( مَـنْدِيـلُ حبيبتي )
[align=center]لأنني وُلِدتُ في يدُكِ
وتَمرَغْتُ برمالِ راحتُكِ
وامتهنتُ بخطوطِها سَفَرُكِ
وشربتُ كعصفورٍ من كفكِ
فقد وَشوَشَ لسعديَ إسمُكِ
بأنكِ ستكونينَ هناكَ هذا المساء
ولأنكِ مختلفةٌ جداً عن كلِّ النساء
فقد أرهقتُ ساعاتيَ دونَ إستثناء
وأنهكتُ يوميَ المتعبَ حدَّ الإعياء
وشطبتُني الليلةَ لأجلكِ ياحسناء
لأختارَ العطرَ الذي يزُفُ حضُورُكِ
وأقطِفُ الوردَ الذي يلونُ حضُورُكِ
وأرتِّبُ الكلماتَ التي تناسبُ حضُورُكِ
فلحُضورُكِ يا لؤلؤتي ...
وهجٌ يُغرقُني بعبقِ الياسمين
يَنتشِلُني مِن وحلِ تَعبَي والأنين
ويُذَوِبُني في فنجانُكِ ياسُكَّرَ السنين
لحُضورُكِ ياسيدتي ...
تُزغرِدُ الغيومَ ليَندى الجبين
فتُرفَعُ أشرِعَةُ السنابلَ واليقطين
وينبُتُ العشبَ بشفاهِ الحنين
فَمَنْ لي غيرُكِ حينَ تحضُرين ...
زفافاً أنتي روحَهُ يومَ تبتسمين ؟!
أيا عروسَ هذهِ الليله ...
تقِفُ لعينَيها الحمائمُ في مدخلِ المدينه
لِتَشْتَمَّ رائحةَ راحةَ يدُها الكريمه
وتَغتَسِلُ بأنفاسِها الرطبَةُ الحميمه
أيا عروسَ هذهِ الليله ...
لرخامِ قدمَيها تُفرشُ الشوارعُ بالزعفران
وتُزينُ الأرصفةُ بالياقوتِ واللؤلؤِ والمرجان
وتَنحَني لقدومِها أشجارُ التوتِ والرمان
أيا عروسَ هذه الليله ...
في وجهِها الملائكي ...
تُغني الحاضراتُ على زينَتِهِنَّ سلاما
في وجهِها الطفولي ...
تَكبَرُ الحاضراتُ عشرونَ عاما
في وجهِها اللؤلؤي ...
تُدرِكُ الحاضراتُ أنَّ للحُسْنِ مَقاما
فلوجودُكِ ياشبيهةَ أمُكِ ...
" تَتَحزَّمُ " القاعةُ بشعركِ راقصةً
وتُهَلِلُ الفراشاتُ بنوركِ مرحبةً
وتَسهرُ الليلةَ في عينيكِ سامرةً
لوجودكِ ياضِحكةَ أمُكِ ...
تَنزَحُ الضِحكةُ لشفاهِ الحاضرات
وتُدَلِّلُ الفرحةُ الياسمينَ والسَنَونَوات
لِتُخَلِّفَ وراءها نساءٌ ساكِرات !
آهٌ يا عبقَ الياسمين ...
حينَ أَمطرتيَ أمي تُسَلِّمين
وعيناكِ ضاحكةً تَستَبشِرين
أَفْديكِ عُمْري والسنين
وأقطُنُ كَفَّ أمي الحنين
يومَ أنْ صافحَ كفُـكِ الحميم
لأتوسْدَ راحةَ يدُكِ حينَ تَغفُلين
فضمِّيني لراحتُكِ ياحبيبتي
فأنا مُحتاجٌ لامرأةٍ تضمُني
محتاجٌ أكثرُ مِنْ أيِ وقتٍ مضى ...
ليديكِ الغَضَةَ تُطَوِّقُنِي
لأنفاسُكِ النَدِيَّةَ تُدَوِّخُنِي
ولظُلْمَةِ شعرُكِ تُتَوِّهُنِي
فضمِّينِي كمَنديلٍ في راحةِ يدُكِ
وأَغلقي عليَّ خطوطِها الورديةُ إلى الأبَدِ
بَلِّلِينِي وأَغرِقيني في شطِّ يمُكِ والزَّبَدِ
فأنا طفلٌ حينَ يجوعُ يازينَةَ نساءِ البَلَدِ
يَلثُمُ نَهْدَ شوقُكِ وحلاوةَ الكَبَدِ !
ضمِّيني إلى يدُكِ ...
ودَعيني أَتنَعمُ بتوتِها ولَوْزِها بعدَ كلَّ أَحَدِ !
فأنا يافرحةَ العمرِ ووجهِ السَعَدِ ...
لا أطلبُ سوى أنْ تَضَعِيني مَنْدِيلاً في راحةِ اليدِ !
فهل طلبتُ ياحلوتي مستحيلا ؟
حينَ رَجوتُ أنْ تأخُذِيني مَنْدِيلا ؟
وأباتُ في كفُكِ النَدِيُ عَلَيلا ؟
فبعدَ أنْ ترقصين ...
خُذِيني وأَغرِقيني في جبينُكِ
وبعدَ أنْ تَأكُلِين ...
خُذِيني وتَوِّهِيني في فَمُكِ
بعدَ أنْ تَجلِسين ...
خُذِيني وخَبِّئيني في ثوبُكِ
إفعلَي بي ماتشائين
ولكنْ لا تَنْسَيني فوقَ الطاولةَ وتَذهبين !
فأنا قِطعةٌ مِنْكِ يا أميرةَ الياسَمِين
وأنتي زَغْرودَةَ فَرَحي مِنْ رَبِّ العالمين
فضَعِيني في جيبُكِ
وخُذِيني لبيتُكِ
ووَطِّنِيني بغرفتُكِ
وهَدْهِدِيني قُربَ سريرُكِ
فأنا لا أطمعُ بشيئٍ يامَطمَعَ النازحين ...
سوى أنْ أتأمَّلَ براءتُكِ حينَ تنامين !
أمسحُ على شعرُكِ ، أتَلَمَّسُ وجنتُكِ ...
وأزرعُ قُبلَتي برحمِ جبينُكِ وأنتي تَحلُمِين
وحينَِ لِحُلُمُكِ تَبتسمين ...
أبتسِمُكِ ، وأُورِدُ ذِكْرَ اللهِ على روحُكِ لتَهْنَئين
وأَظلُ ساهراً عَن يمينُكِ حتى تُصبحين
لأُصَبِّحَ وجهُكِ الصَبُوحُ ياصُبْحَ الحنين
وبعدها إفعلي بي ماتشائين ...
فإنْ شئتي لي أنْ تَترُكين
وإنْ شئتي بجانبي تكونين
فأنا مُنذُ هذهِ اللحظةِ ولعشراتِ السنين ...
مزروعٌ ياحبيبتي في جسدُكِ
مزروعٌ يامَلِيحتي في الجَبِين ! .
.
.[/align]