[فاكهة المجلس]

[align=center]فى يوم ما، رزق تاجر وزوجته بطفل جميل، كان يبدو ذكياً للغاية، ولذلك سماه أبوه "حكيم"، وعندما كبر حكيم وبدأ يعمل، شارك تاجرا آخر اسمه "أحكم".[/align]


[align=center][/align]


[align=center]انتعشت تجارة حكيم وأحكم كثيراً وحققت أرباحاً كبيرة. فأخذوا يشترون بضائع كثيرة ويبيعونها فى مدن أخرى. وعندما عادوا إلى مدينتهم بدأوا يقسمون الأرباح فيما بينهم. ولأن أحكم كان ماهرا للغاية ولأنه رأى أن الأرباح كانت كبيرة، قال لحكيم "صديقى، إنك أصغر منى، كما أنك عملت لوقت أقل منى، لذلك يجب أن يكون نصيبك من الأرباح أقل منى". تساءل حكيم "ولكن لماذا؟" إن كلينا عمل بنفس القدر من الجد، ولذلك يجب أن نقسم الأرباح بيننا بالتساوى".[/align]
[align=center]

أجابه أحكم كلا بالطبع، فأنا يجب أن أحصل على الضعف لأننى أكبر منك ولأننى أحكم".
وبالطبع لم يرق لحكيم هذا الحديث، فقرر أحكم أن يرسم خطة لتنفيذ ما يريد فتحدث فى السر إلى صديق له، وطلب منه أن يشترك معه فى تنفيذ خطته، فأخبره أنه يريده أن يختبئ فى شجرة كبيرة بعد أن يصنع بداخلها تجويفا كبيراً. وأنه سوف يحضر حكيم إلى هذه الشجرة ويخبره بأن الملاك حارس الأشجار يسكن هناك، وأن عليهما أن يحتكما غليه فى أمر اقتسام الأرباح، وأنه سيوافق على أى شئ يخبرهما به.[/align]


[align=center][/align]

[align=center]
وبدلا ًمن أن يخبره صديقه بأن ما يريده أمراً شريراً، وافقه على أن ينفذ معه الخطة لأنه كان هو الآخر طماعاً، وبعد أن أتما الترتيبات ذهب حكيم وأحكم حيث توجد الشجرة، وعندما وقفا أمامها قال أحكم "أيها الملك حارس الأشجار، إننا صديقان وشريكان فى التجارة وقد حصلنا على أرباح وفيرة، ونريدك أن تخبرنا كيف نقسمها فيما بيننا؟".

وفى الحال خرج من الشجرة صوت قوى يقول "إننى أبارككما فكلاكما عمل بجد طوال الفترة الماضية. ولكن أحكم يجب أن يأخذ ضعف نصيب حكيم لأنه الأكبر والأحكم.
عندما سمع حكيم هذا الحديث تملكته الدهشة، ولكنه راح يفكر مليا فى الأمر، فقرر أن يتأكد بنفسه بأن الملاك حارس الأشجار هو حقا الذى تحدث اليه. فأحضر بعض القش ووضعه فى تجويف الشجرة ثم أشعل فيه النار. وما أن بدأت سحب الدخان تتكاثر، حتى خرج الرجل مهرولا من الشجرة.[/align]



[align=center][/align]


[align=center]
أخذ حكيم يضحك لأنه اكتشف حيلة أحكم, ولما رأى أحكم ذلك تملكه وصاحبه شعور قوى بالخجل، وعندئذ قال صديق أحكم "حكيم إننى أعتذر لك بشدة، فما كان ينبغى أن نفعل بك ذلك، فكلاكما عمل بجد، ولذلك يجب أن تقسم الأرباح بينكما بالتساوى".

وعندما سمع أحكم ذلك اعتذر هو الآخر لحكيم وطلب منه أن يسامحه، وبالفعل أخبره حكيم أنه سامحه، وعاد الاثنان مرة أخرى يعملان معاً ويتشاركان الأرباح بينهما بالتساوى.[/align]