح الجمعة
الساعة الثامنة صباحا
على أمل
أن نصل قبل غروب الشمس بوقت كافي
اقلع الجمس بصوت مزعج
يلفت انتباه الجميع له
مثير تساؤلات للجميع
إلى أين مصير هذه الحملة
النوافذ فاتحة إلا الجهة اليمنى
جهة حسن لا تفتح
والعرق يتصبب من جبينه
ولا بد من المرور على آخر محطة على الطريق
لتزود من الماء والمأكولات البسيطة
وتوديع الأحبة
ضع على السطر السابق عشرين خط
لأنها هي الأصعب
وبعد ما أنقطع الإرسال
وأشرفنا على نهاية الطريق المعبد
انعطف عبد الله الشمالي لمزرعة على الطريق
مثيراً تساؤلات بين المعلمين
لماذا اختلف الطريق ؟
ما ذا يريد من المزرعة ؟
ربما يتصور أننا معلمين نملك من المال الكثير
ربما أغراه الأثاث
وصلنا للمزرعة وفيها سيارة من نوع كابرس قديمة
يجلس بجوارها رجل مسلح
هنا
تأكدت التوقعات بنسبة كبيرة
ليخرج سؤال مباغت
لماذا جأت بنا لهذه المزرعة ؟
تبسم ابتسامة مخيفة
ليجاوب قريبة إجابة أراحتنا إلى حد ما :
نريد أن نملأ بعض ( الجراكل ) بالماء
تحسبن للطريق
توقفت السيارة
نزل الجميع وجلسوا في ظلال أشجار الزيتون
والتي اشتهرت بها منطقة الجوف
ولنكتشف أن الرجل المسلح بجوار الكابرس
ما هو إلا شاب يهوى الصيد ( ببندقيته الهوائية )
يبحث عن طيور في هذه المزرعة .
اكتشفنا أننا ظلمنا الرجل
وأسأنا الظن
وكل هذا كان تراكم قصص ومغامرات لقطاع الطرق
سببت هذه النفسية عند المعلمين
وجعلتهم يفقدون الثقة في كثير من الأحيان

بعدها ركبنا السيارة وأكملنا الطريق حتى وصلنا لأطراف النفود
لنتوقف وننقص من هواء الإطارات
والوقت يمشي سريعا
والشمس ترتفع لتنتشر إشعتها الحارة
بعدها
أحسسنا من حديث عبد الله الشمالي مع قريبة
أن أمراً مريباً
قد حصل
لنقترب منهم ونسألهم :
عسى ما شر ؟
عبد الله الشمالي :
لا
الأمور بسيطة بإذن الله
حسن وهو يرفع يده يحاول أن يحجب حرارة الشمس :
وش فيه بالضبط ؟
ريحونا
وخلونا نساعدكم
قريب عبد الله الشمالي :
الإطار الخلفي على اليمين
عليه ضغط
من الحمولة الزائدة
وهو ضعيف
محمد المدني :
طيب وش العمل
سعيد الجنوبي يحاول أن يربط ثوبه على وسطه ليستعد للعمل :
ما فيها لازم نبدل الكفر
،،،،،،

ويأتي عبد الله الشمالي بجواب شدته هونت علينا حرارة الشمس الملتهبة :
المشكلة الإطار الاحتياط ( الستبنة ) عطلان
سلمان العاصمة يجلس غير آبه بحرارة الأرض ولا بالأتربة المتطايرة على وجهه
وكأنه منهار من هذا الخبر :
طيب وش العمل الحين

عبد الله الشمالي يحاول أن ينزل بعض العفش :
ما فيه إلا إنا نطلع العفريته
ثم نبدل الكفر الأمامي لأنه جديد بالكفر الخلفي
الجميع يحاولون أن يساعدون عبد الله الشمالي ليختصروا الوقت
طلعت الثلاجة ولم يجدوا العفريته
خرج المكيف الأول ولم تخرج العفريته
والمكيف الثاني ولم يجدوا العفريته
وبعدما نزل العفش كاملا وجدها في الزاوية منزوية
وكأنها لا تريد أن تخرج بهذ الحر الشديد
تنهد الجميع
بعدما وجدوا العفريته
لأنهم وصلوا لمرحة لا يستغربون أن العفريته مفقودة أيضا
بعدها تم تبديل الكفر
ورفع العفش من جديد
لينظر علي الجداوي للساعة :
يا شباب الساعة الحين 11
والطريق طويل قدامنا
ركبوا السيارة
وهم يتأملون بعضهم البعض
هذا ثوبه متسخ
وهذا وجهه يتصبب من العرق
وهذا أزرته متفتحه
كأنهم خارجين من معركة
ليعلق سلمان من الضجر :
أعوذ بالله
هالصحراء ما شفنا فيها أي كائن حي

عبد الله الشمالي يضحك :
ههههههههههههههههه
ما فيها غير خمسة مدرسين

حسن المكاوي :
طيب ليش حاطين مدرسة
وبهذلة

على الجداوي :
ياخي كيف الناس عايشين في هالأجواء

محمد المدني يبتسم :
أكيد يحبونها و لا يرضون ينقلون لأي ديرة غيرها

سعيد الجنوبي :
طبيعي
من طفولتهم وهي بيئتهم
وأجدادهم كانوا فيها

،،،،،
وبدأ الجمس يقطع الرمال
وفي بعض الرمال يكاد يعلق
وكلما أوشك على التغريز
توشك معه قلوب المعلمين أن تتوقف
يكفيهم ما جائهم حتى الآن
،،،

سلمان يخرج جواله ليستمع لبعض المقاطع الصوتية
وحسن يهف على وجهه ببعض الأوراق الصغيرة
والبقية أعينهم شاخصة للأمام
وبعد أن انتصف الطريق علق الجمس
ومع بعض المحاولات البسيطة تم إخراجه
لم يستدعي جهود كبيرة
ليحمدو ربهم
ويشكروه أن هون عليهم
خالط التعب
جوع شديد
وكل أملهم أن يصلوا للقرية بسلام
وبعدما قطعوا أكثر من 150 كلم بر
ولم يتبقى على القرية إلا قرابة الـ 15 كلم
بدأت تظهر بيوت الشعر
المترامية هنا وهناك
وعند أحد بيوت الشعر شاهد المعلمين فتاة تقود جيب شاص

علي الجداوي يداعب حسن :
شوف يا حسن البنت تسوق في النفود وأنت ما تعرف هههههههه

حسن المكاوي ينظر تجاه بيوت الشعر :
يا عمي اديني جيب وشوف أعرف أسوق ولا لا
بعدين لا تطالع في بنات الناس
والله يذبحوك
ترى ما عندهم
،،،

وبدأت الممازحات وكأنهم عندما علموا بقرب ( عذفاء )
انفتحت نفسيتهم للمزاح
ولكن هذا لم يدم طويلا
فقد كدر عليهم الجمس
عندما نشب في إحدى النقر ( منخفض رملي )
ولم يستطيعوا أخراجه
ومع محاولات من دف وحفر
لم تجدي كلها
وخاصة إن طاقتهم لا تساعدهم

رأو جيب شاص قادم من بعيد
من جهة بيوت الشعر
،،،
علي الجداوي يحادث حسن بصوت منخفض :
جوك البنات بيطلعونك
يا فشيلتك

حسن المكاوي :
أحلى ياللي منت مغرز معانا
سيب التريقه حقتك

محمد المدني :
يا جماعة سواق الشاص ما هو بنت

سلمان العاصمة :
هذا رجال
ما هو بنت
،،
توقف الجيب الشاص لينزل منه رجل يأخذ لونه من لون الرمال اللتي يمشي عليها
وكذلك خشونة يده بعدما لامست أيدي المعلمين الناعمة أيقنوا أنه من أبناء الصحراء
وثوبه الداكن وشماغه الباهت
كل العلامات تشير ألى رجل خبير بهذه الرمال

نزل من سيارته رافعا صوته :
يا مال العافية
يا مال العافية
ليجيبه حسن المكاوي :
أيه عذفاء
عذفاء
نبي عذفاء
وضحك المعلمين على حسن وفهمه الخاطأ للكلمة
وقطع الضحكات سلمان العاصمة بإجابة لعلها ترضي هذا البدوي
الله يعافيك
البدوي :
عسى ما شر
عبد الله الشمالي :
أبد مغرزين
ربط البدوي الجمس بجيبه الشاص ومن شده بسيطة مع مساعدة المعلمين
خرج الجمس
بعدها لزّم البدوي على الزملاء بزيارته
واعتذر الجميع
ولم يأبه بعتذارهم
إلا بعد ما شاهد إلحاحهم
سمح لهم
بعدها توجهو للقرية

حسن المكاوي يعلق على إلحاح البدوي :
الحمد لله
يا لله سيبنا

محمد المدني :
وش فيك يا أستاذ حسن فشلتنا
الرجال يقول يا مال العافية
وتقوله
إيه عذفاء
،،
ضحك الجميع مرة ثانية ضحكة أخف من الأولى

ليعلق بعدها حسن :
والله
إيش يعرفني باللهجة حقتكم هذي
بعدين حنا قرفنا
نبي عذفا
باللي هي
الشمس بتغيب والساعة خمسة العصر الحين

سعيد الجنوبي :
أفففففففففف
من الصبح وحنا نمشي
والله لو ماشي للجنوب يمديني وصلت


عبد الله الشمالي :
خلاص هانت يا شباب
شوفوا عذفاء
بينت من بعيد

قريب عبد الله الشمالي :
باقي يمكن 7 كلم

سلمان العاصمة :
الحمد لله على السلامة
بس على فكرة وين بتنزلون العفش

محمد المدني :
مدري عن حسن

حسن المكاوي :
أنا كلمت المدير أبو شهانة
ويقول عندكم المدرسة أو الأمارة

سعيد الجنوبي :
يمكن المدرسة أحسن إلى أن نلقى بيت

محمد المدني :
بس ودنا ننزل عفشنا مرة وحدة
ما ننقل عفشنا هنا وهناك

سلمان العاصمة :
صدق محمد

حسن المكاوي :
أجل نروح للأمارة ونشوف هناك
أكيد بنحصل أحد يدلنا على سكن
ولا أيش رايك
يا علي

علي الجداوي :
والله أهم شي ننام زي الناس الليلة

عبد الله الشمالي :
أجل بوديكم للأمارة وبعدها يحلها حلال بإذن الله

،،،،،


الشمس بدأت بالغروب
والأمارة لا يبدو عندها أحد
بعدما توقفت السيارة نزل منها سلمان لينادي زملائه :
أنزلوا أشوف لي شايبين هناك
خلونا نكلمهم

حسن المكاوي يكلم عبد الله الشمالي :
دقايق ونجيك

عبد الله الشمالي :
تكفى بسرعة
ما ودنا نتأخر

حسن :
خير

،،،

بعدما دخل المعلمين الأمارة
وبعد الترحيب والسلام الحار
جلس المعلمين
ليتحدث سلمان العاصمة للشيبان موظفي الأمارة :
حنا مدرسين معينين في هجرتكم عذفاء
والحين معانا عفشنا
ودنا نشوف لنا سكن
إذا تخبرون أحد

قام أحد الشيبان لسيارته داخل الحوش لينادي بالجهاز ( الكنود ) :
يا مطني
مطني

وما هي إلى دقائق بسيطة حتى عاد لمكانه وجلس :
خلاص بيجيكم مطني الحين
عنده بيت زين وإن شاء الله بيجوز لكم

تكلم الشايب الثاني وكان رجل جبر وله شنبات طويلة :
حي الله المدرسين
المعلمين :
الله يحييك

الشايب :
ينظر لعلي الجداوي وهو يشاهد بشرته السوداء :
أنت مدرس سوداني

علي الجداوي بخجل شديد :
لا يا عم
أنا مدرس كيمياء من جدة

بقية المعلمين يكتمون الضحكة في أفواههم

الشايب يحاول يلطف الجو :
ما شاء الله من جدة
وش اخبار البحر عندكم ؟


علي الجداوي يضحك :
ما عليه طيب
،،،،
بعدها دخل رجل لحيته بيضاء يخالطها سواد بسيط ومعه عصا يتوكأ عليها
وسلم وجلس

الشايب :
هذا مطني
وعنده بيت

حسن المكاوي :
تكفى حنا مستعجلين ودنا نشوف بيتك
إذا ناسبنا بنسكن

مطني يبتسم :
حياكم الله
اسكنو فيه هالأسبوع مجانا
إلى أن تدبرون أموركم
وإذا أعجبكم ما نختلف


سلمان العاصمة :
بيض الله وجهك
ما قصرت
بإذن الله بكرة نرد لك خبر

مطني يتوكأ على عصاه ليقوم :
خلاص أمشوا وراي

بعدها توجه الجمس للبيت
لينزل الشباب العفش
مع حلول الظلام
ويرجع عبد الله الشمالي من حيث أتى
وقد استلم المبلغ المتفق عليه ..

------
المعذرة على قلة الصور
كان وقتي ضيق شوي..
بس أوعدكم بإذن الله العدد الجاي
-----

وإلى لقاء في حلقة أخرى مع الحديث الشيّق مع أستاذنا وزميلنا جهز ..






التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 02:13 am   رقم المشاركة : 9
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[align=center][/align]

.



