(1)
رَجَعْتُ حَزِيْنًا إلى مَخْدَعِي لأبْكِيْ وَيَبْكِي شَقَائِيْ مَعِي
وَبَيْنَ نَحِيْبِي تَنَاهَى بِرِفْقٍ نِدَاءٌ حَنُونٌ إلى مَسْمَعِي
فَزِعْتُ فَمَا مِنْ أمَانٍ هُنَاكَ وَلكِنَّهُ قَالَ: "لا تَفْزَعِي"
وَقَالَ: "كَفَاكِ قُتِلْتِ ضَيَاعًا تَعَالَيْ إليَّ وَلا تَجْزَعِي
تَعَاليْ إليَّ أضُّمكِ حُبًاوَأحْفَظُ قَلبَكِ فِي أضْلعِي
فَلسْتِ تُطيقِيْنَ هَذِي الحَيَاةِ وَمَا فِي الوجُودِ سِوى الأدْمُعِ
وَإنِّي رَحِيمٌ بِقَلْبٍ صَغِيرٍ رَمَتْهُ الأعَاصِيْرُ فِيْ مَطْمَعِ
وَوَعْدًا عَليَّ بُعَيْدَ اللِّقَاءِ بَأنِّكِ للحُزْنِ لنْ تُدْفَعِي"..
(2)
سَأَلْتُ:
أأَنْتَ هُوَ المُوتُ حَقًا؟؟ أمِ الوَهْمُ فِي قَالَبٍ خَادِعِ ؟؟
فَقَالَ:
أنَا(الحُلمُ)..
قُلتُ: وداعًا
رجَعْتُ كَسِيْرًا إلى وَاقِعِي
وَمَا فَادَنِي اليَوْمُ أنَّ الأمَانِي تَطُولُ وَهَذَا الأسَى نَازِعِي
وَمَهْمَا ادَّعَيْتَ حُنوًا وحُبًا وَأنَّك نَحْوَ السَمَا رَافِعِي
وَقُلْتَ أُحِبُّكِ مَازِلتُ دَوْمًا وَبيْنَ حَنَايَايَ لَنْ تُرْوَعِي
أجِيْبُكِ يَا مَوْجَةَ الحُلْمِ رُوْحِي بَعِيْدًا بَعِيْدًا وَلا تَرْجِعِي
دَعِيْنِي لأبْكِيْ ضَيَاعِيْ وَقَهْرِيْ وَأنْظُرَ صَوْبَ المَدَى الوَاسِعِ
وَأرْقَبَ يَوْمًا سَعِيْدًا إليَّ يُنَادِيْ بِهِ المَوْتِ فِي مَجْمَعِ
لأرْحَلَ عَنْ ظُلْمِ كُلِّ الأنَامِ وَتَغْفُو الورُودُ عَلى مِضْجَعِي
(3)
قَتَلتُم فُؤَادِيْ..
وَجِئْتُمْ نِفَاقًا
وتَبْكُونَ ثَلْجًا عَلى مَصْرَعِي
ظَنَنْتُم بِأنِّي سَأغْدُو وَحِيْدًا
وَلكِنَّرَبِّيْ
نَصِيْريْ
مَعِيْ.