(2)
إشتكى الفقر الى البطر ،
متشائماً بسوء الفعل بل ساءه المنظر ،
أغدق علينا من بعض مثقالك !
أرى الكلكل والأعجازَ تثاقلت منها عتباتك!
فشحمك ياصاح للعيان قد بان ؟
وجسمك بالسَمن والدهن قد زان ؟
وازدان وجهك وبان محياك الرنان !
واستبشرت أسنانك بخير الكادح الجوعان !
(*)
إشتكى الفقر الى البطر ،
هلا أطعمتني وكسوتني ثياب مهجر ؟
أتراك تعاني حرقة الصيف ؟
فمن أي البلاد قد أتيت بألوان الطيف ؟
أمن بلاد الأجبان البيضاء ؟
أم من بلادٍ عليها سنحةُ جلدٍ وضاء ؟
تَرى عيناي ريحُك قبل أن يشتمها أنفي !
وتسمع أذناي رقيق جلدك قبل إحساسٌ بيدي !
الحرُ أحرقَ أوداجَ حلقي الملتهبه ،
والبردُ كسرَ بي العظامُ المحطمه ،
(*)
إشتكى الفقر الى البطر ،
أترى البؤس فيني يأكل الخطر ؟
أولادي بؤساءُ كبؤس كابوسٍ منتظر ؟
هلا أطعمتهم فتستحق أجراً عند الله منتظر ؟
هلا كسوتهم فتنال الخير وفاز من إصطبر !
(*)
أتَرى الحزن يلف عيوناً من الجوع ذابله !
أتَرى القهر ينامُ بين أعطافِ اليتامى القاصره ؟!
أتَرى وترى أم تراك لاتسمع أنين أفواهٍ صامته ؟!
ولا ترعى حق اليتيم والصبايا الجائعه ؟!
قلي بربك يامفتونُ :
هل قلبك أعبسُ مِن وجوهٍ كالحه ؟
هل صدرك أضيقُ من سمِ الخياط الغائره ؟
أغثني وإلا فإن :
الله قادرٌ على سلبك أنعاماً للعيانِ ظاهره !
وإبدالُ عِزك الى حالٍ كحالِ مباركَ القاهره ؟!
اللهم صل على محمدٍ وآله وصحبه أجمعين