الموضوع: يـا حـــوريـه
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-02, 01:49 am   رقم المشاركة : 4
الهدهد
شاعر كبير






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الهدهد غير متواجد حالياً

راعي العنود ...

ليس ذاك الإنسان الذي يلتصق باسمه ألقاب تقربه منا وتجعلنا ننظر إليه بمنظار أصحاب المصالح الذين يتزلفون بما يكتبون إلى المراقبين أو المشرفين خشية سطوة المقاصل أو رغبة في إعلاء الشأن بين متكرري المشاركات الذين يلجون من ذاك الباب المشرع دون تحفظ أو قيود ...

لقد ذكرني بمقولة جرير بن عطية في عمر بن أبي ربيعة ( ما زال هذا القرشي يهذي حتى قال الشعر )...

إلا أن راعي العنود انتقل إلى المرحلة الثانية مباشرة فبحقه نقول :
............( ما زال راعي العنود يفيض علينا من درر الشعر وغرره ) .

أخي راعي العنود :
أنت ابتدأت بتلك القصيدة وكأنك استعرت قلوبنا ونضدتها أمامك على الطاولة كأنها أطباق حلوى ورأيتها تنبض بوله وشوق ، فمن نبضها كتبت ، وبإحساسها تسابقت رياح تعبيرك ، وبمكنونها تجلت سطوة حرفك .

أنا لن أبدأ من مستهل القصيدة لأن المطلع يكشفه اللاحق من الأبيات ....
ولكني أقف وقوف المتأمل الذي يرى بريقا يشب وهنا ثم يستعر حتى إنه لا يحس بأواره إلا بعد أن يفعل أفاعيله فيه ...

ولقد فعلت تلك القصيدة أفاعيلها وبعثت ما بعثت وأثارت ما أثارت ...
ومن البيت :

::::::::: شوفي خفايا ضميري منك مبتسمة **** واقري حروف الهوى مكتوب ياحيه .
::::::::: ذي قسمتـك يوم ربي وزع القسمـة **** وغيرك تـرى عــالـم يا بنــت منسية .
::::::::: لا صارت ان المسـائـل فيك منحسمة **** أنا اشهد ان شوف غيرك يعتبر سية .

جمعت هذه الأبيات من التعابير والأوصاف الدقيقة لخفايا الشعور ما أنهك الذهن وعصف بالذاكرة حتى باتت تنظر إلى نفسها وكأنها تقول : ( وافضيحتاه ) !!
ومن أرشد هذا الممرور إلى أعماقي فنشر ما كان خفيا، وأبان ما كان مستترا،

أبان أن الشوق يعمر بمحبيه ووصلهم ، وبدون ذلك الوصل فلا عمران له !!!
إن ابتسام الضمير من وصل أهل وده ، وكآبته وتقطيبه من هجرهم وانصرافهم عنه .
حينما يصل الأمر بالإنسان إلى أن يفدي محبوبه بجميع أهله وعزوته ، فهذا يعني قمة الاستغراق في الحب وأن المرحلة التي بلغها العاشق قد تجاوزت الثمالة إلى لعق الندى .

وما أروع أن يستسلم الشاعر لما آل إليه ، ويسلم ــ يقينا ــ أن ذلك أمر لا خيار له فيه طالما أن من يتولى الكتاب والأقسام هو الله ــ سبحانه وتعالى ــ ويكشف نهاية المطاف أن الأخريات في عالم الحب منسيات لا وجود لهن ولا قيمة في ذاكرة من وقع رهن الهوى لمن يحب ...

لا... بل وصل الأمر لدى راعي العنود ( الغارق إلى مانعة الصواعق ) أن يعد النظر والالتفات إلى غيرها خطيئة وحماقة يرتكبها في حق نفسه وحق حبيبته ...

إيضاحات :

أستأذن أخي عبد الرحمن وأذكر المتذوقين لتلك الرائعة أن هناك بعض الكلمات تحتاج إلى إضاءة ــ لا لظلمة فيها ــ ولكن لظلم من الشاعر الذي برع في إيرادها حتى أصبحت مثار تساؤل !!!

البيت الأول :
...........( شوية : أي بقليل ) .

البيت الثاني :
..........( هنيه : بمعنى هنا ) .

البيت السابع :
...........( ولا بنية : ولا بنت ) .بصيغة التصغير .

هذا ما عنَّ لي حول هذه الدرة التي أتحفنا بها راعي العنود ...
ولكم مني جميعا كل الحب والتقدير ....


لكن التوقيع ياراعي العنود ...!!!!
ما أروع هذا البيت ... وكل ما يجي منك رائع يا أبا صالح !!!!

وتقبلوا تحيات أخيكم : الهـــــــــدهــــــــــد .







التوقيع



أندى من الغيث المراوح ..
والعميم .
ياأمنا المعطاء ..
يا أمنا أرض القصيم !!