أحبابي إليكم هذه الأبيات التي أعجبتني لعلها تحوز على رضاكم :
وقال يتوعّد النعمان بن المنذر ملك العرب ويفتخر بقومه :
لا يحـمِـلُ الـحـِـقـدَ مـن تـعـلـو بـه الـرُتَــبُ
ولا يـنـالُ الـعُــــلا مَــنْ طَــبْـعُــهُ الـغَــضَــبُ
ومــن يَـكُـنْ عــبـدَ قــومٍ لا يُـخـــالِــفُـهـم
إذا جَـــــفَـــوْهُ ويـســتــرضــي إذا عــتـبـوا
قـد كـنـتُ فـيـمـا مـضـى أرعـى جــِمـالَـهُـمُ
والـيـومَ أحــمـي حِــمـاهُـم كُـلَّـمـا نُـكِـبوا
لــلــهِ دَرُّ بَــنــي عـــبــسٍ لــقــد نَـسَــلــوا
مــن الأكــارمِ مــا قــد تــنـسُــلُ الـعَــرَبُ
لَـئـن يعـيـبوا ســوادي فـهـو لـي نـسَـبٌ
يــومَ الـنِـزالِ إذا مـا فــاتـنـي الـنَـسَـــبُ
إن كُـنْـتَ تعـلَـمُ يـا نُـعـمــانُ أنَّ يـــدي
قـــصـــيـرةٌ عـــنْــكَ فـالأيّـــامُ تـنـقـــلــبُ
الـيـــومَ تـعــلــمُ يـا نـعــمــانُ أيَّ فــتـىً
يَـلْـقـى أخــاكَ الـذي قـد عَــرَّهُ الــعُــصَـــبُ
إنَّ الأفــــــاعــــي وإن لانَـــت مَـــلامِــسُــهــا
عِــنـدَ الـتَّـقــلُّــبِ فـي أنـيـابـِهـا الـعَطَبُ
فَـتـىً يـخـوضُ غِــمـارَ الـحــربِ مُـبـتَـسِـمـاً
ويَـنْـثــَني وســِنـانُ الــرُّمْــحِ مُــخْــتَـضِــبُ
إن ســلَّ صـــارِمَـــهُ ســـالــت مــضـــــارِبُـــهُ
وأشــرقَ الـجـــوُّ وانـشــقَّــت لــه الـحـُـجُــبُ
والـخــيـلُ تـشـهـدُ لـي أنّـي أُكـَـفْـكِـفُها
والـطّـعـنُ مِـثـلُ شــرارِ الـنــارِ يـلــتَـهِـبُ
إذا الـتـقـيْـتُ الأعــادي يــومَ مــعــركــةٍ
تـركــتُ جــمْـعَـهُـمْ الـمـغــرورَ يُـنْـتَـهَــبُ
لِـيَ الـنُّـفـوسُ ولـلـطَـيـرِ الـلحـومُ ولـلوحـشِ
الــعِـــظـــــامُ ولـلــخــــيّـــالــــةِ الـــسُّــــلَـــبُ
لا أبـعَـدَ الـلــهُ عـن عَـيْـنـي غــطـــارفَــــةً
إنـســاً إذا نـَـزَلــوا جـــنـــاًّ إذا رَكِـــبـوا
أُســـودُ غـــابٍ ولـكـن لا نُـيـــــوبَ لــهــم
إلاّ الأسِــنَّــةُ والــهِـــنـــــدِيَّـــةُ الــقُــضُـــبُ
تَــعْــدوا بـهـم أعْــوَجــِيّــاتٌ مُــضـــمَّـــــرةٌ
مِـثـلُ الـسـراحـيـنِ فـي أعــناقِها الـقَـبَبُ
مـازِلـتُ ألـقـى صُـدورَ الــخـــيْـلِ مُــنْـدَفِـقـاً
بـالـطّـعـنِ حـتّـى يَـضِـجَّ الـسَّــرجُ والـلُّـبَبُ
فـالـعُـمــيُ لـو كـانَ فـي أجـفـانِهِم نَظروا
والـخـُرسُ لو كـانَ فـي أفـواهِـهِـم خَـطـبوا
والـنَّـقْـعُ يــومَ طِــرادِ الـخـيـلِ يشـهَدُ لي
والـضــربُ والـطَّــعــنُ والأقـــلامُ والـكـُـتُـبُ
عنتر بن شدّاد