أول ليلة قضوها في عذفاء
ليلة ظلامها دامس
لا يوجد حركة في الهجرة
الهواء نقي ومنعش
السماء هنا أجمل
وهي في كامل حلتها
بحتوائها على كم هائل من النجوم

البيوت الشعبية الصغيرة لا تكاد ترى من الظلام
المَعلَم الوحيد الشامخ هنا
خزان المياه
يقف في وسط الهجرة
وكأنه يحرس البيوت الصغيرة ويراقبها

التعب لم يعطي المعلمين مجال للسمر هذه الليلة
سوى دقائق معدودة تمكنوا من خلالها من إدخال المكيفات والثلاجة وبقية الأثاث للبيت
الجو لم يكن سيء
فلا حاجة لتركيب المكيفات
ولكن فتح الشبابيك في هذه الصحراء
قد يخيف البعض
من توقع دخول زواحف خطيرة للبيت
فلهذا السبب تم تركيب مكيف واحد فقط
ليجتمع الجميع في غرفة صغيرة بدون فرش
في زواياها بعض الرمال المتراكمة عبر الزمن
وينامون بعد صلاة العشاء مباشرة
استعدادا لأول يوم دراسي في عام 1428/1429 هـ
لم يشعروا بأنفسهم إلا على أذان الفجر
بصوت رجل مسن
من سماعة ضعيفة
ولكن صفاء الجو
وقلة الإزعاج في الهجرة
مكنت المعلمين من سماع الأذان
وربما النوم في وقت مبكر كان له دور أيضا


وبعد الفجر

بدأ المعلمين للاستعداد لليوم الدراسي
والبعض منهم كان يتقلب على الفراش
مدعيا أنه لا يريد أن ينام
إلا سويعات بسيطة
حتى دقت ساعة الأستاذ / محمد المدني
معلنةً تمام الساعة السادسة والنصف
ليبدأ المعلمين
بوضع اللمسات الأخيرة قبل الذهاب للمدرسة

سلمان العاصمة وهو يرش الطيب على شماغة :
تدرون وش ذكرتني فيه هاللحظات ؟

حسن وهو يطوي فراشة :
أكيد المدام
يوم تطيبك قبل الدوام

محمد المدني يضحك :
أي مدام هنا
الله يخلي لك الشباب بس

سلمان يقاطع الجميع :
وش جاب طاري المدام
الله يهديكم
أقصد إنه دائما أول يوم في الدراسة
يذكرني بصف أول / ج
يوم كنت ألبس ثوبي الجديد والشنطة الجديدة
ههههههههه

حسن يبتسم :
وتروح للمدرسة ويسرقون فسحتك
هههههههههههههههه

محمد المدني :
ههههههههههه
ولاّ تضيعها

علي الجداوي يرفع الغطاء عن وجهه :
أزعجتونا يا شباب

حسن يلتفت لعلي :
قوم يا شيخ
أول يوم من الدراسة ونوم
ما يصير

سعيد الجنوبي يضع فرشاة الأسنان بالحقيبة :
يالله يا شباب
ما هي حلوة نتأخر في أول يوم

حسن المكاوي :
ولا يهمك
دقيقة ونمشي

،،،

دقائق بسيطة
حتى توجه الجميع للمدرسة
لم تتعبهم المسافة
لأنها قريبة من البيت
ولكن المشي كان ثقيل في الرمال
وخاصة على أصحاب الأوزان الثقيلة
وكان هو مصدر التعب
،،

وصل المعلمين للمدرسة في تمام السابعة
المدرسة خالية
ومغلقة في نفس الوقت
نظر حسن للمعلمين وهم يصطفون اصطفاف المصلي للصلاة
تاركين باب المدرسة خلفهم

حسن المكاوي وهو يخرج جواله المدعم بالكاميرا :
شباب صورة صورة

علي الجداوي بحزن :
والله حاله
أول مرة أشوف معلمين جايين قبل الطلاب

سعيد الجنوبي :
وين الزحمة
والطلاب اللي يمشون هنا وهناك
متوجهين للمدارس

سلمان :
أيييييييييييه
عيش واقعك
وبلاش أحلام

،،،

جيب شاص قادم من بعيد
يحمل مجموعة من الطلاب في الغمارة
والبقية في حوض الجيب
وما أن وصل للمدرسة
حتى نزل الجميع
وسلموا على المدرسين

بعدها بدأ الطلاب بالتوافد
،،،
دقائق بسيطة
ووصل المدير أبو شهانة للمدرسة ليفتح المدرسة

ويدخل الجميع مارين من أمام الخفاق الأخضر

بعدما استقر الجميع في غرفة المدير

نظر سعيد الجنوبي لساعته اللتي تشير إلى الثامنة :
الدوام الساعة كم

أبو شهانة بنظارته السوداء :
مشي حالك
لا تدقق هنا كثير
حاليا تعالوا الساعة الثامنة

بس وين بقية المعلمين

،،،
علي الجداوي :
ما ندري عن أحد

حسن المكاوي :
صالح القصيمي قال إنه بيحاول يجي

المدير :
صالح كلمني يعتذر عن الأسبوع هذا
يقول ما لقى سيارة تجيبه لعذفاء

،،،
بعدها
استدار المدير بكرسيه
ليضغط زر صغير خلفة
إنه صوت الجرس
معلناً بداية الدوام

بعدها تبسم المدير :
يالله على الفصول

،،

هنا بدأت علامات التعجب واضحة على المعلمين
وهم كانوا يتوقعون أن الهِجر
لا يوجد بها دراسة مثل المدن
على الأقل في الأسبوع الأول

،،

المدير أبو شهانة :
ترى المسألة ما هي دروس
المسألة أبسط من كذا
كل واحد يروح للفصل اللي يعجبه ويدردش مع الطلاب
وكلها نصف ساعة ويرن الجرس
بعدها فسحة بسيطة
ثم نعطيهم نصف ساعة أخرى
وبعدها نصرف الطلاب
،،،
هنا بدأت الإبتسامات على المعلمين
وتوجه كل واحد للفصل اللذي يريد

مفترقين من بهو المدرسة المزين ببعض العباراة الجميلة
،،،

وبعد نصف ساعة
تقابل لجميع في غرفة المعلمين
ليحكي كل واحد منهم الأحداث اللتي جرت في الفصل
،،،
سلمان العاصمة يضحك :
وش أخبارك يا حسن
تمنيت إني عندك
أحسك ما فهمتهم ولا فهموك

حسن المكاوي يمد رجليه على الأرض :
ليه يا عم
هندي أنا
بصراحة كنت أتكلم معاهم فصحى
وهم بعض كلامهم ما كنت أفهمه
أقولهم وش تقضون وقتكم فيه
يقولوا مع الإبل يا ستاد
البل عطايا الله
أو حاجه زي كده

محمد المدني يضحك :
ههههههههههه
أحمد ربك
أنا دخلت على صف أول متوسط
صرعوني بريحة النياق
وتوهم داخلين ويقولون متى الصرفة ؟
يعني متى الطلعة

سعيد الجنوبي يبتسم :
الظاهر علشانهم صغار
فيكرفونهم مع الإبل أكثر
وهذ الشي هو اللي مخلي بعضهم يحب المدرسة
لأنه يرتاح فيها

مثل ما قالي بعض طلاب صف أول ثانوي
وهم بصراحة
محترمين بجد
وكبار مرة كبار
تعطي بعضهم جامعي
وبعضهم شاعر ما شاء الله عليهم
سمعوني بعض القصايد النبطية

سلمان العاصمة :
أما أنا بسوي فيها نكته
يوم سألوني أنت من وين
قلت لهم من الرياض
وسألتهم تعرفونها ؟
قالوا لي اللي فيها الملك عبد الله
قلت أيه هههههههههههه
كني أقابله
المهم
قلت إن شاء الله تزورونا بالريض
وأسكنكم في الفيصلية ولا المملكة
توقعتهم بعدها بيضحكون
يوم نظرت في وجيهم
حسيت إنهم ما يعرفون الفيصلية والمملكة زين
بعدها قلت لازم نخرج بفائدة
فقصيت عليهم قصت الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يوم رجموه أهل الطائف
بعدها رفع أحد الطلاب يده
وقلت زين
فيه مشاركات
شي يبشر بخير
سم وش عندك ؟
الطالب :
ستاد الطائف بالسعودية
سلمان العاصمة يضحك :
ههههههههههه
من جدك ما تعرف الطائف
ايه بالسعودية
عند مكة
و قلت لهم اللي راح مكة يرفع يده
- لا يوجد أحد
طيب اللي راح لأي مدينة يرفع يده
- رفع ثلاثة يديهم
واحد راح لحائل
والثاني راح للجوف
والثالث راح للجوف
يعني المدن المجاورة لهم فقط


حسن وعليه علامات الإستغراب :
عجيب والله
الظاهر ما يطلعون من ديرتهم
الطلاب اللي دخلت عليهم
ما فيهم ولا واحد اعتمر أو حج مع إنهم كبار

علي الجداوي :
الله يعين ثالث ثانوي
ما يعرفون شي بالكيمياء
مدري وش أسوي معهم


،،
بعدها رن الجرس
ليدخل كل معلم لفصل آخر
وتبدأ مواقف جديدة
نصف ساعة ورن الجرس
ليعلن المدير نهاية الدوام

،،،
وعند اجتماع المعلمين في غرفة المدير
حضر ( مطني ) صاحب البيت
ليسأل المعلمين عن مدى رضاهم عن السكن

ليجيب سلمان بعدما استشار زملائه :
بنسكن فيه ونتوكل على الله

مطني وهو يدق بعصاه على البلاط :
طيب نمشي نوقع العقد

المدير يضحك :
يا عم مطني ما يحتاج أوراق ولا شي
هذولا معلمين عندنا
وأنا أكفلهم ما عليك

مطني ينظر للمدير :
خلاص تم

حسن المكاوي بوجه بريء :
طيب عندنا شروط يا عم مطني

مطني يقاطعه بصوت عالي فيه من جلافة أهل البادية :
ما تشرط علي أي حاجة
البيت أعجبكم حياكم الله

ما أعجبكم
لا تشرط علي أي شي

بعدها عم الهدوء
،،
سلمان العاصمة :
خلاص توكلنا على الله
ما حنا شارطين أي شي

مطني ينظر لسلمان :
طيب أرواحك معي

سلمان العاصمة متعجب :
على وين ؟

مطني وهو يحاول القيام من كرسيه :
للبيت طبعا
بعلمك ببعض الشغلات
،،،
وبعدما خرجوا من المدرسة
مطني يشير للمنزل :

شوف موقعه والله زين لكم
يعني ما هو بعيد وفي طرف الديرة
بعيد عن الأزعاج


،،،،

وهم متوجهين للبيت على سيارة مطني من نوع جيب شاص قديم

مطني يسأل سلمان :
من وين أنت ؟

سلمان العاصمة :
من الرياض
،،

سلمان يحاول أن يداعب مطني :
الله يكافينا شر عيالكم يا عم مطني

مطني وهو يغلق جهاز المناداة ( الآيكوم )
ليه ؟

سلمان العاصمة وهو يبتسم ليشعره أنه يمزح :
أخاف نتهاوش معهم

مطني يجيب بوجه لا يوحي للمزاح :
إذا تهاوشتم ما هي أول مرة !!!
،،

سلمان يقول في نفسه
الله يستر
هذولا العقال
كيف الجهال

،،

مطني بعد ما وصلوا للبيت :
ما عليك يا أستاذ / سلمان
أي واحد يزعلكم من عيالنا علمنا بس
والله لنوريه الشغل


سلمان براحة تامة :
ما تقصر يا عم مطني
إن شاء الله ما يصير ألا كل خير

،،
بعدها تفقد البيت
واتفقوا على بقية لأمور
ليركب سيارته ويذهب للأبل على حد قوله
،،
وصل بقية المعلمين للبيت
سعيد الجنوبي :
يا أستاذ سلمان
فيه بعض الزملاء بيسكنون معانا
إلى أن تتيسر الأمور

سلمان العاصمة :
حياهم الله
لو يبون يسكنون معانا على طول ما عندي مشكلة
منهم على فكرة ؟

سعيد الجنوبي :
عبد الله الجنوبي اللي جاي على سيارته الهايلكس الغمارة
و فلاح الحايلي
ونواف الجوفي
وعمر الجنوبي
وحامد الجداوي

سلمان العاصمة :
الله يحييهم

حسن المكاوي وعلى وجهه علامات الزعل :
وش سويت أنت ومطني

سلمان :
كل خير
اتفقنا على الأمور الباقية

حسن :
ما له حق
يقول ما تشرط عليه
من حقي يا خي أشرط
اللمبات بعضها خربان


سلمان :
أحمد ربك اللي لقيت بيت
والباقي يهون

،،،

بعد ما وصل بقية المعلمين
قاموا بتركيب المكيف الثاني

ليناموا فترة الظهيرة
هاربين من حرارة الشمس
وعند العصر وبعد الصلاة

خرج علي الجداوي ومحمد المدني من البيت

ليجلسوا على حافة الجدار
بعدما تسلقوا الرمال اللتي تكاد تدفن الجدار

ليشاهدوا القرية وبعض الأطفال الذين يلعبون حولهم

وينتعشون بالهواء النقي
،،

أما سعيد الجنوبي وسلمان
فذهبوا لأقرب بقالة ليشتروا لهم شيء يسد جوعهم

البقالة تشعرك أنها متكاملة
والخوف من بعض المعلبات اللتي تعرضت للشمس
،،،،،،
حسن المكاوي جالس تحت المكيف :
ما شاء الله عليك يا عبدالله الجنوبي
كيف جيت بهالصحراء
وما خفت

عبد الله الجنوبي وهو يبتسم :
الحمد لله
سهلها الله
والأستاذ / حامد الجداوي ما قصر
كان ملاح ممتاز

اللي مدري كيف جاء عمر الجنوبي ؟

عمر الجنوبي وهو يحضر الشاهي من المطبخ :
والله ما لقيت أحد أروح معه
ووقفت على طريق عذفاء
لعلي أجد أحد الزملاء
ولقيت سيارة أعلاف كبيرة ( شاحنة ) وركبت معها
إلى أن وصلت للمدرسة

حسن المكاوي يضحك :
حركات والله

حامد الجداوي يضحك :
هذي تسجل بالتاريخ

،،،،،،
وبعدما غابت الشمس
وبدأوا بطبخ الوجبة الرئيسية
كبسة دجاج
وبعدها استعدوا للنوم
لأنهم لم يجدوا شيء ليسليهم أو يسهروا عليه
سوى النوم في وقت مبكر
الشيء اللذي افتقدوه في المدن الكبيرة
لينتهي أول يوم دراسي على خير ..


