[align=center][/align] [align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . . . . . . . . ....................... فتحت عيني ، و تهيا لي أني بعدني مغمضة ، الدنيا كانت ظلمة و عتمة ... رفعت راسي عن السرير ، و طالعت صوب النافذة ، أذكر أن الستاير كانت مفتوحة قبل ما أنام ، الدنيا ظلام ... كم الساعة الحين ؟؟؟ نوّرت المصباح اللي جنب سريري ، و طالعت بالساعة اللي جنبها ، و تفاجات ! 10 و نص الليل ! معقولة نمت كل ذا الوقت ، و لا حسيت بنفسي ؟ كانت ملابس الجامعة لسّـا علي ، و حتى الشرابات ... إش أسوي الحين ؟ أكيد رح أظل صاحية لبكرة الصباح ، و أروح الجامعة و أنام عليهم ! جلست بملل و كسل شديد ، و ما لي خلق حتى اتحرك عن سريري ... الغريبة ، أن أمي ما جت وراي بعد اللي صار ... و لا جت تصحيني المغرب كالعادة ... أكيد زعلانة مني ، بس غصبا علي ... تلفت يمين و شمال ، أدور السبحة ... آخر ( لقطة ) أذكرها قبل ما أنام ، أنها كانت عند قلبي تشاركني النبض ... ما راحت بعيد ، بعدها جنبي ، شاركتني أحلامي ... و وحدتي ... و الظلام ... دقايق ، و رن التلفون .... رن كذا مرة ، أكيد أهلي ناموا ! قمت ببطء و كسل ، و رفعت السماعة ، و قلت بصوت ممزوج بتثاؤب خفيف : - نعم ؟ صحصت فجأة ، لما وصلني صوت الطرف الثاني ... بسـّـام ... - مرحبا قمر ! - بسام !؟ - صح النوم ! كيفك ؟ - بخير ... - متى صحيت ِ ؟ قالوا لك أني اتصلت مرتين ؟ - لا، توني الحين صاحية - سلامات ! كنت ِ تعبانة أو شي ؟ - شوي . - سلامتك من التعب ، يا روحي هيّـجتني الكلمة ، من متى و أنا روحه ذا بعد ؟ ما صار لنا حتى شهر مرتبطين ... ! و بعدين وش يبي متصل علي الآن ؟ بغيت اتخلص منه ، قلت : - الله يسلمك ، بس يبي لي آخذ دش الحين و يزول الإرهاق ، و اقدر أشوف واجباتي سكت شوي ، فهمها طبعا ، و رد بصوت مخيوب الأمل : - ... الله يوفقك ... بس حبيت أتطمّـن عليك .... و أقول لك ، اعذريني ، ترى بكرة و اللي بعده عندي بعض ارتباطات بالعمل و ما رح أقدر أجيبك من الجامعة العصر - مو مشكلة ... - بس إن شاء الله أشوفك ليلة الخميس على الموعد ! ليته ما جاب طاري الخميس لحظتها ، بدون تردد قلت : - ليلة الخميس بيجيني ضيوف على العشاء ... نخليها وقت ثاني ... انفعل بسام ، و تغيرت نبرة صوته و هو يقول : - بس احنا اتفقنا ! ليه ما تأجلي ضيوفك لوقت ثاني ؟ - ((( ... ما اقدر ... ))) أظن ، من ذيك الليلة ، بدأ بسّـام يحس ... إني ... ما كنت أبيه ... الندم ، و تأنيب الضمير بدأ يتسلل إلى قلبي بعدها بساعة ... كنت أحاول أركز في الكتاب ، لكن لسعة الضمير ما خلتني بحالي ... و مرت علي الساعات ... و أنا أحاول أرضيه و أبرر له ، بس ضميري ... ( ما ينقص عليه ! ) بسـّـام وش ذنبه أعامله بالطريقة ذي ؟ بسّـام يبي يعيش حياته ، يعيشها بمرح و اقبال و سعادة ، و أنا ... مو ذنب بسّـام إني فشلت في حبي لـ سلطان .... آه يا سلطان ... يا ترى في ساعة زي ذي ، في أي وادي أنت يا سلطان ؟؟؟ أكيد نايم ... و يمكن تحلم ... ليتني أقدر أقتحم حلمك ... بس أشوفك لو نظرة وحدة ... من زمان مجافيني حتى في أحلامي ... بعد ذاك الكابوس المفزع ... ما عدت جيتني ... ليه ... ؟ حدني الشوق له ، جيت صوب جهاز الفاكس ، مدفوعة من أوامر قلبي ، مستسلمة لسطان حبي ، و كتبت ، و أنا في غمرة الشوق و الحنين ... ................... يا حبيبي لو تجس نبضي تشوفه * من كثر أشواقي لك طاف الريــــــاح دق قلبي لين ما كسّـر دفــوفــه * و رقصت دموعي على غنوة نياح غايب ٍ مثل البدر ليلة خسوفه * لا هو راح و لا ضياه في الكون لاح حاضر ٍ بس مختفي يداري طيوفه * ينتظر إمتى يهل نور الصباح كم مضى من فارقت كفي كفوفه * طارت اللمسات و ما فيها جناح كم لنا ما وسدت راسي كتوفه * و لف بذراعه علي مثل الوشاح ليه نقضي الليل كل ٍ في عزوفه * ما بقى من عمرنا كثر اللي راح ليه نجرح بعضنا جروح ٍ نزوفه * ما تعبنا من كثر زعل و سماح ؟ حبنا مثل الحلى و احنا نعوفه * ما رضينا إلا بمرّه و القراح حبنا جنة زهر غطـّـت صفوفه * أرضنا بالوان و عطره فيها فاح بيننا نهر ٍ تباعدنا ضفوفه * كـلــّــما شـِدنا جسر في النهر طاح زاد قربك قلبي نيران و لهوفه * و زاد بعدك عني آهات و صياح آه من هجر الحبيب و من جحوفه * جيته بالأشواق و جاني بالجراح تاه قلبي بين وديانه و كهوفه * ضاعت الأشواق أدراج الرياح ... ......................... جيت أبي أرسلها له ، متجاوزة في ذيك اللحظة أي اعتبار ، و كل اعتبار و أنا جاية بـ أحط الورقة بالجهاز ، فجأة ، برقت في عيني لمعة ( الدبلة ) اللي في صبعي الثاني ، بإيدي اليمنى ... وقـْفت إيدي في نصف الطريق ، معلقة بين سطح الطاولة ، و جهاز الفاكس ... و وقفت أحداث حياتي عند ذي اللحظة ... أنا وش جالسة أسوي ؟؟ لا يا قمر ... لا ... لا ... لا ... تركت الورقة على الطاولة ، و طلعت من غرفتي بسرعة ، كأني أبي أهرب من شي أبتعد قبل ما اتهور ... أمنع نفسي غصبا عنها و عن سلطان قلبها ، من اللي كانت بجنون ناوية تسويه .... نزلت الدور الأرضي ، ورحت المطبخ أبس أشغل نفسي بأي شي ، أي أي شي ... شفت أوراقي اللي رميتها على الأرض محطوطة في واحد من الرفوف .. تذكرت الوالدة ، و كيف زعلتها ، و زاد عذاب ضميري ... يمكن ، كنوع من الاعتذار ... ما شفت حالي الا جالسة أحضر غذا و فطور لبكرة ! بعد كم ساعة ، صحت أمي تصلي الفجر ، و نزلت المطبخ – كعادتها كل يوم – و أول ما التقت عيني بعينها ، ابتسمـْت ، و قلت بطريقة حاولت تكون مرحة قدر الامكان : - فطوركم و غذاكم اليوم على حسابي ! و ابتسامة منها ، كانت أكثر من كافية لأن تطمني أنها مو زعلانة علي ، و أنها نست الموضوع ، و أنها ... مو ناوية تفتحه من جديد ... * * * * يوم الأربعاء ، طلعت نتايج امتحانا الأخير ، و كانت شوق ، هي اللي حصلت أعلى درجة بيننا احنا الثلاث ... - مبروك شوق ! تستاهلين أكثر ! - تسلمي قمر ! بس ما توقعت الدرجة ! الحمد لله ! ناظرتها سلمى