( 2 )
البرج الثاني :
سحابة صيف
مثقلة تتهادى بين كتفي السماء ..
تجر أذيال بشائرها ..
متلبسة عباءة امرأة عشرينية صاخبة ..
بلا موسيقى ..
بلا صوت حاد ٍ يهز الهوادج ..
ولا أهزوجة ٍ تقطع أوصال الطريق ..
و شيخ هرم لا ينوي الصيام و لا يتهيأ لأذان الإفطار ..
جاءت ..
وقلب يخفق فيها - بعيني - ..
كقلب رضيعة ..
تستنجد بصدر أمها ..
ترسل الحياة أثيرا يزكم أنف القلق ..
جاءت ..
و أنا هنا ..
متلفعا صبر أيوب ..
مستلهما دعاء يونس ..
ألهج بها شتوية مغدقة حد الخضرة ..
مطر خفيف ..
و عاصفة ثائرة

ة مكفهرة ..
سماء لطخت صدرها بلون الحناء المخضب على يد عجوز بائسة ..
و انحسار للاوكسيجين حد الفقد ..
كان ذلك مطرها ..
فلم تكن ..
سوى ..
سحابة صيف .. !!