[align=center]
الجزء العاشر والاخير
غادر الجميع المستشفى على امل ان يعود عماد عند الصباح لاخراج عذراء من المستشفى وبدون اى مقدمات عرض حسام ان يقوم بهذه المهمه مما جعل قصي يغلي غيظا واعترض بعصبيه موضحا انه بامكانه ان يقوم بهذه المهمه اصبح الجو مشحونا لذلك تفادى عماد الموقف وقال شكرا لكلاهما وانه هو من سيقوم بالمهمه ولاداعي لان يتعبو انفسهم عاد قصي الى البيت وهو منهك الاعصاب لا يفهم ماموقع حسام في هذه اللحظه ظل يفكر وهو يتقلب في فراشه حتى اخذته اخفاءه عند الفجر صحا بعدها على صوت ضحكات فراس وهو يرتمي على صدرهه اخذ يقبله ويلعب معه ثم حمله على اكتافه ونزل الى الطابق الارضي كانت الساعه قد قاربت الثامنه والنصف صباحا اخذ حماما وتناول فطوره وساعد فراس في ارتداء ملابسه لكن فكره كان في مكان اخر بعدها قرر الاتصال بزينب
_الو صباح الخير اخت زينب انا قصي
_اهلا صباح النور كيف حالك
_بخير .....لكني في حيره واود ان اسالك سؤالا ان امكن
_تفضل خيرا
_انا اعرف انك اقرب انسانه الى عذراء فانتي ابنة خالتها واعز صديقاتها واكيد تعرفين عنها الكثير
_الى ماذا ترمي لم افهم
_بصراحه حصل معي امس امرا واود ان اعرف اسبابه
فشرح لها كيف جاء حسام الى المستشفى وكل التساؤلات التي تدور بخلده
ضحكت زينب في سرها واجابته قائله
_الا تعلم ان حسام طلب يد عذراء للزواج
نزل الخبر عليه كالصاعقه فقال بصوت ملؤه الدهشه
ماذا ؟؟؟متى حصل ذلك لم يخبرني احد ...ارجوك اخبريني ماراي عذراء ؟؟؟
_انها لازالت متردده ولم تقرر بعد
قال وفي صوته رنه توسل
_زينب ارجوك ساعديني انا احبها ...اريد ان اتزوجها
_اعلم جيدا انك تحبها وقد اخبرتها مرارا بذلك لكنها مع الاسف لا اعرف كيف تفكر
_لم افهم وضحي كلامك
_بصراحه انها تعتقد انك تريد الزواج منها من اجل فراس والمال
_انا ؟؟؟ هي تعتقد اني بهذا السؤ..كلا انا لااريد شيئا في هذه الدنيا غيرها
_اعرف والله اعرف لكن المهم ان تعرف هي ..اخبرها
_اخبرتها ولم تسمعني لقد رفضتني ولااعرف ماذا افعل
ثم قال بياس
_يبدو انها تكرهني
_كلا انت مخطئ انها تحبك انا واثقه ...رغم انها لم تعترف بذلك الا اني اشعر بها انها تكابر وتعاند نفسها ولاتنسى ان ماحصل زاد الامر سؤا..وبما انك تحبها لاتتخلى عنها حاول بكل طريقه للحصول عليها ان عذراء تستحق العناء
انهى مكالمته بكلمات بسيطه ثم اغلق الخط وهو في حاله ذهول من اين اتى هذا الحسام واى جحيم قاده اليها ...سمع والده اطراف الحديث الذي داربينه وبين زينب فنظر اليه بتسائل فاخبره بالامر ...احتار الاب ماذا يقول لابنه وهو يراه على تلك الحاله فقرر مع نفسه ان يذهب اليها ويكلمها، بعدها اخذ قصي فراس معه وخرج الى مكتبه وقضى هناك ساعات قليليه ثم اتصل ببيت عذراء اجابه عماد انهم عادو للبيت وعذراء ترغب ان ترى فراس اجابه انه سوف ياتي اليهم بعد قليل