إلى لقـاءٍ قـادم









التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 02:18 am   رقم المشاركة : 10
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[align=center][/align]





وفي اليوم التالي
ذهب الزملاء للمدرسة الساعة الثامنة إلا ربع
واجتمعوا في غرفة المدير
والهندي محمد قوز يصب القهوة والشاهي للمعلمين
،،،،،
المدير أبو شيهانة يبتسم ويحاول أن يحصل على موقف طريف من حسن المكاوي :
كيف عذفاء حتى الآن يا حسن ؟


حسن المكاوي يحاول أن يضع فنجال القهوة على الطاولة :
ما شي الحال
بس مثلك عارف
واحد جاي من مكة ولا يعرف الصحاري هذي
وبعيد عن زوجته وأولاده
كيف شعوره ؟
أبو شيهانة يرن الجرس :
هذي الحياة يا أستاذ حسن
يبيلها تضحية
وإن شاء الله تمر عليكم بسلام
،،،،
أبو شيهانة يشير لورقة معلقة بجوار الباب :
شوفوا الجدول المؤقت
أعملوا فيه هذا الأسبوع
والأسبوع القادم بيتغير
،،،،
ذهب كل معلم لفصله
حتى المعلمين الأجانب كانت لهم حصص في عذفاء

وقلة من المعلمين كانوا يساعدون المدير في ترتيب الملفات
مر الوقت سريعا
ليرن المدير الجرس معلناً نهاية الدوام لهذا اليوم الساعة العاشرة والنصف
بعدها توجه المعلمين لمنزلهم
وعند وصولهم للمنزل
بدأو الحديث عن المواقف اللتي حصلت لهم في المدرسة ..
،،،
سعيد الجنوبي يعلق ثوبه على مسمار على الحائط :
يقول المدير لو حضروا الطلاب كلهم وهذا الشيء نادر ما يتجاوزون (80 ) طالب
عمر الجنوبي :
صحيح بس فيه طلاب مسجلين منازل الظاهر عددهم حول ( 300 ) طالب
حسن المكاوي يضع كوب الماء على الأرض بعد ما شرب :
الطلاب بعضهم من هجرة عذفاء
وبعضهم من هجرة صغيرة قريبة من عذفاء يقولوا عليها ( المكمن )
وأكثر الطلاب بدو رحل ساكنين ببيوت الشعر
عبد الله الجنوبي :
المكمن ينطقون بدال الكاف ( تس ) ولها اسم ثاني عندهم هو ( الجبيلي )
وتبعد تقريبا ( 20 كلم ) شرق عذفاء
حامد الجداوي :
ما فيها مدارس طيب ؟
عبد الله الجنوبي :
لا حاليا ما فيها مدارس
كل اللي فيها يدرسون عيالهم في عذفاء
حامد الجنوبي :
الله يعينهم
20 كلم صحراء ويوميا
علي الجداوي :
هههههههههه
يا حليلك
فيه طالب ساكن في بيوت شعر يجي من ( 40 ) كلم
محمد المدني :
الله يعينهم
بس أتوقع إنهم متعودين
سلمان العاصمة :
أما أنا اليوم سالت الطلاب عن مدير الإبتدائية
وقالوا لي إن أسمه سالم بن مطلق
وقلت لهم اخوانه فلان وفلان ..
وقالوا إيه
بس إنهم في حائل ما هم هنا
وأهله كلهم في حائل
حسن المكاوي :
كيف عرفت اخوانه
سلمان العاصمة :
كان لي زميل في الرياض نفس الاسم ومن نفس القبيلة
درس معاي الابتدائية والمتوسطة
والثانوية تفرقنا
واذكر إنه كان يدرس في الجامعة
وقلت يمكنه هو
محمد المدني :
معقوله يكون هو
عمر الجنوبي :
أهم شي لا تستعجل
حامد الجداوي :
صحيح
لا تستعج وتحرج نفسك
لأنه بالرياض وش يجيبه مدير في هالهجرة المدفونة
عبد الله الجنوبي :
( يضحي قمر ونشوف )
( وياخبر اليوم بفلوس بكرة يكون ببلاش )
،،،،
وبعد صلاة الظهر
نام الجميع
بعدما اتفقوا على أن تكون هناك وجبة واحدة رئيسية
بعد صلاة العصر
،،،
عبد الله الجنوبي تبرع بإعداد الغداء
والبقية ما بين جلسة في البيت
أو على الطعس المجاور للبيت
والبعض ذهب للبقالة إما ليشتري بعض الأغراض
أو ليتصل من جوال الثريا الموجود في البقالة
،،،،
وقبل المغرب
اجتمع المعلمين على الغداء
وهم يتضورون جوعا
ويسمعون أصوات
لم يسمعوها منذ زمن طويل
فلله الحمد والشكر على النعمة
اللتي نحن فيها
،،،
وبعد العشاء تسامروا قليلاً
ليتسللوا واحدا تلوا الآخر
لفراش النوم
معلنين نهاية هذا اليوم
وليبدأو اليوم اللذي يليه
بجد ونشاط
متوجهين للمدرسة كالعادة الساعة الثامنة إلا ربع
،،،،،
يوم دراسي لايوجد به أي جديد
سوى إنهم استاذنوا المدير بالسماح لهم بنهاية الأسبوع
لكي يشتروا بقية الأثاث
،،،
والمدير بدوره سمح لهم بشرط
أن يداوموا يوم الثلاثاء وبعدها يتوكلوا على الله
،،
وهم في غرفة المدير

دخل عليهم رجل هيئته تدل على أنه رجل متعلم
وملامحه ليست بعيدة عن أهل الديرة
شاب في مقتبل عمره
يلبس نظارة سوداء
ويحمل في يده جوال الثريا الفضائي
ورحب به المدير أبو شيهانة ترحيب حار
حتى أنه نهض من كرسيه ليسلم عليه
،،،
سلمان العاصمة توقع أنه الأستاذ / سالم بن مطلق
زميله في الابتدائية والمتوسطة بالرياض
ولكن هيئته الخارجية وشخصيته الظاهرة تختلف كثيرا عن طفولته
،،،
بعدما سلم على المدير أبو شيهانة
وبدأ بالسلام على المعلمين المتواجدين في مكتب المدير
ومد يده للأستاذ / سلمان العاصمة

رفع صوته سلمان العاصمة وهو يبتسم / الأستاذ سالم بن مطلق

الأستاذ / سالم بن مطلق :
نعم صحيح
سلمان العاصمة يقرب رأسه ليعانقه :
معك زميلك في الرياض أيام الطفولة سلمان العاصمة
الأستاذ / سالم بن مطلق وهو يضحك :
والنعم
معقولة
ما شاء الله
الله حيه
وش هالصدفة المباركة

،،،،
بعدها تبادلوا الذكريات بحضور الجميع
وذكروا بعض المواقف الجميلة والطريفة
ولم يقطع حديثهم إلا تعليق أحد المعلمين بقوله :
دخل وقت صلاة الظهر
ليتوجهوا للصلاة وبعدها للبيت
،،،،
حسن المكاوي :
من قدك يا أستاذ / سلمان
عندك واسطة في الديرة
محمد المدني :
لا مدير بعد

سلمان العاصمة :
ما عليكم ما ني ناسيكم
هذي فائدة المشاهير
سعيد الجنوبي :
أقعد يا وزير التعليم
هههههههههه
وكالعادة فترة الظهر ومع حرارة الشمس
لا يوجد ملجأ سوى النوم تحت هواء المكيف البارد
لينتهي يومهم مثل الأيام السابقة
،،،،،
وبعد الدوام يوم الثلاثاء وعندما أرادوا أن يتوجهوا لأقرب مدينة ( سكاكا ) 170 كلم تقريبا
أصر الجميع على الذهاب
والمشكلة أنه لا يوجد إلا سيارة واحدة من نوع هايلكس غمارة واحدة
أربعة من المعلمين تدبروا أمورهم فيها
وبقي أربعة سيحاولون تدبير أمورهم
بعدما حركت الهايلكس الساعة التاسعة
وهي مزحومة بأربعة معلمين
ولا يوجد بها مكيف
،،،
توجه المعلمين للبحث عن أحد يوصلهم لسكاكا
محمد المدني :
فيه سوداني يشتغل بالغاز معه جيب باترول ربع قديم
يقول أوصلكم بــ ( 700 ريال )
حسن المكاوي :
وش هو طيارة درجة أولى
علي الجداوي :
صاحب المحطة يقول وقفوا عندي العادة اللي بيروحون لسكاكا يعبون من عنده ويمشون
ويقول فيه شاحنة أعلاف تمشي كل يومين الفجر
سلمان العاصمة :
يا جماعة أنا ماشي ماشي
الله لا يعوق بشر
سواء مع السوداني ولا مع سيارة الأعلاف
مستحيل أجلس
أهم شي نمشي
محمد المدني :
وش رايكم نسأل أبو شيهانة يمكن يبي يمشي ولا يعرف أحد يبي يمشي اليوم
حسن المكاوي :
فكرة حلوة
،،،،
وبعد ما مشوا مع الرمال إلى أن وصلوا لبيت أبو شيهانة في طرف الهجرة من الناحية الثانية
وطرقوا الباب
خرج أبو شيهانة :
الله حيهم تفضلوا تفضلوا
سلمان العاصمة :
الله يسلمك
مستعجلين
بس ما تخبر أحد بيمشي اليوم
أبو شيهانة :
لا والله ما خبر أحد
بس أسألوا الهندي محمد قوز
تراه شيطاني
ما فيه شي بالديرة ما يعرفه
سلمان العاصمة :
خير
مع السلامة
،،،،
حسن المكاوي :
صادق والله
خلونا نسأل محمد قوز يمكن عنده خبر
بس وينه الحين ؟
محمد المدني :
شفته عند البقالة القريبة
،،،،
وهم متوجهين للبقالة
شاهدوا محمد قوز خارج من البقالة
ليصوتوا عليه
قوز
قوز
توقف محمد قوز ثم توجه لهم :
( بلهجة بدوية فيها لكنة اعجمية ) الله حيهم
سم
وش تبغون
سلمان العاصمة :
نبي نمشي سكاكا
ما تخبر أحد بيمشي اليوم
محمد قوز :
أفا عليك
فيه ريس المركز ( مركز أمارة عذفاء )
حسن :
حلو
متى بيمشي
محمد قوز :
الحين الساعة عشرة
هو بيمشي يمكن ( 11 )
سلمان العاصمة :
تكفى يا محمد المدني أنت وعلي الجداوي روحوا لمركز الأمارة وشوفوهم لنا
حسن المكاوي :
بس بيحسبون علي الجداوي سوداني
هههههههههه
علي الجداوي :
لا الحين لابس شماغ وعقال
يعني سعودي
هههههه
،،،،

بعدها توجه سلمان العاصمة وحسن المكاوي للبيت
ليجهزوا أغراضهم
حسن المكاوي :
الخوف إنهم ما يوصلونا معاهم
سلمان العاصمة :
تفائل بالخير
وحتى لو ما وصلونا بنروح
لو بـ ( 700 ) ريال
،،،
وهم يجمعون الأغراض سمعوا صوت منبه السيارة ( البوري ) بجوار البيت
وبعده مباشرة صوت محمد المدني وعلي الجداوي ينادون
يالله مشينا
هاتوا الأغراض
،،
خرج حسن وسلمان ليشاهدوا جيب لاندكروزر صالون لونه زيتي موديله 98
يبدوا أنه مريح
ولكن مقاعده ليست نظيفة
ولا يوجد به اهتمام مثل أي سيارة حكومية
،،
جمعوا الأغراض وحطوها في السيارة
،،
السواق رجل صاحب دعابة
يقال له أبو الأمعط
وبجواره رئيس المركز
رجل كبير في السن ولطيف
ومتواضع
ركب سلمان وحسن في المقاعد خلف السواق
أما محمد المدني وعلي الجداوي ركبوا في المقاعد الصغيرة في شنطة السيارة وهم تقابلين
،،،
الشيء اللذي لم يعرفوه عن أبو الأمعط
أنه صاحب دعابة
وصاحب سرعة جنونية في الرمال
حتى إنه في بعض الأحيان تصل سرعته قريب من المائة رغم وعورة الطريق

،،،،
المعلمين في البداية حاولوا أن يجاملوا
ويستحملوا
ولكنهم في هذه الحالة أصبحوا مثل الكرة داخل صندوق متحرك
وخاصة المدني والجداوي
لأنهم في آخر السيارة
أما رئيس المركز
فكان تارة يضحك
وتارة يشيل بعض الشيلات بصوت مرتفع
وهو يغنيها بصوت رخيم
وتارة يتبادلون بعض القصص
وفي كل الأحوال لا توجد راحة تامة
بسبب سرعة قيادة أبو الأمعط
اللذي يبدوا أنه يريد أن يلحق على شيء في سكاكا قبل إن يغلق
وفي هذه الأثناء صاح علي الجداوي لأبي الأمعط :
توقف
توقف
،،،،
وعندما توقفت السيارة نزل
محمد المدني مسرعا منها
ليتقيء ( أكرمكم الله )
علي الجداوي يخاطب سلمان وحسن بصوت خفيف :
محمد المدني يوم رحنا للأمارة شرب من حليب النياق
ومع هالمطاب والتطعيس والسرعة
الظاهر إنه حصل له مفاعلات في البطن
حسن المكاوي :
عاد أنتم يا أهل الكيمياء أخبر
سلمان العاصمة :
الله يعينه
،،،،،،
محمد المدني ركب في السيارة
ليأمررئيس المركز أبو الأمعط أن يهدأ من السرعة قليلا
،،
إلى أن وصلوا إلى سكاكا في وقت قياسي
ساعتين إلا ثلث تقريبا
مع العلم إن المدة الطبيعية
هي ثلاث ساعات
،،،
رئيس المركز :
ما تتفضلون عندنا
ترى عندنا مجلس مستقل
ترتاحون فيه
سلمان العاصمة :
ما قصرتم
يوم وصلتونا
نزلونا بس عند إدارة التربية والتعليم قبل ما تغلق أبوابها
رئيس المركز :
خير إن شاء الله
،،،
وصلوا لإدارة التعليم ونزلوا ومعهم أغراضهم
وهم متوجهين لبوابة الإدارة
ضحك حسن المكاوي
محمد المدني :
وش يضحكك
حسن المكاوي :
شوفوا ملابسكم من ورى
وش مسوين في الطريق
ههههههههه
،،،
الملابس كانت متسخة جدا
،،،،
سلمان العاصمة :
وملابسك ما هي متسخة
حسن المكاوي :
إلا
أنا قايل إن المقاعد ما هي نظيفة
والهز والمطاب ما قصرت
كملت الباقي
علي الجداوي :
والله بنصير سالفة في الإدارة
،،،،،
دخلوا المعلمين الأربعة
وملابسهم رثه
ومتسخة
ووجوههم تحكي معاناة الطريق
،،،،
ولا يراهم أحد في الإدارة إلا ويتبسم
ويسأل أكيد أنتم جايين من عذفاء
ليردوا عليه كيف عرفت ؟
فيجيب
سيماهم في وجوههم
هههههههه
،،،
ولا يدخلون على مكتب في الإدارة
إلا ويأتيهم جيش من الأسئلة والضحكات
وش أخباركم في عذفاء ؟
وش سويتم بالسكن ؟
وش تاكلون ؟
أهل مكة وجدة وش انطباعاتكم عن النياق ؟
،،،،
حسن المكاوي يخاطب زملائه :
أقول والله لو نمشي أحسن
يبون يضحكون ويسولفون فقط
ما هم مساعدينكم ولا مسوين لكم شي
أطلعوا بكرامتكم أحسن
،،،،
خرج المعلمين من الإدارة
بعدها اتصل علي الجداوي على رقم هندي يعمل سواق
لأن اللوميزينات معدومة في الجوف
ولا تكاد تراها
وصل الهندي وقام بتوصيلهم لأحد الشقق الشعبية في سكاكا
ليكملوا بقيت أيامهم هنا
،،،
سلمان العاصمة يشاور حسن :
وش رايك
نفسي تراودني أحجز طيارة وأمشي لأهلي
وأجيكم الجمعة
حسن المكاوي :
أثقل
توك جاي
خل الروحة الأسبوع الجاي
سلمان العاصمة :
بس تعرف الخميس هذا أول يوم من رمضان
ودي أصومه عند أهلي
حسن المكاوي :
لو تجرب الصيام في مكة ما تقول الكلام هذا
مكة في رمضان في روحانية غير
علي الجداوي :
والسوبيا غير بعد
وخاصة سوبيا الخضري
وفوال الغامدي
وحنا جالسين هنا
الله يعين بس
،،،،،
أغلب الزملاء كانوا يصلون في أكبر مسجد في سكاكا
مسجد الرحمانية

