[align=center] لأن الشعر والصحراء بينهما تلازم وتداعي منذ القدم ، كان من السهل ، أن أصبح شاعراً يهرع الناس إلى شعره زرافات ووحدانا ولكن البداية ليست هكذا ، فشاعريتي الفذة ، مرت بفواصل وتجارب ، تستدعي الوقوف ، وجني الفائدة .. فهاكموا تجربتي الشعرية . كنت في البداية ، متذوقاً للشعر الأصيل ، أحفل كثيراً في القصائد الجميلة وقد حاولت أكثر من مرة أن أنظم الشعر ، ولكن كنت أفشل في كل مرة ، فنظم الشعر كان بعيد المنال ، صعب المرتقأ لذا بقيت حزيناً أندب حظي العاثر لأعوام متتالية . وفي عام 1420للهجرة النبوية ، أدركت التلازم بين الشعر والصحراء لهذا هرعت فوراً إلى أكثر من مكان ، أجد فيه تخصص الرحلات ولوازم الصحراء وهناك ..أحبتي.. كانت بداياتي في نظم الشعر ، فقد كان تأثير الصحراء واضحاً جلياً لا يخفى لأحد . ولكن كنت أنظم قصائد تحمل طابع التكلف والضعف ، والتنافر بين اللفظ والمعنى فكان هذا يحز في نفسي كثيراً ، ويجعلني أشعر بمرارة الحرمان لقصائد جميلة يتغنى بها الجميع وقد كنت في ذلك العهد ، إذا أردت نظم قصيدة ، أسارع إلى محلات الرحلات ، لأشترى منها ما يشحذ قريحتي فكنت كثيراً ما أشتري ( دلة بغدادية ) فتأثيرها الوجداني ، لمسته في أكثر قصائدي حتى كنت أقف في منتصف هذه المحلات ، لأنظم قصيدتي وأرتجل شعري وفي نهاية ذلك العهد كنت لا أنظم الشعر ، إلاّ في أواخر الشهر الهجري ، لأن التكاليف المادية ، تجعلني أنتظر هذا التاريخ ولكن ما زال شعري ضعيفاً لا يصل إلى ما كنت أتمنى وفي عام 1422 ، حدثت مفاجأة جميلة ، كانت سبباً في ارتقاء شاعريتي وتفتق موهبتي ، إلى مستوى لا بأس به . كنت أتابع أحد الشعراء وهو يرتجل الشعر ، فكنت ألحظ أنّ هذا الشاعر يحمل في يده الشمال ( سبحة ( ومع كل بيت كان يضغط عليه بشدة لهذا سارعت إلى محل ( أسباح ) متخصص في بيع السبح الشاعرية ...فقمت بشراء أربع (سبح ) مختلفة الألوان لأغراض شعرية مختلفة الأولى كانت حالكة السواد ، وهذه ادخرتها لقصائد العزاء ومواقف الحزن. والثانية كان لونها ( جيشي ) وهذه أحملها دوماً لقصائد الرحلات والصيد . والثالثة لونها ( وردي ) وهي لقصائد الغزل الجميل . والرابعة والأخيرة لونها ( أخضر ) وهي لقصائد ( السلام الملكي ) ولكن .. أحبتي .. مع كل هذا لم أكن أرتضي أن أقف عند هذا الحد المقنع كنت أنشد الإبداع ، وأرنو إلى الجمال في كل قصائدي ... لكن كنت عاجزاً عن هذا . وفي عام 1424 ، كنت على موعد مع قريحة شاعرية ، تنثر الجمال ، وترتقي إلى أعلى مصاف الشعر الأصيل حدث هذا بمحض الصدفة .. نعم بمحض الصدفة .. فقد كنت عائداً من عملي ، وأنا أفكر في مشروع قصيدة ولكن سيارتي توقفت تماما ، لعطل أصابها .. نزلت من سيارتي ،وأخذت أستجدي المارة حتى توقفت ، سيارة (جيب حوض) نظرت إلى السائق ، فإذا هو يرتدي ( شماغ عراقي ) وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامه مشجعة ... أخذ يتمتم : ( الله أمحييك ) وكان ينطقها بملء فيه وبتظخيم أخافني كثيراً . ركبت السيارة وقد هالني أن أجد بيني وبين السائق إحدى الجوارح الصغيرة سألت السائق ما هذا الطائر ؟ فأجاب وهو يبتسم ابتسامة عريضة جدآ .. هذا خويي لطّام . ومن مكان العطل إلى منزلي حدثت معي : مفاجأة الانفجار الشعري وصنعت في تلك اللحظات قصيدة ، لم تزل حديث الركبان وهنا فقط .. أدركت التأثير السحري لهذا الثلاثي الجميل : 1- سيارة الشعر والشعراء ( شاص) 2- دثار القوة ( شماغ عراقي ) 3 - طائر الإلهام ( صقر ) وفي المساء ، كنت أبحث عن كفيل غارم ، حتى أظفر بهذا الثلاثي المهم والمؤثر في شاعريتي . [line] أحبتي أعتذر عن الإطالة .. وأترككم الآن مع مقتطفات مختارة ، جنيتها من أرشيفي الخاص . القصيدة الأولى .. تحت عنوان ( يا العنز .. أهبي ) البــــارحة ملحوق عنزين وجـري .. وثر التليحق با جماعة غرابيل العنز تمغط مغطة السير أهبي .. غدا لحوقه بس إيقاطر سعابيل أكتفي بهذا القدر ، لأن هذه القصيدة ، سوف تنزل في شريط مقناص القادم ، فأنا لا أرغب في إحراقها [line] القصيدة الثانية بعنوان : ( يا البندري وشلون ) وهذه من قصائد الغزل . يا البندري صبرك على اللّي يعشقون .. غدو أبساقك يا بنادر يرنـــون يا البنــدري وشـلون وشلـون وشــلون .. اللي يشوفك يا بنادر ينامون وهذه القصيدة حازت على المركز الأول في مسابقة البابطين العالمية ، لأجمل قصيدة غزلية . [line] القصيدة الثالثة بعنوان (يا منتدى بريدة ) وهذه القصيدة ، حديثة عهد بقريحة ، أهديها إلى أعضاءه وضيوفه الكرام [align=right]يا منتدى بريدة عسى الله يخليـك .. رمز المحبة والعطاء والتصافي . المنتدي يا ناس با النور أتريــــك .. يعطيك العلوم الزينة ون بغيت الشعر تلقاه أو بغيت الكمبيوتر الجوال ما والله تفلس أبد والتصافي .[/align] القارئ الفطن ، قد يتوهم أن في البيت الأخير من هذه القصيدة زيادة في الشطر الثاني عن شطره الأول ولكن هذا غير صحيح ، فأنت أمام ( خدعة بصرية ) لا غير . [line] ختاما : أنا لا أسمح في كتابة هذا الشعر ، أو التغني في ألفاظه ، أو استخدامه لأغراض تجارية... إلاّ بأذن خطي من أبو فالح . لكم مني أعذب تحية .. وأخص أهل الدعدعة والذين أصبحوا فجأة .. شعراء المربعانية والوسم بمان الكريم[/align]
[align=center][/align]