[مها ام رغد]

تدعوا مؤسساتنا الموقرة دوماً ... بشعار الشباب وقود الأمة وأساس كل تطور ... الشباب همة وطموح

أمل المستقبل المشرق ... لا شك في ذلك أحبتي في أي عصر كان ولكن ... مابعد ذلك ؟

لا ريب أنكم مر على مسامعكم قصة ( سلطان الأباريق ) ...

يحكى أن رجلاً كانت وظيفته ومسؤوليته هي الاشراف على الأباريق لحمام عمومي، والتأكد من أنها مليئة

بالماء بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته ثم يرجع الابريق الى صاحبنا، الذي يقوم

باعادة ملئها للشخص التالي وهكذا.

في إحدى المرات جاء شخص وكان مستعجلا فخطف أحد هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة

المياه، فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة اليه فرجع الرجل على مضض، وأمره مسؤول الأباريق

بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه، فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد لكي

يسلم الإبريق سأل مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بين الأباريق،

فقال مسؤول الأباريق بتعجب: إذن ما عملي هنا ؟!

إن مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وأن ينهى مع أن طبيعة

عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج الى التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق.

سلطان الأرباريق ملئية به حياتنا ومؤسساتنا ودوائنا .

نعم يدخل الشاب والفتاة معترك الحياة العملية بحماس العطاء ونبراس التقدم وأبراز الذات المشروعة

أفكار تطويرة جديدة وعقول تنعم بصفة الاطلاع ..

ما أن تبدأ الخطوة الأولى من النجاح حتى يكشر الذئاب عن انيابهم ، ورحماك ربي بل أن الذئب بريء

من صفتهم الخبيثة كما هو بريء من دم يوسف ، لأن الذئب هدفه واضح مسبقاً واهدافهم ليس لها

معلم معروف .

بشر بلا روح ولا قلب بل هم يعيشون بمضغة سوداء تنبض بالمساومة للفتاة ، والتحطيم للشاب

لماذا تبرز فلانة ، التي ترفض مطالبنا ، ولماذا يترقى ذالك الشاب ونحن هنا ، سوف يقلب

علينا صفو راحتنا ونومنا بالعمل بحماسة لابد من أبعادة ..

أنها عقدة الشعور بالأهمية لشخص أجوف ، يؤمن بالشدة والتعقيد والمركزية ليوهمك بأنه مهم

مع أنهم يعيشون بلا معنى ويسرقون جهود غيرهم بل كراسيهم أكثر أهمية من ذواتهم .

بني التميز عندهم والتقدير على أساس العلاقات خلف الكواليس ، شباب يضيع وعبارته بعد

ذلك كيف أتعب وغيري يأخذ جهدي ، كيف أتعب وغيري نائم ونفس تقديري ، فعلا

استاذتي ( حنان ) شباب يحال للتقاعد لكونه لم يستسلم للمطالب تلك الحثالة ، تلك

الشليلة ، كم طموح تحطم على صخور قاسية ، وكم حبر انسكب ألماً مع أنه كان يعالج

جرحاً ، كم عين متأمل لشروق نور ، غربت شمسه مبكراً ، كم من شريف وشريفة

تقاعدوا وأعتزلوا بسبب مساومة دنيئة ، كم وكم وكم ؟

أين هم الشرفاء من تلك البقع ، إلى متى نخسر جيلاً وننزف دماً ، إلى متى نعيش بزمن

سلطان الأباريق ، إذا أردت أن تطور فأنت عدوي ....

إلى متى نعيش بزمن البقاء لمن له علاقة معي ؟

إلى متى نعيش في جلباب الشليلة ؟

ليس لنا من الحضارة غير الأسم والملبس ...

شعارات تطلق ، لتطمس الحقائق ... الشباب أمل وأي أمل ؟

الأمل ياسادة أنقلب ألم .. ألم يفوق ذلك الأمل ...

الأمل ياسادة ألم لأبداع يدفن حياً .. ونبراس يقتل ظلماً ...

شبابنا ... فتياتنا ... باتوا يخافون من الوظيفة والعمل خوفاً من ظلام لا يحتمل ..

أيتها الشابة التي أحيلت للتقاعد رسالة لك ولك طموح قتل ... هل بقي من أمل ؟

نعم والله ، أن مابني على باطل فهو باطل ، ومابني على أساس فهو قوي لا يهزم ..

أنت تملكين القلم ، تملكين فم لا يخرسه أولئك البشر ، كم حبر انسكب وانتصر ،

كم من شعر فتحت به حصون وهزمت به أمم ، كم كلمة سطرها التاريخ بماءٍ من ذهب

فناء الناس وبقيت تردد عبر الأمم ..

سيدتي لا يكسر طموح أنسان محتسب ، ولا يذل قلب محب لأمة من خير الأمم ..

أنهضي فلست فريسة سهلة لتلك الحثالة من البشر ، وكم من مظلوم فاز وانتصر

وكم من ظالم ذل وأندحر ...

أنهضي فلا يغرك مناداتهم بمساواة أنثى مع رجل ...

بل أنثى أخت رجل حفظت دينها وحجابها فكانت مدرسة ومربية لألف رجل ...

لا يغرك تحطيمهم فو الله قلمك المجاهد لخير مجتمعك سيلجم فم من تحداك وأفتخر ..

أن غداً لناظره قريب ... والعاقبة لمن صدقت نوايه وصبر ....




- مع التحية لكل من ظن أن حياته طويت بسبب أحد من البشر ...

- مع التحية لكل من ظن أنه حطم طموح بشر .





دمتم بوووووووووووووووووووود،،،،