[بسمة الغد]

[align=center]

\
/
\
/
\

أنْ يكون المرء غنيا ً فتلك بهجة له .. وأنْ يرى رصيده في نماء فتلك بهجة أخرى ..

فـَ جمع المرء للمال وحرصه على نماءه بكلّ الأوجه المشروعة ليس بالأمر المحظور ..

طالما هو يؤدي حقّ الله تعالى فيه وحقّ الناس ..

ولكنْ أنْ تكونَ القضية مجرد ( اكتناز ) فلا أثر لتلك النعمة فذاكـ مثار ٌ للدهشة !!


فـَ ذات موقف كنتُ أحتاج لـِ سحب مبلغ من المال .. وكنت ُ أنتظر التي قبلي أنْ تنتهي من جهاز الصرف الآلي ..

كانت بشكل غير مهندّم .. وشبشب بالي يظهر من تحته قدميها المتشققتين ..

وحقيبة جلديّة سوداء بدا لي من حالها أنها رثــّة قديمة !!

كانَ معها طفل صغير يرتدي ( زنوبة ) متسخـّة وثياب رياضية وشعر أشعث !!

وكنتُ أردد في بالي ( تحكي عندها بطاقة ذا المسكينة ) ..

وعندما انتهت وخرجت كانت الشاشة لا تزال تومض بـِ رصيدها المتبقي والذي كان ستمائة ألف ونيف !!

فـغرتُ فاهي عجبا ً .. وقلتُ فقط ( مو معقووووول ) !!

تكرر الموقف ذاته بعد أيام مع أخرى تجاوز رصيدها الـ مليون .. ولمْ تختلف في مظهرها عن التي سبقت !!

وصدقوني أنني أجيد قراءة الأرقام .. وأفرّق جيدا بين خانة آلاف والمئات والآحاد ( والهلل )

إنْ كان هذا ما قدْ مرّ بي على عجالة فقط .. فمنْ المؤكد أنْ ما خفي فهو أعظم وأشدّ !!

وغير ما خفي تحت العباءة .. فقد شاهدت صاحبات أموال في المجالس النسائية .. أرثي لحالهن !!

فلا أزيد عنْ قول ( اللهم أكفينا شرّ الجشع والبخل ) !!


ربما فترات الاكتتاب أو الارتيادات البنكيـّة لتخليص المعاملات .. توقفكم أمام مشاهد أشدّ من التي رأيت ..

رجل أشعث أغبر .. ثوب متسخّ .. سيارة قديمة .. بلْ ( ورائحة نتنة ) .. أميّ أحيانا ً !!

رصيده يفوق مئات الألوف متجاوزا ً بها الملايين !!


فأينَ ( إنّ الله يحب أنْ يرى أثر نعمته على عبده )

وأينَ ( فأمـّا نعمة ربكــَ فحدّث ) ؟؟


يظلّ المرأة ويظلّ الرجل يجمع المال و يشح به على أبناءه فلا سفر ولا ترفيه ولا متعة ..

بلْ أهم الضروريات فقط .. ويبقى على ذلك إلى أنْ يشتعل الرأس شيبا ً ..

فإما يموت قبل أنْ يتمتع بنعمة الله عليه .. أو يصرفه على علاج مرض ٍ ألـّم به على كــِبــَر ..

أو يقع المال تحت وطأة النزاع والخلاف بيد الورثة بعد موته .. لأنهم أمام ثروة لمْ يعتادوا عليها

ولمْ يتمتعوا بها في حياته .. لذلك فرائحة المال عندهم نفاثة غير معتادة أدّت إلى ما لا يحمد عقباه ..

وربما أرفف وأدراج المحاكم تزخر بكميات هائلة من ملفات النزاع بين الورثة على التركة !!!


هناك فئات ترفل بنعمة الله عليها وعلى أبناءها .. وحالهم وبيوتهم وأماكن تعليمهم وسياحتهم تحكي ذلك وتنطق به ..

وهؤلاء ( العـقـلاء الطبيعيين ) ليسوا مجال حديثي ..

بلْ حديثي هو الفئة التي تناولتها أسطري التي في الأعلى ..





" إمضاء "


" ولا تجعل يدكـَ مغلولة إلى عنقكـَ ولا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملوما ً محسوراً "

" والذين إذا أنفقوا لمْ يسرفوا ولمْ يقتروا وكان بين ذلك قواما ً "







كونوا بخير ..




[/align]