شكراً للكاتب الكبير فياض الشمري
الرياض - فياض الشمري:
شكل بقاء الرائد في دوري الاضواء اضافة مهمة لرياضة منطقة القصيم خصوصا والرياضة السعودية على وجه العموم، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي عانى منها طوال الموسم بين فنية وأخرى مالية الا انه تجاوزها في اللحظات الحاسمة، وكان عند حسن ظن جماهيره به، ولم يكن طموح ابها وقوته عائقان امام جموحه وعنفوانه، في ليلة اكتملت فيها الملامح الجميلة لفارس القصيم الاول وزعيم الرياضة فيها، وكان لجماهيره الغفيرة التي بدأت تنافس الهلال والاتحاد والنصر والاهلي التي برزت في كثرتها دورا مؤثراً في بقائه ضمن الكبار، بل انها بهرت الحكم السويسري ومن كان يتابع المباراة خلف الشاشة والحاضر في الملعب، وهذا سر تفوق الرائد واستمراره بالصورة دائما حتى لو انهكته الظروف وابعدته عن مكانه الطبيعي، فهو يلحق في الوقت المناسب، ويجلب الفرح إلى جماهيره عندما يظن انهم بحاجة ماسة لذلك، وبكل تأكيد ان اي غيور على رياضة منطقته ويهمه تطورها ورقيها سعد ببقاء الرائد لايمانه التام بأن رحيله الى الاولى يعني غياب كثير من اشعة شمس الابهار حولها، اما اولئك الذين عملوا وخططوا كما الح رئيس الرائد السابق عبدالعزيز التويجري حتى لايكون للرائد حضور الموسم المقبل مع الكبار، فقد خاب ظنهم وفشلت محاولاتهم، واصيبوا بخيبة امل وهم يرون رائد التحدي يظهر تعملقه ويكشف أصالته، ويثبت اقدامه في دوري المحترفين، وعلى مايبدو أن نجومه ارادوا اضفاء المزيد من الاثارة على الدوري عندما اختاروا الفاصلة ليعلنوا من خلالها ان الرائد ضلع ثابت بين الاندية الكبيرة.
الرائد استمر مع الكبارلماذا، لأنه لم يخطط للبقاء واقصاء المنافسين بالمكاتب والنفوذ المالي ومحاولة التأثير على قرارات الحكام، انما بقي لأنه رائد في اسمه ومحترف في إدارته وقوي في تصميمه ولافت في تحديه، اذا فاز شغل الوسط الرياضي، واذا خسر تحول الى قضية بحجم شهرته وشعبيته، كونه الوجه المشرق للرياضة في منطقته والقادر على البقاء ومقارعة الاقوياء حتى وهم يفوقونه عدة وعتاداً.
ترددت انباء ان هناك من عمل لاسقاطه خارج الملعب وفي المكاتب وضع العراقيل في مسيرته، والاستماتة خلف الكواليس، وضرب بالاخلاق والتنافس الشريف عرض الحائط، كل ذلك في سبيل ان يترك مكانه الطبيعي، لكنه لم يستسلم، بل حقق رغبة جماهيره ورد على من اراد اسقاطه بالخفاء امام الجميع وعبر الفضاء، نتيجة تصميم إدارته واخلاص لاعبيه ودعم اعضاء شرفه ووقفه جماهيره، لأنه لم يكن رائداً بالاسم فقط، ولكنه رائد في كل شئ، في منطقته هو الاشهر والاكثر سيطرة على الاعلام لاحقيته بذلك، وعندما يلعب خارجها تكون الجماهير حاضرة لمتابعة مبارياته.
ربما كان الكثير لم يلقوا بالا لتصريحات رئيس الرائد خالد السيف وهو يؤكد البقاء في دوري الاضواء عطفا على الظروف التي تعرض لها الفريق طوال الموسم، فضلا عن المحاولات الخفية من اجل ان لا يبقى، اما الان فجزم الاغلبية ان السيف لم يصرح من فراغ انما لانه يدرك ارادة النجوم وحماسهم والتفافه رجالات النادي حوله، وفوق ذلك فهو يثق ان ناديه العلامة الفارقة والمميزة في رياضة القصيم مع الاحترام للبقية الذين لهم ادوار مميزة في تعزيز قيمة التنافس في المنطقة وعلى مستوى رياضة الوطن، ويميز الرائد انه من الاندية التي تتنامى شعبيته، حتى وهو يعيش في مكانة لاتليق به، وهذا هو واقع الاندية المؤثرة اما اعضاء شرفه الكُثر فهم يختلفون من اجله ويتفقون لرفعة شأنه، لذلك يضرب بهم المثل في التكاتف مثل ماهو الحال مع رؤسائه السابقين الذين ابتعدوا عن الصفة الرسمية ولكنهم لم يبتعدوا عن عشقهم في وقت الازمات، بدليل حضور جلهم في مواجهة الحسم يرفعون من معنويات اللاعبين.
الرائد يقتبس من القصيم اصالاتها ومكانتها وقيمتها وتطورها ورقيها، ويمنح لرياضتها ابعاداً جميلة، لانشاهد كثافة الجماهير في ملاعب القصيم الا عندما يلعب ولانشعر بمتعة وحلاوة كرة القدم الا عندما ينازل الكبار في عقر داره، لهذا يجب على كل محب لرياضة القصيم ان يسعد باستمرار الرائد في دوري المحترفين، وأن لايجعل التعصب والغيرة يعشعشان في ذهنه، وبالتالي وضع العراقيل في طريقه خوفا من حجب الاضواء عن ناديه والتي حتما ستكون مسلطة على زعيم الكرة في القصيم عندما يحضر.
"رائد رياضة القصيم" اذا كان غيره يعمد الى الطرق غير المشروعة عندما تضيق به السبل وتشتد به الظروف وتعصف به المشاكل، فهو من الاندية التي لاتعتمد بعد توفيق الله الا على ذاتها وامكاناتها البسيطة مع التسلح بإرادة رجالاته، وهذا مايكشف قيمة ومكانة الاندية الكبيرة التي لاتؤثر بها خربشات الصغار ومحاولات الذين اعتادوا على ان تكون اعمالهم بعيدا عن الطرق المشروعة حتى لو ادى ذلك الى المحاولة من اجل التأثير على قرارات الحكام، والوقوف ضد من لايريدون عسى ان يخسروا من خلال الدعم (الخفي)، ولكن "رائد التحدي" لايعترف بمثل هذه الاعمال التي لاتليق الا باصحابها الذين تربوا على سوء الاخلاق والنوايا، والحصول على ماهو ليس لهم بالطرق الملتوية.
ومازل الأنصاف مستمراً