الى أختي الغالية ..
كمّ يعزُ عليّ أن أكتب هذه الكلمات .. وأرسلها لكِ ..
لكنها باتت حملاً ينوء به كاهلي .. ولم أعد أحتمل السكوت ..
أخيّتي ..
عرفتك طاهرةً .. عفيفةً .. مصليةً فرضك .. صائنةً لنفسك ..
تربأين بنفسك العزيزة عن كل مايدنسها أو يخدش عزّتها ..
تترفعين عن ارتكاب المعاصي وتسمو نفسك الطاهرة عن كل معصية وذنب ..
فمالي أراك اليوم أُخيّتي وقد ألفت أذناك سماع أنغام الموسيقى !
ولم يعـد لها ذلك الوقع الشنيع والجرم الفظيع !
عهدتك تشمئزين عند ملامسة أذناك نغمة موسيقى ..
فمالي أراك اليوم وقد تبدّلت حالك وصارت تلك الأنغام أمراً لايعدو كونه صوتاً لا ألقي له بالاً ، أو مشاهدة برئية لراقصات "الفيديو كليب" !!
مالِ أراك وقد صارت بعض المعاصي لاتهزّ لك جفن أو توقد بداخلك غضباً كنت أعهده منك !
أخيّتي ..
مالكِ صرت تنقادين لنفسك الأمارة بالسوء ولم أعد ألمس ذلك الحماس المتقد لأنكار كل مايغضب الله !!
مالِ لنفسكِ باتت تجيز بعض المعاصي وتختلق لك الحجج الواهية لأرتكابها !
مالذي جرى لكِ وغيّر حالكِ ..
اذا كنت قد وقعت في ذنب واحد .. هذا لايعني أن تستسلمي لحبائل الشيطان ومكره بأن يسوّغ لكِ أرتكاب ذنوب أكثر وأكثر .. "أبن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون" ، ومن جاهد نفسه أعانه الله ..
أنت تلك الفتاة المتحمسة القوية بربها وبدينها ..
أنت الفتاة التي تحمل همّ دعوتها وتسعى لتبليغها ،، إيماناً منها بدورها كفتاة مسلمة ..
أنت من يوجهني الى طريق الصواب وتأملين منّي كل خير ..
أنت تلك الفتاة المصلية لوترها .. المرضية لربها ..
أنت الفتاة التي سمت بطموحاتها وآمالها حتى عانقت السحاب ..
أنت المرأة التي تمنّت لو كانت رجلاً .. فقط لكي تنال الشهادة في ميادين الوغى والجهاد ..
أنت الفتاة التي أرتقت أهدافها قمم الجبال وحلمت بتربية جيل مجاهد يعلو براية الاسلام وينتصر له ..
فأكثري من ذكر الله وأستغفري ربكِ وعودي كما عرفتك قويّة لاتهزّك رياح الشهوات ..
معتزّة بدينك وبالتزامك .. تؤمنين بدوركِ كداعية .. توجهين من ترينه على خطأ وتسعين لأصلاحه قدر الامكان ..
هذه أختي التي أعرفها وأحبّها .. فهل أراك وقد عدت كما كنتِ ؟؟؟
كم أتمنى ذلك وأرجوه وأدعو الله لك التوفيق وأن يعينك على نفسك وأن يغفر لك ذنبك .
أخوك المحبّ / أدناه .