" هِيَ إملآءات مِنَ وحْي الرَّافعي وَمجرد تمتَمَات
عبر سُطوره وَمجارات لحَرفِه فَقط " ليس أكثَر"..
ضمنَ أبجَدية لمْ تكتَمل ..!!!
بقلم / فاطمة العنزي
..سُبحَان منْ جَعل الحَيَاة هِبَات ..!
الشُّجيرات التِّي أرَاها وَتضرِبُ بِجُذورها الأرضَ تُذكِّرني بِحَديثك المنسَّجِم فِي عَلاقَتِك بِهَا , فكنتَ تَراها منْ زاويتكَ – أنتَ – وكنتُ أرَاها – أنا- منْ زَاوية أُخرى ..!
كثيراً ماتَحملُني التَّأملات حَتَّى لكأَنَّ كلَّ شُجَيرة هِيَ عددُ السِّنين التي نَعيشُها وَتلكَ الأوْرَاق الخضَراء اللينَّة الطيبَة هِيَ أرواحُنا , أنفَاسنا , أعمَالنا , وأنَّ كل شُجَيرة تَهبنِي طَبعاً آخر عنهَا وخصائص أخْرَى , وكأَنَّ كل شُجَيرة وأخرى بينَهُما منْ المسَافات كَمَا بينَ المشرِق وَالمغْرِب في الصَّفات ..!!
حينَ أتأمَّل وصفَك البديع – ياسَيدي- وأنتَ تصفُ أورَاق تلكَ الشَّجرة الحسْنَاء وتخصُّها بصفاتٍ لاتليقُ إلا بِهَا وبك , أرَى أننِي أخفقتُ كثيراً في فهْمِ بعض معَانيك .ففِي حُرُوفك موسُوعة لايحتملُها فكرِي وفِي ألفاظِكَ أسْرَارا أقفُ عندَهَا كمثل مَنْ يتأمَّل هَذِه النَّواميس الكَونية ليقطَع الشَّك باليقين..!
حِكمكَ المتتالية عَلى سَمْعي ومشَاهدُكَ المتَرامية فِي كل أنحَاء مُخيلتِي تنبئ عَن جَمال ظَاهر يكنُّهُ حرفُك الجَميل , وأنتَ تعيشُ لحظَات الانسجَام التَّام فِي قولكَ :" سُبحَان منْ جعَل نُضْرَة القلبِ انعكاساً تاماً لنظْرَة العَين وهِيَ تتأملُ الجَمال فِي عينِ السَّماء وَأديم الأرض " وَ" سُبحان منْ جَعل للقلبِ الصَّافي النَّابض زِينةً , وهُوَ يُرسل إِشَارات للعقلِ البَاطن بأنَّ تلكَ الزِّينَة منبّعُها الحَيَاة والسَّعادة والقُوة " فِي نزهةٍ إيمَانية ..!
لازلت - ياسَيدي - أكتبُ باللّون الأخضَر ولكل قَاعدةٍ شَوَاذ..!!
أليسَ كذَلك..؟!