والأفطار يشترونه جاهز من المطعم ويأكلونه في الشقة

إلى أن جاء يوم الجمعة
ليبحثوا مرة أخرى
عن سيارة توصلهم لعذفاء

-----------------------------------------

انتظرونا .








التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 02:19 am   رقم المشاركة : 11
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ



عندما حل الظلام

وبعد أداء صلاة التراويح يوم الخميس

أحسسنا بالوحشة مرة أخرى

كل ما تذكرنا أننا لا نملك سيارة ولا نعرف أحد

نحس بضيقة أكبر

إذا ذكرنا الله و تراشقنا التعليقات المضحكة تخف الضيقة شيئا فشيئا

حتى اتصل علينا زميلنا فلاح الحائلي ونواف الجوفي

ليخبرونا أنهم سيدخلون بسياراتهم لعذفا

ولديهم أماكن لنا

هنا فرحنا كثيرا

وأحسسنا بطعم للحياة

بدأنا نتذوق الأكل ونحس بطعمه الجميل



،،،،



كان موعدنا الجمعة بعد صلاة التراويح



اجتمعنا عند آخر دوار في سكاكا جهة طريق عذفاء

هايلكس غمارة

حملنا عليها ( الموكيت ) للشقة

وجيب باترول صالون

وجيب باترول ربع

الطريق صعب ووعر

وفي الليل أكيد سيكون الوضع أصعب

فلاح الحائلي و نواف الجوفي

كانوا يهدؤونا بقولهم :

دع القيادة لنا وتمتع بالرحلة



حسن المكاوي يضع جواله في جيبه :

يسلم عليكم صالح القصيمي

ويقول إنه بيجي عن طريق حائل تربة الحيانية عذفاء

يقول إنه أقرب له من هناك



سلمان العاصمة :

بيجي مع مين وكيف ؟



حسن المكاوي :

الله أعلم

يقول أعلمك إذا وصلنا عذفاء



محمد المدني :

الله يستر عليه



سعيد الجنوبي :

ويستر علينا وعلى كل مسلم





انطلقنا

حتى وصلنا لنهاية الطريق المعبد

ودخلنا بالنفود

لنجد بعض الزملاء المعمرين في عذفاء

لم يحصلوا على نقل

بعضهم أربع سنوات وبعضهم خمس سنوات

توقفنا للسلام وتنسيم الكفرات

الدنيا هنا اختلفت كثيرا

المكان مظلم

والرؤية معدومة

لا نرى إلا ما وصلت إليه أنوار السيارة

والباقي أخفاه الظلام

دخلنا مستعينين بالله

سيارة تقفوها سيارة

وكأننا مقطورة متفككة

وفي المقدمة سياراة المعلمين القدامى

ومعهم عائلاتهم

مرة نتباعد ومرة نتقارب

وكل ما أختفى نور أحدنا

توقفنا للنتظره ونطمأن على سيره



وفجأة توقف قائدنا

أبو وردي

لنتوقف بجانبه ونحاول أن نساعده

أشار لنا بيده

لا يوجد شي

ورفع يده الأخرى

ليرينا ثعبان من نوع ( أم جنيب )

بعد ما قتلها




حسن المكاوي :

هلا هلا

الثعابين طالعة

الله يكافينا الشر



على الجداوي :

الله يستر

الظاهر ما فيه طلعة من البيت

،،،،



وصلوا في وقت متأخر من الليل

ليجدوا زميلهم صالح القصيمي أمامهم

وبعد السلام وتنزيل العفش

،،


علي الجداوي يفرش فراشه :

صالح ما قلت لنا كيف جيت هنا ومع مين



صالح القصيمي يبتسم :

والله الحمد لله

توفيق من الله

كلمني أحد الأصدقاء

اللي سبق إنه درس في عذفاء

أيام كانت المدارس صنادق

وقالي إنه يعرف له ناس بيخدموني

وفعلا كلمت طالب في ثالث ثانوي كان من سكان عذفاء

والحين هو بحائل

وبيدخل الليلة لعذفاء

طلعت معه إلى أن وصلنا عذفاء

على جيب شاص

ويعرف الديرة شبر شبر

أناظر القارمن وأقوله وش هذي ويعملني

وتطلع صح



عمر الجنوبي :

ما شاء الله

هذا وأنتم بليل



سعيد الجنوبي :

كيف الطريق طيب ؟



صالح القصيمي :

الطريق حليو

مو مرة

بس فيه مسحية ما هي بطالة



حسن المكاوي :

الحمد لله على سلامتكم و سلامتنا

المهم

السحور كيف طريقته



سلمان العاصمة :

الله يخلي البسكويتات

،،،

يوم السبت

توجه الجميع للمدرسة الساعة التاسعة صباحا

ليجدوا أعداد الطلاب أكثر من الأسبوع الماضي

وبدأو بالدراسة الفعلية

،،

المدير أبو شيهانة يفتح الفصل على الأستاذ / سلمان العاصمة :

السلام عليكم

لو سمحت يا استاذ سلمان بغيتك في كلمة بسيطة

،،


سلمان يخرج من الفصل :

سَم



المدير أبو شيهانة :

الأمر الأول كلمني مدير الإبتدائية الأستاذ / سالم مطلق

وقال إنه يبي من مدرستنا معلمين

واحد منهم أنت

قالي بحكم جيرتكم وصداقتكم أيام الطفولة

وش رايك ؟



سلمان العاصمة وهو يمني النفس بالإنتقال ومحرج من أبو شيهانة :

والله اللي تشوفه يا بو شيهانة

الأمر عندك



أبو شيهانة :

أجل فكر بالأمر إلى بكرة

ورد علي

الأمر الثاني :

إمام الجامع في الديرة

بدوي

وبيته يبعد عن الديرة 40 كلم تقريبا

ويقول شف لي من مدرسين الدين

أحد يصلي بالجماعة صلاة التراويح



سلمان العاصمة :

ما عندي ما نع

بس المشكلة إني ما أقدر أنضبط معاهم كثير

تعرف

الخميس والجمعة ما أكون هنا



أبو شيهانة :

ما هي مشكلة

الأيام اللي تغيب فيها

عندهم الأستاذ / نصر السوداني

ما يطلع من الديرة كثير

وهو ما يقصر



سلمان العاصمة :

خير

الليلة بنستفتح معاهم

بإذن الله


أبو شيهانة :

جزاك الله خير

،،،،،

بعد الخروج من المدرسة

ومع حرارة الشمس والجوع والعطش

لم يجد المعلمين ملجأ سوى النوم

ليمر يومهم بهدوء تام

وفترة العصر

تكفل بعض المعلمين بإعداد الإفطار

عمر الجنوبي تخصصه بالفيمتو

وعبد الله الجنوبي بالشوربة

فلاح الحائلي القهوة

المعجنات لم يكن هناك وقت لإعدادها

أو ربما لا يحسن إعدادها أحد

العدد كان كبير في الشقة



فلاح الحائلي يمسح يديه بعد إتمام الإفطار :

الحمد لله على النعم

يا شباب

ترى أنا ونواف الجوفي

أخذنا بيت قريب من الجامع



عبد الله الجنوبي :

ليش

البيت يكفينا



نواف الجوفي :

ما تقصرون

بس مثلكم عارف

حنا علينا شرهة خاصة من أهل الديرة

بحكم إنا من نفس القبيلة

وأخذنا شقة فيها مجلس واسع

وبيتنا وبيتكم واحد



حسن المكاوي :

على راحتكم

وإذا ما ارتحتوا

البيت بيتكم



فلاح الحائلي :

ما تقصرون

وترى الديرة ما هو من كبرها

،،،



سلمان العاصمة يقوم من مائدة الإفطار :

أستاذنكم



صالح القصيمي :

وين



سلمان العاصمة :

بروح للجامع

وكولوني على صلاة التراويح



سعيد الجنوبي :

جزاك الله خير

بالعكس

تكسب أجر

وحنا بنخلص باقي الفطور

ونجيك الحين



سلمان العاصمة يبتسم :

لا تأخرون

يمكن ما تلقون مكان من الزحمة



حسن المكاوي :

ما دروا عنك الحرم

ولا كان يحطونك مع اللي ينظفون في الحرم

ألقاك تمسح البلاط ههههه

،،،،

الجامع لم يكن كبير

والمؤذن رجل طاعن في السن

اقام الصلاة ليتقدم سلمان ويصلي

وبعد الفريضة قام للتراويح

كانت الصلاة خفيفة

والدعاء مختصر

،،،

بعد الصلاة

تفرق المصلين

واجتمع المعلمين ليتوجهوا سويا إلى شقتهم



حسن المكاوي :

و ش الصوت الجميل هذا يا أستاذ سلمان

السديس إلا شوي



سلمان العاصمة :

الله يسلمك

أهم شي حسيت إنك في السطح بالحرم



حسن المكاوي :

ههههههه

لا تصدق

الله يعينا عليك

ما عندنا غيرك



سعيد الجنوبي :

شفتوا جماعة المسجد

يوم دخلنا

الأنظار كلها علينا

ما قدرت أتسنن من نظراتهم



صالح القصيمي :

طبيعي هالشيء

أغلب الهجر كذا

واحد غريب في الديرة

لا زم يناظرونه كذا

،،،،



علي الجداوي ينظر للبيت :

شوفو بيتنا عنده جيب شاص جديد



حسن المكاوي :

هذا أظنه الأستاذ / سالم بن مطلق



،،،

بعدما وصلو

سلم الأستاذ سالم على المعلمين :

أستاذ سلمان بغيتك بكلمة راس .

تنحى الأستاذ سلمان والأستاذ سالم قليلا عن المعلمين



وبعدها ركب الأستاذ سالم سيارته :

مع السلامة ياالربع ..



سعيد الجنوبي :

ما تقهويت ولا قلطت

تفضل



سالم بن مطلق :

مستعجل والله

مرة ثانية

،،،



حسن المكاوي :

وش عندكم يا أستاذ سلمان ؟



سلمان العاصمة :

مشاريع تجارية



حسن المكاوي يضحك :

ههههههههههههه

مشاريع تجارية هنا بعذفاء

صح كان يكلمك عن انتقالك للإبتدائية



سلمان العاصمة :

صح

كيف عرفت



حسن المكاوي :

سمعته يوم كلم المدير أبو شيهانة



سعيد الجنوبي :

ونت وش رايك ؟

ودك تنقل هناك



سلمان العاصمة :

بصراحة

ما أقول إلا الله يكتب اللي في أمره خير

وللمعلومية يبي معلم ثاني بعد

،،،،

ومرة بقية الليلة ببعض القصص ومزيد من التعارف

ليذهبوا في اليوم التالي للمدرسة

ويقرر الأستاذ سلمان أن ينتقل للإبتدائية

ملعم للصفوف الأولية

والمعلم الثاني كان من نصيب الأستاذ / صالح القصيمي

،،،



المدير أبو شيهانة يعطيهم ورقة انتقال للإبتدائية :

الله يكون في عونكم في الإبتدائية

هذي ورقتكم وباشرو هناك من اليوم

،،،

سلمان العاصمة وصالح القصيمي متوجهي للإبتدائية



سلمان العاصمة :

الإبتدائية مبناها قديم

بس فيها ميزة إن الطلاب أقل ومديرهم أبو مطلق ونعم الرجل



صالح القصيمي :

صدقت

جميع اللي يعرفونه يثنون عليه

تصدق إن المتوسطة والثانوية العام مديرهم ياسر حبيب



سلمان العاصمة :

أيه اللي مع بارقة

اللي يمثل افغاني مدري باكستاني



صالح القصيمي :

أيوه هو

كان مدير هنا ما نقل إلا السنة هذي

وجميع المعلمين اللي كانوا عنده يثنون عليه

،،،،

وصلوا المدرسة

المبنى لم يكن مهيأ



والفصول لا تشجع

،،،

أعطوا الورقة للمدير سالم بن مطلق



المدير سالم بن مطلق :

حياكم الله في مدرستكم

نعتبر أنفسنا كسبانين اللي حصلنا على شرواكم



سلمان وصالح :

شرواك الطيب

حنا الكسبانين يوم جينا عندكم



المدير / سالم بن مطلق :

أنت يا أستاذ / سلمان مثل ما قلت لك بتصير معلم صفوف أولية وعلى الصف الأول

وأنت يا أستاذ / صالح بتكون على الصف الثاني

أدري إنكم ما لكم خبرة في الصفوف الأولية

بس وش نسوي

لنا سنتين ما جانا معلم

وكل ما كلمنا الإدارة قالوا أبشروا أبشروا

ولا يجينا أحد

رحت لهم السنة هذي وقلت أما توجهون معلمين لنا لو من الجامعيين

ولا بقفل المدرسة

قالوا خلاص بنوجه لك معلمين من اللي في المتوسطة والثانوية

والحمد لله اللي حصلت على خدماتكم .