قاد سيارته وافكار وكلمات كثيره تحاصره شعر ان صدره قد ضاق وكان جيلا قد حط عليه وصل اخيرا، طرق الباب فاستقبله عماد مرحبا ثم دخلو الى غرفه المعيشه حيث كانت تجلس ردت على سلامه بكلمات مرتبكه ولاحظ شحوبها وارتجاف نبرة صوتها وعلامات قلق واضحه عليها ،بعدها اعتذرت منهم بحجة انها متعبه وخرجت وفراس بين ذراعيها
ظل قصي وعماد لوحدهما بالغرفه تململ عماد في جلسته عدة مرات ثم تنحنح قليلا بعدها تكلم بترد واضح
_لقد علمت من عذراء انك طلبت يدها للزواج
اخذت دقات قلبه تتسارع فقال
_نعم حصل ذلك وانا اتمنى ان اعرف ردها ..اعرف ان الامور تعقدت وان ماحصل ازعجها كثيرا لكن صدقني ساكون اسعد انسان بالعالم لو قبلت الارتباط بي
فقال عماد مقاطعا
_اجل اعرف وكنت اتمنى ان يتم هذا الزواج ولكن....
_ولكن ماذا ؟؟؟
رمى عماد كلماته بسرعه وكانه يود التخلص من حمل ثقيل فقال
_لقد تقدم الدكتور حسام لخطبتها وهي وافقت عليه ..وانا اسف لهذا لاني لااستطيع ان اجبرها على شئ هي حره في حياتها
شعر قصي وكان احدا قد ضربه على راسه انهارت كل قواه ولم يستطع التكلم قام من مجلسه شعر بالدوار لكنه تماسك بجهد وخرج من البيت دون ان يلقي تحيته ولم يشعر بكل الكلمات التى تفوه بها عماد وهو يرافقه الى الخارج لم يسمع غير دوي في راسه وبركان يغلي في داخله قاد سيارته بسرعه جنونه حتى وصل الى اخر الشارع وعندها توقف لانه شعر انه غير قادر علىالاستمرار
اما هي حين رحل الجميع عنها في المستشفى اخذت تسترجع كلمات قصي انها تتذكر كل كلمه نطق بها وتشعر بحبه وتاثرت بكلامه وشعرت بالحب والحنين اليه كم تمنت ان تبقى يدها بين يديه لم تكن ترغب ان تقطع حديثه كانت تتمنى ان يتكلم ويتكلم لم تمل حديثه الرقيق وصوته الحنون عاشت لحظات في عالم اخرتفتقده وهي في تلك النشوه عاودتها ذكرى ساره وكلامها لم تستطع تحمل الامر انه اقوى من ان تتجاهله سحبت يدها من بين يديه وقالت له ماقالت كل كلماتها لم تكن تعنيها لانها تمنت ان يكون كلامه صحيحا وياخذها بعيدا لكن هيهات انها امنيات لايمكن ان تتحقق والجرح الذي فيها لايمكن ان يندمل بهذه السهوله.وعندما عاد عماد صباحا لاصطحابها للبيت اخبرها ان حسام كرر طلبه ويريد ان يعرف الجواب اطرقت براسها تفكر وتصارع اجمل الاحاسيس بداخلها تحاول كبح جماح هذا الحب الذي يعتريها لانها تعرف ان هذا الحب سوف يهين كرامتها وكبريائها قررت التراجع والاستماع لصوت العقل فقالت لاخيها انها موافقه على حسام لم تستمع لاعتراضه واصرت على رايها حينها رضخ هو لموافقتها ...
