عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-11, 02:55 am   رقم المشاركة : 20
خـــــــــــــــالـــــــــد
عضو قدير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : خـــــــــــــــالـــــــــد غير متواجد حالياً

قصه قصيره [ رُوحٌ تَشتَاق ]
بقلم : خـــــــالــــــد
الجزء الاخير

.







.










الْسَّاعَه الْتَّاسِعَه صِبَاحَا و سَارَه دَخَلْت لِلْتَّو مَعَهَا كِيْس يَبْدُو مِنْه الصندوق الاسود .

مُدَّت هند يَدَهَا لِتُتَنَاوَل الصندوق مِنْهَا و فِي عَيْنَيْهَا لَهْفَه كَمَن تَسْتَعِد لِاحْتِضَان صَغِيْرَهَا الَّذِي وَلَدَتْه لِلْتَّو.

اخْرَجْت من الصندوق قَمِيْصا ضَمَّتْه الَيْهَا و اخَذْت تَشَمّه و تَبْكِي بَكَّاءُا صَامِتْا ..

تُذَكِّر ذَلِك الْيَوْم الَّذِي احْتَضَنَت فِيْه هَذَا الْقَمِيْص مَازَالَت تُذَكِّر كَم لِيّلَه نَامَت و هِي تَحْتَضِنُه مَازَالَت تُذَكِّر طَعِم دُمُوْع االعِشق و الْشَّوْق الَّتِي بَلَلْتَه

و هِي تَتَمَنَّى ان يَكُوْن هَذَا الْقَمِيْص عَلَى صَدْر طلال و يَمْسَح دُمُوْعِهَا بِيَدَيْه بَدَلَا مِن ان تَجِف عَلَى قَمِيْصِه الْفَارِغ مِنْه الَا مِن رَائِحَتِه .



.




.





.




.




قَالَت لسَارِه و كَان اي شَيْء فِي الْدُّنْيَا لَا يَعْنِيْهَا الَا هَذَا القميص :عطيني قلم وورقه.

اخَذَت الْقْلُم فَكَتَبْت بَعْض الْكَلِمَات و لَم تُحَاوِل سَارَه ان تَنْظُر لِمَا امَّهَا تُكْتَب .

طَوَت الْوَرَقَه وَوَضَعَتْهَا فِي وَسَط الْقَمِيْص وَطَلَبْت مِن سَارَه ان تَطْوِي الْقَمِيْص بِعِنَايَه و تَلِفُه فِي الْكِيَس .

كَانَت الْدُّمُوْع مِن الْهَيْبَه مَا مَنَع سَارَه ان تَسْتَفْسِر فَاكتَفت بِمُشَارَكَه امَّهَا دُمُوْعِهَا دُوْن ان تَفْهَم مَاوَرَاء هَذَا الْقَمِيْص .

حَاوَلْت هِنْد ان تَتَحَدَّث لَكِن غُصَّه الْبُكَاء مَنَعَتْهَا , جَلَسَت سَارَه

بِجَانِب امَّهَا وَحَضَنْتُهَا .بَكَت الاثْنَتَان مَا شَاء الْلَّه لَهُمَا مِن الْدُّمُوْع ..
دُمُوْع سَارَه تُحَدِّثُهَا عَن الْم امَّهَا .

دُمُوْع هِنْد لِفِرَاق ابْنَاءَهَا و دُمُوْعُهَا لِرَحِيْلِهَا الْقَرِيْب جَدَّا عَن هَذَا

الْعَالِم و هِي لَم تَحْظَى بِوَدَاع طلال و لَم تَشْفِي غَلِيْلَهَا مِن رَائِحَتِه

و لَا حَتَّى سَمَاع صَوْتِه فَقَد مَضَى عشرين عاما عَلَى اخِر عَهْدِهَا بِه . .


خَرَجَت آَه مَكُلُوْمِه مِن صَدْر هِنْد و شَرِيْط الْذِّكْرَيَات يَمُر امَامَهَا وَتَتَذَكَّر حِيْنَمَا طلقها و فرقتهم قسوه الايام فاحتفظت بقَمِيْصَه لتَحْضَى بِشَئ مِن اثَرَه يُصَبِّرُهَا عَلَى نَار الْجَوَى التي تنتظرها ..


و كَان الْفُرَاق الَّذِي طال امده واورِثُهَا شوقا ظل ملازما لها حتى ألم بها مرض منذ عَامَيْن

و اَشتَد عليها الْمَرَض شَهْر اثَر اخَر الَى ان اصْبَحْت الْيَوْم عَلَى فِرَاش الْمَوْت خَالَيَه الْيَدَيْن الَا مِن قَمِيْصِه و قَد حَان وَقْت ارْجَاعِه الَى صَاحِبِه و وَقَّت عَوْدَة الْامَانَه الَى بَارِئِهَا .
امْسَكْت هِنْد يَد سَارَه الَّتِي تُطَوِّقُهُا وَرُفِعَت رَاسِهَا

الَيْهَا :ساره ,ماما , ابعطيك رقم دقي عليه و قولي له يجي ياخذ غرض له عند كاونتر الممرضات وعطيه اسم المستشفى والقسم ...

قَاطَعَتها ساره : بس ..لَكِن هند اَكْمَلَت وهي تُقَطِب جَبِينها للارهاق الذَي يُثْقِلها من جَرّاء الحَديث :انت بنتي وصديقتي واكثر وحده تعرفين ان طلال ساكن فيني رغم كل هالسنين.

وَاكْمَلْت وَهِي تُرْخِي جَسَدِهَا الْمُنْهَك عَلَى سَرِيْرِهَا: لا تتصلين الا اذا اخذ الله امانته , وصيتك تنفذين على طول .. على طول .

كَانَت سَارَه تَوَد ان تَقُوْل شَيْئا لَكِن لَا تُعْرَف مَاذَا تَقُوْل .. لَكِنَّهَا اسْتَسْلَمَت لِّدُمُوْعِهَا وَهِي حَاضِنِه يَد امَّهَا مَرّ الْيَوْم هَادِئا عَلَى هِنْد هَادِئا .




.



.




.



وَفِي تَمَام الْثَامِنَه من مَسَاءَ الخميس الخامس من مايو 2011 كَان طَلَال أمَام مَكْتَب الْمُمَرِّضَات مُمْسِكَا بِقَمِيْصِه و يَقْرَأ :[
السبت 10 -3 -1992 يوم نُزٍعت مني الروح.
الْلَّهُم اجْمَعْنِي بِه فِي الْجَنَّه .]

.


.


.




.





الْتَفَت يَمِيْنا نَاحِيَه غُرَفِه ازدَحَم عِنْدَهَا رِجَال وَنِسَاء و مَعَهُم طِفْلَتَيْن و قَد كَان الْجَمِيْع يَبْكِي و سَمِع صَوْت رِجَال مِن دَاخِل الْغُرْفَه يُرَدِّدُوْن :

انَا لِّلّه وَانَا الَيْه رَاجِعُوْن. تعوذوا من ابليس هي الحين ما تبي منكم الا الدعاء ..







التوقيع

حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله انا الى ربنا راغبون
آخر تعديل خـــــــــــــــالـــــــــد يوم 04-07-11 في 02:15 pm.
رد مع اقتباس