أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على المنبر ، فقال : ( إنما أخشى عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من بركات الأرض ) . ثم ذكر زهرة الدنيا ، فبدأ بإحداهما وثنى بالأخرى ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، أو يأتي الخير بالشر ؟ فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، قلنا : يوحى إليه ، وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير ، ثم إنه مسح عن وجهه الرحضاء ، فقال : ( أين السائل آنفا ، أو خير هو - ثلاثا - إن الخير لا يأتي إلا بالخير ، وإنه كل ما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم ، إلا آكلة الخضر كلما أكلت ، حتى امتلئت خاصرتاها ، استقبلت الشمس ، فثلطت وبالت ثم رتعت ، وإن هذا المال خضرة حلوة ، ونعم صاحب المسلم لمن أخذه بحقه فجعله في سبيل الله واليتامى والمساكين ، ومن لم يأخذه بحقه فهو كالآكل الذي لا يشبع ، ويكون عليه شهيدا يوم القيامة )