عندما اتصل قصي يسال عنها شعرت بكل اعضائها ترتجف وعند وصوله احست ان اوصالها غير قادره على حملها وتركت مهمة اخباره لعماد وانسحبت من الغرفه لكن قلبها ومشاعرها كلها معهكانت تتخيل رد فعله ....واخيرا سمعت صوته وهو يغادر ركضت الى الشباك وراته كيف خرج منكسرا يجر رجليه جراولم يتكلم اى شي اصابها منظره بالياس والقنوط فارتمت على فراشها واخذت تبكي حتى انهكها التعب ونامت
عند العصر جاءت زينب لرؤيتها فاخبرتها بكل ماحدث صرخت زينب بها
_حرام عليك الذي تفعلينه والله حرام انه يحبك وانت تحبينه لماذا هذا العناد ...لقد اتصل بي وكاد يجن حين علم بطلب حسام وانتم اليوم تبلغوه برفضك وقبولك حسام اشك انه يحتمل هذه الصدمه
تنهدت عذراء بحزن وقالت
_اجل شعرت به عندما خرج من عندنا كان باسوا حال
_وانت ماذا ستفعلين
_انا ... لاشئ ان الايام كفيله بان تنسيه
_وانت
_لقد تعودت على قتل مشاعري واستطيع ان اواصل حياتي دون حب وحسام ليس بالشخص السئ فيه مزايا جيده وانا مقتنعه به صحيح اني لا اشعر باي حب اتجاهه لكن هو امان واستقرار
قربت الساعه على العاشره صباحا ولم ينزل قصي لنتاول فطوره والذهاب الى عمله
ظل ابيه مشغول البال وخصوصا انه قد تاخر بالعوده الى البيت ليلا لقد عاد بعد الواحده وهذا ليس من عاداته
لم يستطع ان يتجاهل الامر فصعد الى الطابق العلوي نادي عليه لم يرد طرق الباب لم يسمع جوابا فتح الباب بسرعه وجده في فراشه اقترب منه حاول ايقاظه جس جسمه شعر بحرارته الملتهبه وهم يغمغم بكلمات لم يفهم منها شيا
نقل قصي الى المستشفى وهو باسواء حالاته وعند المساء استعاد بعض من عافيته اطمئن ابيه انه بخير وتركه ليرتاح وخرج الى صالة الانتظار ثم اتصل بعذراء فاجابت
_الو ...اهلا عمي كيف حالك
_لست بخير
_لماذا خيرا
_ان قصي يرقد بالمستشفى
قالت بقلق واضح
_ماذا ؟؟؟ مابه مالذي لاحصل
_لااعرف لم يخبرنا الطبيب
ولم يسمع ردها ظل ينتظر لكنه سمع صوت الخط قد قطع
تنبه عماد الى صرختها المكبوته فسالها ماذا هناك كل الذي فهمه منها ان قصي بالمستشفى ارتدت معطفها بسرعه وقادت سيارتها باقصى سرعه ممكنه كم كام طويلا ذلك الطرق افكار وهواجس وللحظات ظنت انها لن تراه ابدا وتخيلت حياتها بدونه
وصلت اخيرا دخلت مسرعه وهي تتلفت دون وعي لمحت وجه عمها من بعيد سالته عن مكانه دون كلام كانت تعابير وجهها تفضح مابها اشار اليها الى غرفته فتحت الباب بسرعه ثم .....
تسمرت في مكانها عند مدخل الغرفه ظلت واقفه وهي في حيره كانت تتوقع ان تجده نائما لكنها تفاجاءت به صاحي ...نظر اليها نظره جعلت كل شي فيها ينهار كل الحصون والقيود التى كانت تحتمي بها سقطت ولم يبقى غير صوت قلبها
اعتدل في جلسته واشار اليها قائلا
_تعالي اقتربي ارجوك
تقدمت خطوتين ونكست راسها الى الارض وكانها طفل ظبط وهو يسرق الحلوى
لم يطق صبرا نزل من سريره واقبل عليها وبدون اى كلمه ارتمت على صدره واجهشت بالبكاء اخذ يقبل وجهها بجنون ومن بين دموعها سمع كلمه لطالما تمنى ان يسمعها منها احبك .......
النهايه
[flash=http://altanaia.jeeran.com/53.swf]WIDTH=400 HEIGHT=200[/flash][/align]