رابط المقال السابق
نفحات أندلسية (4/2)
" الحضارة والثقافة الأندلسية "
لقد كان المجتمع الأندلسي بعد الفتح مؤلفاً من عناصر شتى ، ومن أطياف مختلفة فهو إن صح التعبير " أشتات مجتمعة " ، يضاف عليها سكان البلاد الأصليين ، وقد كان هناك فئات متعددة ، وأسامي
كثير ، فخذ على سبيل المثال :- المسالمة وأبنائهم " المولدون " والصقالبة والمدجنون والمعاهدون والمورسيكيين ، وقد أطلق هذا الاسم على مسلمي غر ناطة بعد سقوطها بأيدي الأسبان سنة 897 هـ ، والمقصود به المسلمون الصغار الذين اضطروا إلى إظهار المسيحية وإبطان الإسلام ، لما كانوا يواجهونه من اضطهاد شديد ما يزيد على قرن من الزمان
إن المعلومة غزيرة ضافية عن الحضارة والحياة الاجتماعية والثقافية في الأندلس ، فلذلك ستكون المشكلة بغزارة المعلومة ومن أين وكيف تؤتى وترتب
لقد كانت الأندلس ذات نهضة عمرانية ، ولكن لم تعرف نهضة كالتي عرفتها الخلافة ، فقد كان الناصر مولعاً بالبناء ، محباً للتشييد ، كما كان يعتقد أن البنيان يخلد ذكر الباقين ويبقي أسمائهم مدى الدهر
ومن هنا تم في عهده أروع ما عرفت الأندلس من قصور ومساجد ، ووصلت العاصمة القرطبية في فترة الخلافة إلى أوج جمالها وأناقتها وعمرانها ، فازدحمت بالقصور المشيدة ، وزينت بالحدائق العديدة وجملت بالنافورات الكثيرة ، وزودت بالحمامات الوفيرة ، وقد قيل إن مبانيها بلغت أكثر من خمسين ألف قصر للعظماء ورجال الدولة ، وأكثر من مائة ألف بيت للعامة ، كما قيل أن مساجدها بلغت تسعمائة ، ووصلت حماماتها سبعمائة ، هذا في وقت كانت بعض دول أوروبا تعتبر النظافة رجساً من عمل الشيطان
وكان أعظم أعمال الناصر الإنشائية " مدينة الزهراء " التي بناها في شمال قرطبة ، وكان قصرالخلافة في هذه الضاحية القرطبية غاية في الجلال والجمال والفن ، وكان به مجلس يسمى بمجلس الذهب لكون قبته وحيطانه قد صفحت بهذا المعدن النفيس
وقد مست يد الجمال والتعمير مدناً أندلسية أخرى غير قرطبة ، كما شمل الرخاء والأمن والرفاهية غير القرطبيين من الأندلسيين ، وعاش المجتمع
الأندلسي نهضة حضارية وعمرانية في فترات كثيرة ، حتى لنرى أبرع الصور وأروع الأمثلة عن حضارة الأندلسيين وتقدمهم الاجتماعي
الثقافة الأندلسية
الثقافة الأندلسية لم تكن في بداية الدولة الأندلسية " عصرالولاة " 93هـ *138 هـ ، شيئاً يستحق الذكر ، وماذاك إلا لأن تلك الفترة طغت فيها المنازعات والحروب ، والمجتمع فيها كان مفككاً قلقاً ، مضطرب الحس والنفس جميعاً ، كما أن أغلب من دخلوا الأندلس كانوا جنوداً أو حكام ، فكان شأنهم في المعارك والسياسات ، لا العلوم والثقافات