،،،

كل صبح كان جيوب الشاص توقف أمام المدرسة

لينزل منها فوج من الطلاب

وأولياء الأمور لا يفارقون المدرسة

يجلسون في مكتب المدير يتبادلون الأخبار

أو يسألون عن إبل ضائعة أو أخبار أمطار

والمدير محرج منهم لأنهم كبار في السن

ولأن أغلبهم يأتي من مسافات بعيدة تصل إلى ثلاثي وأربعين كيلو متر

الدراسة لم تكن متعبة

مر هذا الأسبوع سريعا

،،،،

صالح القصيمي يهمس في أذن سلمان :

وش رايك نستاذن من المدير



سلمان :

والله ودي

بس اليوم الإثنين

ظنك يسمح لنا



صالح القصيمي :

جرب منت خسران

وخاصة إن عبد الرحمن العذفاوي

بيمشي اليوم لحائل



سلمان وعليه علامات التعجب :

من هو عبد الرحمن العذفاوي ؟

صالح القصيمي :

اللي أنا جيت معه من حائل

الطالب اللي بثالث ثانوي

نمشي معه وسيارتي عند بيتهم نمشي من هناك على سيارتي



سلمان العاصمة يبتسم :

والله صدق

جبتها

طيب بدخل على المدير وأكلمه

وأنت الله الله بالدعاء



صالح القصيمي :

ما عليك

،،،

بعد دقائق بسيطة

خرج سلمان من مكتب المدير

وهو لا يستطيع أن يخفي ابتسامته

من الفرحة



سلمان العاصمة :

أبشرك وافق

يقول معكم الثلاثاء والأربعاء

والخميس والجمعة

السبت تداومون هنا



صالح القصيمي وهو يكاد يطير من الفرحة :

الله يجزاه خير

خلنا نلحق على عبد الرحمن ،،



،،

مرو الزملاء في الشقة

وودعوهم

ليركبوا مع عبد الرحمن في جيبه الشاص

،،،

سلمان العاصمة بعدما جلس داخل الغمارة وأرجع قدميه

لتضرب بشيء غريب

لمسه بيده



سلمان العاصمة :

وش هذا يا عبد الرحمن



عبد الرحمن يبتسم :

رشاش يا أستاذ

الاحتياط واجب في هالصحاري



صالح القصيمي :

هههههههه

الله يستر

طيب من وين بتودينا يا عبد الرحمن

مع طريق الحيانية تربة

ولا الجوف السريع ؟



عبد الرحمن :

وش رايكم أوريك طريق مختصر وأحبه كثير

وجديد عليكم

بس فيه وعوره



صالح القصيمي :

قدام

خلنا نشوفه يمكن يصلح لنا ونرجع معه



سلمان العاصمة :

المهم يمدينا على الفطور في حائل

لأن الساعة الحين وحدة الظهر



عبد الرحمن :

بإذن الله

هذا الطريق يقطع النفود قطع

من الشمال للجنوب

يعني بتقولون لزملاكم وأقاربكم إنا قطعنا النفود الكبير من الشمال إلى الجنوب

،،،

توكلوا على الله

وبدأو في قطع النفود

وكل ما دخلوا أكثر

كلما صعب الصريق أكثر وأكثر

حتى وصلوا لكثبان رملية مثل الجبال



وكل ما وصلوا لمرتفعات عالية يقول لهم عبد الرحمن :

تمسكوا يا بعد حيي

ليعطي السيارة عزم لكي تقطع هذه الكثبان الرملية العالية

وطول الطريق

وعبد الرحمن يخبرهم بأسماء المواقع

هذي نازية كذا

وهذي نقرة كذا

وهم مستغربين من هذه المعرفة

وخاصة إن الرمال تتشابه

وعبد الرحمن ما يزال في الصف الثالث الثانوي

،،،

ومع الجوع والعطش وعدم الراحة في الجيب الشاص

المعروف عنه أنه يهز كثيرا



سأل سلمان العاصمة محاولا خلق موضوع للنقاش لعله يخفف عناء الطريق :

طيب يا عبد الرحمن

لو لا سمح الله تعطلت فيك السيارة

وش تسوي

ما أشوف معك قارمن ولا ثريا



عبد الرحمن :

البدوا هنا ما يعرفون القارمن

ما فيه إلا إني أكلم بالآيكوم وعلمهم بموضعي بالضبط

وهم يطبون علي بدقائق

بإذن الله



صالح القصيمي :

ما شاء الله

سمعت إنكم تعرفون للأثر في النفود



عبد الرحمن :

إيه

كثير من البادية هنا يعرفون للأثر

يعني أنت لو تمر من عندهم يعرفونك بعدين بأثرك

حتى إني أذكر إن فيه شايب دخل على واحد

وسلم عليهم ثم قالهم وين فلان

قالوا له ما جانا

وقال إن اثره حولكم

قالوا له : لا هذا ولده كبر

هههههههههه



سلمان العاصمة :

يا سبحان الله

،،



سلمان وهو يشاهد بيوت صغيرة أمامه :

وش هي الديرة اللي قدامنا ؟

وش جايبها في هالكثبان الصعبة ؟



عبد الرحمن :

هذي رطيان

وبعدها كم هجرة

ثم ندخل على أول حائل

على ( الخطة )

،،،

وفعلا وبعد ما ساروا في النفود خمس ساعات متواصلة

وقبل غروب الشمس وصلوا للخطة

ليشاهدوا المزارع والخضرة

بعدما غابت الألوان عنهم

إلا اللون الأصفر الرملي

ولون السماء الأزرق

ليصوا لأول محطة ويعبوأ هواء الكفرات



ثم بعده توجهو لبيت عبد الرحمن في الخطة

وسلموا على والده

والسفرة تحوي أصناف الأطعمة اللذيذ

ليعزمهم على الأفطار

ولكن سلمان وصالح كانوا متشوقين لأهلهم

واعتذروا

ليفطروا على الطريق

بعدما توجهوا من حائل إلى القصيم على سيارة صالح القصيمي



سلمان العاصمة يضع الجوال في جيبه :

أبشرك حجزت على رحلة القصيم الرياض الساعة 9.30 الليلة

يمدينا عليها بإذن الله



صالح القصيمي :

ما شاء الله

بإذن الله بنكون هناك قبل هالوقت

،،،،


واكملوا طريقهم

لينام سلمان

بالسيارة من شدة التعب

،،،







التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 02:33 am   رقم المشاركة : 12
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

[align=center][/align]
ـــــــــــــــــــــــــــ





سأختصر الأحداث لأصل معكم لنهاية تقنعكم إلى حد ما ....



وصلت لأهلي وأنا في قمة الشوق ، أشعر برغبة في الحديث عن عذفاء ومواقفها مع أي شخص أقابله ، بداية مع قائد الأجرة الذي أقلني من المطار للمنزل ، كنت اتحدث وهو يشعرني بالاهتمام والتفاعل مع حديثي ، وكل معارفي إذا قابلتهم يسألوني عن عذفاء وعن حياتنا في عذفاء ، أو أنني انتهز أي فرصة اسمع فيها اسم عذفاء لأنطلق بالحديث عنها ، شعرت أن الجميع شغلهم الشاغل عذفاء ، هكذا أتصور المسألة ، بدأت أشعر بتركيز الأخبار على منطقة الجوف والنفود الكبير بعد انتقالي لها أو أنني بدأت أركز على أخبارها لأنني أصبحت جزء منها .
حاولت أن أزور جميع الأقارب والأصحاب في الأيام البسيطة ، شعرت إن الأيام أسرع منها العادة ، يوم الأحد كان اليوم الوطني ( إجازة ) كلمت المدير واستأذنت منه عن يوم السبت ما قصر وافق وكان هذا الشيء مفرح لي جدا ، ولكن حتى السبت والأحد مرت بسرعة أيضا .

الآن ما عندي إلا السيزو - ذات الدفع الرباعي - ، سيارة أخي لأسافر عليها ، الوالد قال : لازم تغير سيورها ، ذهبت صباح الأحد ووجدت الوكالات والورش مغلقة بمناسبة اليوم الوطني رجعت للبيت وبعد صلاة التراويح توجهت للوكالات مرة ثانية لعل وعسى ودون فائدة كلمت زميلي صالح القصيمي وأخبرته بالظرف وما كان بيده إلا أن ينتظرني ، وبعد جهد جهيد وجدت السيور عند محل فاتح خفية لدقائق بسيطة ، والحمد لله كنت قريب منه واشتريت السيور وركبتها توجهت بعدها للبيت وأخذت أغراضي ومشيت متوجه للقصيم الساعة الحادية عشر ليلا وصلت آخر الليل للقصيم ومريت بيت زميلي وحمل الحوض صناديق تمر ليوزعها على أهل الديرة مشينا إلى العدوة قبل حائل بـ 60 كلم وتسحرنا ثم كملنا طريقنا وطلعت الشمس علينا وحنا في تربة وكان طريق تربة الحيانية عرعر توه ( مطينة ) وفيه حديد ومسامير دخلنا للنفود ونسمنا الكفرات ومشينا إلى عذفاء مع الخطوط وعلى إحداثيات أخذتها من صالح القصيمي ، وصلنا عذفاء الساعة التاسعة والنصف وتوجهنا مباشرة للمدرسة وقعنا الحضور وكنا دايخين وما نمنا ، حضرنا حصة ورحنا للبيت لننام ..

،،

لا جديد في عذفاء ، سافرنا وعدنا لها ولم تتغير بشيء ، إلى إنها تتجدد كل يوم مع الرياح والعواصف التي تغير ملامح الطرق و والمنازل ..

شقتنا كما هي

غير أنه سكن بها ضيف جديد

ضيف غير مرحب به في قلة من منازل عصرنا الحالي

ويعتبر المتسيد في الأغلب

حتى اعتبره البعض من أهم أساسيات البيت بل الحياة كلها

ضيف إن لم تجعل له حدود سيغرقك بسوء أخلاقه

وإن راقبة الله فيه ستستفيد من الخير القليل المتناثر في مستنقعه

إنه ( الدش )



الذي سيطر على الصالة منذ دخوله للمنزل

فأصبح هو الآمر الناهي

استنكره البعض ورحب به البقية

متعذرين بعدم وجود أي شي يربطهم بالعالم الخارجي غيره

والبعض يريده ليقضي على أوقات الفراغ والملل في هذه الصحراء

أما المستنكرين كانوا يتخيلونه زبالة للغرب

تحوي كثير من الأشياء الفاسدة ، العفنة ،

وقليل من الأشياء الطيبة

،،

ولعل الأغلبية كانوا مع تواجد هذا الضيف بالمنزل

فما كان من البقية إلا أن سكتوا سكوت الرضى المغلوب على أمرهم

،،
وحتى لا يفسد هذا الضيف الجو العائلي الجميل في المنزل

تم حذف أغلب القنوات الهابطة

ومنع مشاهدة المسلسلات والأفلام في الأوقات العامة اللتي يتواجد بها الجميع

’’’

مرت أيام رمضان بسرعة بين صلاة في جامع عذفاء ، وإفطار كنا نتعاون عليه ،

وجلسات على الطعس المجاور للبيت

،،

وبدأ الجو يبرد شيئا فشيئا

وذات يوم طرق الباب في الصباح

والجميع نيام قبل المدرسة

قام محمد المدني ليفتح الباب

إنه أبو مطني

صاحب المنزل

يريد سلمان العاصمة

،،

محمد المدني يوقض سلمان العاصمة من النوم

أبو مطني عند الباب يريدك

ذهب سلمان لأبي مطني وبعد دقائق بسيطة عاد ومعه تيس حلف أبو مطني أن يأخذوه أكرام لهم و لكي يستفيدوا من لحمه في رمضان



سلمان وضع التيس في الحوش وأغلق الباب

وعاد للغرفة

ليكمل نومه مع بقية المعلمين

،،،

لم يوقضه إلا صوت تصفيق ناتج من يدي محمد المدني وهو ينفض الغبار ،
و حسن المكاوي يتكلم بصوت عالي : ألم أقل لكم أغلقوا الباب

لو دخل ذئب علينا وش كان بيصير

سلمان العاصمة يسأل ياسر والشريف وش السالفة ؟

ياسر : ولا شي فقط تيس أزعجنا في الحوش وطلعناه برا ..

جهز وهو يركض للخارج

هذا التيس ضيافة لنا من أبو مطني

الحين وش بيقول عنا

لحق محمد المدني بسلمان العاصمة ليجدوا التيس يدور حول شبك الغنم بالقرب من منزل أبو مطني

أمسكوا بالتيس وأعادوه للمنزل مرة أخرى

وأخبروا جميع الزملاء عنه

لكي لا يتكرر نفس الخطأ

،،،

لم تدم حياة التيس طويلا

كتب الله لها النهاية على يد المتخصص عبد الله الجنوبي العصر من نفس اليوم

،،،

لم تكن المواقف كثيرة في رمضان

ربما لأن المعلمين جدد في المنطقة
وأهل عذفاء لم يتعرفوا عليهم كثيرا

وانشغال الناس برمضان

سبب من الأسباب

،،،

اتفق المعلمين في المدرسة جميعا على إقامة برنامج رياضي في ليالي رمضان

وكانت كرة الطائرة هي الأنسب

،،

فكل ليلة بعد التراويح يتوجه المعلمين إلى المدرسة وعلى رأسهم المدير أبو شيهانة

الذي يكتفي بالمشاهدة في أغلب الأحيان ...

