ياحــبــر!!
ـــــــــــ
صفعة ...!
لم أظن أن الكلية سـ تلهيني إلى هذا الحدّ ،
لأهمل يوماً وَ -رغماً عني- كل ماظننته لقلبي مهماً .
تلك النقلة التي أعيشها تحولني تدريجياً إلى ( حبر ) أخرى لم أحبها ولاأرغب بها ! لذا أقاوم كثيراً .
حياة وَ روح مختلفتين ، لـ ديمومية محظوراتها ترغمك على الإستساغة و التنازل عن أكثر قناعاتك
بـ حجج كانت بنظرك واهية ولا كان من سبيل للإيمان بها عندك .
ابدأ انفعالتي تجاه اخطائها بشعور الذنب ، و سريعاً ماأنتهي بقبولها ليس اقتناعاً بقدر ماهو استسلام .
عودني وبائها على كذب يتنكر باسم " مجاملة" وَ نفاق يُعرف بـ لطافة !
كـ فرد من أفرادها عليك في كل يوم للهم أن تبتلع مناظر _ العناق _ الصباحي لكل اثنتين التقيتا بالأمس في نفس الوقت
- إن لم يكن ثمة لقاء آخر - دون تعليق ، كما تبتلع فنجان قهوتك بشعور مختلف في كل رشفة .
اجتاز الساحات الواحدة تلو الأخرى -كأني أهرب- وحتى أصل بتوفيق الله إلى مبنى ( ؟ ) ،
أكون قد أخذت مايكفيني حتى وقت الاستراحة من كل شيء ،
أكان من سخافة على شاكلة ( لـوك ) أو من بذخ الاستعراضات حتى لكأنك قد حضرت لأحد دور عرض الأزياء لمختلف الطبقات الشكلية !
أو من انهزامات من ذكروا فيهن ( المرأة سواء ذكر أم أنثى ) / تعريف بقالب جميل وفكاهي إلى حد ما / المتذكرات ،
مرة أضحك حين أراها قد " كذبت الكذبة وصدقتها " فـ تكون جالسة بجوار الحب هي من تعبر عن حبها
و هي من تبدأ دوماً لأنها الأجرأ لأنها الرجل في حضرة أنثاه !
لدمامة المشهد تفاجأني كثيراً رغبة في ضربهن ! نعم شيء يغري بالعنف ككل أخلاقيات كليتنا .
وأخرى أفكر في عدم إدراكها لـ لعن صريح قد جاء في الصحيحين .
إنها بلادة الاحساس في زمن الإنفتاح والمواكبة ، و حرية التصرف في زمن المحاكاة بلا وعي !
تماماً كإنسلاخ الهوية الإسلامية والعربية ، في وقت نسي الجميع أن يمشي بقلب يحمل القرآن و لسان يذكر الله ويدان تصافحان بـ السلام عليكم ...
في الوقوف والتحدث في المشي والجلوس ، فهذه تمشي كـ فلانة وهذه تتحدث كـ علانة ،
وحتى ننتهي تعليقاً محصين أكبر عدد من أسماء الفنانين من ممثلين و غنائيين و منحطين أخلاقياً .
هكذا حدثت الأشياء دوماً أمام ناظري ، ابدأ يومي بارتداء قناع فلا أخلعه حتى عودتي ،
وأنهيه بسخط على كل مااقترفت عيني انفلاتاً فرأت ، وعلى كل مااطبقت شفتاي عنه مجاراةً حـدّ الخرس ،
وعلى كل اهتمامات بناتنا غير المستحقة لكل هذا الهدر !
إنه يومك الجامعي ، أكثر أيامك تألقاً ، نعم .
لاتبتأسي فأنتِ تمثلين نفسك دون أحد ..!
هكذا يصب في أذني كل صباح من رفيقاتي كـ محاولة منهن في تخفيف أذى العين الذي نعيشه بشكل يومي .
فـ في النهاية الراية البيضاء هي قرارنا دوماً .
أمام ذاك العالم المتناسل أخطاء/عفنا/صقيعا/
و وأدا لكل الأشياء الجميلة بدواخلنا.
ثمة أحلام نكبر بها و أخرى تنقص أعمارنا ، يوم نجحت من الصف الاول و انتقلت لـ الثاني ،
كنت أشعر أن لاأخرى في هذه الدنيا غيري - لجمالية شعور النجاح -
ويوم حصلت على نسبة أقل من العادة في المرحلة المتوسطة بكيتُ كثيراً - لـ عظم الحزن الذي أحسست به - عاهدت نفسي بعدها بالامتياز المؤبد !
وحين ولجت المرحلة الجامعية كنتُ قلباً مُلئ حماسا و أحلاما و عزيمة و أشياء عديدة ،
وماإن لبثت أشهر حتى غدت أقصى طموحاتي ( النجاح ) متجاهلة دوماً أي أمر قد يكون أكثر من - اجتياز مستوى - !
ماأردتُ قوله : أن أحلامنا التي كبرنا من أجلها يوماً ،
قد تخذلنا في مرحلة و ظرف نتوقعهما الأقل !
و لأسباب بسيطة حد التفاهة .
فمن منّا تستطيع - إن كانت تملك قلب يشعر وعقلا مدرك - تجاهل كل مايحدث أمامها من ( قرف ) و تتجاوز سنواتها الجامعية بذات الروح والمبادئ ،
بذات القناعات والعادات ، بذات الأحلام والأمنيات ، بذات القلم والرؤية ، بذات النية والمقصد ،
نهاية بذات التقاسيم والمظهر ؟!
إن كان ثمة أحد سـأهنأه .
حـبـر s.f
١٥-٦-١٤٣٢هـ
~