هذا بعض مقالات عن للاسطوره السعوديه سامي الجابر للكاتب المبدع المفضل لي
محمد بنيس![13[1]](images/smilies/13[1].gif)
سألني العديدون : كيف لسامي الجابر أن يكون قائداً ناجحاً مع المنتخب الأخضر؟
* هم ربما يعرفونه أكثر بكثير مني.. لكنهم ككل العشاق في العالم يرغبون في معرفة رأي محايد.. رأي له رؤية تقنية تعتمد المنطق أكثر مما تعتمد حماسة العاطفة.
* أجبتهم بسؤال: كيف فعل ميشيل بلاتيني وقد كان لاعباً مغموراً في نادي نانسي.. حتى أصبح قائداً رائعاً لمنتخب فرنسا الكبير..؟
* كانت دهشة التساؤل تبدو على محياهم.. بمعية المقارنة بين الجابر وميشيل، لكنني استطعت اغتيال الدهشة على الحدقات.. عندما أكدت أن قائد الفريق هو قائد مهما اختلفت الظروف أو مهما اختلفت التسميات والجنسيات لأن كرة القدم هي لغة واحدة.
* بلاتيني صنعه هيدالغو بعد وصفة أو تشخيص المدرب الروماني ستيفان كوفاك.. ركز آليات لعبه عليه ... فرضه على اللاعبين وفرض عليه تسيير هذه الأدوات التنفيذية البشرية.
* صنعته الصحافة الفرنسية.. عندما خلقت منه بطلاً لكل المحاور والحوارات والأحاديث والأخبار.. وكانت لا تخلو أية مطبوعة فرنسية من خبر أو صورة لبلاتيني في اليوم الواحد وفي كل يوم.. حسسوه بالمسئولية.. وشيئاً فشيئاً غرسوا في أعماقه هذه المسئولية.. حتى لم يعد بلاتيني يمتلك أدوات ابداعه لنفسه ولكنه كان يفكر مليار مرة كيف يسخرها ويحركها لصالح فريقه.. كيف يحول مهارته الفردية وموهبته الذاتية لتذوب في جماعية فعالة ورائعة.
* لقد وثق الجميع في بلاتيني .. مدربه.. زملاؤه اللاعبون.. الناخب الوطني.. المسؤول والإعلام بجميع تفرعاته..
* ولكي يكون سامي الجابر قائداً ناجحاً ( هو قائد بالفطرة والموهبة مسبقاً ) أقول لكي يكون ناجحاً لا بد أن يثق به الجميع.. أن يحبوه.. ولا بد لسامي أن يحمل بهذه الجبال من العبء مصحوبة بالثقة.. وبالحب.
.................................................. .................................................. ..
.................................................. .................................................. ..
** سما سامي .. فسموا معه .. الذين يعرفون الكرة وحتى الذين لا يعرفون..
** وأجبر الجابر أوزبكستان والزمن على الانكسار.. فقام يجبر خواطر الجميع.
** أوصل الكرة السعودية مع النخبة لأكبر رقي عالمي... حتى وأن الكثيرين اعتقدوا بعد الاستعانة به أن المدرب نبش تربة وأخرج هيكلاً عظمياً في عداد الأموات.
** بعد هذا الفرح الذي صنعه وفجره سامي الجابر.. ماذا سيقولون.. ماذا سيدعون.. كيف ستصرفون.. ماذا سيكتبون؟
** لا يهم .. فالجاهل نلتمس له العذر.. والمدعي نلتمس له المبرر .. والمنافق نطلب له الهداية.. والمتعمد بالاصرار والترصد نتركه لضميره ولما تبقى من حياء لحفظ ماء الوجه.
** يقول فيلسوف المدربين العالميين الأرجنتيني لويس سيزار مينوتي ..
** ان الكرويين ( الجيدين ) يتناقصون يوماً بعد يوم.. يوجد أقل فأقل اللاعبين الجيدين الذين يعرفون كيف يلعبون.. إن زيدان لاعب جيد لأنه يعرف متى يجب رفع وتيرة اللعب.. متى يجب تهدئة اللعب.. متى يمرر الى اليمين أو الى اليسار.. ومتى يقوم بمحاولة لتمريرة حاسمة..
** وسامي الجابر يعرف كيف يروض ايقاع اللعب.. متى يعيد كرة للخلف ومتى يمرر عرضياً ومتى يناور ومتى يعطي كرة حاسمة كالذهب.. متى يسدد.. بل ويعرف كيف يسجل بنفسه الأهداف الصعبة والمستحيلة والحاسمة..
** لقد ولد هكذا.. فناناً.. قائداً.. هدافاً.. وقد كان حديث كل المغاربة عندما جاء صغيراً ليخوض لقاء عربياً مع الهلال أمام الوداد بمدينة مراكش.. كتبت عنه الرياضة المغربية وقلمي من بيها.. كتبت بانبهار شديد.. انه ذلك فيما اذكر مع بداية التسعينات..
واستدللت بهذه الواقعة.. على أساس أن سامي غير معروف في ذلك الوقت للجمهور.. وللنقاد والمحليين.. وكانوا جميعهم قد تابعوه بأعين الحياد.. الحياد الكامل..