ومع ذلك عرفت الأندلس في تلك الفترة نوعاً من الثقافة ، كانت بمثابة خيوط الفجر الأولى ، التي تؤذن بصبح مشرق ، فقد دخل الأندلس في فترة الولاة نفر من الصحابة كالمنذر ، ومن التابعين كموسى بن نصير وعياض بن عقبة وعبدالجباربن أبي سلمة ، الذين كانوا على حظ من المعرفة الدينية وكانوا يصحبون الجند ، ويفتون الناس فيما يعنيهم من أمور دينهم ، وهؤلاء قد أسسوا أوائل المدارس الأندلسية ، حيث أنشئت أوائل المساجد في أشبيلية وقرطبة وغيرهما من البلاد ، وأن عنايتهم كانت قبل كل شيء بتدريس كتاب الله وسنة رسوله " صلى الله عليه وسلم " ، وبلغة القرآن والحديث
ولاشك أن الحياة الثقافية في ذلك الزمن كانت متواضعة أشد التواضع ، لاقتصارها على الحلقات في بعض المساجد ، كما أن الأساتذة كانوا قليلين بطبيعة الحال
أما في الفترة الثانية وتسمى " فترة تأسيس الأمارة " ، فقد خطت الأندلس أولى الخطوات نحو الثقافة الأندلسية الحقة وذلك للأسباب التالية :-
· وفد كثير من الأمويين وأنصارهم اللائذين بهم على الأندلس ، اما فراراً من العباسيين ، أو رغبة في الحياة بالإقليم الاسلامي الجديد المعروف بكثرة خيراته
· رجوع أول فوج من الأندلسيين الدارسين في المشرق ، فقد كانوا بمثابة أعضاء البعثات الذين يتعلمون خارج بلادهم ثم يعودون ليعلموا أهليهم في أرجاء الوطن ، وكان من هؤلاء العائدين ، الغازي بن قيس الذي سمع من مالك موطأه ، إضافة إلى أبوموسى الهواري وعبدالملك بن حبيب ، ويحيى الليثي ، وزيادبن عبدالرحمن ، وكلهم من العلماء الكبار الذين يمثلون الجيل الأول من أهل الثقافة الأندلسية
· إنشاء مسجد قرطبة وغيره ، فقد كانت المساجد في تلك الآونة بمثابة المدارس والجامعات ، وقد كان مسجد قرطبة على وجه الخصوص نواةً حقيقية للجامعة الأندلسية التي أسست في تلك الفترة ، والتي اتسعت في العصور التالية حتى كانت في القرن العاشر أعظم جامعات أسبانيا ، بل أعظم جامعات أوروبا قاطبة
أما في الفترة التي تلتها والتي تعتبر الفترة الثالثة " فترة صراع الإمارة " فقد أصبح المجتمع أكثر تحضراً ، كما أنه " للأسف " أصبح أكثر تحرراً ، ولكن رافق ذلك رقي اجتماعي وحضاري ، ساعد على ذلك الهدوء الذي صاحب إمارة عبدالرحمن الأوسط اضافة إلى ميله للنهوض بالأندلس ، فقدمت موسيقى المشرق إلى الأندلس ، وأحدثت في مجتمعها انقلاباً هائلاً ، بما أدخله من عادات وتقاليد جديدة ، فأسست مدرسة أندلسية تعنى بالموسيقى والغناء المشرقي ، وقد أشرف عليها المشرقي العراقي " زرياب " تلميذ إسحاق الموصلي " صاحب المكانة المرموقة في بلاط بغداد " ، والذي كان قد قدم إلى الأندلس سنة 822 م ، وكان حينها قد تجاوز الثلاثين من عمره ، وقد استقبله عبدالرحمن الأوسط ومنحه اقطاعاً وقربه منه وجعله من خاصته
وقد فرض زرياب نفسه على المجتمع الأندلسي ، وذلك بفضل فنه وذكائه وجميل عاداته ، فقد كان " زرياب " مثالاً للأناقة وقدوة في زيه ، وهو الذي علم الأندلسيين كيف يفرقون شعورهم في وسط الرأس ويعقصونها من الخلف ، وهو الذي استن لهم لبس الثياب البيضاء والملونة الخفيفة في الصيف ، والفراء والأردية الثقيلة في الشتاء ، وهو الذي نقل إليهم كثيراً من طرق الطهي وتصفيف الموائد ومظاهر التحضر
