[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=right]موضوع جميل كعادتك أستاذ سلطان
اسمحولي بهذا التحليل لشخصيات (المتدينون شكليا)
بالنسبة للملتزمين ظاهريا هم صنفان:
الصنف الاول يحب الله ورسوله ويحب دينه بالفعل ويريد
ان يكون من المؤمنين الصادقين الطيبين لذلك هو التزم
بالأمور الظاهرية التي حث عليها الشرع لكنه بالنسبة
لأخلاقه وطباعه لم يستطع التغلب عليها لأنه نشأ عليها
فأصبحت جزءا من شخصيته ويلزمه وقتا طويلا حتى يتغلب
عليها فنحن نعرف ان تغيير العادات ليس بالأمير السهل
فلأنه يحب دينه التزم بالامور التي وجدها سهلة التطبيق
(واتقوا الله مااستطعتم)
وقد يكون بعضا من هؤلاء يجاهدون أنفسهم على التغلب
على طباعهم وأخلاقهم السيئة وقد يندمون ويتوبون
ويعودون ..ونقول بإذن الله هم على خير مادموا في جهاد مع أنفسهم
وهم كثر والله المستعان
أما الصنف الثاني فهو الذي يتقيد بالمظهر الاسلامي
ليخدع الناس او ينال اعجابهم وثناءهم وهذا من النفاق والرياء والسمعة والعياذ بالله
لذلك هذا الصنف لن تجد منهم سوء أخلاق أو تعامل في الغالب
لأن هدفهم وغايتهم هو أن يكونوا حسني السمعة عند الناس فهؤلاء هم شر الناس
وأرداهم وهم من يجب أن نحذرهم إن علمنا حقيقتهم والا فإن مافي القلب
لا يعلمه غير الله وأحسبهم بإذن الله قلة
لكني سأتكلم عن الصنف الأول الذين هم الأكثر والذي أظن أن الاستاذ سلطان
يعنيهم في موضوعه
وإني أرى الناس قد كلفوهم فوق طاقتهم وبالغوا في نقدهم
والبعض جعلهم شر الناس ع الاطلاق وحقيقة الأمر غير ذلك بتاتا
يجب أن نفصل (طباع الإنسان) عن مسألة تدينه.. أشعر
أن هذا من الظلم والإجحاف
الإنسان محاسب على كل ذنب يقع فيه بغض النظر عن كونه
ملتزما أو متدينا فهل سمعتم أو علمتم أن الشخص الملتزم
لو قتل نفسا بغير حق أو وقع في إحدى الكبائر سيكون عقابه أشد من غير الملتزم؟؟
إذا لماذا نحن نعظم أخطاء المتدينين ؟؟ بينما أخطاء غيرهم نراها بحجمها الطبيعي
ولا نتطرق لدينهم...فلو كان ذلك صحيحا لكانت عقوبتهم أشد وهذا غير وارد
لا في كتاب الله ولا سنة نبيه
فكون الإنسان قد تمسك بالسنة في مظهره فهذا لا ينبغي أن يجعلنا نراه ملاكا
لا يخطئ ولا يذنب ولا تسوء أخلاقه هذا والله من الشطط وتكليف للنفس فوق طاقتها
الناس يختلفون في طباعهم واخلاقهم كما يختلفون في
تدينهم والتزامهم ولا شك إن الإنسان الذي يحب دينه
صدقا سيحاول جاهدا أن يكون حسن الأخلاق والطباع
المتدينون هم من جملة الناس فقد يوجد عند بعضهم شيئا من هذه الاخلاق السيئة
فمسألة الاخلاق والطباع يجب أن نفصلها عن تدين الشخص
.. نعم أخلاقه سيئة ومبغوض ولا أحد يحبه
لكن لا ينبغي أن نتطرق لتدينه من عدمه وكأننا
نطالبه بأن لا يتقيد بالمظهر الاسلامي المطلوب
الرسول صلى الله عليه وسلم سئل
(أيكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم
قيل: أيكون بخيلا؟ قال: نعم
قيل: أيكون كذابا
قال: لا)
في هذا الحديث فصل بين الطباع والدين فالمؤمن قد
يوجد لديه أخلاق سيئة ولا يؤثر على إيمانه
مثل البخل والتقتير على الأهل وكذلك الجبن وبالتأكيد
الكثير من الطباع سيئة
لكن الكذب يختلف لكونه منافيا للصدق والصدق قرين
الإيمان فإن انتفى الصدق انتفى الإيمان فلا إيمان
بدون صدق لأن الإنسان المؤمن إيمانه يأبى الكذب
لصفاء قلبه وتعلقه بربه وخوفه منه
سأورد لكم مثالا من حياتي الواقعية ومن بيتي
عندي والدتي متدينة جدا ولو كانت رجلا لا أشك
مطلقا أنها كانت أعفت اللحية وقصرت الثوب
وأهم ما عندها في حياتها (الصلاة) لدرجة مبالغ
فيها جدا جدا.. ووالدتي والحق يقال رغم تمسكها
بالدين ومحافظتها ع الأذكار والأوراد وبغضها للملابس
العارية والبناطيل الضيقة ووو إلا أن فيها صفات
عديدة سيئة مثل العصبية وحب السيطرة والعنف والسب
واللعن والغيبة وكم ننصحها بلا فائدة.. فهل هذا يدل
على أن والدتي ناقصة في إيمانها أو أنها ليست
صادقة في تدينها أو أو.. بالعكس هي محبة لله ولرسوله
ولدينها بشكل كبير جدا
ذكرت لكم هذا المثال لأبين لكم أن أخلاق الإنسان وطباعه
لا تمنعه عن حبه لله ولرسوله ولدينه والواجب أن نتقي
الله ما استطعنا ونجاهد انفسنا
ختاما كم أتمنى منكم الدعاء لوالدتي بأن يصلح الله
حالها ويغير طباعها السيئة وتصبح هادئة لينة حنونة
صابرة.. فإنها والله أتعبت نفسها وأتعبتنا كثيرا معها
لعل منكم من هو مستجاب الدعوة والله وحده العالم بالحال
أشكرك أستاذ سلطان على الموضوع المميز جدا
..[/align][/cell][/tabletext][/align]