كل ليلة يلعبون بها

تزيد من الألفة والترابط بينهم

،،،

وفي ليلة من الليالي الرمضانية والمعلمين في طريقهم للبيت

اعترض طريقهم جيب ونزل منه شابان

ليسألان سلمان العاصمة

أنت الشيخ ؟

سلمان : لست بشيخ ولكن أبشروا باللي نقدر عليه

- بيننا مراهنة على ذبيحة
ونريد أن تفصلوا بيننا

سلمان : خير

- اختلفنا في قوله تعالى : ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر .. )
منا من يقول إن الخيط هو الحبل
ومنا من يقول إن الخيط الأبيض هو النهار والخيط الأسود هو الليل
فأي الإجابات صحيح

سلمان : يبتسم بعد أن تنفس الصعداء لأن هذه المسألة قرأها قبل فترة وجيزة ،

ليقول بعدها :
من يدفع أكثر تكون إجابته صحيحة

ضحك الجميع

وأكمل سلمان الحديث :
شيء جميل أنكم تتذاكرون مسائل دينكم

أما بالنسبة للإجابة فالصواب أن الخيط الأبيض هو النهار الخيط الأسود هو الليل ، وبعض الصحابة فهم أنه الحبل وهذا قبل أن تنسخ الآية لأن الآية أول ما نزلت لم يذكر فيها ( .. من الفجر ) وبعد هذا اللبس ذكر والله أعلم ..

بعدها علت الضحكات و قليل من المزحات ليركبوا سيارتهم ويذهبوا لدارهم ونحن نكمل سيرنا لدارنا ..

صالح المكاوي يداعب سلمان :

وش رايك تفتح مكتب للإفتاء هنا

سلمان يضحك :
فكرة حلوة بس بصراحة فاتت علي أتكلم عن حكم المراهنة إذا كانت بين طرفين وإذا كانت من طرف واحد

حسن مكاوي :

زين إنها فاتت عليك ولا كان متنا بهالبرد

سلمان العاصمة وعليه علامات الحزن :

بصراحة يوم كنا في الجامعة كان مشايخنا حفظهم الله ، دائما ينصحوننا بالجد والاجتهاد والحرص في طلب العلم لأننا قد نكون في قرى نائية ومنعزلة لنصبح ، خطباء ومفتين هناك شئنا أما أبينا ، وكنت وقتها وأنا أسمع هذا الكلام أمرره وكأنه لا يعنيني ، لأنني كنت استبعد أن أكون في منطقة لا يوجد فيها طالب علم .

حسن مكاوي وهو يفتح الباب إيذانا بالوصول :

أجل عرفت الحين إن الله حق


والله كلنا مقصرين بس الله يتوب علينا ..

تابعوا البقية ..







التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 02:40 am   رقم المشاركة : 13
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

[align=center][/align]
ــــــــــــــــــــــ



،،


اعتذر عن إكمال الأحداث على شكل رواية

وسأكملها لكم سردا

،،،،،،،


من الأحداث العالقة في الذهن في شهر رمضان قيام الزملاء باقتراح تم تنفيذه على الفور وهو أن نقوم بلعب كرة الطائرة في فناء المدرسة وبالرغم من أن هذا لم يتم إلا ليالي بسيطة إلا أنه كان نواة تعارف حقيقي مع بقية الزملاء في القرية ...

,،،


الإفطار لم يكن شهيا كعادة كثير من المنازل في رمضان فقد افتقدنا المعجنات بأنواعها وعلى رأسها السنبوسة المصونة

ولم يبقى لنا من الطعام إلا الشوربة والفيمتو .....

كنا ننتظر يوم الخميس على أحر من الجمر لكي نتوجه لسكاكا ونتصل بأهالينا و نأكل ( زي الناس ) سنبوسة وبيتزا ....

اعذروني فأنا واحد من أمة اختارت الأكل على القراءة بل ربما على كل شيء .

أول خميس في رمضان ذهبنا لفندق أسوار المناخ الفندق الذي كان يسكنه بعض الزملاء ، ويديره وكيل متوسطة عذفاء ، فندق جميل ويعتبر من أفخم الفنادق في المنطقة ، وقتها لم نستلم رواتب ،
فلم يناسبنا السعر وتوجهنا لفندق الأحباب ، فندق متوسط الفخامة ونظيف إلى حد ما ، وأسعاره مناسبة جدا .

على الاستقبال موظف مصري الجنسية يدعى أسامة خفيف الظل وتعامله لطيف






أحببناه وأحببنا شقق الأحباب لنجعلها مسكننا كل ما نزلنا في سكاكا

مرت الأيام بسرعة لنعود من جديد لعذفاء ، وندخل في الأسبوع الثالث من الدراسة ، والثاني من أسابيع رمضان بدأنا نتأقلم شيئا فشيئا ، ولم نفقد الأمل بحركة الحاقية أو نقل مفاجأ

البيت الصغير يكاد ينفجر بنا

12 معلم يقتسمون غرفتين

الأماكن والفرش للأقوى ولمن يسبق .


من يتأخر عن دخول الغرفة يتحمل الأماكن الضيقة والباردة في الشقة

الفوضى تعم أرجاء الدار ، الجميع نفسي نفسي ، ولكن من نعم الله علينا أن هذه الأزمة لم تدم طويلا ، فقد نقل أربعة من الزملاء خارج عذفاء واثنان نقلوا لبيت مجاور لنا ليبقى ستة معلمين في الشقة عدد مناسب جدا .

،،

في نهاية الأسبوع الثالث من رمضان وفي يوم الأربعاء تحديدا

بدأت بالتشاور مع رفيق دربي ( صالح القصيمي ) هل نستأذن من مدرينا بالذهاب لأهلنا مع أنا لم نأتي إلى صباح يوم الاثنين
ولعلنا اتفقنا على أن المحاولة وإن باءت بالفشل لا تضر

وخاصة بعدما سمعت نداءات أبنائي وأنا أكلمهم بجوال الثريا الفضائي من المحطة القابعة في عذفاء

لم اشعر بنفسي إلا وأنا اتصل على مديري الأستاذ / سالم بن مطلق ،

حاول في البداية منعي بأسلوب لطيف وبعدما سمع قصتي مع أبنائي قالي بالحرف الواحد >> موعدنا بعد العيد

واستمرت المحاولات بالسماح لصالح القصيمي أيضا ولم يقصر الاستاذ سالم سمح على الفور .

،،،


أحسست بعدها وكأن شيء يقتلعني من هذه النفود .

دقائق بسيطة ، إلا وأنا متجه للحيانية وبعدها لتربة مرورا بحائل ثم القصيم لأودع صالح القصيمي وأكمل المشوار للرياض

بالرغم من طول المشوار إلا أني أشعر بصوت أبنائي في أذني كلما أحسست بالتعب وصورتهم ترتسم أمامي لتضيء لي ظلام الليل وسواد الطريق المعبد ...

،،،

أما لحظة وصولي للرياض والتقائي بأهلي ففيها كثير من المشاعر يكفي ما أسمعه من زوجتي وحديثها عن جدتهما وأن عينيها تدمع كل ما سمعت نداءاتهم وسؤالهم عن والدهم ، لأنها لا تجد إجابة تناسب طفولتهم البريئة .

اللقاء الأول معهم دائما تعلوهم ضحكه تخفي بداخلها كثير من اللوم ، وكثير من الأسئلة ، وعينان مغرورقة بالدموع .

كل وقتي كنت أقضيه مع أبنائي ومع والدي ووالدتي أريد أن أعوض غيابي عنهم .

..

لا أريد أن أسهب في وصف مشاعري في تلك اللحظات لأنني لن أنتهي ، وليس من رأى كمن سمع .

،،،


الإجازة بالنسبة لنا كانت طويلة بأيامها مقارنة مع بقية الزملاء ولكن تفكيرنا بالعودة كان ينقص من عمرها كثيرا حتى جاء اليوم الموعود وهو أول يوم دراسي بعد العيد ...

بعد العيد لم يكن هناك شيء يذكر إلا إن زميلنا صالح القصيمي اشترى جيب ربع ،،



توجهنا لعذفا كالعادة عن طريق القصيم العدوة تربة الحيانية عذفاء

تقريبا كنت إذا مشيت من الرياض الساعة الثامنة صباحا أصل لعذفاء الساعة الثامنة مساء .

وكنا إذا دخلنا للبر من جهة الحيانية نمشي تقريبا 80 كلم حتى نصل لعذفاء ، نمشي مع المطينة وأحيانا نبتعد عنها لوعورتها وإذا بقي تقريبا 10 كلم بدأنا نتطلع لأنوار عذفاء , وإذا شاهدناها ارتفعت معنوياتنا وزدنا من السرعة إلى أن نصل إليها ...

بعد ما نصل للبيت نجلس دقائق بسيطة وننام من شدة التعب ، لنستيقظ على صباح يوم دراسي جديد .

وفي كل صباح منا من يذهب على أقدامه ومنا من يذهب على السيارة ، وفي الطريق للمدرسة تشاهد جيوب الحوض متجهه للمدرسة والطلاب يزدحمون في الغمارة والحوض ، وتشاهد النساء يقومون بتوصيل أبنائهم على السياراة ....


الدراسة هناك أبسط بكثير منها في المدن ، الجرس استبدل بصافرة يحملها المدير معه ، الرمال تغطي أغلب أرضيات الفصول والإدارة ،











الطلاب نسبة كبيرة منهم لم يعيشوا بين جدران من الأسمنت ، ولكن طبيعتهم التي حرمتهم من كل هذه الأشياء أكسبتهم الفطنة والذكاء ، أكسبتهم الشهامة والرجولة ، أكسبتهم الصفاء الذهني و الطبعي ، فهم على طبيعتهم لم يتأثروا بمتغيرات العصر الحديث ولم تتغير أخلاقهم الأصيلة ، ولكل قاعدة شواذ ...



كعادتنا في كل أسبوع يوم الأربعاء بعد الدوام مباشرة نتوجه لسكاكا لنستذكر معالم المدن وأخبار العالم ....

وكعادتي كنت أسكن مع ثلاثة أو أربعة من الزملاء في شقق الأحباب لأنني شخصيا لم أكن أعرف أحد في سكاكا في بداية الأمر ،

أما بقية الزملاء لهم أصحاب يسكنون معهم ، أهل الجنوب في استراحة ، وأهل القصيم في استراحة ، وأهل الحجاز في شقة ،، وهكذا .

كنا في كل مرة ننزل فيها لسكاكا وخاصة في الفصل الأول نتوجه لإدارة التعليم وكأنها – استغفر الله – ميقات لنا لا يجوز أن ندخل لسكاكا إلا بعد ما نحرم من عندها ، وفي كل مرة نخرج منها بخفي حنين ، بعد إدارة التعليم يقودنا جوعنا لأفضل مطعم كبسات في سكاكا – وجهة نظر خاصة – مطعم القرية النجدية ، وفي الليل وجبة كودو ، ولم يكن في الفصل الدراسي الأول مطاعم مشهورة بالنسبة لنا سوى هذين المطعمين ، وعلى أواخر الفصل الدراسي الأول بدأنا نشاهد لوحات لمشاريع بيتزا هوت والأرنب الجائع ...

كنا نقضي اليومين بقضاء حوائجنا والتجول في سكاكا لمشاهدة الآثار ومزارع الزيتون وكنا نزور دومة الجندل ....

،،،،

وبعض الأحيان كنا نزور استراحة يجتمع فيها معلمين من القصيم وعلى وجه الخصوص من بريده ، وبما أنني لست من أهل بريده فكثير من الأحيان كنت أشعر بأنني مثل الأطرش بالزفة ، فاللهجة اللتي يتحدثونها لم تكن هي لهجة أهل القصيم المجاورين لنا في الرياض ، ولعل زيملي صالح القصيمي يعزيني بأنه يجهل بعض هذه الكلمات وهو من سكان بريدة لأنها وعلى قولته مثل كلام الشيبان الذي اندثر أغلبه ، والحق يقال لم يكن جميعهم بهذه اللهجة سوى القليل منهم ، وبالرغم من أنني كنت أجهل معاني الكلمات إلا أنني كنت استمتع بمحاولة فهمها من السياق .
بصراحة كانوا مجموعة متكاملة ، تجد من بينهم طالب العلم الذي يفيدك بأسلوب أخوي جميل ، وتجد الإنسان الظريف المنشط للجلسة كلما أحسست بالرتابة ، وتجد من بينهم الطباخين المهرة ، فقد ذقت وجبات عندهم أنستني أفخم مطاعم سكاكا بدون مبالغة ..
والجميع تحفهم الأخوة والمحبة والخدمة والتعاون ، لله دركم من مجموعة .
فقد أحببتكم بالرغم من أني لم أجالسكم كثيرا ...

،،،،،



يوم الجمعة غالبا نعود في الليل لعذفاء وبعض الأحيان العصر ، وأحيان قليلة فجر يوم السبت ،
الطريق متعب وأحيانا تزدحم السيارة والضحية من يركب بالخلف

وخاصة عندما تكون في جيب ربع ويسوق فيك صالح القصيمي



،،،،،

نهاية عام 1428 هـ لم يكن بها أحداث عالقة في ذهني سوى بعض الكشتات ورحلات القنص مع بعض المعلمين الهاوين للصيد بالصقور .

فقد اشتهر بالمنطقة تواجد طائر السمق



أما الحبارى لا تكاد أن تسمع أي حديث عنها بالرغم من أننا نشاهد بين فينة وأخرى صقارين من الخليج وبعض الأمراء ومن المواطنين كذلك ..
















ومن الأحداث اتفاق مجموعة من المعلمين مع محمد قوز ليطبخ لهم كل يوم وجبة الغداء ،



ومحمد قوز هندي الجنسية من المعمرين في عذفاء ويعرف كل صغيرة وكبيرة في القرية ويعمل في الأمارة وفي المتوسطة ويجيد كثير من مسطلحات أهل الشمال ، في بداية عمله معنا أحسسنا بالراحة



ولكنه لم يدم طويلا لأن الزملاء آثروا أن يشتغلوا بأنفسهم حتى وإن كان في ذلك تعب ، للقضاء على وقت الفراغ من جهة و للنظافة من جهة أخرى ..
وهذا الشيء اللي صار واستمر إلى نهاية العام الدراسي وبما أننا ستة معلمين ، تقاسمنا الطبخ كل يوم على اثنين واحد يطبخ والثاني يغسل ، وارتحنا بعدها كثيرا ، لأننا بدأنا نتنافس ونطور أنفسنا بالطبخ ولكن أحيانا تحصل مفاجئات مع تجارب بعض الزملاء لتلقى أصداء اضطرابات وتفجيرات في بطوننا مما يسبب زحمة على دورة المياه الوحيدة في الشقة .

