من محاسن الصدف أن نلتقي بمن نختلف معهم.
كنت في بريطانيا قبل ثلاث سنوات تقريباً وفي الجامعة كثيرٌ من الرافضة السعوديين .
لاأخفيك أن علاقتي بهم سطحية ولكنها علاقة ود وكانت تجمعنا أحدايث صافية يكفي أننا لم ندع ذلك حاجزاً بيننا فكل منا تجنب إظهار الخلاف من البداية فلم أعرف ولم يعرفوا خلفيتي الدينية إلا بعد حين.
وبصراحة وجدت فيهم حسن المعاشرة وإستطعت أن أتنفذ مع أحدهم وأن يسرقني وإياه الحديث حتى وصلت معه لنقطة التفاوت في القبول.
حتى وجدت أنهم غير مهتمين لجوهر الخلاف فوصلت أن هؤولاء الشبان أقرب للسنة مما هم للشيعة .
ولكن هو الإسم والأهل والعزلة.
لا أقول أن الكل هكذا ولكن يجب أن نتبين ونستبصر أكثر .
وفي الجامعة هنا في المملكة , كان يدرس معي شاب شيعي, خلوق دمثٌ منعزل, رأيت الآخرين يحيكون ضده الحكايات ويفترؤون عليه ولربما يسيؤون إليه غيبةً والعياذ بالله فاضطر هو للإنعزال.
ولهذا تقدمت إليه خطوة حتى عدني صديقاً , لم أكن أحب أن يسمع مني كما يسمع من الآخرين فحينها سوف تتأجج مشاعر الكره.. المشكلة عندما أنصح الآخرين بالإنصهار معه والتلطف أكثر وتجنب غيبته وبكثرتهم وإيمانهم بصحة موقفهم يصلح الأمر كله للجميع له ولهم.
والمشكلة الأكبر حينما أتفوه بذلك أمام بعضهم يرد بالقول إنهم على السنة أشد من اليهود والنصارى!!؟
وكأنهم يقولون لي أنه أحط من اليهود والنصارى (ديناً) وحتى لو كانوا يهوداً أو نصارى فالأمر يجب أن لا يختلف في جوهر المعاشرة وضمن حدود الإسلام الحقيقي.
الهروب لم يكن أبداً حلاً.
حفظ الله لكي دينك وأصلحك 