الأخ العزيز تقهو ، أشكر لك تفضلك بزيارة موضوعي وأعتقد أنك كنت تصارع نفسك هي تقول لك لا تدخل فعصي الدمع لا يكتب إلا ركيكا ، وأنت تقول كلا دعيني لأرى ركيكه علي أزينه ، وقد فعلت فوالله إن ملاحظتك ونقدك ، إنها في قلبي كالوسام أو أوسم .
ولعلي أفند كل مزاعمك ( قل هذي من ردود عصام على شوقي ضيف )
. أعني كلمة ( أفند ) .
أعتقد أن الإشكالية التي طرحتها تستوجب مني أن أحلل القصيدة وأذكر التركيب وسلامته ، وسلامة العلاقة بين الأبيات واتصالها وهل فيها انقطاع ، وهل أصابها ما يجعل القارئ يتيه فيها .
ولكني سأختصر ما ستطعت إلى الاختصار سبيلا .
قلت : ( القصيدة يلفها الغموض في بعض الأحيان ..( مشوشة بعض الشيء ) .. ) .
وهذا أخالفك فيه حيث أن وضوح القصيدة يتبين من خلال المرور على كل بيت وفهمه ، وعدم الفهم يرجعنا إلى أسباب منها :
غرابة الألفاظ ، عمق المعنى .
وأنا ألحظ أن ليس في القصيدة غريب ، وما كان فيها من غريب فقد أوضحته في الحاشية .
كذلك لا أرى عمقا عميقا في المعنى فغالب الأبيات سطحية المعنى واضحة لا تحتاج إلى تفسير وتبيين ، إلا في بعض الأبيات القليلة .
وقلت : ( فيها انتقال بين أغراضها بشكل غير مرتب .. ثم عودة ( نوعا ما ) عشوائية الى نفس الغرض الأول .. )
أنا حقيقة لم أفهم ما تقصد فليتك لم تجمل كلامك . لكني سأتكلم عما فهمته .
عزيزي لعل الغرض الواضح والرئيس في القصيدة هو العتاب ، ومن الأدب إذا أردت أن تعاتب حبيبا وحتى لا تخسره بعتابك ألا تتهجم عليه ــ خصوصا وأنكما حبيبان لبعضكما ــ وتبدأ من أول القصيدة بهجوم عليه تهاتبه وتلومه ، وتصفه بأنه كذا وأنت كذا وفعلت ذلك ولم تصنع تلك ، وتركت تلك وأخذت ته ، فمن الأفضل في رأيي ومن خلال قراءتي لقصائد العتاب أن يبدأ الشاعر بوصف حاله وكيف فعل به الفراق وطول الهجر ويصف نفسه وجسمه وحالته مع راحلته وقومه ونومه ، ثم يدخل بعد ذلك إلى العتاب ومن الأحسن أن يكون العتاب خفيفا وقد قصدت به هنا التذكير فقط بحبنا وألا يكون العتاب مركزا حتى نهاية القصيدة لكي لا يمل المُعاتب من العتاب ولكي لا يكرهك وعتابك ، لأنه من المعروف أن الناس تكره العتاب وتكره النقد ، فيجب أن تنوع في سردك للعتاب وألا تركز في عتابك حتى تنهي قصيدتك وهي على عتابك منذ بدأته .
كذلك يجب خلال العتاب أن تذكر المعاتب بذكريات مضت بينكما تحس أنها تؤثر فيه وقد تجعل منه شيئا مدعما للعتاب .
من المستحسن أن تحاول التأثير بالمعاتب خصوصا إذا كان العتاب عتاب فراق أ، تحاول أن تجعله هو من يفقدك فتلوح له بالفراق بعد معاتبتك إياه .
ولعلك ترى في الأبيات الستة الأخيرة أنني أسألها محاولا التأثير فيها بتلك التساؤلات ثم إن اللقب وهو ( عصي الدمع ) عزيزي بيننا وكلانا يحبه فمن الصعب أن أتخلى عنه لأدنى حادثة وها أنذا أعلن لها أنني تخليت عنه لأجبذها إلي عل تعريضي باللقب يجعلها تعود .
هذا ما عندي وشكر الله لك سعيك ونقدك .
أما عن قصيدتك فقد قلت لك أنك شاعر ولكنك بخيل جدا جدا ، وأعتقد أن الإخوة في منتدى السوالف قد سحروك فحسبت أن الشعر في المرح واللعب ، عد إلينا فنحن نفتقدك يا عزيزي ، واسأل ماجد الأول بصفته أستاذك كما تزعم .