** وفي الصحافة العالمية يختارون سامي الجابر كواجهة متميزة في كرة القدم السعودية والخليجية والعربية..
** فلماذا يجد بعض العضاضين في محيطه الأقرب.. يجد من ينهش في مسيرته وتاريخه وعبقريته .. ويدعي العجب ولو في شهر رجب؟
** ثم..
** لماذا اتحدث هكذا عن سامي الجابر؟ .. لماذا أؤكد أنه فنان ورائع ومتألق وقائد.. وهو فعلاً كذلك؟
** لولا أنني أعرف حب ووطنية الرجل الصادقة وأنه سيضحي بالغالي والنفيس وسيستعد لمونديال ألمانيا.. لتمنيت عليه الاعتزال.!!
** بل وطالبته أن يعتزل وهو يعيش لحظة استرداد كرامته.. ولحظة استعادة عنفوانه وكبريائه.. وسأقول له: اعتزل .. وارفع رأسك فأنت رائع..
** لقد تعرض سامي الجابر لأكثر من الظلم.. أمام مرآى ومسمع من الجميع.. ولم ينصفه أحد.. الا النادرون.. وقد نزلت من عيني دمعة حارقة وأنا أرى سامي يؤهل السعودية للمونديال .. دمعة فرحة بهلالي أصيل.. يصبر ويقاتل ويسامح.. وبرجل أدى واجبه باخلاص شديد لوطنه.. وكلما امتلأ قلبي بحب هذا الرجل .. كلما فاجأني منه عشق آخر.. عشق مبرح..
.................................................. ..................................................
.................................................. ..................................................
كنت من الهلاليين الذين استخرجوا كل سيوف الكلمة ليدافعوا عن ماجد عبدالله .. ولم استسلم لليأس .. وحتى عندما لاذ الجميع بالفرار .. عفوا بالصمت .. تكلمت وكتبت .. لدرجة أن زميلا صديقا غاليا وسعوديا .. صحفيا يعرف الكثير من الخبايا .. قال لي : ((لاتتعب نفسك أكثر بالمطالبة بتكريم ماجد .. فلن يفعل النصراويون .. لأن أحد الرموز أقسم أن لا يكرم ماجد .. وهم لن "يكسروا" كلامه .. ولو استرسلت في خطابك .. وقد لاتربح معركة ماجد .. وقد تخسر الهلاليين)) .
كنت أثق في زميلي جدا .. ولكن إحساسي بالغبن لنجم سعودي كبير دفعني بتدفق وجداني عنيف لأكتب .. وبكل مصداقية .. لدرجة أنه في مرة دافعت عن ماجد في أحدى المقارنات مع سامي الجابر .
وعندما كنت أضع يدي على قلبي خشية أن يفرز الواقع نصيحة زميلي .. أعلن النصر عن التكريم .. وتم الاحتفاء به في أجمل صورة .. فانتصر عالم الرياضة ولم أخسر معركة الوفاء للتاريخ .. ولم أخسر قيد أنملة احترام وتقدير وحب الهلاليين ولو بالعتاب العابر .
ولكن .. وعندما عاد البعض للمقارنة بين ماجد وسامي .. وضمن أية أنماط .. سأؤكد أن سامي الجابر عملاق .. وديناصور في كل شيء .. فهو الهداف .. ويسدد بالرأي بعينين مفتوحتين .. وهو الذي يسجل من كل المساحات وحتى ضمن الزوايا الضيقة أو ضمن فضاءات المرمى المستحيلة .. وهو المراوغ الفنان .. يقلب ويشقلب .. و "يبيّض" تمرير الكرة بين الرجلين . وهو الذي يحوم كالفراشة ويلدغ كحية .. وهو الذي يتموضع كرأس حربة أو كمهاجم أوسط ثابت أو متحرك .. وهو أيضا يلعب في تموضع مركز المناورة وصناعة اللعب القصير على شاكلة زيدان .. وهو الذي يصلح أن يكون القاد ومن منتصف الملعب .. ويسير دفة اللعب بسهولة وذكاء .. وفعالية .. وهو الذي يشارك زملائه في الدفاع .. ولست أدري على خاض مرة تجربة حراسة المرمى ولو فعل فلا أشك أنه سيتألق .
وعندما أتحدث عن سامي الجابر .. فإني أترك حساب الأرقام والدورات والبطولات المحلية والخليجية والعربية والقارية والدولية .. لأهل الحساب والأرقام والإحصائيات .. ولكني أتحدث عن سامي المبدع .. وقدراته العالية وإمكانياته الأسطورية داخل الملعب .. ومايمكن أن يفعله وكيف يتصرف ويجد حلولا استعصت على المدرب وعلى زملائه .. في مباراة صعبة أو حساسة .
سامي الجابر أفضل بقرون من سرعة الضوء من ماجد عبدالله .. ولايمكن لرحم يلد مثل جابر سوى رحم الهلال .. ولو عجنت النصر عبر كل تاريخه لن تجد ماتقارن به القيصر صالح النعيمة .. ولا الفيلسوف العبقري يوسف الثنيان .. ولا الأسطورة الهلالية والوطنية .. سامي الجابر .
لست متعصبا .. وعلى المختلفين أن يلجأوا للتقنيين ولخبراء الكرة .. وللشرفاء .. عندها سيعرفون أن التاريخ لايكذب .. وأن الإبداع لا تختلف موازينه عند العارفين .
الهلال هلال .. مهما علت التلال .. أونزلت الجبال .. الهلال تاريخ ورجال .