بالنسبة لي كنت مع صالح القصيمي وكنا مشروع طباخين ..
أمزح معاكم ، بصراحة كنا على قدنا لسنا الأفضل ولم نكن الأسوء
المهم إنا متفاهمين .

،،،،



من الأمور اللتي تستحتق الحديث هو طيران ناس ،






في تلك الفترة كنت كل أسبوعين أنزل للرياض مرة على السيارة ومرة على الطيارة
وفي البداية كنت أذهب مع الطيران السعودي ، وكنت أحجز في أغلب الأحيان في نفس اليوم وأنا طالع يوم الأربعاء أقوم بالاتصال على الخطوط السعودية وفي كثير من الأحيان يسجلوني انتظار وتتأكد بعد ذلك ،

بعدها دخلت علينا خدمة طيران ناس وجذبتنا بسعرها الرخيص ، فالرحلة كانت تكلفنا تقريبا 90 ريال تمر على القصيم ثم تكمل المشوار إلى الرياض وفي أغلب الأحيان تكون الطائرة خاوية ،



وكنت استمتع بمشاهدة طريق حائل الجوف السريع وهو يقسم النفود الكبير



ولكن هذه النعمة لم تدم طويلا ، لتتدرج إلى الأسوء شيئا فشيئا ،
مرة الرحلة تتأخر ومرة تتكنسل وبدون سابق إنذار وهكذا ،
وكان لها أثر سلبي أيضا على الطيران السعودي
لأن الخطوط السعودية تعاقدت مع طائارات صغيرة ، في كثير من الأحيان لا نجد فيها حجز ،
ولن أنسى يوم خرجت من عذفاء الساعة الحادية عشر صباحا والرحلة الساعة الرابعة والنصف عصرا ، يعني فيه وقت كافي جدا ولكن أقدار الله تأخذ مجراها فقد بنشرت السيارة ثلاث مرات لأصل للمطار الساعة الخامسة بعد أن أقلعت الطائرة ،

وحجزت على الخطوط السعودية انتظار الساعة التاسعة ليلا ولم يتأكد الحجز ،
وحجزت بعدها على رحلة الصباح يوم الخميس ولم يتأكد الحجز ،
بعدها قالي الموظف أحمد الخالدي ( وهو موظف متعاون وخدمني كثيرا وله فضل بعد الله علي لن أنساه ) أنه سيحاول أن يدبر لي حجز ولكن على الدرجة الأولى ، وبما أنه ليس لدي وقت وافقت وليس لدي خيارات أخرى قبلت العرض لكي يتسنى لي الذهاب لأهلي في الرياض .

فطيران ناس لم تكن شركة منافسة وإنما شركة تتقاسم الزبائن مع الخطوط السعودية ، وحضورها قاد الخدمة للأسوأ ، حتى علت شعارات منددة مثل ناس لتوهيق الناس ، بعدها لم احجز مع طيران ناس ، فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .

،،

( هذا تقييم خاص في وقت خاص وفي منطقة خاصة ، فربما أنها تكون أفضل في مناطق أخرى أو في أوقات أخرى )

،،،،


تحياتي لكم







التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 02:43 am   رقم المشاركة : 14
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً


ــــــــــــــــــــــ
[align=center].. الجزء العاشر والأخير ..
.. مُقسّم على أربعة ردود ..
.. أتمنى لكم قراءة ماتعة ..[/align]





في البداية أشكر جميع من تابعونا وتعاطفوا معنا
من خلال الأجزاء السابقة ..
وأعتذر أشد الأعتذار عن التأخير
،،،،
وبما أن هذا هو الجزء الأخير
سأحاول أن استذكر فيه أغلب الأحداث التي لم تذكر في الأجزاء السابقة ،
مع إغفالي لكثير منها إما لتكرارها أو نسيانها
أو لأن المصلحة تقتضي عدم ذكرها ... .




:::: الجزء العاشر ::::


- الطريق البري .

هذا الموضوع بالرغم من أني ألمحت له كثيرا
إلا أني أشعر بأنني لم أعطه حقه ولا بعض حقه ،
فإذا كانت الاتصالات والغربة تعتبر أزمة بالنسبة لنا ،
فهي على الأقل لا تتكرر معنا أسبوعيا مثل أزمة الطريق
التي تتجدد معنا كل أسبوع .
،،،،
ولن أبالغ حينما أقول أنها الأزمة الأكبر بالنسبة لنا ،
ونعتبرها حياة أو موت وتستحق منا بذل الاحتياطات اللازمة .
،،،
في بداية ونهاية الطريق اعتدنا أن نتصل على الأقارب
نستودع الله أماناتهم ودينهم ، ونطمئنهم بعد الوصول .
،،،
بعدها نتوكل على الله ونحن لا نعلم ما ذا يخفي لنا القدر ،
فبالرغم من أننا سلكنا الطريق البري أكثر من ( 60 ) مرة
إلا أننا لا نستطيع أن نمشي مع طريق معين ،
لأن الرمال تغير ملامحها مع كل هبة ريح ،
وفي بداية الأمر لم نكن نستغني عن أجهزة الملاحة ،
ومع الوقت كسبنا خبرة فبدأنا لا نعتمد عليها كثيرا ،
وبالرغم من ذلك إلا إننا تعرضنا لمواقف كثيرة أذكر منها :
،،،

طلعت في أحد الأيام و معي حسن المكاوي
وأمامنا صالح القصيمي ومعه بعض الشباب ، متوجهين لسكاكا ،
الشاهد إن الحوض كان فيه ثلاجة كبيرة خرجنا بها لكي نصلحها وبسببها لم أكن مسرعا ،
وعند مفترق طرق ضيعنا بعض ودخلت للنفود تقريبا ( 10 كلم )
بعدها أحسسنا أننا مضيعين إلى أن رأينا بيوت شعر من بعيد
وتوجهنا لها وعلمونا بالوجهة الصحيحة ،
وصالح القصيمي كان متواصل معنا على جهاز النداء
ولكن يوم أبعدنا انقطع الاتصال بينا وبينه ،
ولم نصل لسكاكا إلا بعد خمس ساعات ،
وهذي الحادثة دائما تحدث ، وهي إنك تضيع الطريق
ولكن بعد وقت نرجع للوجهة الصحيحة .
،،،
البنشر كذلك كان يحدث معنا كثيرا
وبعض الأحيان في كل نزلة لعذفا يحدث بنشر
وخاصة مع المسحية – المطينة - لأن فيها حدائد مركوزة ، وحجارة حادة .
،،،،،
وأحيانا تتعطل السيارة في الطريق


،،،
ومرة محمد المدني جاب سيارته
وقرر أنه يدخل لعذفاء بعد ما اشترى جهاز اتصال فضائي وجهاز نداء ،
وركب معه حسن المكاوي ، واللي شجعهم إن الجو أمطار
والنفود ما فيها غراز قوي بسبب تماسك الرمال ،
المهم دخلوا للنفود على ددسن غمارتين بدون دبل ،
يقولي حسن المكاوي : إنه حاول يمنع محمد المدني من الدخول ،
على الأقل يكون برفقتهم أحد ، ولكن محمد المدني أصر على رأيه ،
يقول حسن : توقعت إن فيه شي بيصير ،
وطول الطريق أدعي ومحمد المدني داعس
ما يبي يهدي على شان مايغرز ،
مرة نظرب بعقم ومرة بمطب والدعسة هي الدعسة
،،،
ويوم بقي على عذفاء تقريبا 30 كلم ، وتجي ذيك الطلعة
الي كتبت نهاية المغامرة ، ونغرز فيها ،
وحاولنا إخراج السيارة ما فيه فائدة وكان الوقت تقريبا قبيل الظهر ،
ونبدأ نرقى الطعوس المرتفعة اللي حولنا
ونطالع ندور أحد حولنا وما فيه فائدة ،
ومحمد المدني يحاول يكلم الزملاء اللي بسكاكا
علشان يساعدونه وبعد اتصالات استنزفت تقريبا بطاقة كاملة ،
عطوه رقم سوداني موجود بعذفاء ،
وكلموه والسوداني بدوره كلم أهل الديرة وما قصروا كلموهم
وسألوا عن المكان وعرفوا إنه تقريبا 30 كلم غرب الديرة
وقال لهم أحد الشيبان مازحا :
ما حنا جايين ، مكانكم بعيد وأنتم تقدرون تطلعون موتركم .
ليصرخ عليه حسن المكاوي : وش نسوي يعني نموت .........الخ
بعدها ضحك الشايب ليخبره أنه يمزح ،
وما هي إلا فترة زمن حتى ساعدوهم ، ليصلوا بعدها لعذفاء
ويحرموا أن يخرجوا لوحدهم بدون رفقة سيارة أخرى ..
،،،،
ومن الأحداث الطريفة أيضا أننا طلعنا على سيارتين مسافة 10 كلم
لنلبي طلب أحد أبناء الديرة
في حضور القهوة في بيته
وقبيل المغرب عدنا ، وفي الطريق بنشرت سيارة محمد المدني
و الاستبنه كانت مبنشرة أيضا ،
فاضطرينا لتركها و عندها اثنين من الشباب
وعدنا لعذفاء مع غروب الشمس وبعد المغرب أصلحنا الاستبنة
وعدنا للسيارة ولكننا ضيعنا مكانها ،
ولم نجدها إلا بعد ثلاث ساعات من البحث المضني .
وبعد ما سمع أغلب سكان عذفا بما كان يجري لنا ،
عن طريق جهاز النداء ،
لكي نصبح على أصداء هذه القصة
في أطراف القرية ما بين مستغرب وضاحك ،
ونسوا أننا تنقصنا الخبرة الكافية للعيش في هذه الرمال .
،،،،،
المواقف تطول ولعلي اكتفي بما ذكر ...
،،،
المهم هنا أن الطريق كان طويل وخطير ، وللأسف أن الشركة التي تكفلت بإنشاء الطريق المؤدي إلى عذفا كانت بطيئة جدا ، انتهى العام الدارسي وبدأ العام الذي يليه والطريق لم يصل حتى للمناطق المجاورة لعذفاء .






- بطاقات الشحن .



أول أسبوع وصلنا فيه لعذفا شعرنا فيه بأهمية الجوالات ،
وأنها ليست خدمة ترفيهية وإنما خدمة أساسية تستحق الشكر .
،،،،،
الأسبوع الأول كان ثقيل في كل شيء ، ولعل انقطاعنا عن العالم الخارجي وخاصة عن أهلنا وأحبابنا كان هو الأثقل .
لم يكن لدينا وقتها جوالات فضائية ،
كنا نشعر بقلق و خوف على أهلنا مع انقطاع الاتصالات ،
وهذا الشيء جعلنا نذهب كل يوم للمحطة
لكي نطمأن على الأهل لمدة دقيقة واحدة
تكلفنا خمس ريالات والدقيقتين تكفنا عشرة ، وهلما جرا ...
،،،
بعدها قررنا أن نشتري جوال الثريا ،
وعني شخصيا شريت الموديل القديم
لأنه أجود من الموديل الجديد ،



شريته مستخدم من المرسلات في الرياض بقيمة ( 2700 ) ريال .
،،،
بعدها ارتحنا كثيرا ، ولا نكاد نتصل إلا في الأسبوع مرة فقط ،
لأن وجود وسيلة اتصال في البيت تشعرك بالاطمئنان ،
لشعورك أنه بإمكان الأهل الاتصال بك في أي وقت ،
فالحمد لله على هذه النعمة .
،،،
الاتصال من الثريا الموجود في المحلات في عذفاء كان يكلفنا خمس ريالات ،
مع أن الفاتورة تكلف دولار ، أي تقريبا ( 3.75 ) لدقيقة الواحدة ،
والجزء من الدقيقة يعتبر دقيقة . ..
،،
بطاقات الشحن كانت تباع في محلات عذفاء من 90 ريال إلى 100 ريال
، والبطاقة الواحدة فيها عشرين دولار يعني عشرين اتصال فقط ،
وكل هذه الأسعار والتجارة
يديرها هنود وباكستانيين في محلات عذفاء ،
وأهل الديرة أغلبهم في غفلة عن هذه التجارة المربحة ...
،،،
اقترح صالح المكاوي علي ،
بحكم إني كل أسبوعين تقريبا أنزل للرياض
بأن اشتري بطاقات شحن بالجملة من الرياض ونبيعها في عذفاء
ودخل معنا محمد المدني كشريك ،
أعجبتني الفكرة وخاصة أنها بتشغلنا شوي في عذفاء ،
وتقضي على الملل اللي نعيشه أحيانا .
،،،
نزلت للرياض وسألت عن البطاقات
واكتشفت إن العمالة جشعة
وتأخذ أرباح كبيرة من الكشاته وأهل الديرة ،
اشتريت في البداية ( 100 ) بطاقة
وكلفتني البطاقة الواحدة ( 70 ) ريال
وأحيانا تقل ريالين ومرة زادت ريالين ،
على حسب العرض والطلب في السوق .
،،،
في بداية الأمر كنا نبيعها تفريق
البطاقة من 75 إلى 80 ريال ، وكان البيع ضعيف،
بعدها الزميل محمد المدني قرر الانسحاب من الشراكة
لضروفه الخاصة ،
ومع الوقت ازداد الطلب شيئا فشيئا ، وبدأ أسمنا ينتشر في عذفاء
وبدأ الزبائن يأتون من بعيد وقريب ولله الحمد ،
،،،
ولكن الشراء الحقيقي من الكشاته القادمين من خارج الديرة ،
لأنهم يشترون بالكميات ،
وهذي الفئة ما تعرفنا ولا فيه طريق للوصول لهم
إلا عن طريق المحلات ،
فبدأنا بعدها ببيع البطاقات بالجملة على المحلات
من 80 ريال للبطاقة ، بعدها زاد تصريف البطاقات ،
وأصبحنا نشتري كميات أكبر ،
وبعد أن كان المشروع لقضاء وقت الفراغ
أصبح مصدر دخل لا يستهان به ، وجنينا منه أرباح ،
على الأقل كانت تغطي القطة الشهرية للشقة
و المصاريف الأخرى بالديرة فلله الحمد والشكر ،
،،،
مع أني كنت أتضايق من الوقت الذي يهدر من أجل الشراء
لأن نزولي للرياض يعتبر ساعات بسيطة
لا أستطيع أن افقد شيء منها بعيد عن الأهل والأحباب ،
والأمر الذي كان يضايقنا أيضا
هو المبلغ الكبير اللي كنا نحتفظ فيه بعد ما نبيع البطاقات ،
وما أخفي عليكم إنه كان مصدر خوف وقلق بالنسبة لنا .