وقد كان من دعائم هذه المدرسة أبناء " زرياب " وبناته وجواريه ، كما التحق بتلك المدرسة أعداد كبيرة من الأندلسيين ، فكان يأخذهم بمنهج دقيق في تعليم الموسيقى والغناء ، واستطاع بسرعة أن يجعل للموسيقى الأندلسية طابعاً معيناً وعشاقاً كثر
وقد وثبت الثقافة الأندلسية في تلك الفترة وثبة عظيمة ، واجتمع لها من الدوافع ماحفزها على هذه الوثبة ، وكان من أهم تلك الدوافع تعلق بعض الأمراء بالمعرفة ومشاركتهم في ميادين الثقافة ، فقد كان عبدالرحمن الأوسط محباً لمطالعة كتب الطب والفلسفة ، كما كان مقرباً للعلماء والباحثين ، باعثاً في طلب الكتب من يجلبها له من الأمصار ، ولم يكن الأمراء وحدهم الذين يشتغلون بالعلم ويقربون رجاله ، كما كان من دوافع تلك الوثبة ماحمله بعض المشارقة إلى الأندلس من مؤلفات علمية عظيمة ، زيادة على ماحمله الأندلسيون أنفسهم
وكان من نتاج هذا النهوض الثقافي ظهور كثير من علماء الأندلس في شتى فروع الثقافة العربية والإسلامية ، وظهور طلائع العلماء الأندلسيين في العلوم العقلية والفلسفية والطبيعية ، إضافة إلى المؤرخين
كذلك كان من مظاهر ذلك النهوض ظهور أوائل الأطباء الأندلسيين مثل أحمد بن اياس وحمدين بن أبان ، وكان ذلك أيام الأمير محمد
ثم ظهور أوائل الفلكيين والرياضيين مثل مسلم البلنسي ، وكان يعنى بعلم الحساب والنجوم
وليس من شك في أن ظهور رجل كعباس بن فرناس ، مما يعد من مظاهر الوثبة الثقافية في تلك الفترة ، فقد كان هذا الرجل من مفاخر الأندلس ، وربما لانكون مبالغين إذا قلنا : أنه كان من مفاخر الفكر الإنساني عامة ، فهو أول من استنبط صناعة الزجاج من الحجارة بالأندلس وهو أول مخترع للآلة المعروفة بالمثقال " لمعرفة الوقت"
وهو من أوائل من حاولوا الطيران في التاريخ ، حيث صنع جناحين وركبهما من جانبيه ، ثم طار بهما حيناً ولكنه وقع ، وكان ابن فرناس إلى ذلك أديباً وشاعراً
أما في الفترة الرابعة وهي ماتسمى "فترة الخلافة" 316هـ *422هـ
فقد مثلت تلك الفترة العهد الذهبي للحكم الأندلسي ، فلم يعرف المجتمع الأندلسي وحدة كالتي عرفها في تلك الفترة ، فقد ترك الأندلسيون العنصرية واندمجوا اندماجاً توحد معه هذا المجتمع وامتزجت عناصره ، واختفت منه تلك العنصرية المختلفة ، من عربية وأسبانية وبربرية ، وبرزت بصورة واضحة قومية موحدة مؤتلفة هي القومية الأندلسية ، فنعم الأندلسيون بظلال رفاهية لم يحلموا بها من ذي قبل
مما نتج عن ذلك نهضة ثقافية شاملة كان من مظاهرها اتضاح الشخصية العلمية للأندلس ، ومن ثم قوتها واستقلالها الى حد كبير
