[align=center]بعد أن أستيقظ هذا الصباح , متعبا إثر رحلته الطويله . راح يجرّ قدميه الثقيلتين.ذاهبا للحمام الصغير الملحق بالغرفه .
دفع الباب على أخره وراح يحشر جسده البدين في فتحته الضيقه .حال أن وضع قدميه العاريتين على البلاط الرخامي أحس ببرودته كل مافي الحمام يلمع . والفوط البيضاء المغروس بها أسم الفندق ترتص هنا وهنالك بمقاسات مختلفه . وتشع فوف طاولة الحوض قوارير صغيره لسوائل ملونه . راح يفتح ويشتم ويقرأ متهجأ كلماتها الأنجليزيه (sho...wer ....gel )..وضعها بعنايه وراح يتأمل السقف والجدران . تسائل لماذا تبدو الحمامات في الفنادق أكثر أنساً من المنزل نحن ندفع الكثير و لا نحصل على هذه الرفاهيه ....؟؟
كل ماحوله يحرض على الأستحمام . ..توجه لحوض الأستحمام ورفع ساقيه تباعا كي يستطيع الوقوف داخله . أغلق الستارة بقوه وترك الماء البارد يندفع قويا ليغسل جسده من الظهر . استدار وأعطاه صدره وتذكر حمام غرفته الواسع المليء بالمناشف الملونه المبتل بعضها ملاقاة بإهمال , والغساله الكبيره تربض في الزواية كعجوز تتربص .وأكوام الغسيل تسترخي فائضه من السلة البلاستيكيه الصفراء .. تذمر من نفسه إلا تستطيع الأستمتاع بعيدا عن هذه الصور..؟! . أتراك سافرت لتحمل معك مشاهد لطالما ألمتك .!!!
وضع شامبو معطر من أحدى القوارير التي حملها معه وراح يغمض بقسوه تاركا الرغوه الهشه تعلو فوق شعره الغزير . غرس أصابعه متنقلا في كل أنحاء هامته . وهو يدندن بأغنية كان يرددها قبل زواجه ...هجس لماذا أتذكر هذه الأغنيه كلما فررت منها ومن البيت .؟!
وهو يهجس ..تسائل أيعقل أن أستدين لأتزوج ثم أحضى بأمرأه تجيد فن أزعاجي بأحتراف هل يعقل أن أظل أدفع على الرغم من السنوات الخمس السابقه الثمن لأني ظننت أن ديني لن يكتمل إلا بها ...؟!.
مالذي فعلته بنفسي حتى رحت أستمرأ القروض . وأرغم نفسي بإكمال المهزله وأستدين لأسكن المرأه التي لا أحب في منزل ملك بنيت جدرانه بهمومي الطويله والليالي التي أسهرني فيها اداء القرض ...كل هذا حتى أكون مكتملا عندهم . حتى يتشدق العائلة ببطولاتي فأنا الصغير في السن صنعت مالم يصنعه الأخرون منهم .....
قالوا أني بطل متزوج كامل الدين _ ثم ماذا ...؟! وأنا في الحقيقه رجل مكتظ بهموم القروض المتناثره هنا وهنالك وبالمقابل نصيبي منها ما تمنه علي من ببسمة رضا تأتي بعد جهدأو بعض من المكياج الرخيص بألوان فاقعه ورائحة عطر لا أحبها ظهر كل خميس عند ذهابها لأهلها _
أهذا هو ديني الذي أكملته ...أين الشعر الذي كتبت ابياته حتى نضب لأن روحي توقفت عن الحياة بين الأحلام . اين هي الأحلام البنفسجيه التي رسمتها لزوجتي المستقبلية ...أتراي لو تزوجت حبيبتي لكانت هي الأخرى تقيم طقوس مشابهه في يوم خميسها ...؟؟؟
غسل شعره تحت الماء وأضاف بعض من الــ condishiner وهو يتأمل الحمام وتوزيع بلاطه الرخامي والضوء الأبيض الناعس فوق المرآة الكبيره أعلى المغسله .تسائل : حتى متى سأظل أسد يحمي عرين من القرارات المؤلمة الخرقاء ....حتى متى؟!!!
اوقف هدير الماء وسحب بقسوه المنشفه المثنيه على خاصره عمود الأستنالس امامه ولفها على جسمه فشعر بالدفأ وقف امام المرأة وراح يتأمل أحمرار وجهه . وشعره الكثيف بعضه يتفرق مبلل على وجهه .
تذكر كيف كان يبدوا في مرآة بيته , بوجه صغير أصفر متعب ...أتراها كانت المرآه..أم عينيه ام انها من شوهت حقائق ايمانه بذاته فلما ابتعد عادت اليه روحه ...؟؟!!
دس قدميه الضخمتين بقوه داخل النعل الأبيض القطني ..وأسرع للهاتف الذي يرن الآن ...نعم صوتها يأتي كما لا يحبه ..: وصلت ...طيب ليه ماتكلم ..!!
اجاب بأقتضاب بانه استيقظ الآن فقط
: صوتك مهوب صوت نايم وبعدين ليه تلهث ....لم يرد عليها وماعساه ان يقول وهو المتهم دائما .
أسمعي أنا خرجت الآن من الحمام ...أجابت : دوش مبكر ...ماشاء الله ؟
لم يعد يستطيع سماعها . أسمعي سأغير هذا الفندق اليوم وحتى أجد مكان مناسب سأتصل عليكم لا تقلقوا .
أغلق الهاتف بسرعة واتصل بموظفة الأستقبال وقال بلغة انجليزيه ركيكه
لا أريد تلقي مكالمات .
أرتدى ثيابه وأندفع للطريق المواجه للبحيره الشهيره وراح يتبختر ماشيا وهو يشعر أنه طلق ديونه وماأسموه بطولة تزويجه نفسه ...وقال سأشتري لي بطولة سريه ...دخل محل الشوكلاته الشهير. راح يجول المحل الكبير ولم يدري لماذا تصور ان كل قرار هو شوكلاته . يمتعك ..يؤثر فيك ..ربما يضرك ...ولكن الأكيد أنك ستحاول أزالة أثاره في أقرب منديل لديك .وسيدهشك أنك ستعود للتلذذ بأرتكابه مرة أخرى ....ابتسم لهذا الهاجس وقصد البائعة محملا بعلبة انيقه .
ودهش حين أجابته بلغة عربيه _مغربيه _ أنت عربي .؟! أجاب: نعم وأتيت هنا في سياحة لأتخاذ قرار مهم . تسائلت في خفه بأبتسامه غير مباليه وما هو ياترى.؟ قال لها :...سأكمل نصف ديني ...أبتسم وقال لنفسه لامانع من شراء عزوبيه بالشوكلاته تذوب بعد عشره ايام . نظر اليها وهي تعيد له الفكه وتغمز للرجل الواقف قرب الباب كأنها ماسمعته.
لين الباحوث
[/align]