نشر في 27/4/2008 للفاضل خالد :
ثلاث مراحل في معيتي ..
أيام تطوي صبري
ساعات قلق تتحدى جبروتي
دقائق انتظار تذيب تجلدي
ثواني تطحن شديد باسي
فتحيلني رضيعا حبلت به ايام الحظ العاثر فتمخضت عنه دنيا المفارقات في مراحلها الثلاث ...
اولاها صدفة قادتني الي شلال منعش في يوم صيفي قائظ , ليس اكثر من شلال, بذراته المنعشه و الورود الزاهيه حول ضفافه و هدير صوته القوي
اعتدت ان امر به الى ان حانت المرحلة الثانيه ... حيث رايت النهر الذي يغذيه الشلال يلمع تحت الشمس كصفحة فضيه قادتني خطواتي والقدر الي تتبع تلك اللمعه و قد اخذني ذلك البريق , و هالتني الانعاكسات اللامعه على سطحه و ظللت اسير احاذي ضفته لم اجرؤ على الخوض في غماره بالرغم من جمال باطنه الملئ بالورود النهريه و الطحالب القرمزيه , ظللت اسير و اسير املئ عيني بزرقته بصمت من بعيد , ومن بعيد لاحت زرقة البحر و تعالى هدير امواجة
و في الافق ارى فوج من اسطول ملكي بالغ الفخامه يقترب من الساحل حيث التقاء النهر بالبحر تواريت خلف اشجار جوز الهند .
رست بواخر هذا الفوج ,ساد صمت رهيب بهيبه ملكيه , خلت ان سلطان من سلاطين الف ليله و ليله سينزل على الشاطئ بحشوده الملكيه, استمر عصف الريح , وهدير الموج , والسكون يتناوبون على حواسي و انا مكاني خلف تلك الاشجار .
انفاسي تتعالى وتتهادى مع كل ضجيج او سكون.
وحانت المرحله الثالثه فركبت سفينه من هذا الاسطول فــــ يالروعة و فخامة المكان !!
ابحر الاسطول يمخر عباب البحر , مضت اياما لا ادري عددها و ليالي لم احسب اقمارها فاذا بموج عاتي يضرب الاسطول , يحطمه و يقذف بي في عمق البحر تتقاذفني امواجه حتى غرقت مئات الامتار ظننت انه الموت لامحاله ..
انتهى اخر نَفَس في صدري
استهلكت اخر جزئ اوكسجين امتصته رئتي
الاختناق يحاصرني
في اخر رمق سحبت نَفَس قوي بكل مافي حلاوة الروح من قوة للتشيث بالحياة .. متيقنا انه نَفَس الموت فالماء المالح سيملأ رئيتي .. استعددت لتيبس اطرافي و شخوص بصري و بدات احسب دقات قلبي التي ستتباطا ثم ... تتوقف ..
يالله !!
شعرت بالنبض في صدري اقوى
طعم الحياة في نفسي الذ
شعرب بالحيويه تسري في اوصالي
غرقت في البحر فاذا البحر حياة جديدة
و لكن ظلت تلك الساعات و الايام والدقائق و الثواني في معيتي حتى في عالم البحار