أولا .. احبتي اعضاء منتدى بريدة الحبيب
نقلت لكم هذا الموضوع والذي كتبه واحد من اكثر المحللين الاقتصاديين خبرة
ولما لهذا الرجل من قدر كبير في نفسي ,, ولما لثقتي فيه وكثيرا ما كنت آخذ بآرائه وتحليلاته احببت نقل هذا الموضوع لكم ولأنه يهمنا الجميع ,, بسبب الأحاديث الكثيرة حول النفطة وقفزاته السعرية مؤخراً
أ . هـ
_______________
السلام عليكم ،،،
سبق وكتبت مقالا عن الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار الذهب ، وأن الارتفاع الحالي لا علاقة له بالتوترات السياسية وقت كتابة المقال ، بل هو أمر طبيعي يفرضه الارتفاع العام في اسعار السلع والتي يعتبر الذهب من أهمها ، ومما يؤكد على صحة التقرير السابق هو الاتجاه المتصاعد لأسعار الذهب منذ تاريخ المقال حتى اليوم والذي شهد فيه الذهب تسجيل أسعار جديدة وقياسية رغم ما تتمتع به المنطقة بشكل خاص وبقية مناطق العالم من استقرار سياسي ولو كان على المدى المنظور ،،،
كان من ضمن المقال سؤال نبحث جميعا عن الإجابة عليه ، يستفسر عن أسباب ارتفاع أسعار النفط بشكل عمودي منذ عام 2003 حتى تاريخه والذي لامس فيه النفط أو كاد حاجز الـ 100 دولار ،،،
ملامسة حاجز 100 دولار لا شك أنه حدث تاريخي ، جدير بأن تكشف فيه كثير من الملفات الخاصة بالنفظ وأهميته وأسباب ارتفاعه ، وما يتوقعه المحللون والخبراء لأسعاره خلال الفترات القادمة ،،،
كانت مشاركات الأعضاء خلال الموضوع السابق رائعة وجميلة وتصور عددا كبيرا من أسباب ارتفاع أسعار النفط ، ولا شك أنها صحيحة بمجملة إذا ما أرادنا أن نبحث عن الأسباب الوقتية التي تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع ،،،
انخفاض سعر الدولار ،،، والتوترات السياسية من حين لأخر في مناطق انتاج النفط ، والخطر المحيط ببعض المنشآت النفطية في بعض الدول خاصة الافريقية (( نيجيريا )) وانخفاض المخزون الأمريكي ،،، وغيرها ، جميع هذه العوامل تساهم بلا شك في رفع سعر برميل النفط ، ولكن من الصعوبة تخيل أنها تساهم في هذا الارتفاع الجنوني المتصاعد وبهذه الوتيرة الحادة ، حتى مع انتفاء بعضها ولو مؤقتا ، كالتوترات السياسية ، واستقرار بعضها ولو مؤقتا كأسعر صرف الدولار مقابل الين واليورو ،،،
جميع الأسباب التي يتوارد الأخوة على ذكره أسباب حقيقية بالنظر إلى إليها كعوامل وقتيه تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط ،، ولكن جميع تلك العوامل تزول من وقت لأخر ، وتضعف وتزداد قوة ، وفي المقابل لا نرى هدوء أو تفاعلا سلبيا لأسعار النفط تجاهها ،،، فهو يسير في خط سير متصاعد بصورة تجعلنا نفكر بشكل أكثر جدية عن الأسباب الحقيقية والمؤثرة فعلا في ارتفاع أسعار النفط ، ليس على المدى القصير بل على المدى البعيد ، وليست الأسباب الوقتية بل الأسباب الجذرية وذات التأثير الحقيقي والمستمر على أسعار النفط كسلعة تعتبر الأهم خلال القرنين الماضي والحالي .