ميزانية الشقة

الشقة كان أجارها بـ 1000 ريال كل شهر ،
وكنا نشتري المواد الغذائية والكمالية من سكاكا ،
وفي حالات نادرة كنا نشتري من محلات عذفاء ،



الزملاء في الشقة كانوا سبعة ،
بعدها طلع محمد المدني لشقة مجاورة ،
لأن أخوه أتى من المدينة المنورة ليدرس في الصف الثالث ثانوي
في ثانوية عذفاء ، فأصبحنا بعدها ستة معلمين ،
والقطة أصبحت على كل فرد من 200 ريال إلى 250 ريال تقريبا
حسب المتطلبات ، لنصبح بعدها في إشكالية من يدير هذه القطة ؟
لتتجه أصابع الترشيح ألي ( سلمان العاصمة ) .
،،،
لأتولى المنصب الخامس في عذفاء ،
بعدما توليت الإمامة و التعليم و التجارة و التصوير ( إعلامي ) ،
ها أنا أتولى منصب وزير المالية في شقة المعلمين في عذفاء ،
ولم يكن السبب تقصير من الزملاء وإنما لأنني الحلقة الأضعف بينهم ،
قد أرفض المحاولة الأولى ولكن المحاولة الثانية أوافق ،
فلهذا السبب توليت هذه المناصب الخمسة وربما غيرها ... .
وقد ينطبق علي المثل القائل
سبع صنائع والبخت ضائع ...
،،،
ولعل أول مهنة مارستها هناك بعد التعليم هي التصوير


وهي الهواية المقربة ألي وخاصة تصوير الطبيعة ،
ولكني هذه المرة أصور طلاب صف أول ابتدائي
لأنهم لم يحضرو صور شخصية ، وهذا الشيء أحرج الإدارة
لعدم وجود استوديوهات تصوير في النفود ،
مما يستحيل أن تكتمل ملفاتهم بالصور الشخصية
وهذا الشيء شجعني على إبراز هذه الهواية لأول مرة في عذفاء .









التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
قديم 11-03-09, 02:45 am   رقم المشاركة : 15
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

الفصل الدراسي الثاني
مثل سابقه ، سارت الأمور كما هي ،
إلا إن حدة المطالبة بالنقل وصلت إلى القناعة بالواقع ،
وتأقلمنا مع العيش بالنفود إلى حد كبير ،
واندمجنا كذلك مع أهل عذفاء وكثرت زياراتنا لهم ،
وكنا نحرص على زيارة البدو ( سكان بيوت الشعر )
حتى وإن كانت مساكنهم تبعد عن عذفاء مسافة ( 40 كلم ) ،
أبو مساعد كان له نصيب الأسد من زياراتنا ،
بالرغم من كبر سنه وحالته الميسوره
إلا إنه يحرص على عزيمتنا و يلومنا إن تأخرنا عن زيارته ،
زرنا خال مديرنا سالم بن مطلق

واستقبلنا بكل أريحية حتى إننا احسسنا وكأننا بين أقرابنا بالرغم
من أنها الزيارة الأولى ، وزرنا مديرنا سالم بن مطلق و أبو راجح
وأبو راضي ومؤذن الجامع أبو ناهي
وكذلك أبو رضيان والقائمة تطول .... .

والحق يقال إن أهل الديرة كانوا كرماء معنا وحريصين على أكرامنا
ولكن التقصير من تجاهنا ، لأننا كنا نتكاسل عن زيارتهم .
، حتى إن أطفالهم كانوا يحرصون على عزيمتنا ،
وهذا الشيء كان يحرجنا عندما نزور عائلة و لا نزور الأخرى .
،،،
أذكر من المواقف أن أحد أبنائهم عزمنا صباح يوم خميس غائم ،
وبعد محاولات وافقنا على الإفطار وعندما حضرنا لبيته
استقبلنا بعض كبار السن وعند الساعة التاسعة صباحا
قلطنا على مفطح ، دهشنا و انحرجنا في نفس الوقت
وعندما لمناه بطريقة غير مباشرة على هذه الكلافة
وخاصة أنه ميسور الحال أخبرنا أنها حاجة في نفسه
لم يرتح إلا عند القيام بها .
،،،،
ومن المواقف المحرجة التي لا أنساها أيضا ،
دعانا أحد البدو المجاورين لعذفاء ومشيت أنا و صالح القصيمي
بعد صلاة العصر مباشرة وعند إقبالنا على بيوت الشعر المتناثرة
بدأنا نبحث عن بيت الشعر المخصص للرجال
ولمحنا حركة في أحد الخيام و أسرعنا بالسيارة
وأعيننا شاخصة للمكان الذي صدرت منه الحركة
ولم انتبه إلا صالح القصيمي يصيح في أذني خيمة الرجال تعديناها
و يصوتون لنا ، لاكتشف بعدها إن الحركة اللي لفتت أنظارنا
إنما هي مجموعة نساء يلبسون طرحة لونها قريب من الأحمر
وخيل إلينا أنها مجلس الرجال .
والمواقف في هذا الجانب كثيرة ...
،،،،
أبناء البادية يشتهرون بالكرم وخاصة أهل الشمال منهم ،
ربما لقرب مساكن حاتم منهم ،

كانوا يقدمون لنا القهوة والشاي والتمر والزبد وحليب النياق والطيب ،
وبين هذا وذاك تدور الأحاديث الجميلة بيننا ،
كنت أعجب من أبنائهم عندما يجلسون بجوار أبيهم
وما أن يطلب شيء ما حتى يذهبوا لإحضاره على وجه السرعة .
كنت أقارنهم في مخيلتي كثيرا مع أبنائنا في المدن
وبرودهم القاتل وقلة حضورهم في مجالس الرجال ، إلا القلة منهم .


،،
كل الشكر لهم على احتفائهم بناء وحسن استقبالهم
ولن أنسى كرمهم ما حييت ،
وبإذن الله سأكرر زيارتهم في قابل الأيام إن كتب الله لنا ذلك .


الجيب الشاص

من الأحداث المهمة بالنسبة لي في الفصل الدراسي الثاني ،
عزمي على شراء سيارة مناسبة للنفود الكبير غير الأيسوزو
بالرغم من أنها خدمتني في النفود وكانت تقارع جيوب التويوتا والنيسان
إلا إنها أقل بالقوة والسرعة والارتفاع
وهذا الشيء لم يكن هو سبب تركي لها وإنما السبب الرئيسي
كان ندرة قطع الغيار في الشمال ،
فكلما احتجت قطعة لا أجدها إلا بشق الأنفس ،
وفي آخر الفصل الدراسي الأول تعطلت السيارة
واحتجت إلى قطعة ضرورية لإصلاحها ،
بعدها بحثت عن قطعة في سكاكا وعرعر وحائل
واضطريت لترك السيارة في عذفاء في الإجازة النصفية كاملة ،
يعني تقريبا عشرة أيام ومع ذلك لم يتم إصلاحها
لأن القطعة لم تأتي من جدة بعد ، وبعدها تم إصلاحها
مع وجود بعض الملاحظات في القير ،
لأقرر بعدها أن أشتري سيارة مثل سيارات أهل عذفاء
قطعها متوفرة و تصليحها سهل بالنسبة لهم
ولم أجد أنسب من الجيب الشاص .

،،،
شريت الجيب الشاص من الرياض ،
من رجل كبير في السن – سامحه الله –
أخفى علي كثير من العيوب المصيرية في السيارة
حتى إن إصلاحها استغرق اكثر من الأسبوع فلم يدركني الوقت
واضظريت إلى السفر بالطائرة ، ودخلت بعدها في دوامة نفسية
لا يعلم بها إلا الله ،
شهر كامل وأنا مجتهد في البحث عن سيارة مناسبة ،
ومع ذلك يقدر الله علي سيارة بهذا الشكل ،
لم يخفف عني هذا التفكير إلا رضاي بقدر الله
وإيماني بأن هذا الشيء مكتوب ولا مفر منه
وتعلمت من هذا الموقف أن لا أثق بأحد في هذا الزمن
وأن أحرص على بذل الأسباب مثل فحص السيارة بالكمبيوتر
واستشارة أهل الخبرة .
،،
وبعد أسبوعين عدت للرياض لأسافر بالجيب الشاص لأول مرة ،
وما إن وصلت عذفاء حتى أحسست بآلام في الظهر والرقبة
من جراء الـ ( 11 سسته ) ،
وعشت الآلام التي كنت اسمع عنها كثيرا عن جيب الشاص ،
وفي نفس الوقت عشت النشوة التي يشعر بها عشاق الشاص ،
وخاصة عندما دخلت للنفود وتمتعت بالقيادة .
،،،
وفي أول دوام لي في المدرسة على هذه المركبة ،
انهالت علي التباريك من الطلاب
لأشعر إن الإيسوزو ليست سيارة بالنسبة لهم ،
حتى إن بعض أولياء الأمور قالوا لي بلسان واحد :
أيوه توك لقيت السيارة المناسبة .
،،،

الكشتات في النفود
الفصل الدراسي الثاني كانت أجوائه جميلة ، غائمة وممطرة ،


كثرت فيه الكشتات والروحات والجيات
حتى إننا بدأنا نجلس الخميس والجمعة في عذفاء
ولا نذهب إلى سكاكا إلا بعد أسبوعين بسبب الأجواء الجميلة .




،،،،


- الشتاء :
الفصل الدراسي الثاني كان بارد جدا ،
وخاصة العام اللي تواجدنا فيه بعذفا عام 1428 - 1429 هـ \
شهد برد لم يمر على الجزيرة العربية منذ سنوات ،
وهطلت ثلوج على منطقة عرعر وقتها .

بالنسبة لنا في عذفا كانت الأجواء باردة جدا ،
عند النوم نغلق الأبواب و نلتحف بطانية غاطين وفروة
ونلبس ملابس الصوف ومع ذلك نشعر بالبرد .
المواصير انفجرت من البرودة ، والخزان يتجمد ،
كنا نصب الماء في قوارير لأننا نعلم أن الخزان سيتجمد
ولن يصب في الصباح من البرد ،
،،،،
في الصباح الباكر كنا نشاهد الطعوس بيضاء من الثلوج ،

وكذلك السيارات ، ومع ذلك
بعض أبناء البادية يأتون من مسافة 40 كلم وهم في الحوض .
،،،،
كان الواحد منا يمرض ويقوم ويطيح ولا يوجد مسعف بعد الله
إلا مستوصف تنقصه الكثير من الخدمات ,
وإذا ذهبت له ما عنده إلا الأبر .


،،،،
وأذكر أنه خيم علينا ضباب كانوا يسمونه أهل الديرة أبو قبيس ،
لا تستطيع أن تشاهد أكثر من مترين أمامك
وهذا عند الذروة أما أغلب الأحيان تزيد الرؤية
وعلى ما أذكر إنه خيم علينا مدة يومين أو ثلاثة تقريبا .


،،،،
وقت الشتاء كان فيه جهود من بعض الزملاء
ومدير المدرسة الأستاذ / سالم ، بالحرص على تقديم إعانات
لأهل الديرة ، ولله الحمد تكللت جهودهم بالنجاح
ويسر الله أن قدمت الإعانات
لأولياء الأمور وأهل الديرة المحتاجين ، وهم كثر .








- مجلة عذفاء :
الحمد لله من توفيق الله أن يسر الله لنا
المشاركة في بعض الأنشطة في عذفا بالرغم من انعدام الوسائل ،
ولكن بعزيمة الشباب ، استطعنا أن نسهم ببعض المشاركات
وعلى رأسها تقديم مجلة بسم ابتدائية عذفاء ،
كان لها أثر كبير على المدرسة ،
وكان لها أصداء في إدارة التربية والتعليم وخاصة إن المدير حرص على توزيعها هناك ، وكانت بالنسبة للمدير
ورقة ضغط على الإدارة ، لتحسين وضع المدارس في عذفاء .

العدد الأول





العدد الثاني











- الأنشطة الدعوية

ولله الحمد ومن توفيق الله أن يسر الله لهذه القرية
معلمين قبلنا كان لهم الأثر الطيب على القرية
بتقديم أنشطة دعوية ساهمت في نشر الخير بين سكان القرية

ومن هذه الأنشطة ، و الذي قد لا يصدقه البعض
وجود دار نسائية يقوم عليها بعض المعلمات الموجودات
في عذفاء وتم إنشاء هذه الدار عام 1428 هـ
واستمر إلى العام الذي كنا فيه ( 1429 هـ )
وبإذن الله ستستمر مع استمرار هذه القرية الصغيرة
وتصب حسناتها في أجور من قام على إنشائها ،
كتب الله لهم الأجر وأجزل لهم المثوبة .

،،،،،

ومن الأنشطة البارزة أيضا
وجود حلقة في الجامع يقوم عليها معلم سوداني
اسمه ( نصر ) معلم لغة إنجليزية في المتوسطة ،
ويشاركه معلم مصري يدعى ( ربيع ريان )
وهو أيضا معلم لغة إنجليزية تم الاستعانة به
في تدريس الرياضيات للمرحلة الابتدائية ،
ويشرف على الحلقات ،
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الجوف ،
وفي نهاية الفصل أقيم حفل ختامي للحلقات
شارك في توزيع الجوائز
مدير الابتدائية الأستاذ / سالم بن مطلق الشمري
وكذلك رئيس مركز عذفا الأستاذ / ميلوح الرويلي ،
وحضر مجموعة من أولياء الأمور وبعض المعلمين ..














التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 03:43 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة