[align=center]
[/align]
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي الكرام ... سأثقل على أبصاركم بسرد هذا الموقف العالق بذاكرتي مند عام 1422 للهجرة ..
وما جعلني استحضر هذا الموقف .. هو ما نسمع ونرى من سيول جارفة اجتاحت مناطق متفرقة من المملكة .. فموقفي لا يبتعد كثيراً عن هذه الأحداث الماطرة والمخيفة في آن واحد ..
وقبل أن أدعكم في أحداث هذا الموقف .. أحب التنويه إلى أني شاهد العيان على ما أذكر وأصف دون زيادة أو مبالغة .
كنّا خمسة من الشباب ننحدر من أبها إلى جيزان عبر طريق العقبة .. وهدفنا هو جزيرة فرسان والشوق الملح إلى ركوب العبّارة .. لا غير !!
ومع بداية هذا الطريق المتعرج أنشقت السماء بأمطار غزيرة جدآ .. فكنا نمشي الهوينا خوفآ من الإنزلاق إلى الوديان السحيقة .. وبعد أن تجاوزنا ما يقارب 30 كم ، كنا على موعد مع مفاجأة غريبة .. لقد توقف السير فجأة ، وأصبح الجميع في عرض الطريق لا يتقدمون خطوة واحدة .. فتوقفت جانبآ وذهبت لأستكشف الأمر والسبب في هذا التوقف .. فكانت أرى مفاجأة جميلة في بدايتها ، و في نهايتها كانت أمر من العلقم ...
السبب في توقف الجميع .. كان خوفآ من تجاوز ( الجسر ) اللذي أمامهم ، فكانت كميات هائلة من مياه المطر ، تنحدر من أعالي الجبال وتحمل معها أحجار كبيرة جداً ،ثمّ ترتفع فوق الجسر بسرعة مذهلة تدعو إلى الخوف والترقب .. ولكن لم يكن يخلو هذا المنظر من جمال وإثارة ومتعة سعدنا بها كثيراً
حتى حدثت هذه المفاجأة ..!!
لقد كان بين هؤلا الذين منعهم طوفان الجسر من التجاوز والتريث حتى يتوقف أو يخف ظغط الإنحدار المائي .. شاب وشابة ، تدرك بداهة أنهم ( معاريس .. ينعمون في شهر العسل ) وقد اصطافا في أجواء عسير الجميلة .. فهم يرتمون في نعومة ودلال داخل سيارة ( أوبل ) فارهة وجديدة .. وكانا كغيرهم ينتظرون رحمة السماء حتى يواصلو المسير .. ولكن فجأة وبتهور غير مسبوق عزم هذا الشاب على تجاوز الجسرأمام أعين الناس ، وحين ظهرت منه بوادر الجنوان .. سارع الجميع إلى تحذيره ومنهم من سعى إلى منعه .. ولكن كان عنيدآ فلم يقبل النصح والتحذير ... فأخذ في التقدم .. حتى تجاوز الجسر بسلام .
عفوآ .. العبارة الأخيرة لم تكن هي النتيجة ، ولكن : هي الأمنية الصادقة لهذا العش الزوجي ، يلهج بها من خلفهم في تلك الجموع الخائفة .
فحين أخذ الشاب في التقدم رويدآ رويدآ .. كانت قوة الماء تشتد ، بفعل إنحداره من أعالي الجبال .. وحين تجاوزا منتصف الجسر ، بلغ جريان الماء ورتطامه بجانب السياره الأيمن أشد ما يكون .. وفي هذه اللحظات الحالكة كنت أشاهد بوضوح سيارة الشاب تنجرف قليلآ نحو هاوية الجسر إلى الشعيب الجارف .. وحين أدرك الشاب هذا المأزق ، حاول التدارك والرجوع .. ولكن فات الأوان لقد فقد السيطرة والتحكم في ثباتها ، وأخذت تقترب بشدة نحو الهاوية وأخذت تقترب وتقترب وتقترب ، وكانت شهقات الفزع لا تتوقف من أجلهم فا الجميع قد احتبست أنفاسهم ، وبلغت القلوب الحناجر .. خوفاً وهلعاً من أجلهم .
فكنت في تلك اللحظات العصيبة ، أمسك قلبي فزعآ وإشفاقاً ، لما أشاهد أمامي من لحظات حاسمة في حياة واعدة تكاد تطوى وتغرق أمام عيني .. وكدت أصل إلى حد البكاء ، والكثير من حولي بكى فعلآ ..
وحين تأرجحت سيارتهم قرب الهاوية .. أغمضت عيناي ، وحين سمعت صراخ الناس من حولي ، أدركت بداهة أن عش الزوجية قد سقط في الهاوية .. ففتحت عيناي لأرى بوضوح سيارة الأوبل تتقلب بشده ، والأمواج تعبث بها في كل مكان ... وفي داخلها كانت تتقلب وتتهاوى مشاريع وأماني واعدة ، تفوهت بها شفاه من كان داخل هذه السيارة الغارقة ..!!
[align=right]يتبع ............ [/align]
أعذب تحية [/align]