عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-05, 07:10 pm   رقم المشاركة : 13
أبوفالح
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوفالح






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أبوفالح غير متواجد حالياً

[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابع .. القصة

وحين تأرجحت سيارتهم قرب الهاوية .. أغمضت عيناي ، وحين سمعت صراخ الناس من حولي ، أدركت بداهة أن عش الزوجية قد سقط في الهاوية .. ففتحت عيناي لأرى بوضوح سيارة الأوبل تتقلب بشده ، والأمواج تعبث بها في كل مكان ... وفي داخلها كانت تتقلب وتتهاوى مشاريع وأماني واعدة ، تفوهت بها شفاه من كان داخل هذه السيارة الغارقة ..!!


وبعد هذه اللوحة المسرفة في ألمها وقسوتها ، أخذنا ننتظر أن يخف جريان الوادي وتدفقه الشديد .. فكنا ننتظر ونحن نعيش سباتاً من الذهول والصمت المطبق .. .. وبعد أن مكثنا أكثر من ساعتين ونحن نتلظى مرارة الحادثة ، والرغبة الملحة إلى معرفة النهاية والأحداث الحالكة التي عاشها العريسان بعد أن هوت سيارتهم في الوادي السحيق !!

وبعد أن تجاوزنا هذا الجسر .. أخذنا نتقدم ببط وألم.. فكنا نمشي الهوينا وأبصارنا قد تركزت في مجرى الوادي المحاذي لنا ونحن نترقب في خوف وأنفاس لاهثة.. مشاهدة ( الأوبل ) ... أو حتى مشاهدة جثث غارقة وكئيبة لعريس وعروسة ... ولكن لا شئ يدرك أو يرى وكأن الوادي قد أبتلع سيارة الأوبل بما تحمل من أجساد ناعمة وطرية ..

وبعد أن تجاوزنا 2كم ونحن بمحاذاة هذا الوادي ... أصبحنا نرى بوضوح هذه المفاجأة والفاجعة في آن واحد .

كنت أرى أمامي سيارة الأوبل وقد أصبحت كومة من الحديد ، فهي مستقرة على رأسها وعجلاتها إلى الأعلى وقد اختنقت وغاصت في الطين ، فأصبح ارتفاع السيارة لا يتجاوز 40 سم .. والسيارة في جميع أجزائها قد تهشمت بصورة شديدة جداً .. فأنت لا تدرك نوع السيارة أبداً حتى تخبر بذلك ، فأخذت ألتفت يمنة ويسرة .. ولكن لا فائدة لم أجد أثراً أو ألحظ جسداً .. فهالني مجرد التفكير أن يكون العروسين يقبعون داخل هذه السيارة التي أمامي .. وإذاً كان هذا صحيحاً .. فالموت في حساب البشر هو مصيرهم المحقق ، ولا أمل في الحياة لمن تحوي في جنباتها..
وحين توقفي عند سيارتهم.. لم يكن هناك غير القليل من الرجال لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة .. وقد ذهبت محاولاتنا الكثيرة لرفع (الأوبل )وقلبها إلى الوضع الصحيح .. أدراج العبث واليأس .. فقد تشبثت في الطين حتى الثمالة .. فلم ينفع معها ( عفريته ) .. أوحتى وسيلة جر .. وهذه الأخيرة كانت تتأرجح معها الأوبل فقط ... وبينما كنا نقلب الفكر والرأي والمشورة .. و لحظات قاتلة من اليأس وقلة الحيلة والرغبة في مسابقة الزمن تحرقنا بلظاها المتأجج والمستعر مع كل دقيقة أو ثانية تمر ...
في هذه اللحظات المريرة على قلوبنا .. غمزني صديقي ( ي _ ف ) قائلاً بدهشة وصوت مبحوح وصارخ .. أنظر إلى هناك .. فكنت أرى حيث أشار .. جسد العروس بقامتها الممشوقة ولباسها الجنز ، وشعرها المتناثر .. ممدداً على الأرض .. فلم ننتظر لحظة واحدة ، أو نتوانى برهة .. بل سارعنا إليها ونحن نلهج با الدعاء أن تكون هذه المسكينة على قيد الحياة

يتبع ...[/align]







التوقيع

[align=center][/align]