[color=#4169e1]وجثم عزيز على ركبتيه باكياً مقهوراً, وبكل ويلات الإنسحاق والعذاب يصرخ عزيز صراخ الأحرار: لعنة الأحرار عليكم يا زبانية الشيطان, لعنة الأحرار عليكم يا عبيد السلطان, لعنة الحرية عليكم أيها الأقزام .............
أم عزيز بين يدي ابنها كريم منهارة محطمة .
كريم يحضن أمه بقلب ضعيف يكاد يموت: يا أمي أرجوكِ حتماً عزيز بخير لقد ذهبت إلى مطعم المدينة وأخبرني صاحب المطعم أن عزيز يساعد الجند أن يتعرفوا على قاطع الطريق .
أم عزيز بكل ألآم الدنيا وبكاء الحرقة: وما يدري عزيز بقطاع الطريق, أخيك عزيز لا يعرف غير الورق العاري وقلمه الأسود, قطاع الطريق لا يسرقون الأقلام والأوراق .
كريم متألم من مصير أخيه عزيز و والدته الكسيرة . صاحب المطعم أخبر كريم أن رواد العربة العسكرية كبلوا عزيز بالأغلال و ساقوه كالشاة . صاحب المطعم قال لكريم: إن أخيك اقترف جرم كبير .
وفي العاشرة من ذلك الصباح تلعن إذاعة السلطان أن حكم الإعدام سينفذ بحق مجرم .
بيان الإذاعة: باسم الحرية والديمقراطية تعلن محكمة المدينة تنفيذ عقوبة الإعدام في ساحة المدينة في حق مجرم شتم الحرية, مجرم لم يعد يُكن لوطن الكرامة الحب والولاء مجرم جاحد أفضال أبطال البلاد, مجرم شتم الوالي المعظم المؤمن محرر البلاد من الاستعمار . أيها الأحرار نعلن عن تنفيذ حكم الإعدام في حق المجرم: عزيز في تمام الساعة الواحدة ظهراً إقرارا للحرية وتأكيداً للهوية . عمتم صباحاً, إذاعة الحرية من قصر الوالي المعظم المكتب الإعلامي .
تم إعدام عزيز بجريمة شتم الحرية والكرامة حين كان موقوفاً على ذمة التحقيق, وشتمه لقائد الحرية والديمقراطية حين كان موقوفاً على ذمة التحقيق . في محاكمة تاريخية وإصدار وتصديق للحكم تاريخيين لم تستغرق المحاكمة التاريخية حتى لحظة الإعدام أكثر من ساعتين .
كان لعزيز أن ينجوا من حبال المشنقة لو رضي بالملابس ذات اللون الواحد واللوحة ذات الأرقام العشرة وذهب مع الجند للسجن الكبير وبقى هناك بعض السنين حتى يشرح لكبير المحققين معنى قصاصة ورق أبلغ المخبر السري أنها كانت في معطف المجرم عزيز وتحمل خط يد المجرم عزيز .
(القصاصة الأخيرة)
لا يجعلني أغفوا في أرض عربية
إلا لأصحو في الأرض عربية
وأملي أن أصحوا على أنفاس الحرية
فأنا لا أفهم الحرية بغير اللغة العربية ......[/color]