وليس من شك في أن ظروف الأندلس في تلك الفترة قد ساعدت على هذه النهضة ، فالوحدة والاستقلال ، والأمن والرخاء ، والتحضر والرقي ، كل ذلك من شأنه أن يدفع الى حياة ثقافية ناهضة ، ويساعد على مستوى علمي رفيع ، وقد أتيح للأندلس في تلك الفترة خليفتان وفرا للناس وحدة واستقراراً هما الناصر والحكم بن عبدالرحمن
وليس أدل على نهضة الأندلس العلمية في تلك الفترة من وفرة العلماء والمؤلفات في أغلب فروع المعرفة ، تلك الوفرة التي لم تعرفها الأندلس من قبل والتي اتضحت معها الشخصية العلمية للأندلس
ففي الميدان اللغوي تأسست أول مدرسة للدراسات اللغوية بالأندلس بعد قدوم أبي على القالي سنة 340هـ
وهناك من الأندلسيين من برز في الدراسات اللغوية كأبي بكر الزبيدي صاحب " مختصر كتاب العين " وابن القوطية صاحب كتاب " تصاريف الأفعال "
وفي الحقل التاريخي كان هناك أحمد الرازي الذي يلقب بالتاريخي صاحب كتاب " أخبار ملوك الأندلس " و " أنساب أهل الأندلس " وغير ذلك كثير من كتبه ، كذلك كان هناك أبوبكر بن القوطية صاحب كتاب " تاريخ افتتاح الأندلس "
وهناك من برز بالتراجم كأبي عبد الله الخشني ومحمد المرواني وغيرهم
وأما في التفسير والحديث فقد نبغ كثيرون كابن محاسن ويعيش بن سعيد وغيرهم
وأما في الفقه ومذاهبه فقد برع عديدون كعبدالله بن أبي دليم المالكي الذي ألف كتاب الطبقات ، ومن الشافعية كان هناك عثمان الكناني وأسلم بن هاشم وأحمد بن يونس ، ومن الظاهرية كان هناك منذر البلوطي
وأما الفلسفة فقد أخذت مكانها مرة أخرى بعد أن حورب ابن مسرة في الفترة السابقة ، فعادت مدرسته من جديد ، وشاعت مبادئه وآراؤه
وعرف بالانتماء الى المدرسة المسرية كثير من أهل الفكر الأندلسيين ، ومن هؤلاء : طريف الروطي ومحمد المعافري
أما الطب فقد ازدهر في تلك الفترة ونبغ فيه أعلام كسعيد بن عبدربه وأحمد بن يونس وأخوه عمر اللذان عرفا بالمهارة في تحضير الأدوية والعلاج
وأما الرياضيات فقد نبغ كثيرون مثل عبدالله بن محمد وأبي بكر بن عيسى
فقد شارك الأندلسيون في أكثر فروع المعرفة ، وكان ذلك نتاج شيوع الحرية الفكرية بصورة جلية ، والاتصال ببعض المعارف الاغريقية واللاتينية عن طريق الترجمة، وظهور الروح القومية في الحياة الثقافية
أما في الفترة الخامسة وهي " فترة الحجابة " ، فقد شهدت فترة حكم استبدادي ، عادت معه إلى المجتمع الأندلسي كثير من أمراضه التي كان قد برئ منها في سنيه السابقة ، فقد أدى استخدام المنصور للمرتزقة من البربر والصقالبة والمسيحيين الأسبان إلى نوع من الانفصال بين الشعب والجيش والى كراهية يضمرها هؤلاء لهؤلاء وهؤلاء لتلك
هكذا كان المجتمع في فترة الحجابة مجتمعاً فيه استقرار وثراء وحضارة وترف من جانب ، وفيه عنصرية وطبقية وطمع وكراهية ونفاق ولهو وتحلل من جانب آخر ، ولسنا نبالغ إذا قلنا انه كان مجتمعاً يحمل في أعماقه بركاناً يوشك أن ينفجر ، ولكنه حتى ذلك الحين كان بركاناً خامداً يوهم بهدوئه أنه جبالاً رواسي
