وَقَعَ الْفِرَاْقُ ، و سَاْفَرَتْ عَفْرَاْءُ
وَ تَعَطَّرَتْ بِأَرِيْجِهَا الْبَيْدَاْءُ
أَمَّاْ أَنَاْ فَبَقِيْتُ وَحْدِي شَارِداً
وَ تَغَيَّرَتْ مِنْ بَعْدِهَا الأشْيَاْءُ
تَتَطَاْحَنُ الأفْكَارُ فِيْ رَأْسِيْ وَ قَدْ
ضَاْعَ الْبَرِيْقُ ، وَ غَاْبَتِ الأضْوَاْءُ
وَ تَصَرَّفَتْ يَوْمَ الْوَدَاْعِ كَأَنَّهَاْ
مَعْلُوْلَةٌ ، وَ كَأَنَّهَاْ بَلْهَاْءُ
فَإِذَاْ بِحُبِّيْ بِالدِّمَاْءِ مُضَرَّجٌ
وَ القَلْبُ يَنْزِفُ ، وَ الدِّمَاْ سَحَّاْءُ
يَا وَيْلَ قَلْبِيْ بَعْدَ مَاْ وَدَّعْتُهَاْ
وَ تَعَكَّرَتْ فِيْ أَبْهَرَيْهِ دِمَاْءُ
وَ تَلَعْثَمَتْ كُلُّ الطُّيُوْرِ وَ رَفْرَفَتْ
مَشْدُوْهَةً فَكَأَّنَهَاْ خَرْسَاْءُ
وَالْوَرْدُ أَغْمَضَ فِي الرِّيَاْضِ عُيُوْنَهُ
وَ تَغَيَّرَتْ بَعْدَ النَّوَىْ أَنْوَاْءُ
فَالرَّعْدُ يَقْصِفُ فِي السَّماءِ مُهَدِّداً
وَ الْبَدْرُ غَاْبَ ، وَ عَمَّتِ الظَّلْمَاْءُ
وَ النجَّمُ سَافَرَ وَ الْكَواكِبُ هَرْوَلَتْ
مَحْزُوْنَةً ، وَ طَغَىْ عَلَيْنَا الْمَاْءُ
فَالْبَحْرُ يَفْصِلُ بَيْنَنَا بِمِيَاْهِهِ
وَ بِرَمْلِهَاْ تَتَسَلَّحُ الصَّحْرَاْءُ
وَ الْبَحْرُ وَ الصَّحْراءُ حَالا بَيْنَنَاْ
فَأَنَاْ وَ عَفْرَاْ وَ الْهَوَىْ غُرَبَاْءُ
نَحْيَاْ عَلَىْ أَمَلِ اللِّقَاْءِ وَ كُلَّمَاْ
صَعُبَ الْجَفَاْ تَتَبَاْعَدُ الأَحْيَاْءُ
وَ نَوَدُّ بَعْدَ فِرَاْقِنَاْ أَنْ نَلْتَقِي
فِيْ مَأْمَنٍ ، وَ تُوَحَّدُ الأسْمَاْءُ
****************************
شعر الدكتور : محمود السيد الدغيم
****************************