سامحيني ، يا سيدتي
إذا كنت جارحاً ، وعدوانياً ،
وعصبي الكلمات .
فلم يعد بإمكاني أن أتصالح مع اللغه ..
ولا مع الحب ..
ولا مع نفسي .
فقد دخلنا مرحلة فك الإرتباط
وما عادت تنفعنا الكلمات الطيبه
ولا العبارات المهذبه .
فلماذا التكاذب ؟
ولماذا التظاهر ؟
ولماذا نلبس ثياباً عاطفية
صارت ضيقة علينا ؟..
*****************
إن الستارة قد نزلت ..
وانصرف الجمهور .
و أطفئت الأنوار .
ولم يبق لي دور في المسرحية العبثيه
ولم يبق لك دور .
فلماذا نصر على قراءة نص لا نعرف معناه ؟
وعلى تكرار حوار لا نحس بحراراته ؟...
***********************
إنني آسف يا سيدتي
فأنا لا أستطيع أن أحبك
في منأى عن وجع الأرض..
ووجع الإنسان..
ووجع التاريخ العربي .
لا أستطيع أن أعانقك
فوق بحر من العهر .. والقهر ..
والنفايات السياسية .
لا أستطيع أن أمشط شعرك الطويل
وأنت مستلقية...
على سطح هذا الكوكب العريبي المحترق !!
************************
سامحيني يا سيدتي
فأنا جزء من هذا الخراب الكبير
ومن هذا الموت الكبير
ولا أستطيع أن أفصل سواد عينيك
عن سواد السماء في بلادي .
و لا أن أفصل زمن القمع ..
عن زمن الياسمين ..
ولا أن أشرب النبيذ الفرنسي
والناس في بلادي
يشربون دمهم..
****************
إن وجهك الجميل
أصبح صفحة بيضاء
لا أرى فيها شيئاً..
ولا أقرأ شيئاً..
ولا استوعب شيئاً ..
صوتك أبيض .
كلامك أبيض.
شعورك أبيض.
سواد عينيك ..هو أيضاً
أبيض!!.
***********************
وداعاً يا سيدتي .
وداعاً يا لؤلؤتي .
فلم يعد لي مكان
على شواطئ عينيك الحزينتين
لأن المظليين
سبقوني إليهما
عادل