عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-06, 01:54 am   رقم المشاركة : 1
الـمـهـاجـر
عضو قدير






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الـمـهـاجـر غير متواجد حالياً
الأندلس ... دعوة لِـتنشيط الذاكرة


فتح المسلمون الأندلس عام 711م و لكنهم مع مرور الزمن و الضعف الذي انتاب دولهم بدأت مدنـهم تتساقط في أيدي النصارى الأسبان . و لم ينـتصف القرن الثالث عشر الميلادي حتى كان الحضور الإسلامي في الأندلس محصورا في مملكة غرناطة في الجنوب .





و قد تأسست مملكة غرناطة عام 1238م على يد محمد بن يوسف ( ابن الأحمر ) ، و ظلت وحدها ممثلة للحضور الإسلامي في الأندلس مدة قرنين من الزمن قبل أن تسقط عام 1492م .
و قد سقطت مدينة غرناطة عاصمة المملكة في عهد أبي عبد الله الصغير و الذي أصبح بذلك آخر ملوك العرب و المسلمين في الأندلس .





و قد سجل التاريخ على أبي عبد الله استعانته بالعدو النصراني كي يستأثر بالملك دون أبيه و عمه ، و حين استتب له الملك لم يتورع عن استغلال انشغال عمه في قتال النصارى فكان يغير على عمه و يستحوذ على بعض أراضيه !!
و قد سجل التاريخ عليه أيضا أنه حين أبرم معاهدة تسليم غرناطة إلى النصارى الأسبان أبرم معها اتفاقا آخر سريا يحفظ له و خاصته من الوزراء و القادة بعض الامتيازات من أراضٍ و أموال ، و حين انتشر خبر هذا الاتفاق السري بين الناس عَمد أبو عبد الله إلى تسليم غرناطة قبل الموعد المحدد خوفا من ثورة الناس .



أبو عبد الله يقبل يد فرديناند أثناء تسليم غرناطة


و يرى بعض المؤرخين أن أبا عبد الله الصغير لم يكن أسوأ ملوك الأندلس لكنّ حظه السيئ جعل نهاية الأندلس تقع في عهده ، بل إنهم يقولون إنه يُـسـجَّـل لأبي عبد الله احتفاظه بدينه في حين تَـنصّـر عدد من الزعماء و القادة المسلمين .
هذا و قد أقام أبو عبد الله فترة في الأندلس في منطقة أَقطَـعَها له فرديناند و إيزابيلا و لكنهما ضايقاه حتى ارتحل أخيرا إلى المغرب .


...............................





حين خرج أبو عبد الله الصغير خروجه الأخير من غرناطة ، و قف ينظر إليها من بعيد ثم بكى فقالت له أمه : ( ابكِ كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال ) . و مازال هذا المكان معروفا في غرناطة ، يحدده السكان المحليون للسياح و يسمونه ( زفرة العربي الأخيرة ) أو بالإسباني ( suspiro del moro )









في عام 1479م تم زواج إيزابيلا ملكة قشتالة مِن فرديناند ملك أراجون لتتحد بذلك إسبانيا النصرانية و هو ما أدّى إلى التسريع بسقوط غرناطة .... يبدو في الصورة الثانية فرديناند و إيزابيلا و هما يدخلان غرناطة .







مع أن معاهدة التسليم نصّـت على حق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية و حقهم في الاحتفاظ بمساجدهم و لغتهم و عاداتهم إلا أن كل ذلك تم نقضه بعد سنوات قليلة ؛ فـاُجْـبِـر المسلمون على الرحيل أو الـتنصّـر ... و في الصورة نساء مسلمات يخضعن للتعميد قسرا بعد سقوط غرناطة .







رد مع اقتباس