كثير من المواضيع لحساسيتها يتردد الإنسان في الكلام عنها ،،، ولكن لأني ملزم بوعد قطعته في الكتابة في هذا الموضوع أجد نفسي مرغما على ذلك ،،، ويشجعني على الكتابة بشكل أفضل وجود عدد من الكتابات قرأت بعضها بعد كتابة الموضوع السابق جميعها تصب في ذات الموضوع وتناقشه بالصورة الصحيحة ،،، وللأسف جميعها في المنتديات بعيدا عن القنوات الفضائية الرسمية وغير الرسمية فضلا عن المنشورات الرسمية والتي تتعمد السكوت عن مثل هذا الموضوع رغم أهميته وانشغال الشارع به ، ولكن يجب ألا ننكر أن هناك مصالحة جيدة للسكوت الرسمي عن مثل هذه المواضيع قد نتطرق لها في ثنايا المقال ولو بإشارات قليلة وعابرة ،،،
النفط كسلعة ، يعتبر سلعة (( نافدة )) مثله مثل بقية السلع التي يكتشفها الإنسان لها وجود محدود على سطح الأرض ، قد يستطيع الإنسان تحديدة بصورة دقيقة وقد لا يستطيع ذلك ولكنه في نهاية المطاف مجبر على الاعتراف بأنه سلعة معرضة للنفاد سواء طال الزمان أم قصر ، ولا يمكن مقارنة بالهواء أو الماء أو أشعة الشمس مثلا والتي أكرم الله بها العباد كمنحة ربانية يستفيدون منها يوما بعد يوم من غير تحمل عناء التفكير في نفادها وبالتالي أخذ الاحترازات اللازمة للمحافظة عليها وعدم اهدارها بالصورة التي قد تجعلهم يفقدونها في يوم ما ،،،
يبدو أنني دخلت في الموضوع بشكل مباشر ،،، أو قد أكون أجبت على السؤال قبل الدخول في صميم الموضوع ،،، ولا شك أن مثل هذا الجواب يأتي بالقشعريرة وقد يلاقي صدى مختلفا ، ربما يرفضه جملة وتفصيلا ،،،
ولكن أيا كان ذلك الصدى ،،، يجب علينا دائما احترام الحقائق المسلمة وعدم المكابرة أمامها ،،،
فنحن وإن كنا لا نختلف في أن النفط سلعة (( نافدة )) فقد نختلف كثيرا في وقت نفاده ،،، وهل بلغ انتاج النفط ذروته أم لا ،،، وهل بلغت الاكتشافات النفطية ذروتها ولم تعد لدينا اكتشافات جديدة ذات أهمية أم لا ،،،؟؟
الكثيرون سمعوا عن ((ذروة هوبير )) والكثيرون كتبوا عنها ، وهي موجودة في القرآن الكريم من أكثر من 1400 عام عندما تكلم سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عن خلق الإنسان وأنه خلق من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعض قوة ضعفا وشيبه ،،،
وقد استند هوبير على ذلك في بيان أن النفط معرض للوصول إلى القمة سواء من حيث الاكتشاف أو من حيث الانتاج وأنه عند وصوله إلى القمة سيتجه إلى شكل مقوس يميل به إلى الأسفل شيئا فشيئا حتى يصل إلى قاعه من جديد ،،،
وقد أشار وقتها إلى أن الانتاج الإمريكي من النفط قد يصل ذروته في السبعينات الميلادية ، وفعلا هذا ما حصل وعلم كثير ممن كان يستهزأ بنظريته صحة مقولته بعد أن رأوا الولايات المتحدة تتجه إلى الاستيراد والتخزين بعد أن شعرت فعلا ببداية تناقص إنتاجها من النفط ،،،
نحن هنا لا نشعر بحقيقة ما إذا كان الانتاج الأمريكي من النفط ينقص أم يزيد ،،، ولا يشعر به سكان عدد كبير من الدول بعد أن تم ايجاد البديل القوي للنفط الأمريكي والمتركز بشكل أكبر في منطقة الشرق الأوسط ،،،
ولكننا نستطيع أن نستشعر حقيقة النفط لدينا بالنظر إلى أسعاره واتجاهاتها ، والتي بدأت في صعود عمودي ابتداء من عام 2003 ،،، من غير أعتبار لأي أحداث جانبية مؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر بالمنطقة بشكل عام أو بالنفط بشكل خاص ،،،
فهل وصل الإنتاج إلينا ذروته في عام 2003 ،،،،؟؟
الجميع يتذكر ما كان يصرح به المسؤولون أوبك وكبريات دول الانتاج في بداية عام 2004 وعند انطلاق أسعار النفط ، وما كانوا يردوونه من أنهم سيحافظ متوسط سعر انتاج النفط ما بين 18 -22 دولار ،،، ومن ثم ارتفع السقف ليكون عند 30 دولار ، وأنه كان سعرا عادلا للبرميل في نظرهم وأنه سيجهدون للمحافظة عليه فهو مناسب للمستهلك والمصدر في وقت واحد ،،،
ولكن النفط لم يعر كل ذلك اهتماما يذكر ، واستمر في الصعود العمودي ليلامس 100 دولار ،،،
وليخرج إلينا أحد أهم البنوك الكندية والعالمية CIBC وأحد أهم بيوت الاستشارات والخبرات المالية والاقتصادية حول العالم ليقول لنا إن 100دولار هو سعر عادل لبرميل النفط ومناسب للمستهلك والمصدر في وقت واحد ,،،،؟؟!!!