فسارت الثقافة الأندلسية في فترة الحجابة ، بقوة الدفع الذي دفعته في الفترات السابقة ، وخاصة في فترة الخلافة ، لذلك لانلاحظ تقدماً جدياً في أي ميدان من ميادين المعرفة ، ولا نصادف أعلاماً بارزين في أي فرع من فروع الثقافة ، باستثناء البقية الباقية من أعلام فترة الخلافة
وفي الفترة الأخيرة وهي " فترة الفتنة " عاش المجتمع الأندلسي ظروفاً قاسية ، عاش مضطرباً قلقاً ، منهار القيم شاعراً بالضياع مفعماً بالمرارة ، حيث كثر تتابع الحكام أمويين وبربر ، وحيث تعدد انسحاب جيش منهزم ليدخل آخر منتصر ، وحيث شاع التدمير والسلب و أعمال العنف التي شملت الزاهرة والزهراء وقرطبة جميعاً
ومن البديهي أن تعطل أمثال تلك الأحداث القاسية كل نشاط فكري وثقافي ، لما تسببه من انتشار للمجاعة والأوبئة وتشيع الكوارث
وهكذا ظل الغالبية العظمى من الأندلسيين – وخاصة القرطبيين – يعانون الفتنة كأشد ماتكون المعاناة ، ويكتوون بها كأقسى مايكون الاكتواء
لهذا كله شاع في المجتمع الأندلسي على عهد الفتنة ، اللهو والنفاق والانطواء والحزن والشكوى ، وكلها كرد فعل للاضطراب والقلق وانهيار القيم والشعور بالمرارة والاحساس بالضياع
وقد كان من نتائج أحداث فترة الفتنة ، أن تعطل النشاط الثقافي وخاصة في قرطبة " مسرح المأساة " ، فقد أغلقت المدارس وانفضت حلقات الدرس ، وقتل بعض العلماء ، وهاجر البعض إلى حيث يلتمس شيئاً من الأمن ، على أن ذلك لم يخمد أنفاس الثقافة الأندلسية في ذلك الحين ، فقد كانت هناك بقية من العلماء الأندلسيين الذين أدركوا الازدهار في فترة الخلافة فحفظوا للأندلس كثيراً من علمها وتراثها رغم ماكان من فتنة مبيرة
ورغم ذلك فقد خرج الورد من الشوك ، فقد كان ممن خرجتهم فترة الفتنة برغم مابها من أهوال ، عالمان جليلان لهما مكانهما في الصف الأول بين علماء الأندلس ، ولهما كذلك منزلتهما بين الأدباء ، هذان العالمان هما :- أبومحمد ابن حزم ، وأبومروان بن حيان
فابن حزم وضع مؤلفات كثيرة في فنون مختلفة ، ولو بقيت كلها لكان لها وحدها أكبر مكان في المكتبة الأندلسية ، ولكن أيدي الزمن عدت على بعض مؤلفات ابن حزم ، واستطاع البعض الآخر أن يفلت من تلك اليد العادية ، وهذا البعض الباقي من أخصب وأدسم ماخلف الأندلسيون من تراث
أما ابن حيان فقد تقلد بعض المناصب الإدارية والفنية ، فكان صاحب الشرطة ، أو صاحب المدينة في قرطبة حيناً ، كما عمل في ديوان الإنشاء لبعض رؤسائها حيناً آخر ، ولكن نشاطه الأكبر كان منصرفاً إلى كتابة التاريخ
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية الحديث عن الحضارة والثقافة الأندلسية ، على أن يكون الحديث في الجزء قبل الأخير عن :- تاريخ الأدب الأندلسي " نثراً وشعراً " ، دمتم ........ وحتى ذلك الحين أترككم برعاية الله وحفظه 0
تحياتي 