و هي تبتسم ، و رافعة صبعها و تهز ايدها – للتأكيد و تضغط على كلامها : - شوق ! لا تنسي ! العشاء عندك زي ما اتفقنا ! - أكيد سلمى ! خلاص تجوني الليلة ! احتجيت : - لا ! احنا اتفقنا العشاء عندي أنا الليلة ! و ردت شوق : - قلنا اللي تجيب أعلى درجة العشاء عليها ! عندي يعني عندي و بدون اعتراض ، و أنتِ نخليك للامتحان الجاي ! طالعت في سلمى أبي تأييد منها ، لكن بالعكس ، قالت : - الاتفاق اتفاق ! خلاص شوق يالله روحي البيت عشان تسوي لي بيتزا لأني بدون بيتزا ما أقبل العزومة ! و جلسنا نضحك ، و صدورنا متوسعة ، ما تفرق ، عندي أو عند شوق أو سلمى ، احنا صديقات و الله يديم علينا المعزة ! و قلت باستسلام : - زين شوق ! بس الأسبوع الجاي عندي أنا ! - و هو كذلك قمره ! الأسبوع الجاي عندك ! ( قمره ) ... فجأة التقطتها إذني بسرعة ، و اهتزت الطبلة ، و معها اهتز القلب ، و انتفض الجسد ... مو بس لأنها ذكرتني بسلطان ... بعد ، لأنها نبهتني ... إلى شي غفلت عنه ... و هو ... أني رايحة للعشاء في بيت سلطان ..... ! كان الأوان فات خلاص ... ما قدرت بعدها اعتذر أو انسحب ... ما لقيت أي مبرر ... إش أقول لشوق ؟ ما أبي أجي بيتك لأن أخوك سلطان و زوجته فيه ؟ أنا يا ما رحت لها ، قبل زواجه ... قبل أربعة أشهر ... لكن من تزوج ما طبـّـيته ... وشلون فاتتني هذه ؟ يا خوفي ... يا خوفي تجيب منال ... تجلس معنا ... ما أبي أشوفها ... ما أبي أعرفها ... ما أبي أسمع منها أو عنها أي شي ... لازم انسحب ، لازم أعتذر لـ شوق بأي طريقة و أي حجة ... و أي حجة أفضل من .... بســّـام ... ؟؟؟ الله هداني لذي الفكرة ، ما لي إلا أني أتصل على بسـّـام و أقول له أن ضيوفي أجلوا زيارتهم ، و مستعدة اطلع معه ... و بعدها أتصل على شوق ، و أقول لها أني باطلع مع خطيبي ، و ما أظن رح تلومني او تعتب علي ! بدت لي الفكرة معقولة جدا و مناسبة ... بعد صلاة المغرب ، اتصلت على بسـّـام ... - ((( ... ما اقدر ... ))) كانت نفس الكلمة ، ردها علي ، كأنها ( وحدة بوحدة ) ، بس في الحقيقة شرح لي ارتباطاته و اعتذر و تأسف كثير ،أنا اللي حذفت الموعد ، و مو ذنبه أنه بعدها ارتبط بمواعيد ثانية ... اتصلت بعدها على سلمى ، و قلت لها إني ما ودي أروح ، لأني ما ودي أشوف المخلوقة اللي اسمها ( منال ) و تعيش في ذاك البيت ...طبعا سلمى صارخت علي شوي ، و أنبتني ... و قالت لي : - أنت ِ رايحة عشان شوق ، مو عشان غيرها ، ترى و الله تاخذ بخاطرها منك و ما تجيك الأسبوع الجاي ، قمر لا تفسدي الود و تعكري الجو ... و بعدين ليه تفترضي أن منال رح تجلس معنا ؟ ما أظن ! أكيد رح تطلع مع زوجها، الليلة خميس و الكل يطلع ! سلمى ما فهمتني زين ... بس أنا ورطت نفسي ، و ما لي إلا أني أروح ... ... و اللي يصير ... يصير ……………………………………………………………………… * * * * * * * * * وللحديث بقيــ ـ ــة .. نكمل في الحلقة الجاية . . . . . . . . . تحيااااااااتي [/align] [align=center][/align]