يرجع البنك الكندي CIBC أسباب توقعاته باستقرار النفط أعلى من 100 دولار للأسباب ذاتها التي تحدثنا عنها والتي تنحصر في تقلص الانتاج ، أو تقلص الاحتياطي لدى دول هامة في انتاج النفط هي روسيا والمكسيك ،،، والتي يعتقد أنها لن تكون خلال ثلاث سنوات قادمة قادرة على الانتاج بنفس القوة الحالية ،،،
لا أدري أين ذهب النفط (( السوري )) هل انقرض أم كاد ،،، وأين هو نفط اليمن ، والسودان والجزائر ومصر ،،، بل إن لدينا عشرات الآبار النفطية الكبيرة هل مازالت تعمل بنفس القوة قبل 20 عاما أم تقلصت قوتها واحتياطياتها ،،،؟؟
لقد توقف اكتشاف مصادر النفط الكبير منذ السبعينات الميلادية تقريبا ،، ومنذ ذلك الوقت لم يتم اكتشاف أي أبار نفط جديدة ذات قوة تضاهي قوة المصادر القديمة لانتاج النفط ،،،
وهذا للجميع تفسيره بالصورة التي يريدها ،،، مع الاخذ بعين الاعتبار أن أسهل الآبار اكتشافا هو أكبرها ،،، أما الابار الصغيرة فاكتشافها صعب لقلة مخزوناتها ،،،
التقارير الحكومية في الدول المنتجة للنفط تحمل تفاؤلا كبيرا بمستقبل النفط وانتاجه خلال السنوات القادمة ،،، وبعضها يشير إلى احتياطيات تكفي العالم حتى 100 عام قادمة ،،،
ولكن أسعار النفط تقول غير ذلك ،،،
من الصعوبة بمكان التأكد من صحة أو كذب أو مبالغة تلك التقارير ،،، ولكن من السهولة إيجاد المبررات الحسنة لها من توفير رصيد جيد من العملة الصعبة لديها ، بالتالي إيجاد مراكز مالية قوية لها في الأسواق العالمية ،،،
أذكر أنني طرحت وجهة نظري في الموضوع مع عدد من الأصدقاء (( في جلسة وناسة )) فانقلبت الجلسة إلى نكد ، وقال أحدهم أنت تجعلنا نشعر باليأس والإحباط ، وتجعلنا نخشى على مستقبلا كثيرا ،،،
الحقيقة ليست بهذه البشاعة في نظري ،،،
فالنفط بقدر ما هو سلعة (( نافدة )) فهو سلعة رئيسية والمهتمون به وبالذات من كبار المستهلكين أشد حرصا عليه من غيرهم ، ولذلك لديهم الحلول المناسبة التي قد يستخدمونها في الوقت المناسب للخروج من هذا المأزق ، إما بإيجاد بديل قوي له وهذا ليس في دائرة المستحيل ،،، أو بترشيد استهلاكه وهذا هو الأسهل والأفضل على الأقل في المدى المنظور وهو ما يجب أن يراعيه خاصة من كان بمثل حالنا ممن يعتمدون عليه كوسيلة وحيدة لمعاش مرفه ،،،
الجميع يشاهد ما تقوم به وسائل الإعلام من حملات قوية لترشيد استهلاك المياه بعد أن شعروا بخطر انحسارها في جوف الأرض ،،، ولا أدري لماذا لانقوم بالعمل ذاته مع النفط وتكون لدينا حملات منظمة لترشيد استهلاكه ،،،
سؤال أطرحه أخيرا بصورة مقلوبه لجميع من كان يؤكد على أن ارتفاع أسعار النفط بناء على انخفاض صرف الدولار فأقول له :
هل ارتفاع النفط بسبب انخفاض سعر الدولار ،،، أم انخفاض سعر الدولار بسبب ارتفاع قيمة النفط ،،،؟؟
سؤال أخر أكثر أهمية : هل ما يتم استخراجه من النفط يوميا من جوف الأرض ، يوازي ما يتم اكتشافه ،،، أم أن الغلبة للاستهلاك ،،، وما نسبة ذلك ،،،؟؟
أسألة أخرى كثيرة وكثير منها غاب عني ألان ولكني كنت حريصا على طرحها وقد أطرحها لاحقا ،،،
كل ما سبق هو من شخص مراقب ومهتم لا من خبير حصيف يملك القدرة الكافية لإيراد التقارير المتتابعة لإقناع القارئ بوجهة نظره ،،،ولكنه يعتقد أنه يطرح فكرة بسيطة لا تخرج عن حدود المعقول ،،، بغض النظر هل هي مقبولة وصحيحة عند غيره أم لا ،،،؟؟
كل التقدير للجميع ،،،
رأس المال ،،،