عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-05, 03:26 pm   رقم المشاركة : 1
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً
رسالة.. إلى صلاح الدين -شعر: عبد الرحمن العشماوي


[poem=font="Simplified Arabic,4,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/18.gif" border="solid,4,skyblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رسالة.. إلى صلاح الدين
شعر: عبد الرحمن صالح العشماوي



أسرج الصبر على الباغي خيولا =تطرب الميدان ركضاً وصهيلا



واقتحم أسوار خوفٍ شيَّدتها = يد أعدائك كي تبقى ذليلا



سُلَّ من فجرك سيفاً عربياً =واتخذ في جبل الصمت سبيلا



وإذا ما سارت الأحداث شبراً = فاجعل السير إلى الأحداث ميلا



وإذا واجهتَ في الدَّرْبِ جبالاً =شامخاتٍ فتخيَّلها سهولا



أيها الشاتمُ وجهَ الليل =أوقد شمعةً في الدرب واستصحبْ دليلا



خذ بيدي وارحل إلى الماضي فإني =لم أزل أتعب أيامي رحيلا



وإذا ما جئت حطّين فدعني =أسرج الشوق إلى الماضي خيولا



وانتظرني ريثما أقضي حقوقاً =لفؤادٍ يحملُ الهمَّ الثقيلا



وأنادي فارساً مازال يحمي= حوزة الدين، ويأبى أنْ يميلا



جعل السنة للناس طريقا =ومحا البدعة منها والحلولا



ضرب البحر بسوطٍ من إباء =فغدا البحر له رهواً ذلولا



يا صلاح الدين ما جئت إلينا= خامل الذكر ولا جئت ضئيلا



جئت والرمضاء تشوي كل وجهِ =وأرى وجهك وضَّاء جميلا



بين قلبينا جسور من إخاءِ = مدها الإسلام فرعا وأصولا



لم أزل أبصر في كفك سيفاً =صارماً مازال للكفر مزيلا



لست بالظالم في القتل ولكنْ =لم تشأ أنْ يمكث الباغي نزيلا



ما قتلت السهروردي، ولكنْ =عَبَثُ الأفكار أرداه قتيلا



رُبَّ كفرٍ جاءَنا مِن فيلسوفٍ =يطلق الدعوى ولا يُعطي دليلا



يُفسد الأذهان يُلقي في مداها= حجر الشك فتزداد ذهولا



يا صلاح الدين ما جانبت حقاً =حين طهَّرت قلوباً وعقولا



لم تدع للمذهبيات مجالا = كَمْ أذاقتنا مِن الذل شكولا



يا صلاح الدين ما جئتك إلا =وأنا أكره أن أنوي القفولا



كيف أبقى في كيان عربي =لم يزل يقرع للذُّلِّ الطبولا



لم يزل يمنح للغرب ولاء = ويرى للذُّلِّ في النفس قبولا



في رُبانا ألفَ بستانٍ نراها =ونرى مِن حولها ظلاً ظليلا



غير أنَّا ما رأينا في رباها = بلبلاً يشدو ولم نسمع هديلا



وقف المركب والرُبَّان أمسى =يُتْبِعُ الأمواجَ خوفاً وذهولا



واشتكى الشاطئ من جزرٍ ومدِ =أتعب الرمل صعوداً ونزولا



بلغ الأعداء منا ما أرادوا =ومشوا في أرضنا عرضاً وطولا



سمموا الأفكار حتى صار فينا = مبدعاً مَنْ ينشر الفكر الدخيلا



جعلوا للفن ميزاناً وقالوا =لا نرى للدين في الفن سبيلا



عزفوا عن شعر حسان وكعبِ =ورأوا (إليوتَ) رمزاً و(أخِيلا)



أشعلوا ألفَ فتيلٍ للمآسي =ليت قومي أطفأوا منها فتيلا



لا تسلني عن بني قومي ففيهم =يشرب (الجدُ بن قيس) سلسبيلا



ويرى فيهم بلالٌ ألفَ عين =ترسل النظرة للكبر دليلا



لا تسلني.. يا صلاح الدين، قومي =حبسوا النهر فلم يَسقِ الحقولا



كان في أيديهم السيفُ صقيلا =فغدا ملمسُ أيديهم صقيلا



يحلم التاريخ أن يأتي إليهم =ثم يأبى حين يأتي أن يُطيلا



أنفسٌ عشَّشت الأحقاد فيها =وعيون لا ترى إلا الحجولا



دولٌ شتى وأذهانٌ حيارى= وقبيلٌ يُتْبِعُ اللوم قبيلا



في حماها أصبح الشهم ذليلا =وغدت في ظلها النملة فيلا



لا تسلني يا صلاح الدين، لكنْ =سائل الحسرة والقلب العليلا



سائل الحيرة في نظرة طفلٍ =واسأل الحسرة والطرف الكليلا



سائل الأحزان في وجدان سلمى =وسل الدمع الذي يجري سيولا



سائل الأحجار في حيفا ويافا =وسل القدس المعنَّى والخليلا



لا تسلني، فإنْ أصرفُ وجهي =خجلاً منك، ومازلتُ خجُولا



يا صلاح الدين ما هوَّلتُ أمراً =في الذي قلت ولا زوَّرْتُ قيلا



أنا مَنْ أحملُ في قلبي وفاءً =لبلادي أنا مَنْ أهوى الأصولا



لا تسل عني فصحراء جراحي =لم أجد فيها مبيتاً أو مقيلا



سرتُ فيها وأنا أسأل نفسي =كيف ألقى شربة تشفي الغليلا



أو ما تعلم أنَّ الليل أمسى =في عيون القوم فجراً وحقولا؟



أو ما تقرأ في دفتر حزني =قصة المجد الذي أضحى طلولا؟



أيها القادم والليل لباسٌ =وضياء البدر يزداد شمولا



جرِّد السيف وقدِّمه إلينا =قد نسينا لمعاناً وصليلا



وتعلمنا من القول صنوفاً =وتحدثنا عن المجد طويلا



ورفعنا وخفضنا وجمعنا =وطرحنا ورسمنا المستطيلا



وبنينا ألف قصر من فراغ =وبلغنا بالأماني المستحيلا



كم سمعنا صرخة من ثغر طفلٍ = حقها أن توقظ الحُرَّ النبيلا



فمنحناها وجوماً ووقفنا =نُتْبِعُ الأحداثَ إحساساً قتيلا



يا صلاح الدين أعطيتُك سمعاً =يتمنى منذ دهر أن تقولا



قلْ فإنَّ القلب أضحى باشتياقي =روضةً ترجو مِن الغيث الهُطولا



وهنا جاء إليَّ الصوتُ فخماً =عربيَّ اللفظ موزوناً جميلا



أيها الشاعر كم يُثلج صدري =أن أرى مثلك لا يرضا نكولا



إنما يمنحك المجدُ مكانا =في الذُّرى منه إذا عِشْتَ مَثِيْلا



لي سؤالٌ واحدٌ أُلقيهِ فيكم =وجوابي أَنْ أرى فعلاً جليلا



كيف ترجو أمةٌ عزاً ونصراً =حين تَنْسَى الله أو تَعصي الرسولا؟!



[/poem]







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس