.
.
[align=center][رَحِمَكَـ اللهُ يَاَوَاَلِِدِي][/align]
[align=justify]في إحدى الأيام البائسة .. ذهبت إلى المدرسة بعد فترة كنتُ فيها غائبة .. لرحيل روح والدي الطاهرة .. فما أن دخلت بين أسوارها حتى قابلتني المشرفة .. بكلمات نابية .. يالكـِ من فتاة مهملة .. هيّا أعطيني من أعذاركِ الواهية ..
بنظرة مشفقة حانية نظرت إليّ تلك الطالبة التي تقف عند باب المشرفة .. وكأنها تقرأ في عيوني أحزان عظيمة .. فلم أتفوه حينها بكلمة .. ونظراتي تكاد تحفر تلكـ الأرضية التي كنت عليها واقفة .. حتى أتت إلينا تلكـ الطالبة .. وقالت :
[align=center]رجاءاً كوني معلمة محترمة .. وإلا فكوني عنّا بعيدة ..[/align]
أخذتني تلكـ الفتاة المهذبة .. طيبة القلب حسنة الأخلاق .. فقالت لي : مالكـِ يا ( الجوهرة ) غائبة ؟!
هنا أحسست بقلبي وكأن أحدٌ يمزقه .. أو أحد بسكينٍ قد وخزهـ .. فسقطت على الأرض باكية .. فأخذتني تلكـ الفتاة الخلوقة .. وجعلت تمسح على رأسي بمسحة حانية .. وقالت لي : مالكـِ يا أخية .. فأنا بمقامـ أختكـِ الكبيرة ..
[align=center]رفعت بصري إلى السماء .. وتنفست حينها الصعداء .. وقلت متمتمة بشفتاي :
[رَحِمَكَـ اللهُ يَاَوَاَلِِدِي][/align]
وبدون شعور وبحركات لا إرادية ضممت صديقتي الوفية .. فبللتُ " مريولها " بدموعي الحارة .. وبدأت صورة والدي في خيالي غير منسية .. فلم يمض على رحيله سوى أيام قليلة .. فقد كنت بين أحضانه سعيدة .. آمالي تتحقق ..وأحزاني بنظرتي له تتدبل إلى سعادة .. ففي حياته لا أخشى أحداً والويل لمن يرفع صوته عليّ .. وبعد وفاته أول من يهاجمني هذهـ المعلمة .. [فَرَحِمَــــكَـ اللهُ يَاَوَاَلِِــــدِي][/align]
[align=center]برحيلِكـ والدي حل الحزن عليّ .. وخيّمت على حياتي آمالي التعيسة
فقد كانت بكـ أحلامي وردية حقيقية .. وهاهي اليوم تصبح أحلام خيالية
كنت لا أخشى من النظرات الغريبة .. وبيَ أراها في أول أيامي الدراسية
والدي ارحل لجنان الفردوس عالية .. وانتظـــر فيها ابنتـــك اليتيمة[/align]
[align=center]" أتمنى أن يحظى بإعجاب من طلبه وقرأه "
محبكم
الــبــاســل[/align]
.
.