[align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابع ... الفصل الأخير
فأشرنا إلى سائق ( الوايت ) أن يكمل قلبها إلى الوضع الصحيح .. فتحرك قليلاً ثم تهاوت (الأوبل ) إلى وضعها الصحيح تماماً ..
فاقتربنا منها ، والأعين قد فتحت عن آخرها ، والرهبة بلغت منتهاها .. ولكن بعد مرور مدة وجيزة .. تنفس الجميع الصعداء ، فليس هناك أحد داخل السيارة .. أيضاً من سلك مجرى الوادي بحثاً عنه .. رجع أدراجه ولم يعثر على شئ ... فأصابتنا الحيرة ، وأخذ الملل والكآبة يدب إلى قلوبنا .. فعزمنا على ترك المكان ، ومواصلة السفر إلى مدينة جيزان ،
فغادرنا المكان ، ونحن نشعر بشفقة وفضول عظيمين إلى التعرف على مصير الشاب البائس .. وفي تلك الليلة التي أصبحت جيزان هي مكان المبيت .. لم ننفك من إجراء الاتصالات الكثيرة ، على الشرطة والدفاع المدني ومستشفى جيزان العام إلى قبيل الفجر .. وسؤال يتيم كنا نردده على كل مجيب :
هل استقبلتم أو تلقيتم حالة إصابة أو غرق في طريق العقبة ؟؟
ولكن .. لا فائدة ، فنحن لم نحر جواباً مع الجميع .. فهم بين جاهل أو غير مكترث .. فأصبحنا نطوي الأمل ، وآثرنا النسيان .. فليس هناك أيّ نتيجة!
وبعد أن رجعنا إلى مدينة بريدة ، وأصبحنا في أحضانها لأكثر من يوم ..
كنت في ذلك المساء على موعد مع مفاجأة غير متوقعة أبداً .. فقد اتصل برقمي ، صديق الرحلة ( س – ه ) .. فكنت أجد في صوته .. نبرة الاهتمام والاحتفاء والمفاجأة .. حتى أخبرني أن صحيفة ( الوطن أو الرياض ) قد نشرت مقتطع بسيط من تفاصيل حادثة الأوبل .. فلم أتمالك أن صرخت ..
- جابو طاري الشاب ؟؟
- أيه جابوه .. والخبر معي ها الحين .
- طيب وش صار عليه ؟
- ودك تدري ؟
- ياخي خل عنك المطرسه .. هاه .. لقوه .؟
- طيب أنت ودك تدري .؟
- أيه .. ودي أدري ياعم .
- طيب خلاص أتصل علي ......... ثم أغلق الهاتف ..
فكنت أردد في داخلي ( لاصار لك حاجة عند ... قله يا سيدي ) .. فضربت على رقمه .. فكان يجيب وهو غارق في الضحك .
- خير إنشا الله .. وش تبي متصل ؟
- يا الله اتصلت عليك .. علمن وش صار عليه ؟
- طيب .. أنت ودك تدري ؟
- يا ثور.. أبسرعة علمن .
- طيب خلاص لا تزعل .. لقو الشاب ... طيب صراحة أنت ودك تدري ؟
- لا .. خلاص ما يحتاج .. أنا أروح أشوف الجرايد كلهن .. تقلع بس .
وحين أدرك الغضب والجدية في صوتي .. أخبرني سريعاً عن مصير الشاب .. لقد كان سياق التقرير يحوي هذا المعنى :
( وقد عثر على جثة السائق غريقاً .. عل بعد 7كم من سيارته المنكوبة )
أخيراً
لست أملك في ختام هذا الموقف إلاّ أن أقول :
- اللهم ارحم ذلك الشاب وأدخله فسيح جناتك .. اللهم اجعل غرقه شفاعة .. ومصيبته تكفيراً .
- اللهم ارزق تلك الفتاة الصبر والسلوان ، وأخلفها خير منه .. إنك سميع مجيب .
أعذب تحية
[/align]