من مدونة كوكتيل سلمان للفاضل سلمان عبد العزيز وتحية تقدير:
ما أهون الخلق على الخالق إن هم عصوه
هناك في ذلك الزمن لما فتح المسلمون مدينة قبرص من أرض اليونان
وظفروا بقصورها وأموالها وخيراتها تفرق شمل أهلها .
قتل منهم من قتل ، وتشرّد منهم من تشرّد ، وأُسر منهم من أُسر.
لا يدري الوالد أين ذهب أولاده ، ولا تدري الأم أين وليدها ، دماء وبكاء ونحيب .
هناك كان أبو الدرداء صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح والنصر والعزّة ، كان في ناحية من نواحي تلك المدينة يبكي !!؟
نعم يبكي ! يبكي بكاء الفقيه العارف الفطن.
شاهده جبير بن نفير فاسغرب هذا المنظر العجيب!!
يوم فتح ونصر وتمكين ومع ذلك يبكي فيه أبو الدرداء!؟
فسأله جبير مايبكيك رحمك الله في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟
فقال رضي الله عنه بلغة الفقيه العابد الفطن
ياجبير ما أهون الخلق على الخالق إن هم عصوه .
بينما هم أمةٌ قائمة قاهره أصبحوا اليوم كما ترى.
ما أحوجنا إلى فقه هذا الصحابي الجليل .
ما أحوجنا إلى التذكر والاعتبار بما يجري حولنا
كم سقطت من حكومات ، وكم أزهقت من أرواح ،
وكم خربت من بنايات ، فتن كقطع الليل المظلم
نراها ونشاهدها ثم لا يحرك ذلك في قلوبنا أيّ ساكن
لا أمن من عقوبة الله إلّا بشيئين أثنين
أولهما : التناصح فيما بيننا يقول الله عز وجل
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود.
وثانيها : الأستغفار والتوبة والندم يقول الله جل الله
(وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)الأنفال.
اللهم أجعلنا من الصالحين المصلحين المستغفرين التوابين .
--------
شمعه /