عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-10, 03:20 am   رقم المشاركة : 1
غصن الرند
عضو مميز
 
الصورة الرمزية غصن الرند





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : غصن الرند غير متواجد حالياً
فن التواصــل ...ومن يجيده منكم ؟...للحاذقين..!


التواصل مجموعة طرق ووسائل تستخدمها معظم الكائنات الحية لتبادل المعارف والخبرات,الأفكار الخواطر,المهام...ضوابط أو مشاعر....أو...أو . ووسائل التواصل متعددة منحها الله لخلقه وهداهم إليها وقد يكون التواصل اللفظي بكل اللغات أقوى أشكال التواصل وأثراها وهناك وسائل للتواصل حركية كلغة الإشارة بل حتى العين عندما تتعطل لغة الحوار قد تكون من أجود وسائل التواصل عند تعبيرها عن حالة خوف أو حزن أو لهفة وحب ...
وقد تتعطل لغة التواصل أو نعطلها تقليلا بأثرها فنخسر معها أشياء جميلة وقد ننتظر من الآخرين تفهم هذه الحالة وانتظار أن يكون لتواصل من طرفهم معفين أنفسنا من المبادرة لمد جسور التواصل والتي قد تحدد في بعض الأحيان محاور مهمة في حياتنا...
فالله سبحانه سخر لنا تلك القدرة العالية وأكرم أبونا آدم عليه السلام عندما علمه مسميات الأشياء
(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء)البقرة31 وجعل من تلك اللغة وسيلة تواصلنا الأولى وأثابنا وحاسبنا بما نتلفظ به تهذيبا لها وتقويما لاعوجاج قد نصيبه بها حتى لانقلب النعمة إلى نقمة..
وهذا الاختصاص منحه لغيرنا من الكائنات ومن الإعجاز مامنحه الله للنمل حيث اثبت العلم الحديث وجود لغة خاصة يتفاهم من خلالها النمل وتتواصل حتى عن بعد
ولقد جاء القرآن بسورة كاملة (سورة النمل) إثباتا لهذا الأعجاز من ألف وأربعمائة سنة(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)النمل18
ولعل اللغة التي تتخاطب بها الحيتان بأصوات منخفضة ذات موجات منخفضة تسمى الموجات (دو سمعية) والتي لايستطيع الإنسان سماعها بإذنه المجردة وتتخاطب بها الحيتان عبر مئات الأميال تحت الماء فسرعة انتقال الصوت تحت الماء تبلغ 4-5 أضعاف انتقاله في الهواء وبهذا الأسلوب من التواصل تتمكن صيحات الحيتان من الرحيل مئات الأميال حتى تصل الى الحيتان الأخرى لتتجمع في شكل قطعان...
ياترى هل نحسن التواصل ؟ وهل نستخدم وسائل التواصل بالطريقة المثلى والمثمرة أم لعل الكائنات الحية الأخرى تتفوق علينا في استثمار لغات ووسائل التواصل .!!
قد يحجم البعض عن استخدام وسائل التواصل المختلفة للتعبير عن ابسط الأمور الإيجابية وحتى السلبية للتغيير والإصلاح وبالذات بالشكل الايجابي السليم لو لمد جسور من الحوار للوصول إلى مفاهيم مشتركة ومتقاربة وحالة من التوازن لضبط علاقاتنا ويظن البعض انه ليس بحاجة إيصال
مكنونات نفسه فهي واضحة وليس بالضرورة التعبير عنها وهي مفهومة جلية وكأنما يفترض بالآخرين قراءة مافي الصدور ولعل هذا يفسر بعض الحالات التي نراها ونتعجب منها في حينه عندما نرى أشخاص تتغير أنماط تعاملاتهم بشكل يعتبر زاوية حادة لضعف التواصل لديهم وعدم إيصالهم فكرة واضحة عن حجم معاناتهم أو تكالب الضغوط عليهم وعندما تتراكم مجموعة من الأحباطات والتأثيرات السلبية تحين لحظة الانفجار المفاجأة واتي قد يتعجب منها المحيطين فلم يكن لها أي أعراض دالة عليها بسبب ضعف التواصل لدى الشخص ...وقد نلوم الآخرين على عدم التفهم والتقدير زاعمين أن الأمر واضح وجلي فليس هناك من حاجة للتواصل والتعبير وللأسف هذه الأوضاع كثيرة الظهور في مجتمعنا على مستوى العمل والأسرة والعلاقات الشخصية والتي نفترض فيها إنها بنيت في الأساس على التواصل الدافئ الشفاف إلى أقصى درجات التداخل وأدق تفاصيل التواصل وقد ننهي أوضاع عمل طموحة وننضب ينابيع من الدفء في بيوتنا ونوقف جريان انهار من المودة والألفة داخل علاقاتنا الخاصة لأننا لانملك ثقافة التواصل ولا أسالبيها الصحيحة ولا نعطيها حقها من التقدير لضعف أهميتها لدينا وبما ان التواصل بأشكاله اللفظية والمعنوية والحسية فن لايجيده الا قلة يخسر الكثير ألوانا في حياتهم لايصلون إليها لأنهم لايوصلونها ويوجد داخل أنفسنا حواجز بالعشرات تقفز عبرها الكلمة الجميلة وتعبير عن إحساس كي تصل وعندما تصل بعد اجتياز حاجز وحاجز تصل عرجاء بل قد يصاب احدهم بحالة من الطرم عندما تحين لحظة تقتضي تعبيرا وكأنما ينسى قدرته على الكلام ...
رغم ان ثقافة التواصل والتعبير في كل مناحي التوصيات الشرعية اليومية وأكثر ماوصى بها الرسول عليه الصلاة والسلام وحث عليها نشرا للسلام الاجتماعي والنفسي فقال: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) وقال (إذا حييتم بتحية فحيوا بمثلها اواحسن منها) بل حث على إبراز المشاعر الجميلة وبقوة فقال عليه الصلاة والسلام( إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه فإنه أبقى في الألفة واثبت للمودة)
ولعلنا نركز على التواصل للتعبير عن الذات ودواخلها لغيابه بشدة في محيط مجتمعنا بالذات ولعلنا نختم المقال بمثل ذاك التعطيل الغير مبرر لإيصال المشاعر الإيجابية كاعتذار رجل عن مناسبة يجتمع فيها الزملاء لرغبته في المكوث في البيت مع زوجته فتسأله هي غريبة فلان : لم تخرج اليوم فيرد: تعبان شوي واشتهيت اجلس في البيت!!
وتتنازل أخرى عن اجتماع الأهل والأخوات وتعلل لهم سببها الحقيقي :ابا فلان معكر المزاج اليوم وبودي المكوث معه..وعندما يسألها أبو فلان: غريبة ماطلعتي للأهل تهمس:تعبانه شوي !!
ولا اعلم سببا لانعدام الحكمة في ضعف البصيرة التي تمنعنا من التعبير عن أحاسيسنا وبالذات الجميل منها ...الم اقل لكم نشتكي من غياب التواصل النفسي واللغوي و...و... نشتكي غياب ثقافة التواصل ...
وأعذب لغات التعبير تلك المعبرة عن نبض القلب وأكثرها نقراً للفؤاد ...وتهجداً لسلهمة الليل بثاً لذاك الخافق التي يجب أن نحسن بقوة التعبير عن كل ماتستثيره الحواس من اجله...!
كلمة بعيده عن الصمت:
في دقيقة صمت
اكتب لك قصيده بدايتها
أنا احبك ونهايتها متى أشوفك







رد مع اقتباس