عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-06, 04:58 am   رقم المشاركة : 14
عيون الصقر
عضو قدير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عيون الصقر غير متواجد حالياً

بداية اعتقد ان الصداقة الحقيقية ماتت مع الرسول (ص) وابوبكر رضي الله عنه ، لكني لست متشائم من الامر ، في تصوري ان الصداقة في ركائزها لم تعد اوليه بمعنى تقوم على النخوة والاستعداد للفداء وبذل الروح اذا استدعى الامر لان هذا النمط الاولي كان موجود في الزمن الماضي حيث الصداقة فيه قابلة للاختبار لان ظروف تكونها املتها ضرورات الوقت ، فكانت ضرورة اجتماعية لاشباع حاجة الانسان بالاجتماع والتآلف مع الغير حيث كان الصديق لصيق طوال الوقت بصديقه ، وكانت كذلك ضرورة اقتصادية لكون الصديق مصدراً لملء الاحتياج عند مسيس الوقت والعوز ، وايضاً حاجة امنية للحماية والدفاع ، وبهذا فاعتماد الصداقة على هذه الضرورات في حياة الفرد جعلها تأليفاً من معاني البذل والعطاء والفداء و كان مبرراً موقف من يريد الاختبار وقد يكون ضرورياً احياناً ، اما في الوقت الحاضر فالصداقة تكاد تنعدم ضروراتها في جانب الامن او تندر في الجانب الاقتصادي وتبقى الحاجة الاجتماعية وهي تحفل بالعديد من الابعاد التي تفقدها معناها ، ورغم ضرورة الصداقة عموما لم يبقى منها الا الاسم لان ركائزها التي تقوم عليها الآن هي ثانوية واغلبها علاقة تقوم على المصالح بتنوع هذه المصالح لذلك لاتستحق الاختبار بالمعنى المجرد او العائم من التحديد ، لان الغالبية من الناس يعرف امكانيات صديقه ويعرف مشاعره ويعرف مواقفه وهي في عمومها بتصوري ليست ذات فاعليه في الازمات الا ماندر حتى عندما يقع الانسان في مشكلة او مأزق يتذكر اناس غير اصدقاءه ويقدم له الخدمة وينفعه اناس لم يعش معهم اكثر مماعاش مع من يعتبرهم اصدقاء العمر وقد يكون هناك اناس يتحاشا اللجوء للصديق مخافة الخذلان ، كذلك الصداقه الآن اقتصرت على وقت الفراغ بالاستراحه او الفراغ بالشهر لطلعة بر او دعوة لحضور مناسبة بسبب الارتباط بالرزق والاسرة والالتزامات الاجتماعية الاخرى فلا يجد الانسان وقت فراغ ليعطي الصداقة حقها .

وبهذه الصورة اعتقد ان الصداقة لاتتطلب ان اختبر صديقي او يختبرني وكما قال بعض العامة (كل مهب بحاجة احد) للاسف الشديد فالشبع يورث الميل للتفرد والقدرة على الاستمرار بدون صديق او مدعاة ان يبذل له مالا يستحق باسمها.