[align=right]عزيزي الرمادي:
موضوع جميل ، ولي فيه رؤية ..
أتساءلُ كثيراً : لماذا نربطُ الحب دائماً بالعذابِ والهجران ، نربطهُ بالتعاسةِ والألم ، نُفقدُهُ كثيراً من قِيَمهِ الجميلة ، متى يتسنى لنا ان نحب بلا الم ، لنحب بأمل ..؟
أظنُّ أنّ لمجتمعنا دورٌ كبيرٌ في التضييق على مشاعرنا ، نكبتُها إلى أن تكادُ تنفجر ، فإذا ما انفجرت ، دمّرت كل ما بوجهها ، مجتمعُنا ـ حقيقةً ـ يرفضُ إعلان الحُبّ ، أو قل: لا يعرفُ كُنهُه ، وتأثيرُهُ على حياة الفرد ، مجتمعُنا ، حوّلنا الى قُساة ، وإن كانت في دواخلنا كلّنا بذرة الحب ..
الحبّ : ميدانٌ فسيحٌ جداً ، يتسعُ لكلّ ماحولنا ، حُبُّ النّاس ، حُبُّ الجيران ، حب الطبيعة ، حب الورود ـ التي لا نعرفُ تأثيرها الحقيقي بعد ـ لذلك لانتذكرُ اننا اهدينا ولو لمرةٍ واحدةٍ فقط وردةً لمن نحبّ ، حتى ولو كان صديقاً او زميلاً ، والداً او والدة .. نحن لا نعرفُ الورودَ الاّ في أكشاك المستشفيات !!
أعودُ فأقول :
أتمنى ألاّ تكونُ رؤيتي حقيقة ، وهي أنّ مجتمعنا يحوِّلنا إلى عدوانيين مع بعضنا ، تكشيرتنا ـ دائماً ـ تعلو محيّانا في المكتبِ والسوقِ والشارع ، مستعدون ـ دائماً ـ للتخاصمِ مع كل أحد ، حتى مع انفسنا ، تماماً كالحطيئة ، الذي هجا نفسَهُ ، عندما لم يجد من يهجو ..
ليت لنا قلوباً تورقُ حباً مع الآخرين ، ذلك يتوجبُ علينا أن نتصالحَ مع أنفسنا أولاً ، ثم نتصالحُ مع بيئتنا بكلِّ مكوناتها ، حينها سنتذوقُ الحياةَ بطعمِها اللّذيذ ، وذلك لن يتأتّى إلاّ بعدما نرعى بذرة الحُب للأخرين ، بذرة الحب موجودة في أعماق النفس الإنسانية ، إلاّ أننا نتجاهلُها حتى نكادُ أن ننساها ، فتكادُ تموت ..
ليتَنا نتعرّفُ على كل مغازي هذه الكلمةِ الجميلة ، لنستطيعَ أن نرى الحياةَ بصورةٍ أجملْ ..
ودمتم أحبّتي ..[/align]