[العباس الشنقيطي]

بمكان ما..
وبزمن ماتت فيه المشاعر
أجد نفسي أكتب على جدار الزمن
علني أستريح
أنثر وأنثر كلمات تكاد تشبة مراسيم العزاء
فيها نوعٌ من الأبجديات المؤلمة
الممزوجة بطعم السكر المر
هذا الألم الذي أشعر به
أصبح مجرد إحساس
إحساس مؤلم بصمت مطبق
لا ينطق ولا يعبر.!!
أجلس أتصارع مع الدموع
علها تأتيني بفكرة
قد تنقذني من هذا الصمت الموحش
أتقلب في همومي
بين غطائي ووسادتي
أضمها ضمة الإشتياق
وأتلحف بلحافي وأتخيل الموت
أشعل شمعة أمل
وأرتجي الوصال تحت ضوئها
وأنظر لدخانها المتصاعد وأحسده
لأنني أتخيله يعانقها
مشاعر صامته تكاد لاتذكر
نهرٌ متدفق من الصمت يلجم الحنجرة
ويدان ترتعشان كشيخ بلغ من العمر آخره
وطفل رضيع يصنع مكعبات من الطموح
وخيال واسع يعبر المدى
ليطير بعيداً بعيداً
ويستقر بجبال الألب
هناك كانت صرختي..
هناك كان ألمي
هناك كانت حنجرتي تصرخ
تصرخ بصمت
لتعبر عن سرٍ بات حبيس الأنفاس:
جف قلبي من النبض
وكساه الجليد
وها أنذا بصمتي أجلس وحيداً..
مع غربتي ووحدتي بلا مؤنس أو صديق
متى تعودي يارفيقة دربي
يا نبع حناني الدفين
متى تعودي..
ياجبال الألب رددي صدا نوحي
رددي بكاء قلبي وبوحي
بوحي بسري لحبيبي
فعسى أن يسمع صدا بوحى
رددي على مسمعيه
على وجنتيه
على شفتيه
على محيط خصره ورجليه
قولي له أحبه وأحبه برغم ماكان
وبرغم الجراح أحبه
وأحبه مهما كان
لاأنكر فضله
لاأنكرعشقه
لاأنكر هجره
وهل لي سوى أن أحبه و أحبه..!
لم أكتفي بعد
فمازال في قلبي الكثير
الكثير من الألم
أين ياترى ستكون صرختي القادمة؟